كان محمود، وهو المعيل الوحيد لأسرته، يرزح تحت عبء ثقيل في إعالتها وتأمين قُوتها. تصوير محمد الريفي لصالح منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية.
كان محمود، وهو المعيل الوحيد لأسرته، يرزح تحت عبء ثقيل في إعالتها وتأمين قُوتها. تصوير محمد الريفي لصالح منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية.

دعم الغزّيين في تحمُّل نفقات اختيار أغذية أفضل

قصة نجاح سجّلها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة

المساعدة هي الخطوة الأولى نحو دخل أكثر استدامة

كان محمود، وهو المعيل الوحيد لأسرته، يرزح تحت عبء ثقيل في إعالتها وتأمين قُوتها. تصوير محمد الريفي لصالح منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية.

محمود الزعانين هو المعيل الوحيد لأسرته الكبيرة التي تتألف من 13 فردًا، بمن فيهم والداه المسنّان. وتعيش الأسرة في منزل صغير في بلدة بمحافظة شمال غزة. وكان محمود يعمل عامل طلاء على مدى 12 عامًا، ولكن حالته الصحية تدهورت بسبب تعرُّضه للمواد الكيماوية التي يحتويها الطلاء، مما أعاق قدرته على العمل. وقد واجه محمود صعوبات في العثور على عمل دائم له في ظل الاقتصاد المتدهور في غزة، على الرغم من الجهود التي بذلها وكفاحه في سبيل تأمين الغذاء لأسرته.

«لقد واجهت الكثير من المشاكل في توفير الغذاء لأسرتي وأمضينا أيامًا كثيرة لا نأكل فيها غير البندورة. واضطُررت إلى استدانة المال... وفي معظم الأوقات، لم أكن أستطيع شراء الدجاج لإعداد وجبة الطعام يوم الجمعة، ولكن عندما تيسّر لي ذلك، فليس في وسعك أن تتخيل السعادة التي غمرت أطفالي. كان هذا مثل عرس عندهم.» (محمود الزعانين)

وفي شهر كانون الأول/ديسمبر 2019، كانت أسرة محمود واحدة من 1,800 أسرة تم اختيارها لكي تتلقى مساعدات طارئة على مدى ستة أشهر لشراء المواد الغذائية وغيرها من المستلزمات المعيشية، في سياق مشروع تنفذه منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية بتمويل من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة

وشكّلت هذه المساعدة نقطة تحوّل في حياة محمود، حيث مكّنته من إطعام أسرته من خلال شراء المواد الغذائية، والمستلزمات المعيشية الحيوية ووقود الطهي، وادخار المال لبدء مشروع صغير يؤمّن له دخلًا مستدامًا في الوقت نفسه.

ويقول محمود: «بفضل هذه [المساعدة]، تمكنتُ من ادخار بعض من المال الذي أحصل عليه من عملي المتقطّع لشراء بسطة صغيرة لأبيع الخضار عليها. وما عدتُ أستدين المال».

ومن خلال القسائم الإلكترونية التي تقدمها منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية، تستطيع الأسر أن تؤمّن احتياجاتها الأولية، مما يمكنها من شراء الأغذية الطازجة والمستلزمات المعيشية من مجموعة متنوعة من المحلات التجارية المشارِكة في المشروع، إلى جانب مياه الشرب وإعادة تعبئة أسطوانات الغاز. ويمكن استخدام القسائم الإلكترونية في شراء المواد الغذائية والمستلزمات المعيشية الحيوية ووقود الطهي. ويقول محمود: «على مدى أسابيع، لم يكن في وسعي أن أوفر غاز الطهي... ولكن من خلال الكرت [القسيمة الإلكترونية]، نستطيع أن نعبئ الأسطوانة وأن نطهو بسهولة».

محمود يشتري المواد الغذائية من سوبرماركت محلي.

وشعر محمود بالارتياح بوجه خاص لتأمين ما يكفي من المواد الغذائية خلال شهر رمضان وما بعده. «فمثلًا، خلال شهر رمضان، لم أستطع تأمين ما يكفي من الطعام لأفراد أسرتي ليفطروا بعد صيامهم. وفي معظم الأوقات، كانت لديهم وجبة واحدة بدل اثنتين في معظم الأوقات... ولكن بمساعدة البرنامج، استخدمت الكرت لشراء مواد غذائية كثيرة ومختلفة لها لكي تتناول أسرتي طعامًا لائقًا خلال الفترة التي يغطيها الدعم».

وبسبب نهج الاتصالات على المستويات الدنيا، تمكنت منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية من إجراء تعديلات سريعة على المشروع مع بروز فيروس كورونا كخطر في غزة. فقد فعّلت المنظمة والباعة المتعاقدون معها تدابير التباعد الاجتماعي وغيرها من التدابير الوقائية على الفور حتى يتسنى لمحمود وأسرته أن يستعيدوا قسيمتهم الإلكترونية. كما استخدمت المنظمة الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية والمنشورات للتأكد من أنه وأسرته يطّلعون على المعلومات الدقيقة والآنية عن طرق توخّي السلامة في ظل الجائحة.