أسرة فلسطينية تتعرض للنزوح وسط تصاعد الغارات على مدينة غزة. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية/ أولغا تشيريفكو
أسرة فلسطينية تتعرض للنزوح وسط تصاعد الغارات على مدينة غزة. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية/ أولغا تشيريفكو

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 326 | قطاع غزة

يصدر التقريران بآخر مستجدّات الحالة الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية معًا في يوم الأربعاء أو الخميس. ويُنشر التقرير الموجز بآخر المستجدّات على صعيد الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة يوم الثلاثاء مرةً كل أسبوعين. وسوف يُنشر التقرير المقبل بآخر المستجدّات الإنسانية في قطاع غزة في 1 أو 2 تشرين الأول/أكتوبر.

النقاط الرئيسية

  • لا تزال الغارات المكثفة على مدينة غزة، بما يشمل شنّها على الخيام والبنايات السكنية والبنية التحتية، تسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
  • أُغلقت عدة منشآت صحية في مدينة غزة في شمال قطاع غزة خلال شهر أيلول/سبتمبر، مما ترك إمكانية محدودة أمام مئات الآلاف من الناس للوصول إلى الخدمات الطبية المنقذة للحياة.
  • في جنوب غزة، تفيد مجموعة المأوى بأن الظروف تبعث على القلق، إذ تُحشر الأسر في خيام مؤقتة على امتداد الشاطئ، أو تتكدس في مدارس مكتظة أو تنام في العراء وبين الأنقاض، على حين ترزح الخدمات تحت أعباء هائلة تتجاوز طاقتها.
  • لا تزال ربطة الخبز التي تزن كيلوغرامين غير ميسورة الكلفة لدى معظم السكان، إذ تباع بمبلغ يزيد عن 30 شيكلًا (9 دولارات)، بالمقارنة مع شيكلين (0.3 دولار) في المخابز التي تدعمها الأمم المتحدة في مطلع سنة 2025، وفقًا لما أفاد قطاع الأمن الغذائي به.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • واصلت القوات الإسرائيلية، على مدار الأسبوع الماضي، شن عمليات القصف المكثفة من البر والبحر والجو في شتّى أرجاء قطاع غزة، ولا سيما في محافظة غزة. ولا تزال التقارير تشير إلى شن الغارات على البنايات السكنية والخيام التي تؤوي النازحين وعلى الأشخاص الذين يسعون إلى الحصول على المعونات، كما ترد التقارير بشأن التفجيرات التي يجري التحكم فيها. كما أفادت التقارير باندلاع القتال بين الجماعات الفلسطينية المسلّحة والقوات الإسرائيلية، فضلًا عن الصواريخ التي أطلقتها تلك الجماعات باتجاه إسرائيل في 21 أيلول/سبتمبر. وبالتزامن مع أوامر النزوح، تواصلت العمليات البرية العسكرية وعمليات القصف الإسرائيلية في التسبب بموجات إضافية من النزوح، ولا سيما من مدينة غزة (انظر المزيد من المعلومات أدناه). وتشير المنظمات الشريكة في مجموعة الحماية إلى حدوث اضطرابات كبيرة في قنوات الاتصال في مختلف أنحاء محافظة شمال غزة، مما يعرقل الجهود الرامية إلى التحقق من المعلومات وتقييم خطورة الحالة في أوساط المدنيين الذين لم يبرحوا هذه المنطقة.
  • سلّط توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، في خطاب ألقاه في جلسة رفيعة المستوى عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 أيلول/سبتمبر، الضوء على الحالة الكارثية التي يعيشها الأطفال في غزة: «لقد قُصفوا، وبُترت أطرافهم، وجُوِّعوا، وأُحرقوا أحياء، ودُفنوا تحت أنقاض منازلهم، وفُصلوا عن ذويهم. وحُرموا من كل ذرة إنسانية صُمِّمت قوانين الحرب للحفاظ عليها. قُتلوا وهم نائمون، وهم يلعبون، وهم يصطفون للحصول على الطعام والماء، قُتلوا وهم يسعون لتلقي الرعاية الطبية.» ودعا فليتشر إلى التنفيذ الفوري للتدابير المؤقتة التي قضت محكمة العدل الدولية بها، والتي تُلزم إسرائيل بتيسير إتاحة الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تمسّ الحاجة إليها، كما تحدث عن الأطفال في إسرائيل ممن قُتلوا أو أُخذوا رهائن في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ودعا إلى إطلاق سراح من لم يزالوا رهن الاحتجاز.
  • أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلّة، في بيان أصدره في 23 أيلول/سبتمبر، الهجمات المتصاعدة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية في مدينة غزة، والتي أسهمت في زيادة أعداد النازحين وحذّر من احتمالية أن يكون هذا النزوح دائمًا. فعلى مدى فترة بلغت 48 ساعة بين يومي 19 و20 أيلول/سبتمبر، سجل المكتب 18 حادثة شهدت شن هجمات على بنايات سكنية وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 51 فلسطينيًا، وتشير التقارير إلى أن جميع هؤلاء القتلى تقريبًا كانوا من المدنيين. ودعا البيان الجيش الإسرائيلي إلى «التوقف عن قتل المدنيين الفلسطينيين والتدمير العشوائي لمدينة غزة، والذي يبدو أنه يهدف إلى إحداث تغيير ديمغرافي دائم، وهو ما يرقى إلى التطهير العرقي.»
  • صرح قادة في مجال العمل الإنساني وخبراء في المجاعة، في بيان صدر عنهم في 23 أيلول/سبتمبر، بأن «إسرائيل أمضت الشهر الذي أعقب إعلان المجاعة وهي تنكر وجودها، وتعرقل العمل الإنساني وتوسع نطاق هجومها العسكري في المنطقة التي تشهد المجاعة،» وأكدوا أنه لا يزال من الممكن الحيلولة دون وقوع المجاعة ودعوا زعماء العالم الذين يجتمعون في نيويورك هذا الأسبوع إلى «استخدام جميع الأدوات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية للتأكد من أن إسرائيل توقف هجومها على مدينة غزة وتسمح للمنظمات الشريكة في المجال الإنساني بقيادة الأمم المتحدة بتنفيذ استجابة شاملة وفعّالة لمواجهة المجاعة.»
  • وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 357 فلسطينيًا وأُصيب 1,463 آخرين بين يومي 17 و24 أيلول/سبتمبر. وبذلك، ارتفعت حصيلة الضحايا بين الفلسطينيين إلى 65,419 قتيلًا و167,160 مصابًا منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفقًا لما أفادت الوزارة به. كما لاحظت الوزارة أن عدد الضحايا من بين الأشخاص الذين كانوا يحاولون الحصول على المعونات ارتفع إلى 2,531 قتيلًا وما يربو على 18,531 مصابًا منذ يوم 27 أيار/مايو 2025. وفضلًا عن ذلك، جرى توثيق 440 حالة وفاة نجمت عن سوء التغذية، من بينها 147 طفلًا، منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 19 أيلول/سبتمبر، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
  • منذ يوم 17 أيلول/سبتمبر وحتى وقت الظهيرة من يوم 24 أيلول/سبتمبر، قُتل خمسة جنود إسرائيليين في غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي. وبذلك، ارتفعت حصيلة القتلى بين صفوف الجنود الإسرائيليين إلى 465 قتيلًا و2,918 مصابًا منذ بداية العملية البرية في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، حسبما ورد على لسان الجيش الإسرائيلي. ووفقًا للقوات الإسرائيلية ولما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية، قُتل أكثر من 1,665 إسرائيليًا وأجنبيًا، غالبيتهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر والفترة التي أعقبته مباشرة. وحتى يوم 24 أيلول/سبتمبر، أشارت التقديرات إلى أن 48 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم رهائن أُعلنت وفاتهم وجثثهم محتجزة فيها.
  • خلال الأسبوع الماضي، كانت الغارات التي شُنت على مدينة غزة مكثفة بصفة خاصة، بما شمل شنّها على خيام االنازحين والبنايات السكنية والبنية التحتية العامة، وقد أسفر العديد من هذه الغارات عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. وفيما يلي أبرز الحوادث التي أفضت إلى وقوع الضحايا في شتّى أرجاء قطاع غزة:
    • عند نحو الساعة 3:45 من يوم 19 أيلول/سبتمبر، قُتل طفل يبلغ من العمر أربعة أعوام وطفلة عمرها خمسة أعوام وأُصيب آخرون عندما قُصفت خيمة تؤوي أشخاصًا نازحين في منطقة المواصي بخانيونس.
    • عند نحو الساعة 10:22 من يوم 19 أيلول/سبتمبر، أشارت التقارير إلى مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قصفت مخيم النصيرات في دير البلح.
    • عند نحو الساعة 18:20 من يوم 19 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل ثمانية فلسطينيين عندما قُصفت بناية سكنية في حي تل الهوى، جنوب غرب مدينة غزة.
    • عند نحو الساعة 2:30 من يوم 20 أيلول/سبتمبر، قُتل طفلان فلسطينيان عندما قُصفت مدرسة المعتصم، التي كان النازحون يلتمسون المأوى فيها، قرب ملعب اليرموك في وسط مدينة غزة، حسبما ورد في التقارير.
    • عند الساعة 6:00 من يوم 20 أيلول/سبتمبر، قُتل ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين، من بينهم سبعة أطفال وامرأة ورجل، عندما قُصفت بناية سكنية في حي التفاح، شمال شرق مدينة غزة، حسبما نقلته التقارير.
    • عند نحو الساعة 9:30 من يوم 20 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بأن مستشفى العودة في النصيرات أعلن أنه استقبل ستة قتلى و23 مصابًا عندما قُصف فلسطينيون وهم يجمعون الحطب قرب منطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات في دير البلح. وقد شهد شهر أيلول/سبتمبر زيادة في وتيرة التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي أطلق الذخيرة الحيّة على أشخاص كانوا يجمعون الحطب في هذه المنطقة. وفضلًا عن هذه الحادثة، سجل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حوادث في أيام 17 و18 و19 و21 و22 أيلول/سبتمبر، إذ أشارت التقارير إلى مقتل ما لا يقل عن 19 فلسطينيًا، بمن فيهم طفل واحد على الأقل (هو فتى يبلغ من العمر 13 عامًا) وإصابة أكثر من 44 آخرين خلالها.
    • عند نحو الساعة 15:35 من يوم 20 أيلول/سبتمبر، قتل أربعة فلسطينيين عندما قُصفت خيمة تؤوي أشخاصًا نازحين قرب ملعب اليرموك في مدينة غزة، حسبما أفادت التقارير به.
    • في مساء يوم 20 أيلول/سبتمبر، نقلت التقارير مقتل ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا من الأسرة نفسها، بمن فيهم أربع نساء و12 طفلًا، على حين ما زال آخرون غيرهم تحت الأنقاض، عندما قُصفت ثلاث بنايات سكنية مأهولة في حي الصبرة، جنوب مدينة غزة.
    • عند نحو الساعة 22:40 من يوم 20 أيلول/سبتمبر، قُتل أربعة فلسطينيين، هم ممرض وزوجته وطفلاهما، في غارة شُنت على بناية سكنية في حي الصبرة، جنوب مدينة غزة، حسبما أشارت التقارير إليه.
    • عند قرابة منتصف النهار من يوم 21 أيلول/سبتمبر، قُتل أربعة فلسطينيين وأُصيب آخرون في غارة شُنت على حي الدرج، وسط مدينة غزة، حسبما أشارت التقارير إليه.
    • عند نحو الساعة 14:45 من يوم 21 أيلول/سبتمبر، قتُل تسعة فلسطينيين، بمن فيهم أربعة أطفال وامرأتان على الأقل، وأُصيب آخرون، عندما قُصف موقع قريب من عيادة تديرها وكالة الأونروا في مخيم البريج بدير البلح، حسبما ورد في التقارير.
    • عند نحو الساعة 9:00 من يوم 23 أيلول/سبتمبر، قُتل صيادان فلسطينيان قبالة الساحل غربي خانيونس، حسبما نقلته التقارير.
  • وفقًا لسجلات مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 2,340 شخصًا، معظمهم من الشباب والفتية، في أثناء سعيهم إلى الحصول على المعونات منذ إنشاء المواقع العسكرية لتوزيع الإمدادات في قطاع غزة في 27 أيار/مايو وحتى يوم 22 أيلول/سبتمبر. وكان من بين هؤلاء 1,218 شخصًا قُتلوا على مقربة من هذه المواقع و1,122 آخرين قُتلوا على طرق قوافل الإمدادات. وخلال الأسبوع الماضي، بين يومي 17 و22 أيلول/سبتمبر، أشارت التقارير إلى سقوط 21 قتيلًا في هذا السياق، بمن فيهم أشخاص قُتلوا بالقرب من ثلاثة مواقع عسكرية لتوزيع الإمدادات في رفح وخانيونس ووادي غزة، وآخرون من بين مجموعات من الأشخاص الذين كانوا يسعون إلى الحصول على المعونات على امتداد طريق موراغ جنوب خانيونس. ولم تسجَّل أي حوادث شهدت سقوط ضحايا قرب معبر زيكيم، الذي لم يزل مغلقًا منذ يوم 12 أيلول/سبتمبر (انظر المزيد من المعلومات أدناه).
  • في 17 أيلول/سبتمبر، أجلي 77 مريضًا للحصول على العلاج في الخارج، مع 107 من مرافقيهم. وتقدّر منظمة الصحة العالمية أنه ثمة 15,600 مريض يعانون من أمراض خطيرة أو إصابات بالغة وفي حاجة إلى الرعاية المتخصصة والمنقذة للحياة، والتي لا تعد متاحة في غزة، ينتظرون الإجلاء حاليًا. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و17 أيلول/سبتمبر 2025، لم يجرِ إجلاء سوى 7,802 من المرضى، من بينهم 5,369 طفلًا، إلى الخارج. وفي 23 أيلول/سبتمبر، أصدر 25 وزيرًا من وزراء الخارجية في أوروبا وكندا بيانًا مشتركًا دعوا فيه إلى إعادة فتح الممر الطبي الذي ييسر عمليات الإجلاء الطبي من غزة إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

إمكانية الوصول والحيز الإنساني

  • تتواصل حالات التأخير والعقبات التي تعترض عمليات نقل المساعدات الإنسانية، بما فيها البعثات التي ترسَل من جنوب غزة إلى شمالها. فلا تزال البعثات التي توافق السلطات الإسرائيلية عليها تستغرق ساعات لإنجازها وتُضطر الفِرق إلى الانتظار على طرق غالبًا ما تحفّها المخاطر أو تشهد الازدحام. فبين يومي 17 و23 أيلول/سبتمبر، ومن أصل 94 محاولة بُذلت من أجل تنسيق وصول البعثات التي كانت مقررة لإرسال المعونات في شتّى أرجاء قطاع غزة مع السلطات الإسرائيلية، جرى تيسير 35 بعثة (37 المائة) من هذه البعثات، وواجهت 13 بعثة العقبات في طريقها (14 في المائة)، ورُفضت 30 بعثة (32 في المائة) واضطرت الجهات المنظِّمة إلى سحب 16 بعثة (17 في المائة) لأسباب لوجستية أو عملياتية أو أمنية. ومنذ إغلاق معبر زيكيم في 12 أيلول/سبتمبر وحتى 22 أيلول/سبتمبر، ارتفع معدل رفض البعثات المرسلة إلى شمال غزة إلى 40 في المائة، بعدما كانت تصل إلى 18 في المائة خلال الأيام الإحدى عشرة السابقة، بين يومي 1 و11 أيلول/سبتمبر.
  • وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، لم تُستلم أي شحنة في شمال غزة منذ إغلاق معبر زيكيم (إيريز الغربي/السيافة) في 12 أيلول/سبتمبر. وكان هذا المعبر، الذي يقع في شمال غزة، يُستخدم لإدخال المساعدات إلى هذه المنطقة. ولضمان استمرار تقديم الوجبات المطهوة في الشمال، تعتمد المنظمات الشريكة في قطاع الأمن الغذائي على الإمدادات التي تَرِد إليها من الجنوب، وهو ما يشكل تحديًا بسبب الازدحام المروري على شارع الرشيد والظروف الأمنية التي تفتقر إلى الاستقرار. وحتى يوم 22 أيلول/سبتمبر، حضّرت 20 منظمة من المنظمات الشريكة في قطاع الأمن الغذائي 532,000 وجبة وسلمتها من خلال 138 مطبخًا – إذ جهّز 13 مطبخًا في الشمال 59,000 وجبة، و125 مطبخًا في وسط غزة وجنوبها 473,000 وجبة. وقد شهد شمال غزة انخفاضًا بلغ نحو 50,000 وجبة يوميًا بالمقارنة مع 109,000 وجبة في 21 أيلول/سبتمبر، وذلك عقب إغلاق بعض المطابخ المجتمعية بسبب استمرار تصاعد الهجوم العسكري على مدينة غزة. وتضطَر الأسر في مختلف أنحاء قطاع غزة وعلى نحو متزايد إلى دفع المال مقابل استخدام الأفران المشتركة لكي يتسنى لها تحضير خبزها بنفسها، فضلًا عن شراء الطحين وغيره من المكونات، بسبب افتقارها إلى غاز الطهي وارتفاع أسعار الحطب. ولا تزال ربطات الخبز غير ميسورة التكلفة في السوق، إذ تُباع الربطة التي تزن كيلوغرامين بمبلغ يزيد عن 30 شيكلًا (9 دولارات)، بالمقارنة مع بيعه مقابل شيكلين (0.6 دولار) لكل كيلوغرامين في المخابز التي تدعمها الأمم المتحدة في مطلع سنة 2025. وتعمل المنظمات الشريطة على اتخاذ التدابير التي تضمن وصول الإمدادات بأمان إلى المخابز والمستودعات من المعابر من أجل دعم استئناف عمل المخابز على نطاق واسع.
  • مع استمرار إغلاق معبر زيكيم منذ يوم 12 أيلول/سبتمبر، وتعليق حركة الشحن الواردة من الأردن عقب حادثة أمنية على جسر اللنبي في 18 أيلول/سبتمبر وإغلاق جميع معابر غزة في يومي 23 و24 أيلول/سبتمبر بسبب الأعياد اليهودية التي أعلنتها إسرائيل، بات يتعذر توقُّع خطوط الإمداد إلى قطاع غزة، وتحديدًا تلك التي تصل إلى مدينة غزة التي أصابتها المجاعة. فبين يومي 12 و22 أيلول/سبتمبر 2025، جرى استلام 436 شاحنة عبر آلية الأمم المتحدة بموجب القرار (2720) الصادر عن مجلس الأمن من معابر غزة، وذلك بالمقارنة مع نحو 1,040 شاحنة استُلمت بين يومي 1 و11 أيلول/سبتمبر، وهو ما يشكل انخفاضًا نسبته 58 في المائة.
  • وفقًا للبيانات التي نشرتها آلية الأمم المتحدة بموجب القرار (2720) الصادر عن مجلس الأمن، جرى اعتراض سبيل ما مجموعه 1,075 شاحنة محملة بالمعونات في أثناء تنقلها داخل غزة بين يومي 1 و22 أيلول/سبتمبر – إذ اعترضها مدنيون ينتابهم اليأس بصورة سلمية أو مجرمون مسلّحون بالقوة. وتمثل هذه الحوادث ما نسبته 73 في المائة من إجمالي المعونات التي جرى استلامها حتى الآن من شهر أيلول/سبتمبر، وهو ما يقوض إيصال المساعدات الإنسانية إلى حد كبير. ومن الجدير بالذكر أن مسلّحين استولوا على أربع شاحنات تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وكانت تنقل الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، والتي كانت مخصصة للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، وصادروها تحت تهديد السلاح في مدينة غزة في 18 أيلول/سبتمبر. ووفقًا للمنظمة، حرم فقدان هذه الإمدادات ما لا يقل عن 2,700 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد من التغذية التي تنقذ حياتهم.
  • لم تزل حركة الشحن على معبر الكرامة/اللنبي الحدودي معلقة منذ يوم 18 أيلول/سبتمبر بعدما أطلق سائق شاحنة أردني كان ينقل السلع إلى قطاع غزة النار وقتل جنديين إسرائيليين. وفي 23 أيلول/سبتمبر، أعلنت السلطات الإسرائيلية إغلاق المعبر أمام حركة المسافرين في كلا الاتجاهين. ويحتل هذا المعبر أهمية بالغة للواردات والصادرات التجارية وإدخال الإمدادات الإنسانية القادمة من الأردن. ففي شهر آب/أغسطس، دخل ما يقارب ربع مواد الإغاثة الإنسانية إلى غزة من خلال آلية الأمم المتحدة بموجب القرار (2720) الصادر عن مجلس الأمن عن طريق الأردن، بما فيها الأغذية والخيام وغيرها من الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها. كما أدى إغلاق المعبر إلى تعطيل مناوبات الموظفين الدوليين العاملين في المجال الإنساني وخروجهم من قطاع غزة ودخولهم إليه. وتعمل الأمم المتحدة التنسيق مع الأطراف المعنية على معالجة هذه الشواغل على نحو عاجل، وتحذر من أن استمرار إغلاق هذا المعبر دون إيجاد بدائل فعالة عنه من شأنه أن يقوض الاستجابة الإنسانية في غزة بشدة ويفرز تأثيرًا خطيرًا على تنقّل الفلسطينيين.

تضاؤل الحيز المتاح لتقديم الخدمات المنقذة للحياة في مدينة غزة

  • يهدد القصف المتواصل وأوامر النزوح وتوفر الإمدادات الأساسية على نطاق محدود استمرار تقديم الخدمات المنقذة للحياة في مدينة غزة، بما يشمل سيارات الإسعاف والمنشآت الصحية وخدمات التغذية والمطابخ المجتمعية. ولا تزال إمدادات الوقود محدودة كذلك، إذ كانت آخر مرة شهدت النجاح في إيصال الوقود في 20 أيلول/سبتمبر عندما أرسل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع 92,000 لتر إلى مدينة غزة لدعم المنشآت الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي والاتصالات.
  • في 22 أيلول/سبتمبر، أفادت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بأن غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن تدمير بناية الشوا في منطقة السامر بمدينة غزة. وكانت هذه البناية تضم منشآت إنسانية رئيسية، بما فيها مركز للرعاية الصحية الأولية كان يتبع لجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، ومركزًا تدريبيًا ومجتمعيًا تابعًا لبرنامج غزة للصحة النفسية ومكاتب عدد من منظمات المجتمع المدني الأخرى. وكان مركز برنامج غزة للصحة النفسية يقدّم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لآلاف الأشخاص، بمن فيهم الأطفال والنساء وذوي الإعاقة. ووفقًا لجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، فقد دمرت الغارة مركزها الصحي الذي كان يقدم الخدمات الحيوية، بما فيها خدمات التبرع بالدم وإجراء الفحوصات وعلاج الإصابات وأدوية السرطان وعلاج الأمراض المزمنة. وبعد هذه الحادثة، شدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على ضرورة وقف الهجمات التي تستهدف منشآت الرعاية الصحية، وحذّر من أن «استمرار تدمير المنشآت الصحية في مدينة غزة سيؤدي إلى وقوع المزيد من الوفيات ويزيد من الأعباء على كاهل المستشفيات المكتظة أصلًا في الجنوب.» وفضلًا عن ذلك، أفادت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في 24 أيلول/سبتمبر بأن مقرها الرئيسي في حي تل الهوى بمدينة غزة تعرّض للقصف. ووفقًا للجمعية، فقد أدى هذا الهجوم إلى توقف جميع منشآت الإغاثة الطبية التابعة لها في غزة عن العمل.
  • في 22 أيلول/سبتمبر، أعلنت القوات المسلحة الأردنية نقل المستشفى الميداني الأردني من منطقة تل الهوى في مدينة غزة، حيث كان يعمل منذ أكثر من 16 عامًا، إلى خانيونس، بسبب المخاوف المتصلة بسلامة طواقمه. ولاحظت القوات المسلحة الأردنية، التي أكدت استعدادها لاستئناف العمليات في مدينة غزة عندما تسمح الظروف بذلك، أن القصف المدفعي المتواصل والقصف الجوي العنيف خلال الأسابيع الأخيرة ألحقا الأضرار بواجهة المستشفى ومعداته، وأن المستشفى بات معزولًا على نحو متزايد، كما غدت الطريق المؤدية إليه محفوفة بالمخاطر.
  • في 23 أيلول/سبتمبر، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن محطة الأوكسجين في مستشفى القدس، الذي تشغّله الجمعية في حي تل الهوى بمدينة غزة، توقفت عن العمل بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليها. ونتيجة لذلك، يعتمد المستشفى حاليًا على أسطوانات الأوكسجين المعبأة مسبقًا دون غيرها، والتي يُتوقع أن تكفيه لمدة ثلاثة أيام. وأضافت الجمعية أن الآليات العسكرية الإسرائيلية تمركزت عند البوابة الجنوبية للمستشفى، مما حال دون دخول أي شخص إليه أو خروجه منه.
  • منذ يوم 1 أيلول/سبتمبر، أُجبرت أربعة مستشفيات في محافظتَي شمال غزة وغزة على إغلاق أبوابها. وبذلك، يبلغ عدد المستشفيات التي تزاول عملها في غزة 14 مستشفى فقط، من بينها ثمانية مستشفيات في مدينة غزة، وثلاثة في دير البلح وثلاثة في خانيونس. ومع ذلك، لا يعمل أي من هذه المستشفيات بكامل طاقته. والمستشفيات الأربعة التي أُخرجت عن الخدمة هي مستشفى الرنتيسي للأطفال، ومستشفى العيون، ومستشفى سانت جون للعيون في مدينة غزة ومستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في شمال غزة. ويُعد مستشفى حمد واحدًا من ثلاث منشآت رئيسية متخصصة في التأهيل في قطاع غزة، وكان يقدم خدمات التأهيل لما مجموعه 250 مريضًا في عياداته الخارجية، فضلًا عن توفير الرعاية الطبية للأشخاص الذين أصيبوا وهم يسعون إلى الحصول على المعونات في شمال غزة في نقطة علاج الإصابات التابعة له وتقديم الخدمات لنحو 200 مريض يوميًا. وكان مستشفى الرنتيسي قد تعرّض لأضرار جسيمة بفعل غارة استهدفه مباشرة قبل أيام، وقد نقل معظم معداته الطبية إلى مستشفيات الحلو والصحابة وأصدقاء المريض، وجميعها في مدينة غزة، في 21 أيلول/سبتمبر، وفقًا لمجموعة الصحة.
  • وفقًا لمجموعة الصحة أيضًا، أُجبرت 16 نقطة طبية و11 مركزًا من مراكز الرعاية الصحية الأولية على تعليق خدماتها أو إغلاق أبوابها في مدينة غزة بين يومي 1 و23 أيلول/سبتمبر. وفي الوقت نفسه، لا تزال الحالة حرجة في المستشفيات الثمانية المتبقية والمستشفى الميداني الوحيد في المدينة، إذ ترزح تلك النقاط الصحية تحت الأعباء التي يفرضها تدفق الإصابات الناجمة عن الغارات، إلى جانب تقديم الرعاية الطبية للمرضى غير المصابين.

التحديات التي تواجه نظام الرعاية الصحية في وسط وجنوب غزة

  • يشهد مجمع ناصر الطبي في خانيونس حالة بالغة السوء، إذ يواجه المرضى، ولا سيما الأطفال، نقصًا حادًا في خدمات العلاج والأسرّة. فوفقًا للمجمع، يتكدّس العشرات من هؤلاء المرضى في الممرات والغرف المشتركة، على حين تضطر الأسر إلى الجلوس على الأرض وسط شح الأدوية والرعاية الأساسية. ويُعزى الاكتظاظ الشديد إلى النزوح الجماعي الذي طال الأسر من شمال غزة، مما ترك هذه المنشأة عاجزة على استيعاب الزيادة الهائلة التي طرأت على أعداد المرضى. وفي 22 أيلول/سبتمبر، وصف الدكتور أحمد الفرّا، مدير مركز الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي، الوضع بأنه حالة غير مسبوقة من الاكتظاظ في المنشأة بكاملها، وخاصة في أقسام الأطفال. وقال: «نحن نشهد ازدحامًا شديدًا في وحدات حديثي الولادة، إذ يصل الأمر إلى أن يشترك ثلاثة أطفال في حاضنة واحدة – وهو ما يشكل سابقة خطيرة للغاية في أقسام الحضانة.» وأضاف د. الفرا أن قسم الأطفال تجاوز طاقته الاستيعابية، إذ استقبل نحو 1,000 حالة خلال 24 ساعة فقط، إلى جانب إدخال ما يقارب 200 طفل إليه على الرغم من أن الطاقة الاستيعابية للقسم لا تتجاوز 40 سريرًا. وأكد الفرا أن «هذه أرقام لم نشهد مثلها من قبل،» كما أشار إلى زيادة حادة في أعداد الأطفال الخدج والأطفال الذين يعانون من نقص الوزن عند الولادة، والذين باتوا يشكلون نسبة تتراوح من 60 إلى 70 في المائة من المواليد الجدد، بالمقارنة مع 20 في المائة قبل شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. وخلص د. الفرا إلى القول: «الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.»
  • يواجه مستشفى الأقصى في دير البلح، وكما هو حال العديد من المنشآت الصحية الأخرى، اكتظاظًا شديدًا وعدم وجود ما يكفي من الأسرة للتعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى. وعلى الرغم من أن هذا المستشفى يُعدّ الأكبر من حيث عدد الأسرّة في المنطقة، إذ يضم 350 سريرًا، فلا يزال هذا العدد غير كافٍ. وفي سياق الاستجابة للاكتظاظ الشديد وتوافد آلاف النازحين إلى المحافظة الوسطى، أقام المستشفى خيامًا طبية مجهّزة تجهيزًا كاملًا لاستقبال الجرحى، بالإضافة إلى خيمة أخرى خصصها لحالات الطوارئ، بسبب عدم توفر متسع في الأقسام الداخلية.
  • ما زال نقص الأدوية واللوازم الطبية يُضعف النظام الصحي في غزة. فقد أعلن المستشفى الميداني الكويتي التخصصي في 18 أيلول/سبتمبر عن تعليق جميع العمليات الجراحية المقررة واقتصار الخدمات التي يقدمها على إجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة دون غيرها. ويعود ذلك إلى النقص الحاد في الأدوية واللوازم الطبية وتدهور حالة المعدات والأجهزة على مدى السنتين الماضيتين. وأضاف المستشفى أنه يواجه نقصًا حادًا في اللوازم الطبية الأساسية، بما فيها أدوية التخدير والمحاليل الطبية ومواد التعقيم وأدواته والأدوات الجراحية الحيوية. وبالمثل، لا يزال نقص الدم يشكل تحديًا ملحًا يهدد حياة المرضى، في الوقت الذي لا تزال فيه وزارة الصحة تطلق المناشدات لتنظيم حملات للتبرع بالدم في جميع مستشفيات قطاع غزة.

النزوح والصراع من أجل البقاء على قيد الحياة

  • وفقًا لمجموعة إدارة المواقع، سُجل أكثر من 388,400 حالة من حالات النزوح بين يومي 14 آب/أغسطس و23 أيلول/سبتمبر، وذلك بمتوسط يقارب 9,700 حالة في كل يوم. وقد انطلق معظم النازحون من مدينة غزة، حيث يتوجه أغلب الناس نحو خانيونس ودير البلح، وهي مناطق يُتوقع أن تواجه المجاعة بحلول نهاية شهر أيلول/سبتمبر 2025، حسبما أفاد النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي به. وتُشير المجموعة إلى أن أعداد النازحين الفعلية قد تكون أعلى من ذلك، إذ ينتقل الكثيرون أيضًا في الليل عندما تكون عمليات الرصد محدودة. وفي الوقت نفسه، ما زال مئات الآلاف من الأشخاص في مدينة غزة ويواجهون «القصف اليومي والمجاعة والقيود الشديدة المفروضة على سبل بقائهم على قيد الحياة،» وفقًا لوكالة الأونروا.
  • تتسم الرحلة نحو الجنوب بطولها وخطورتها. ففي 19 أيلول/سبتمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طريق صلاح الدين، الذي فُتح لمدة لم تزد عن 48 ساعة، بات مغلقًا أمام من يريد الانتقال باتجاه الجنوب. ومنذ منتصف شهر آب/أغسطس، أصبح شارع الرشيد هو الطريق الرئيسي المتاح أمام الناس للانتقال من مدينة غزة جنوبًا. وأفاد الكثيرون أنهم انتظروا أيامًا عديدة قبل رحيلهم من أجل تأمين مكان لهم على الشاحنات ونقل ممتلكاتهم، وتفرض تكاليف النقل المرتفعة عبئًا إضافيًا على كاهل الأسر المنهكة أصلًا. وتفيد وكالة الأونروا بأن هذه التكاليف قد تتجاوز 3,000 دولار، بما تشمله من تكلفة النقل وشراء خيمة وتأمين مساحة أرض لنصبها عليها – حيثما توفرت هذه المساحة. ووفقًا للمنظمات الشريكة في مجموعة إدارة المواقع، ليس في وسع الكثير من الأسر أن تتحمل تكاليف النقل إلى الجنوب، مما يجبر بعضها على الانتقال إليه سيرًا على الأقدام. كما تواجه الأسر فترات تمتد لأيام من التأخير في أثناء تنقلها على الطرق المضنية والمزدحمة بالنازحين، مما يزيد من خطر تفرُّق أفراد الأسرة عن بعضهم بعضًا، وخاصة الأطفال دون سن العاشرة، في أحيان كثيرة، وفقًا لما شددت عليه منظمة اليونيسف. وتشير تقارير المنظمات الشريكة في نقاط الرصد الأربع على امتداد شارع الرشيد – والتي تضم منظمات شريكة تعمل على إدارة المواقع وتأمين الحماية، بما يشمل حماية الطفولة والتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي – إلى أن الطريق يشهد ازدحامًا شديدًا، حيث يغصّ بالمركبات والعربات التي تجرها الحمير وسيارات التوك توك والأعداد الكبيرة من الناس المنهكين الذين يسيرون على أقدامهم. ومع أن غالبية سكان غزة هُجروا مرات متعددة بالفعل، فإن الناس الأشد ضعفًا، ولا سيما الأطفال وكبار السن، يتحملون العبء الأكبر من هذه المعاناة، بما تشمله من خطر الإصابة بالجفاف في الطريق. وقالت ليان، وهي طالبة تبلغ 11 عامًا من عمرها، للأونروا: «من المفترض أن أكون في الصف السادس. لقد دُمرت مدرستي… لقد سئمت من الإخلاء والنزوح. هذه هي المرة السادسة التي ننتقل فيها بحثًا عن مكان آمن.»
  • بين يومي 9 و23 أيلول/سبتمبر، وصلت ست منظمات شريكة في مجال حماية الطفولة في نقاط الرصد الأربع إلى ما يربو على 24,000 شخص، من بينهم أكثر من 14,000 طفل، وقدمت الإسعاف النفسي الأولي لهم، وأحالت 44 طفلًا غير مصحوبين بذويهم إلى خدمات تتبُّع الأسر ولمّ الشمل وترتيبات الرعاية المؤقتة. كما وزعت هذه المنظمات 4,760 سوارًا تعريفيًا في مراكز الإيواء والممرات التي يسلكها النازحون والمواقع التي يقصدونها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من أجل تيسير العمل على لم شمل الأسر. ويتضمن كل سوار اسم الطفل وتاريخ ميلاده ومعلومات التواصل مع مقدم الرعاية له وتسجيل الموقع الذي نزح إليه.
  • تفيد مجموعة المأوى بأن الظروف في الجنوب تبعث على القلق، إذ تتكدس الأسر في خيام مؤقتة على امتداد الشاطئ وفي مدارس مكتظة بالنازحين، أو تضطر للنوم في العراء أو بين أنقاض المنازل المدمرة. وترزح الخدمات تحت أعباء هائلة تتجاوز طاقتها، فباتت لا تستطيع الوفاء باحتياجات الموجودين فيها أصلًا، ناهيك عن الوافدين الجدد عليها. وتشير المجموعة إلى أن غالبية النازحين يصلون من دون خيام، وأن الخيام نادرة وباهظة الثمن، إذ يصل سعرها في السوق إلى نحو 1,000 دولار أمريكي، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم الأسر بشوط بعيد. ووفقًا لمجموعة الحماية، يزيد الاكتظاظ الشديد في المواقع التي يلتمس النازحون المأوى فيها في الجنوب من مخاطر العنف والإساءة والاستغلال التي تطال جميع الفئات، والتي تنطوي على خطر إهمال الأطفال بوجه خاص، وتقوض كرامة االنازحين. كما يزيد الاكتظاظ الذي تشهده هذه المواقع من تعرُّض النساء والفتيات لمخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي بقدر متزايد. وتعاني الأسر كذلك من الضغوط النفسية والصدمات الشديدة، مما يؤجج التوتر على مستوى التجمعات السكانية وفي داخل الأسر نفسها. وفي 19 أيلول/سبتمبر، زارت بعثة مشتركة بين الوكالات، بقيادة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ثلاثة مواقع يلتمس النازحون المأوى فيها وتستضيف نحو 4,000 شخص في خانيونس، وحددت مستويات حرجة من الاحتياجات. وتشمل الفجوات الأكثر إلحاحًا الغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة والصحة والمأوى والحماية وحماية الطفولة والعنف القائم على النوع الاجتماعي وإدارة المواقع. وفي دير البلح وخانيونس، تشير مجموعة إدارة المواقع إلى وجود نحو 64 موقعًا من المواقع التي يلتمس النازحون المأوى فيها، بما فيها 25 مركزًا من مراكز الإيواء الطارئ التي تديرها وكالة الأونروا والعديد من المواقع المتفرقة على طول الشاطئ، والتي يقدّر العدد الإجمالي للمقيمين فيها بنحو 460,000 نازح، من بينهم ما يقرب من 20,600 نازح وصلوا إليها من شمال غزة مؤخرًا.

التمويل

  • حتى يوم 24 أيلول/سبتمبر 2025، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.06 مليار دولار من التمويل المطلوب وقدره 4 مليار دولار (26 في المائة) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 3.3 مليون نسمة جرى تحديدهم على أنهم في حاجة إلى المساعدات في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية خلال سنة 2025، وذلك حسب النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلّة لسنة 2025. ويخصَّص نحو 88 في المائة من هذه الأموال المطلوبة للاستجابة الإنسانية في غزة، وما يزيد عن 12 في المائة بقليل للضفة الغربية. وفي شهر آب/أغسطس 2025، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 104 مشاريع جارية بمبلغ إجمالي قدره 62.3 مليون دولار للوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (87 في المائة) والضفة الغربية (13 في المائة). ومن بين هذه المشاريع، تعمل المنظمات غير الحكومية الدولية على تنفيذ 48 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 42 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 14 مشروعًا. ومما تجدر الإشارة إليه أن 35 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع الاثنين والستين التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة تنفَّذ بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. وللمزيد من المعلومات، يُرجى الاطّلاع على صفحة خدمات المتابعة المالية على موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفحة الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة.