التنقل داخل غزة ومنها إلى خارجها خلال العام 2022

يحتاج أكثر من 60 بالمائة من الفلسطينيين في قطاع غزة إلى المساعدات الإنسانية. وتعد القيود المفروضة على تنقل هؤلاء الفلسطينيين، وعلى خروج السلع من القطاع ودخولها إليه، من جملة الأسباب الرئيسية التي تقف وراء هذه النسبة المرتفعة للغاية، إلى جانب تكرار حالات تصعيد الأعمال القتالية والانقسام السياسي الداخلي الفلسطيني وغيره من العوامل. فالحدود البرية المحيطة بغزة مغلقة، والحركة المحدودة توجَّه عبر ثلاثة معابر، اثنان منها إسرائيليان وواحد مصري. وازدادت وطأة هذه القيود عقب الحصار الذي فرضته السلطات الإسرائيلية في منتصف العام 2007. ويُحظر الخروج من غزة ودخولها عن طريق الجو والبحر. 

أبرز المستجدات 

  • في العام 2022، سُمح لعدد أكبر من الأشخاص بمغادرة غزة، مع أن تنقلهم يعد الاستثناء لا القاعدة. فلا يزال أكثر من مليوني إنسان «محبوسين» عمليًا فيها. وارتفع عدد تصاريح المغادرة التي تصدرها السلطات الإسرائيلية للعمال والتجار مما يزيد قليلًا عن 10,000 تصريح في كانون الثاني/يناير 2022 إلى أكثر من 18,000 تصريح في تشرين الثاني/نوفمبر 2022. وأتاح ذلك مغادرة عدد أكبر من الأشخاص بالمقارنة مع أي وقت مضى منذ مطلع الألفية. 

  • دخلت كميات أقل من البضائع المأذون بها عبر إسرائيل في حين استوردت كميات أكبر من مصر. وزادت كميات البضائع التي خرجت من غزة عبر الحدود الإسرائيلية أو المصرية، حيث تجاوزت للمرة أولى الأرقام السنوية التي سبقت فرض الحصار. ومع ذلك، لم تزل السلطات الإسرائيلية لا تسمح إلا بخروج سلع معينة، معظمها من المنتجات الزراعية، وتقيد دخول مئات المواد التي تصنفها على أنها ذات استخدام مدني وعسكري مزدوج. 

  • بينما تعكس الزيادة التي شهدها التنقل توجهًا إيجابيًا، فإنه لم يترجم بعد إلى تحسن ملموس في المؤشرات الإنسانية. فالضرورة تقتضي رفع الحصار بكامله وإيجاد حلول أخرى لأسبابه الجذرية. فبدءًا من تموز/يوليو 2022، بلغ معدل انعدام الأمن الغذائي 65 بالمائة بالمقارنة مع 62.2 بالمائة في حزيران/يونيو 2021، ووصل معدل الفقر إلى 65 بالمائة بعد أن كانت نسبته 59 بالمائة في العام 2021.
     

The Gaza Strip is the only part of the occupied Palestinian territory (oPt) with access to the Mediterranean Sea.

قطاع غزة هو البقعة الوحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة التي لها منفذ على البحر المتوسط. ومع ذلك، قيدت السلطات الإسرائيلية الإبحار فيه خلال العام 2022 بمساحة تراوحت من 6 إلى 15 ميلًا بحريًا قبالة الساحل ومنعت نقل الأسماك إلى مناطق أخرى بالأرض الفلسطينية المحتلة. ولا تزال هذه القيود تقوض الأمن الغذائي. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. 

تنقل الأفراد إلى إسرائيل والضفة الغربية

  • في العام 2022، سمحت السلطات الإسرائيلية بمغادرة عدد أكبر من الأشخاص. وكان عدد الأشخاص الذين سُجلت مغادرتهم، وبلغ عددهم 424,417 شخصًا، خلال هذا العام أقل بما نسبته 93 بالمائة مما كان عليه في العام 2000، قبل فرض القيود التي لا تسمح لغير الأشخاص الذين ينتمون إلى فئات معينة بتقديم طلبات للحصول على تصاريح المغادرة. ومع ذلك، يزيد هذا العدد بخمسة أضعاف عن عدد حالات المغادرة المسجلة في العام 2021، كما إنه أعلى عدد يسجل منذ العام 2004. ويغادر المسافرون في مرات متعددة في معظم الحالات. 
  • شكّل عمال المياومة نحو 83 بالمائة من عدد حالات المغادرة في العام 2022 والمرضى ومرافقوهم نحو 7 بالمائة منها. ويعمل العمال الذين يغادرون غزة في إسرائيل أساسًا، وغالبًا ما يعتمد المرضى المحالون للعلاج على الخدمات التي لا تتوفر إلا في الضفة الغربية، وخاصة في القدس الشرقية، ولا يتيسر لهم الوصول إليها إلا عبر إسرائيل. وفي العام 2022، لم تصدر الموافقة إلا على اثنين من كل ثلاث طلبات قدمها المرضى للمغادرة بحلول المواعيد المقررة لهم. 
  • لا يقع معظم الفلسطينيين ضمن الفئات المعترف بها، ولا يعدون مؤهلين بالتالي للحصول على تصاريح، حتى لو كانوا يريدون الانتقال إلى الضفة الغربية داخل الأرض الفلسطينية المحتلة وحتى لو لم تتذرع السلطات الإسرائيلية بالمخاوف الأمنية بشأنهم. وعادةً ما يعمل معبر إيريز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية خلال النهار من الأحد إلى الخميس، ويفتح في أيام الجمعة للحالات الطارئة والأجانب دون غيرهم.

خروج الأفراد من غزة إلى إسرائيل أو عبرها

""

تنقل الأفراد إلى مصر 

 

  • سمحت السلطات المصرية لعدد أكبر من الأشخاص بمغادرة غزة عبر حدودها في العام 2022. وارتفع عدد الأشخاص الذي سجلت مغادرتهم خلال هذا العام (144,899 شخصًا) بما نسبته 44 بالمائة عما كان عليه في العام 2021، وهذا يمثل أعلى عدد منذ العام 2014. 
  • منعت السلطات المصرية 4,905 أشخاص من العبور. ويقل هذا العدد بـ23 بالمائة عن العدد المسجل في العام 2021. وغالبًا ما يمنع العبور على أساس الشروط المتصلة بالعمر، وتشدَّد هذه الشروط على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 18 عامًا إلى 40 عامًا. ومع ذلك، لا تذكر الأسباب التي تقف وراء المنع. 
  • يتعين على الفلسطينيين الذين يرغبون في مغادرة غزة عبر مصر التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل أسبوعين إلى أربعة أسابيع سلفًا أو تقديم طلبات للسلطات المصرية عبر شركة محلية. وتفتقر الإجراءات والقرارات التي تتخذها هذه السلطات إلى الشفافية وتستتبع مصاريف. وغالبًا ما تكون الرحلة إلى القاهرة عبر صحراء سيناء طويلة وتشهد التوقف مرات عديدة للفحص من جانب القوات الأمنية المصرية. وعادةً ما يعمل معبر رفح خلال النهار من الأحد حتى الخميس فقط. 

مغادرة الأفراد من غزة إلى مصر

""

البضائع الواردة 

إجمالي البضائع (باستثناء الوقود والغاز) 

  • في العام 2022، دخلت كميات أقل من البضائع من إسرائيل إلى غزة، حيث دخل ما مجموعه 74,096 شاحنة محملة بالبضائع. وبينما زادت البضائع التي دخلت من إسرائيل عن الضعف مقارنة بالمتوسط الذي شهدته السنوات السبع الأولى من فرض الحصار، فقد قلت كمياتها بما نسبته 26 بالمائة خلال العام 2022 عن المتوسط السنوي البالغ 100,477 شاحنة بين العامين 2015 و2021. 
  • فتح معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية على مدى 237 يومًا. ومنذ فرض الحصار في العام 2007، لا تزال السلطات الإسرائيلية تقيد دخول البضائع التي ترى أنها ذات استخدم مدني وعسكري مزدوج، وتسمح بدخول بعضها بعد إجراءات مطولة. 
     
  • رفعت السلطات المصرية كميات البضائع التي سمحت بدخولها إلى غزة عبر حدودها إلى ما يزيد عن الضعف، حيث سمحت بدخول 32,353 شاحنة محملة بالبضائع بالمقارنة مع 14,974 شاحنة في العام 2021. وهذا أكثر بخمسة أضعاف من المتوسط السنوي البالغ 5,918 شاحنة والمسجل بين العامين 2015 و2021 وأعلى عدد يسجل منذ مباشرة إجراءات الرصد. 
  • سمح بدخول الواردات من مصر على مدى 150 يومًا. وتدخل هذه البضائع، التي لا يزال يسمح بدخولها منذ العام 2018، عبر معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية ثم عبر بوابة صلاح الدين القريبة التي تخضع لسيطرة السلطات المحلية. 
  • إجمالًا، سمح بدخول 106,449 شاحنة محملة بالبضائع الواردة إلى غزة عبر المعبر والبوابة. ويزيد هذا العدد بـ12 بالمائة عن العدد البالغ 95,335 شاحنة دخلت غزة في العام 2021 ويزيد قليلًا عن المتوسط السنوي الذي سجل 106,369 شاحنة دخلت غزة بين العامين 2015 و2021. 

البضائع الواردة (شاحنات)

""

البضائع الواردة في 2022

""

الوقود والغاز 

  • استوردت معظم كميات البترول والسولار، أكثر من 91 بالمائة، من مصر. ووردت الكمية المتبقية (9 بالمائة) من إسرائيل بالمقارنة مع نسبتها التي كانت 100 بالمائة في العام 2016. 
  • وكما هو الحال في السنوات السابقة، وردت جميع كميات السولار الصناعي المخصص لمحطة توليد الكهرباء من إسرائيل. وشكلت الكمية الكلية (145.7 مليون لتر) زيادة نسبتها 8 بالمائة بالمقارنة مع 134.5 مليون لتر في العام 2021، وارتفاعًا قدره 55 بالمائة عن المتوسط السنوي بين العامين 2015 و2021. وبلغ متوسط إمدادات الكهرباء في غزة ما متوسطه 12 ساعة في اليوم خلال العام 2022. وقد وردت هذه الإمدادات من محطة توليد الكهرباء في غزة أو من خطوط التغذية الإسرائيلية. 
  • ارتفعت واردات غاز الطهي الذي ورد معظمه (نحو 63 بالمائة) من مصر. وحتى العام 2017، كانت جميع كميات غاز الطهي تستورد من إسرائيل. وشكل المجموع الكلي، الذي بلغ نحو 92,000 طن، في العام 2022 زيادة قدرها 18 بالمائة عن العام 2021 و35 بالمائة عن المتوسط السنوي بين العامين 2015 و2021.

البترول والسولار الوارد (لتر)

""

السولار الصناعي الوارد من إسرائيل (لتر)

""

غاز الطهي الوارد (طن)

""

البضائع الصادرة 

  • شهدت كميات البضائع الصادرة زيادة كبيرة في العام 2022، حيث بلغت مستويات زادت للمرة الأولى عن الأرقام السنوية التي سجلت عشية فرض الحصار في العام 2007. وهذا يمثل ارتفاعًا قدره 66 بالمائة عن العام 2021 وانخفاضًا نسبته 35 بالمائة عن العام 2005 الذي بلغت الأرقام ذروتها فيه. 
  • من بين الشاحنات المحملة بالبضائع (7,530 شاحنة)، خرج 77 بالمائة منها عبر الحدود الإسرائيلية وما تبقى (23 بالمائة) توجه إلى مصر. وبينما لا تعد عمليات النقل إلى الضفة الغربية (السوق الخارجي الرئيسي لغزة) ممكنة إلا عبر الحدود الإسرائيلية، لا تسمح السلطات الإسرائيلية إلا بمرور أصناف وكميات محددة من البضائع. واستهل تصدير بضائع بعينها على أساس منتظم إلى مصر في آب/أغسطس 2021 ولا يزال يشهد زيادة مطردة منذ ذلك الحين. 
  • شكلت النقليات عبر إسرائيل (5,834 شاحنة) ارتفاعًا قدره 43 بالمائة عن العام 2021. ونقلت 71 بالمائة من تلك الشاحنات المنتجات الزراعية، و13 بالمائة خردة الحديد، و8 بالمائة الملابس، و8 بالمائة أصنافًا أخرى (بما فيها الألومنيوم وخردة النحاس والأثاث والأنابيب البلاستيكية والجلود). 
  • بلغت كمية الصادرات إلى مصر (1,696 شاحنة) ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في العام 2021. وكان من جملة هذه الصادرات خردة الحديد (87.5 بالمائة، وبطاريات مستعملة (11.5 بالمائة) ونحاس خردة وألومنيوم (1 بالمائة).

البضائع الصادرة (شاحنات)

""

للمزيد من المعلومات عن التنقل داخل غزة ومنها إلى خارجها، انظر 
•    التقارير الشهرية:https://ochaopt.org/publications/movement-in-and-out-of-gaza
•     الرسوم البيانية التفاعلية: https://www.ochaopt.org/data/crossings

* تستند المعلومات بشأن حالة المعابر الحدودية وعدد الشاحنات إلى البيانات التي قدمتها وزارة الاقتصاد الوطني في غزة. وتستمد المعلومات بشأن حالة معبر إيريز وعدد الأفراد الواصلين والمغادرين عبره من بيانات الهيئة العامة للشؤون المدنية. أما المعلومات عن حالة معبر رفح وعدد الواصلين والمغادرين عبره فتستند إلى بيانات الهيئة العامة للمعابر في غزة.