القاهرة، 15 تشرين الأول/أكتوبر 2025
اجتمع قادة من شتّى أرجاء العالم في شرم الشيخ قبل يومين للمصادقة على مبادرة السلام التي أطلقها الرئيس ترامب.
وقد اتضح من خلال المناقشات التي أجريتُها معهم هناك أن هذه لحظة تحمل أملًا عظيمًا ومحفوفًا بالمخاطر في الوقت نفسه. كما اتضح من ردود الأفعال العامة إزاء هذا التقدم أن الفلسطينيين والإسرائيليين وشعوب المنطقة يريدون لهذا السلام أن يسود.
ولذلك، ينبغي ألا نخفق في تنفيذ الاتفاقات المبرمة بحذافيرها. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تمكّنّا من توسيع نطاق المساعدات الإنسانية بعد شهور من الإحباط والعقبات. وقد وصلت الأغذية والأدوية وإمدادات الوقود والمياه وغاز الطهي والخيام إلى من يحتاجون إليها. وأحرزنا تقدمًا على صعيد فتح الطرق وإعادة تشغيل المخابز. وشاركنا الأسر فرحتها وارتياحها بعدما التأم شملها.
ولكننا واجهنا يوم أمس المزيد من التحديات أمام تنفيذ هذا العمل. ونحن الآن أمام اختبار حقيقي لنعرف ما إذا كنا قادرين على التأكد من أن هذه التحديات لا تعرقل التقدم الذي أصر عليه الرئيس ترامب والأمين العام للأمم المتحدة والعديد من القادة.
وحسبما وافقت حركة حماس عليه، يجب عليها أن تبذل جهودًا حثيثة لإعادة جميع جثامين الرهائن المتوفين على وجه الاستعجال. كما أشعر بقلق بالغ إزاء الأدلة التي تشير إلى ممارسة أعمال العنف بحق المدنيين في غزة.
وحسبما وافقت إسرائيل عليه، فعليها أن تسمح بدخول كميات ضخمة من المساعدات الإنسانية – آلاف الشاحنات أسبوعيًا – والتي تعتمد عليها أرواح كثيرة وأصر المجتمع الدولي عليها. ونحن في حاجة إلى فتح المزيد من المعابر وإلى نهج عملي وواقعي قائم على حل المشكلات لإزالة ما تبقى من العقبات. وقد أكدنا، طيلة هذه الأزمة، أن حجب المساعدات عن المدنيين ليس ورقة للمساومة. فتسهيل وصول المساعدات يُعدّ التزامًا قانونيًا.
وقد وضعنا خطة مدتها 60 يومًا لتوسيع نطاق المساعدات المنقذة للحياة. وبقيتُ في المنطقة هذا الأسبوع من أجل تنسيق تنفيذها. وأشكر أولئك الذين وقّعوا الاتفاقيات في شرم الشيخ على دعمهم الصريح والواضح لهذه المهمة.
أحيّي زملائي في المجتمع الإنساني بأسره، وخاصة فِرقنا في غزة والضفة الغربية ومصر والأردن والمنطقة، الذين يواصلون عملهم بإصرار لإنقاذ الأرواح مهما كانت العقبات. نحن واضحون في التزامنا بتقديم المساعدات المحايدة والقائمة على المبادئ بأقصى قدر من الكفاءة وبطريقة تضمن وصول الدعم إلى المدنيين، وليس إلى الجماعات المسلّحة. ولن نقبل بأي تدخل في عملنا على توزيع المساعدات.
لم يتوقع أحد أن تكون هذه المهمة بسيطة أو سهلة. فثمة عقبات لا تزال موجودة في الطريق. وعلينا أن نعيد بناء الثقة والأمل من خلال الأفعال. وتقتضي الضرورة ألا نهدر التقدم الهائل الذي تحقق ولا روح القيادة التي ظهرت لإنجازه. ويكمن الاختبار الحقيقي لهذه الاتفاقيات في أن تنعم الأسر بالأمان وأن يلتئم شملها، وأن يحصل الأطفال على الطعام والمأوى وأن يعودوا إلى مدارسهم، وأن يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من التطلع إلى مستقبل يعمّه قدر أكبر من الأمان والعدالة والفرص. لقد أخفق العالم مرات عديدة في الماضي – وينبغي لنا ألا نخفق هذه المرة.