دعم رفاهية الأطفال من خلال الأنشطة اللاصفية

قصة نجاح الصندوق الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة

تعيش العشرات من تجمعات الرعي في المنطقة (ج) في الضفة الغربية في بيئة من التوتّر المستمر بسبب ممارسات وسياسات الإحتلال والتي تسبب ضغطًا على السكان ليغادروا أماكن معيشتهم، مما ينتج عنه خطر النقل القسري. وإعتمادًا على التجمع السكاني، تتضمن هذه البيئة عمليات هدم متكررة وتهديدات بالهدم، ومضايقات منتظمة من جانب الجنود الإسرائيليين أو المستوطنين، وفي بعض الحالات ترويج خطط إعادة توطين رسمية من قبل السلطات الإسرائيلية، ضمن إجراءات أخرى.

طالبة أثناء ذهابها إلى المنزل من المدرسة ومقابلها يظهر التجمع الفلسطينية سوسيا. تصوير نانور أراكليان – منظمة الرؤية العالمية 2018

ان لمثل هذه الممارسات تأثير خطير بشكل خاص على الرفاهية النفسية للأطفال في هذه التجمعات، حيث يعيش العديد من الفتيات والفتيان بتوتر مستمر يؤثر على سلوكهم، بما في ذلك أدائهم في المدرسة.

على سبيل المثال، يواجه التجمع الفلسطيني سوسيا القاطن جنوب الخليل، خطة نقل رسمية، إلى جانب مخاطر الهدم وعنف المستوطنين ومضايقتهم. يعيش قاسم، وهو صبي يبلغ من العمر ثماني سنوات، في هذا التجمع مع أسرته في كوخ، ويمشي نحو كيلومتر واحد في اليوم في طريقه إلى المدرسة والعودة إلى المنزل. ونظراً للضغط والتوتر البيئي الذي يعيشه، غاب قاسم 12 يوم دراسي في فصل الخريف من عام 2017 وكان يعاني من صعوبات في التركيز في الفصل، ولم يلعب مع زملائه خلال فترات الراحة.

الأطفال يستمتعون بوقتهم خلال نشاط الإسعافات الأولية النفسية من خلال لعبة التفكير الناقد في سوسيا. تصوير جمانة رشماوي – منظمة الرؤية العالمية ( وورلد فيجن) – 2018في عام 2017، مع التمويل الذي تم تلقيه من خلال الصندوق الإنساني في الأراض الفلسطينية المحتلة، قدّمت منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن) دورة تدريبية لمدة 50 ساعة لـ 15 مرشداً مدرسيا ًمن منطقة جنوب الخليل، بما في ذلك سوسيا. تعلّم المرشدون كيفية تقديم الدعم النفسي للطلاب مثل قاسم، من خلال الأنشطة اللاصفية. وتمّ تنفيذ التدريب كجزء من مشروع يسمى "بناء قدرة المدارس الضعيفة على الصمود".

وقد تتضمن الأنشطة اللاصفية التي يوفّرها هذا الدعم مباريات كرة القدم، أداء الدراما، جلسات الموسيقى، أو أنشطة الرسم البسيطة لتقليل التوتر وزيادة التركيز لدى الأطفال وجعل الدراسة تجربة أكثر متعة. ويساعد المرشدون، وكذلك المعلمون، على تحسين إحترام الذات لدى الأطفال من خلال منحهم أدوارًا قيادية، والسماح لهم باللعب، وتشجيعهم على التفاعل مع زملائهم في الصف، ومنحهم فرصة لطرح الأسئلة.

من خلال هذا الدعم، شوهد قاسم مع صديق أو إثنين خلال العطلة، يشارك في الفصل والقراءة، وبدا إنه يحاول قصارى جهده لعدم التغيب عن البرنامج. ووفقاً لما قالته أمه، فإن "فتح كتاب لدراسته طواعية أصبح جزءاً من الأشياء التي يقوم بها أبي العودة إلى المنزل وبعد تناول الطعام، بدلاً من عزل نفسه، وهذه الأيام يتحدث اكثر مع شقيقه". وفقاً لأشرف، مستشار مجلس مدرسة قاسم، "بعد تسجيل قاسم في الأنشطة النفسية اللاصفية، أظهر تغييراً إيجابياً في أدائه التعليمي. وقد تعززت درجاته بسبب مشاركته وكتابته، ناهيك عن أنه غاب أربع مرات فقط".

تعتبرمثل هذه التدخلات أساسية للأطفال الفلسطينيين في المناطق المعرّضة للخطر لبناء القدرة على الصمود والقوة الداخلية، حتى يتمكنوا من الإستفادة بشكل أفضل من تعليمهم وحلمهم بمستقبل أكثر إشراقاً.

* ساهمت منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن) في هذه القصة.