سأتوجه غداً إلى إشبيلية من أجل المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي نشارك في استضافته مع إسبانيا.
لكن قبل أن أغادر، أود أن أقول بضع كلمات عن الوضع في غزة.
لقد هيمن الصراع بين إسرائيل وإيران على عناوين الأخبار.
ولكن لا يمكننا أن نسمح بتغييب معاناة الفلسطينيين في غزة.
إن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إيران وإسرائيل يبث الأمل.
والأمل مطلوب أكثر من أي وقت مضى.
لذا فقد حان الوقت لإيجاد الشجاعة السياسية لوقف إطلاق النار في غزة.
ففي أعقاب الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر -- والتي أدنتها بشكل لا لبس فيه -- خلقت العمليات العسكرية الإسرائيلية أزمة إنسانية ذات أبعاد مروّعة - وهي اليوم أكثر فداحة من أي وقت مضى في هذه الأزمة الطويلة والوحشية.
لقد تم تشريد العائلات مراراً وتكراراً - وهم الآن محصورون في أقل من خُمس أراضي غزة.
وحتى هذه المساحات المتقلصة تتعرض للتهديد.
فالقنابل تتساقط -- على الخيام، على العائلات، على أولئك الذين لم يتبق لهم مكان يفرّون إليه.
يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وعائلاتهم.
لا ينبغي على الإطلاق أن يكون البحث عن الطعام بمثابة حكم بالإعدام.
اسمحوا لي بأن أكون واضحا: إسرائيل، بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال، مطالبة وفقا للقانون الدولي بالموافقة على الإغاثة الإنسانية وعلى تسهيلها.
وفي الوقت نفسه، يستمر خنق العمليات الإنسانية.
فمنذ أكثر من ثلاثة أشهر، تم حظر دخول مواد الإيواء والوقود للخدمات الحيوية.
ويضطر الأطباء إلى اختيار من يحصل على آخر قارورة دواء أو آخر جهاز تنفس صناعي.
عمال الإغاثة أنفسهم يتضورون جوعاً.
لا يمكن تطبيع هذا الوضع.
فقد عبرت أخيرا حفنة من الإمدادات الطبية إلى غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي الأولى من الأمم المتحدة منذ أشهر.
ولكن هذا يؤكد فقط على الحجم الهائل للأزمة. كمية قليلة من المساعدات غير كافية.
ما نحتاجه الآن هو طفرة في المساعدات - يجب أن يتحول هذا النزر اليسير إلى محيط.
نحن بحاجة إلى إجراءات ملموسة حتى تصل المساعدات إلى جميع الناس أينما كانوا - بسرعة وعلى نطاق واسع.
إن أي عملية تقوم بتوجيه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي بطبيعتها غير آمنة.
إنها تقتل الناس.
لقد حان الوقت لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
والوصول الكامل والآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية.
ويجب إيجاد حل لمشكلة توزيع المساعدات الإنسانية.
ولا حاجة لإعادة اختراع العجلة بمخططات خطيرة.
لدينا الحل - خطة مفصلة ترتكز على المبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلالية.
لدينا الإمدادات.
ولدينا الخبرة.
خطتنا تسترشد بما يحتاجه الناس.
وهي مبنية على ثقة المجتمعات المحلية والجهات المانحة والدول الأعضاء.
وقد نجحت خلال وقف إطلاق النار الأخير.
ويجب السماح لها بالعمل مرة أخرى.
وأقول لمن هم في السلطة: مكّنوا عملياتنا كما يتطلب القانون الإنساني الدولي.
إلى أصحاب النفوذ، أقول: استخدموه.
وإلى جميع الدول الأعضاء، أقول: التزموا بميثاق الأمم المتحدة الذي التزمتم به بالأمس فقط في الذكرى الثمانين.
دعونا نجلب الإمدادات المنقذة للحياة.
دعونا نصل إلى الناس أينما وُجدوا.
ودعونا نقرّ بأن حل هذه المشكلة سياسي في نهاية المطاف.
إن الطريق الوحيد المستدام لإعادة الأمل هو تمهيد الطريق إلى حل الدولتين.
يجب أن تسود الدبلوماسية والكرامة الإنسانية للجميع.
شكرا لكم.