يشكل إغلاق معبر رفح عقبة كبيرة أمام مرضى غزة الذين يسعون إلى الوصول إلى مصر

نشرت كجزء من

قد يكون الوصول إلى المستشفيات في مصر فعلياً مسألة حياة أو موت بالنسبة لكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة. من المهم جدا بالنسبة للمرضى الذين يتعذر علاجهم داخل غزة والذين منعوا أو غير المؤهلين للوصول إلى المرافق الصحية الإسرائيلية أو الضفة الغربية عبر معبر إيريز، وكثير منهم مرضى يحتاجون إلى إجراءات لإنقاذ حياتهم.[i] في تحليل لمنظمة الصحة العالمية شمل 504 حالات حولتها وزارة الصحة إلى مصر من كانون الثاني/يناير إلى نيسان/أبريل في عام 2015، كانت الأسباب الرئيسية للتحويلات الطب النووي (15 بالمائة)، وجراحة العظام (11 بالمائة)، وجراحة المخ والأعصاب (تسعة بالمائة ) والعمليات الجراحية المتعلقة بالعين (تسعة بالمائة). ولكن، سُجل فقط 42 مريضا عبروا معبر رفح خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2015 مقارنة مع 12,594 مريضا من غزة سُجلوا في الربع الأول من عام 2013، قبل القيود التي فرضت في تموز/يوليو 2013.

أفاد مكتب الارتباط المحلي لوزارة الصحة أن الوصول للمرضى الذين ليس لديهم بطاقات هوية إسرائيلية الصدور أصبح في الآونة الأخيرة صعبا للغاية. الكثيرون من سكان غزة لديهم علاقات قوية مع أقاربهم في مصر، وغالبا الزواج المختلط. ولكن، توقفت المعالجة الإسرائيلية لطلبات لم شمل الأسرة بين سكان قطاع غزة والأزواج من غير غزة عدة مرات منذ عام 1993، وتوقفت تماما بعد الأعمال القتالية في 2008/2009. ما يقدر بنحو 35,000 شخص ينتظرون بطاقات الهوية التي من شأنها أن تسمح لهم بالسفر من قطاع غزة.

حركة البضائع عبر معبر رفح تراجعت أيضا

خلال الفترة من كانون الثاني/يناير 2013 إلى حزيران/يونيو 2014، سُمح بمرور 713 شاحنة في الشهر في المتوسط، محملة بشكل رئيسي بمواد البناء المخصصة لمشاريع البنية التحتية التي تمولها دولة قطر وإمدادات الإغاثة، عبر معبر رفح إلى قطاع غزة. ولم تدخل أية شاحنة محملة غزة عبر معبر رفح بعد 3 تموز/يوليو للفترة المتبقية من عام 2014، واستمر هذا الاتجاه في عام 2015. دخلت 13 شاحنة فقط من المساعدات بحلول نهاية نيسان/أبريل، رغم أنه تم توجيه بعض المساعدات من خلال معبر تسيطر عليه إسرائيل.

حمد ماضي

محمد ماضي، قبل وفاته بيوم واحد، 4 أيار/مايو (فيديو وطن)محمد ماضي، 36 عاما، عاش مع زوجته وأطفاله الأربعة في رفح. ترك وظيفته كسائق في ربيع 2014 عندما أصبح مريضا وبدأ يفقد الوزن. قضى محمد أشهرا وهو يذهب إلى عدد من الأطباء قبل أن يتم تشخيصه في النهاية بأنه يعاني من داءُ هودجكن (سرطان الغدد الليمفاوية)، حيث شخصه أخصائيو أمراض الدم بمستشفى الشفاء. وقد احتاج للعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، وهي غير متوفرة في غزة. دائرة التحويلات في وزارة الصحة الفلسطينية حولت محمد لتلقي العلاج المتقدم في مستشفى إسرائيلي. وعندما قدم محمد طلبا للحصول على تصريح للسفر من غزة، رفضت السلطات الإسرائيلية ذلك على أساس أنه ليس لديه بطاقة هوية صادرة عن السلطات الإسرائيلية.

محمد دخل قطاع غزة من مصر في عام 2000 بتصريح زائر إسرائيلي، وتزوج وقدم طلبا لجمع شمل الأسرة لم يتم منحه له قط. ونصح مكتب الارتباط المحلي محمد لتغيير وجهة التحويل إلى مصر، ولكن مع إغلاق معبر رفح، كانت فرص السفر إلى مصر ضئيلة. ناشد محمد من خلال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة لكن تم إبلاغه بأن مثل هذه الحالة يمكن أن تستغرق عدة أشهر وربما تكون فقط مضيعة للوقت.

تدهورت الحالة الصحية لمحمد وأمضى الأسبوع الأخير من حياته في مستشفى النجار في رفح، وهو غير قادر على الحركة، وأسرته ما زالت تنتظر فتح الحدود، حتى وفاته في 4 أيار/مايو.

معبر رفح

أنشئ معبر رفح في عام 1982 بعد الانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء المصرية. وأدارت سلطة المعابر الإسرائيلية المعبر حتى أكملت إسرائيل الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة في أيلول/سبتمبر 2005. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2005، تم نقل السيطرة على المعبر إلى السلطة الفلسطينية، وبعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي التي تشكلت لمراقبة تشغيل المعبر كجزء من اتفاق بوساطة الولايات المتحدة بشأن الحركة والوصول بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

في حزيران/يونيو 2006، في أعقاب أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بدأ معبر رفح يعمل على أساس غير منتظم. وفي حزيران/يونيو 2007 عقب سيطرة حماس على قطاع غزة، علقت بعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي العمليات في رفح، على الرغم من أن المعبر استمر يفتح لمدة يومين أو ثلاثة كل شهر لحالات مقررة، ولكن غير منتظمة تم فتحه فيها للسماح بمرور محدود لمارة فلسطينيين محددين (انظر الرسم البياني). في حزيران/يونيو 2010 في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية المتجه إلى غزة، أعادت السلطات المصرية فتح المعبر على أساس أكثر انتظاما في كلا الاتجاهين، وكذلك سمحت بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر المعبر. ارتفع عدد الفلسطينيين المارين من المعبر بشكل مطرد على مدى السنوات الثلاث التالية، مع ما يقرب من 420,000 عبروا في كلا الاتجاهين في عام 2012، حين كان معبر رفح مفتوحا لما مجموعه 312 يوماً. واستمر هذا الاتجاه في الأشهر الستة الأولى من عام 2013، عندما عبر 40,000 شخص شهريا (في كلا الاتجاهين).


[i] وتشمل هذه الحالات زراعة الكبد أو الكلى؛ جراحات الليزر للحنجرة وأمراض سرطان الحلق الأخرى؛ الجراحة الشعاعية بسكين جاما؛ العلاج بالنظائر المشعة والعلاج الكيميائي.