فلسطينيون نازحون من مدينة غزة ينتظرون في ازدحام مروري شديد على شارع الرشيد المؤدي إلى الجنوب. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية/أولغا تشيريفكو
فلسطينيون نازحون من مدينة غزة ينتظرون في ازدحام مروري شديد على شارع الرشيد المؤدي إلى الجنوب. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية/أولغا تشيريفكو

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 323 | قطاع غزة

يصدر التقريران بآخر مستجدّات الحالة الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية معًا في يوم الأربعاء أو الخميس. ويُنشر التقرير الموجز بآخر المستجدّات على صعيد الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة يوم الثلاثاء مرةً كل أسبوعين. وسوف يُنشر التقرير المقبل بآخر المستجدّات الإنسانية في قطاع غزة في 24 أو 25 أيلول/سبتمبر.

النقاط الرئيسية

  • لحقت الأضرار بـ 11 مقرًا تابعًا للأونروا تستخدم كمراكز إيواء في حالات الطوارئ لنحو 11,000 نازح في مدينة غزة، على مدار خمسة أيام.
  • يؤدي الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية المدنية، مقترنًا بالتعطيل الشديد للعمليات الإنسانية والقيود المفروضة على الوصول، إلى انهيار آخر شرايين الحياة المتبقية للمدنيين في مدينة غزة.
  • وقعت حوالي نصف حركات النزوح البالغ عددها أكثر من 246,800 حركة نزوح سُجِّلت منذ منتصف شهر آب/أغسطس على مدار الأسبوع الماضي، مع تقارير تفيد بتزايد عدد الأسر النازحة التي تنام في الشوارع أو في خيام مؤقتة وتكافح من أجل البقاء على قيد الحياة.
  • حدَّدت المنظمات الشريكة في مجال التغذية نحو 28,000 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال دون سن الخامسة في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، وهو ما يتجاوز العدد الإجمالي لحالات سوء التغذية التي تم تحديدها في الأشهر الستة الأولى من عام 2025.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • واصلت القوات الإسرائيلية، على مدار الأسبوع الماضي، شنّ عمليات القصف المكثفة من البر والبحر والجو في شتّى أرجاء قطاع غزة، ولا سيما في محافظتيْ غزة وشمال غزة. ولا تزال التقارير تشير إلى شنِّ الغارات على البنايات السكنية (بما فيها البنايات الشاهقة) والخيام والمدارس التي تأوي النازحين والأشخاص الذين يسعون إلى الحصول على المساعدات، إلى جانب تقارير عن تدمير أحياء بأكملها من خلال عمليات تفجير متحكم فيها. وفي 10 أيلول/سبتمبر، كرّر الجيش الإسرائيلي أوامره بنزوح جميع المدنيين في مدينة غزة إلى منطقة محددة في منطقة المواصي. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، تم استخدام مجموعة من الوسائل العملياتية لتحذير سكان مدينة غزة بوجوب إخلائها، بما فيها نشر الرسائل الصوتية، إلقاء المنشورات، إرسال الرسائل النصية وإجراء المكالمات الهاتفية من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من السكان. وفي 16 أيلول/سبتمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وسّع نطاق عملياته البرية في مدينة غزة في 15 أيلول/سبتمبر، حيث قصف أكثر من 850 هدفًا خلال الأسبوع الماضي، مع استمرار عملياته في رفح وخانيونس. وبالتزامن مع أوامر النزوح، تواصلت العمليات البرّية العسكرية الإسرائيلية والقصف المكثف في مدينة غزة بصفة خاصة، مما أسفر عن نزوح موجات إضافية من سكانها (أنظر المزيد من المعلومات أدناه).
  • في 10 أيلول/ سبتمبر، حذّر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من الهجمات التي تُشنّ على المباني السكنية والعناصر الضرورية لحياة المدنيين. وفي 16 أيلول/ سبتمبر، أصدر المكتب بيانًا كرّر فيه دعوته للقوات العسكرية الإسرائيلية إلى وقف التدمير العشوائي لمدينة غزة على الفور، والذي يبدو أنه «يهدف إلى إحداث تحول ديموغرافي دائم، وهو ما يرقى إلى التطهير العرقي.» وأشار المكتب إلى أن «القصف المستمر للمباني السكنية في مدينة غزة يدمر آخر عنصر قابل للحياة من البنية التحتية المدنية في غزة، مما يقوّض أي احتمال لبقاء المدنيين على قيد الحياة.»
  • في 17 أيلول/سبتمبر، دعا قادة أكثر من 20 وكالة إغاثة رئيسية تعمل في غزة زعماء العالم إلى التدخل العاجل، بعد أن خلّصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل، إلى أن إبادة جماعية يجري ارتكابها. ومع تدمير مدن بأكملها، وتهجير جماعي، وانتشار المجاعة، أعلنوا: «بصفتنا قادة إنسانيين، فقد شهدنا مباشرة الموت والمعاناة المروعة لشعب غزة. لم يتم الالتفات إلى تحذيراتنا ولا يزال آلاف الأرواح معرّضة للخطر.» ودعوا الدول إلى احترام القانون الدولي «واستخدام كافة الوسائل السياسية والاقتصادية والقانونية المتاحة لها للتدخل.»
  • وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 416 فلسطينيًا وأُصيب 2,194 آخرين بين يومي 10 و17 أيلول/سبتمبر. وبذلك، ارتفعت حصيلة الضحايا بين الفلسطينيين إلى 65,062 قتيلًا و165,697 مصابين منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفقًا لما أفادت الوزارة به. كما لاحظت الوزارة أن عدد الضحايا من بين الأشخاص الذين كانوا يحاولون الحصول على المعونات ارتفع إلى 2,504 قتيلًا وما يربو على 18,381 مصابًا منذ 27 أيار/مايو 2025. وفضلاً عن ذلك، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، جرى توثيق 432 حالة وفاة ناجمة عن سوء التغذية، من بينها 146 طفلاً، منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 17 أيلول/سبتمبر. وتشير البيانات التفصيلية المحدّثة التي نشرتها الوزارة في 27 آب/أغسطس إلى توثيق أربع وفيات ناجمة عن سوء التغذية في عام 2023، و49 وفاة في عام 2024 و260 وفاة في الفترة الممتدة من شهر كانون الثاني/يناير إلى 27 آب/أغسطس 2025 من بين هذا العدد الكلي.
  • أفادت التقارير بمقتل ثلاثة من العاملين في مجال تقديم المعونات في غزة، خلال الأسبوع الماضي. ففي 15 أيلول/سبتمبر، أفاد معهد تامر للتعليم المجتمعي أن أحد موظفيه، وهو مسؤول عن إدارة الحالات، قُتل في اليوم السابق. وفي بيان صدر في 17 أيلول/سبتمبر، أفادت منظمة أطباء بلا حدود عن وفاة أحد موظفيها في 16 أيلول/سبتمبر متأثرًا بالجراح التي أصيب بها من شظايا قذيفة خلال غارة جوية إسرائيلية بالقرب من خيمته قبل خمسة أيام. وفي اليوم نفسه، أفاد مركز العمل التنموي «معًا» أن أحد موظفيه قُتل في مدينة غزة مع مجموعة من الأشخاص بينما كان يجمع متعلقاته من أجل إخلاء منطقة الشيخ رضوان إلى جنوب قطاع غزة. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 543 من العاملين في مجال تقديم المعونات، من بينهم 373 موظفًا من موظفي الأمم المتحدة وأفراد فرقها، و54 من موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومتطوعيها، وأربعة من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر و112 من العاملين في المجال الإنساني لدى منظمات غير حكومية وطنية ودولية، بعضهم أثناء أداء عملهم.
  • منذ 10 أيلول/ سبتمبر وحتى وقت الظهيرة من يوم 17 أيلول/ سبتمبر، لم يُقتل أي جندي إسرائيلي في غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي. وبلغ عدد الضحايا بين صفوف الجنود الإسرائيليين 460 قتيلاً و2,898 مصابًا منذ بداية العملية البرية الإسرائيلية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حسبما أفاد الجيش الإسرائيلي. ووفقًا للقوات الإسرائيلية وما نقلته وسائل الإعلام عن المصادر الرسمية الإسرائيلية، قُتل أكثر من 1,660 إسرائيليًا وأجنبيًا، غالبيتهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر والفترة التي أعقبته مباشرة. وحتى يوم 17 أيلول/سبتمبر، أشارت التقديرات إلى أن 48 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم رهائن أُعلنت وفاتهم وجثثهم محتجزة فيها.
  • لا تزال التقارير تفيد بوقوع غارات على مراكز إيواء النازحين والمباني السكنية والبنية التحتية العامة والأشخاص الذين كانوا يسعون إلى الحصول على المعونات. ومن أبرز تلك الأحداث التي وقعت على مدى الأسبوع الماضي ما يلي:
    • عند نحو الساعة 16:55 من يوم 10 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل فلسطيني أثناء قيامه بجمع الحطب بالقرب من منطقة المغراقة، شمال مخيم النصيرات، في دير البلح.
    • عند نحو الساعة 19:55 من يوم 10 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين وإصابة 19 آخرين عندما قُصف كشك تجاري في مخيم النصيرات في دير البلح.
    • عند نحو الساعة 06:15 من يوم 11 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين وإصابة 49 آخرين أثناء سعيهم للحصول على المعونات بالقرب من أحد مواقع التوزيع الخاضعة للسيطرة العسكرية في وادي غزة، في دير البلح.
    • عند نحو الساعة 17:00 من يوم 11 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 17 فلسطينيًا أثناء سعيهم للحصول على المعونات وإصابة العديد غيرهم وهم ينتظرون الشاحنات المحمّلة بالإمدادات في بيت لاهيا، شمال غزة.
    • عند نحو الساعة 09:00 من يوم 12 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 14 شخصًا، من بينهم نساء وأطفال، كما أشارت التقارير إلى أن هناك عشرات الآخرين في عداد المفقودين، وذلك إثر تعرّض مبنى سكني للقصف غرب جباليا، شمال غزة.
    • عند نحو الساعة 11:20 من يوم 12 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بإصابة ما لا يقل عن 17 شخصًا عندما قُصفت خيمة تؤوي النازحين جنوب المواصي غرب خانيونس.
    • عند نحو الساعة 14:25 من يوم 12 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل فلسطيني أثناء قيامه بجمع الحطب شمال مخيم النصيرات في دير البلح.
    • عند نحو الساعة 15:15 من يوم 13 أيلول/سبتمبر، تعرّض مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية للقصف والتدمير في تل الهوا بمدينة غزة. وأدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين هذا الهجوم ودعت إلى محاسبة المسؤولين عنه وعن الهجمات الأخرى بحق الصحافة في غزة.
    • عند نحو الساعة 11:35 من يوم 13 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة فلسطينيين، من بينهم امرأة ورجلان، وإصابة 27 آخرين عندما قُصف مبنى سكني في حي الصبرة، جنوب مدينة غزة.
    • عند نحو الساعة 23:00 من يوم 13 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل ستة فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، وإصابة آخرين عندما قُصفت خيمة تؤوي النازحين غرب دير البلح.
    • عند نحو الساعة 09:45 من يوم 14 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن أربعة فلسطينيين وإصابة 25 آخرين أثناء سعيهم للحصول على المعونات بالقرب من أحد مواقع التوزيع الخاضعة للسيطرة العسكرية في منطقة الشاكوش، شمال غرب رفح.
    • عند نحو الساعة 14:30 من يوم 14 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن سبعة فلسطينيين، وأبلغ عن وجود آخرين في عداد المفقودين وهم محاصرين تحت الأنقاض، عندما تعرّض مبنى أو أكثر داخل الجامعة الإسلامية للقصف المتتالي في حي الرمال، بوسط مدينة غزة، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات للسكان بإخلاء المنطقة. وكان مبنى واحد على الأقل يؤوي النازحين الذين عادوا لجمع مقتنياتهم بعد الغارة الثانية عندما تعرّض المبنى مرة أخرى لقصف بصواريخ شديدة الانفجار.
    • عند نحو الساعة 03:30 من يوم 16 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل 12 فلسطينيًا، من بينهم طفلان على الأقل، وإصابة نحو 40 وفقدان آخرين تحت الأنقاض إثر قصف مبنى سكني في مخيم الشاطئ، شمال غرب مدينة غزة.
    • عند نحو الساعة 15:00 من يوم 15 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بأن شاحنة مياه تعرّضت للقصف بالقرب من مدرسة في الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة، مما أسفر عن إصابة عدد غير معروف من الفلسطينيين.
    • عند نحو الساعة 12:00 من يوم 16 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بأن مدرسة تعرّضت للقصف في منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد غير محدد من الفلسطينيين.
  • وفقًا لسجلات مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 2,319 شخصًا كانوا يسعون إلى الحصول على المعونات منذ إنشاء نظام التوزيع الخاضع للسيطرة العسكرية في قطاع غزة في 27 أيار/مايو وحتى يوم 17 أيلول/سبتمبر. وكان من بين هؤلاء 1,202 شخصًا قُتلوا على مقربة من هذه المواقع و1,117 آخرين قُتلوا على طرق قوافل الإمدادات. ومن بين العدد الإجمالي، قُتل 210 أشخاص في الأسبوعين الأولين من شهر أيلول/سبتمبر. وفي حين أن معظم الضحايا سقطوا نتيجة إطلاق الذخيرة الحيّة عليهم، حسبما ورد في التقارير، فقد قُتل ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين في غارة جوية أثناء سعيهم للحصول على المعونات بالقرب من منطقة السودانية، الواقعة غرب شمال غزة، في 11 أيلول/سبتمبر.
  • منذ 12 أيلول/سبتمبر، جرى إغلاق معبر زيكيم (إيريز)، الذي يُستخدم عادةً لجمع المساعدات الغذائية المتجهة إلى شمال غزة. ونتيجة لذلك، لم تتمكن المنظمات الشريكة في قطاع الأمن الغذائي من إيصال أي مساعدات غذائية إلى شمال غزة، بما فيها مدينة غزة، حيث ما زال يقطن مئات الآلاف من السكان، وحيث تم تأكيد حدوث مجاعة من صنع الإنسان في 22 آب/أغسطس. وفي 12 أيلول/سبتمبر أيضًا، أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء أعمال توسيع معبر 147 (المعروف أيضًا باسم كيسوفيم)، بهدف زيادة حجم المساعدات التي تدخل المنطقة المخصصة في المواصي. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه بعد الانتهاء من الأعمال، من المفترض أن تزداد سعة المعبر إلى 150 شاحنة في اليوم، أي ثلاثة أضعاف السعة الحالية، مما سيمكن من زيادة دخول المساعدات، وخاصة المواد الغذائية.
  • تتواصل حالات التأخير والعقبات التي تعترض عمليات نقل المساعدات الإنسانية، لا سيما البعثات المتجهة من جنوب غزة إلى شمالها. فلا تزال البعثات التي تصدر السلطات الإسرائيلية الموافقة بشأنها تستغرق ساعات لإنجازها، وتُجبر الفرق على الانتظار على طرق غالبًا ما تحفّها المخاطر أو تشهد الازدحام. فبين يومي 10 و16 أيلول/سبتمبر، ومن بين 117 محاولة بُذلت من أجل تنسيق وصول البعثات التي كانت مقرّرة لإرسال المعونات في شتّى أرجاء قطاع غزة مع السلطات الإسرائيلية، جرى تيسير 52 بعثة (44 بالمائة)، وواجهت 24 بعثة العقبات في طريقها (21 بالمائة)، ورُفضت 23 بعثة (20 بالمائة)، واضطرت الجهات المنظِّمة إلى سحب 18 بعثة لأسباب لوجستية أو عملياتية أو أمنية (15 بالمائة). وشملت هذه المحاولات 68 بعثة إلى شمال غزة، جرى تيسير 31 منها، ورفضت 20 بعثة، وواجهت 4 بعثات العقبات في طريقها، واضطرت الجهات المنظِّمة إلى سحب 13 بعثة. ومنذ إغلاق معبر زيكيم في 12 أيلول/سبتمبر وحتى 16 أيلول/سبتمبر، ارتفع معدل رفض البعثات المتجهة إلى شمال غزة إلى 41 بالمائة، بعد أن كان 13 بالمائة في الأيام الخمسة السابقة، بين يومي 7 و11 أيلول/سبتمبر.
  • شملت البعثات التي تم تيسيرها في جنوب وشمال غزة بعثة لنقل الوقود إلى مدينة غزة، وبعثة لاستلام الإمدادات الطبية من معبر كرم أبو سالم، وبعثة لنقل إمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى شمال غزة. وكان من بين البعثات التي رُفضت بعثات مقرّرة لانتقال فرق الطوارئ الطبية والموظفين ونقل إمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. ومن بين البعثات الـ 24 التي جرت عرقلتها، أُنجزت سبع بعثات بالكامل على الرغم من العقبات التي اعترضت طريقها، بما فيها البعثات المقرّرة لاستلام إمدادات من معبر كرم أبو سالم وإصلاح الطرق. ولم تُنجز بعثتان، بما فيها بعثة لتمركز سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني حول قوافل المساعدات القادمة من معبر كرم أبو سالم، وأُنجزت البعثات الخمس عشرة المتبقية جزئيًا، بما فيها بعثات توجهت لاستلام إمدادات الوقود وغيرها من الإمدادات من معبر كرم أبو سالم. وبشكل عام، شملت ثماني بعثات استلام إمدادات الوقود ونقلها، فيما خُصصت 30 بعثة لاستلام إمدادات أخرى من معابر غزة.
  • في 17 أيلول/سبتمبر، أفادت مجموعة الاتصالات في حالات الطوارئ عن انقطاع كبير في خدمات الإنترنت والخطوط الأرضية في مدينة غزة وشمال غزة، في حين لا تزال شبكات الهاتف المحمول تعمل، عقب الأضرار التي لحقت بكابلات الألياف الضوئية على طول الطريق بين غزة وإيريز. ويسلّط هذا الانقطاع، الناجم عن الهجوم المكثف على مدينة غزة، الضوء على الهشاشة الشديدة للبنية التحتية للاتصالات في غزة، التي تعاني بالفعل من انقطاعات الكهرباء المتكررة وشحّ الوقود والقيود المفروضة على الوصول. وحذّرت المجموعة من أن المزيد من الأضرار أو التأخير في الإصلاحات قد يؤدي إلى انهيار كامل للاتصالات، مما يحرم المدنيين والعاملين في المجال الإنساني من المعلومات والتنسيق الضروريين لإنقاذ الأرواح.

تدهور إمكانية الحصول على الرعاية الصحية

  • لا يزال النظام الصحي في غزة يرزح تحت أعباء الأعداد الكبيرة من المصابين الذين يتدفقون عليه، وذلك وسط النقص الحاد في وحدات الدم، حيث أفادت وزارة الصحة في غزة في 15 أيلول/سبتمبر بأن مخزون أكياس الدم وأدوات نقل الدم ومعدات الفحص في مخازن المختبرات قد نفد بالكامل. وأفادت مجموعة الصحة أن هناك حاليًا نحو 1,793 سريرًا للمرضى الداخليين في المستشفيات لجميع سكان غزة، مما أدى إلى معدلات إشغال تتراوح بين 180 و300 بالمائة في 17 مستشفى (من إجمالي 36 مستشفى) لا تزال تعمل، جميعها بصورة جزئية. وفي مدينة غزة، تهدد إمكانية الوصول المحدودة إلى إمدادات الوقود استمرار عمل المنشآت الصحية وخدمات الإسعاف، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وفي 15 أيلول/سبتمبر، حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن الرعاية الصحية للأمهات في مدينة غزة قد تضرّرت بشدة، حيث أن معظم المنشآت الصحية التي تخدم 23,000 امرأة حامل معرّضة الآن لخطر الإغلاق الوشيك. ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، تلد 15 امرأة على الأقل كل أسبوع في غزة خارج المستشفيات أو المنشآت الصحية، دون وجود قابلة متخصصة، مما يعرّض حياة الأمهات والمواليد الجدد للخطر.
  • وسط تدهور النظام الصحي في غزة، سلّطت منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود الضوء على المرضى من ذوي الحالات العصيبة الذين يحتاجون إلى إجلاء طبي، والذين يقدر عددهم بأكثر من 15,600 مريض، حتى 10 أيلول/سبتمبر. وصرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن المنظمة دعمت عمليات إجلاء أكثر من 7,640 مريضًا، من بينهم 5,300 طفل و2,660 مرافقًا، منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأضاف أن أكثر من 700 شخص توفوا أثناء انتظار الإجلاء الطبي، من بينهم ما يقرب من 140 طفلاً، ودعا الدول إلى استقبال المرضى من ذوي الحالات العصيبة من غزة، ودعا إسرائيل إلى السماح للأشخاص بتلقي العلاج في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
  • لا تزال الهجمات على المنشآت الصحية مستمرة. فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، سُجل ما مجموعه 793 هجومًا على المنشآت الصحية حتى 11 أيلول/سبتمبر، حيث طالت 125 هجمة منها المنشآت الصحية، وألحقت أضرارًا بـ 34 مستشفى. وفي 14 أيلول/سبتمبر، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن القوات الإسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًا على بعد أقل من 50 مترًا من مستشفى القدس في مدينة غزة، مما تسبب في أضرار جسيمة للمستشفى ومكاتبه الإدارية والمباني المجاورة. وفي 16 أيلول/سبتمبر، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعرّض مستشفى الرنتيسي للأطفال، الواقع أيضًا في مدينة غزة، لهجوم أسفر عن أضرار جسيمة في خزانات المياه على السطح وأنظمة الكهرباء والاتصالات وبعض المعدات الطبية. وأضافت المنظمة أن 40 مريضًا فرّوا بحثًا عن الأمان بينما بقي 40 آخرون، من بينهم أربعة أطفال في وحدة العناية المركزة للأطفال وثمانية مواليد جدد. ولم ترد تقارير تفيد بوقوع إصابات. ويقدم هذا المستشفى خدمات متخصصة، بما في ذلك علاج الأورام وغسيل الكلى والعناية التنفسية وأمراض الجهاز الهضمي للأطفال. ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى حماية العاملين في مجال الصحة والمنشآت الصحية والمرضى، وشدّد على أنه «لا يمكن لغزة أن تتحمل خسارة المزيد من المستشفيات.»

النزوح والصراع من أجل البقاء

  • وفقًا لمجموعة إدارة المواقع، فإن غالبية حالات النزوح البالغ عددها 246,800 حالة والتي سُجلت منذ 14 آب/أغسطس كانت من مدينة غزة، و80 بالمائة منها (أكثر من 197,976 حالة) سُجّلت من شمال غزة إلى جنوبها عبر شارع الرشيد (الساحلي). وفي ظل تكثيف القصف وإصدار أوامر النزوح، يزداد معدل النزوح، حيث سُجّلت حوالي 125,600 حركة نزوح بين 10 و17 أيلول/سبتمبر، وهو ما يمثل 51 بالمائة من جميع حركات النزوح التي لوحظت منذ 14 آب/أغسطس. ومع ذلك، فإن معظم المناطق في جنوب غزة مكتظة بالفعل، وتفتقر إلى مراكز إيواء مناسبة ومرافق صرف صحي آمنة، والخدمات المتوفرة بالكاد تكفي لتلبية احتياجات الأشخاص الموجودين هناك بالفعل. وفي هذا السياق، قالت منظمة «كير» في بيان صدر مؤخرًا: «إن اتّخاذ قرار البقاء أو المغادرة هو خيار شبه مستحيل بالنسبة للأشخاص المنهكين من الحرب، الذين لا يوجد ما يضمن لهم المأوى أو الأمان في الجنوب.»
  • يواجه الأشخاص الذين يقرّرون الانتقال طريقًا محفوفًا بالمخاطر وشاقًا. ففي 12 أيلول/سبتمبر، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن شخصين وإصابة آخرين عندما تعرّضت مجموعة من النازحين للقصف أثناء انتقالهم جنوبًا على طول شارع الرشيد في تل الهوا، جنوب غرب مدينة غزة. ووفقًا لتقييم الأضرار التي لحقت بالطرق الذي أجراه برنامج الأمم المتحدة للتطبيقات الساتلية العملياتية (اليونوسات) في 8 تموز/يوليو، تشير تحليلات الصور إلى أن حوالي 77 بالمائة من شبكة الطرق في قطاع غزة قد تضرّرت، معظمها في محافظتي غزة وخانيونس. وتجبر الطرق المتضررة وغير الآمنة، إلى جانب تكاليف النقل الباهظة، التي تتراوح بين 950 شيكلاً (256 دولارًا) و5600 شيكلاً (1500 دولار) الكثيرين على الفرار سيرًا على الأقدام، مما يجعل النزوح صعبًا للغاية، بما في ذلك بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في التنقل. ويفيد شركاء الحماية بأن الأسر النازحة تقطع مسافات تصل إلى 12 ساعة تحت درجات الحرارة الشديدة، مع محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية، مما يخلق مصاعب ومخاطر إضافية، لا سيما بالنسبة للأشخاص المصابين، بمن فيهم الأطفال، وكبار السن.
  • غالبًا ما يصل أولئك الذين يخاطرون بالقيام بهذه الرحلة الخطرة ليجدوا أنه لا يوجد مأوى متاح، وأن إمدادات المياه محدودة، وأن الخدمات الأساسية غير متوفرة، مع تعرّض مواقع النزوح والمناطق التي تضم الخيام نفسها للقصف (انظر الأحداث المذكورة أعلاه). ووفقًا لمجموعة العمل المعنية بالمأوى، تعيش العديد من الأسر في العراء أو في مآوي مؤقتة مصنوعة من الشوادر، حيث لم تدخل غزة سوى كميات محدودة جدًا من الخيام والمواد. وأضافت المجموعة أنه حتى 16 أيلول/سبتمبر، تم استلام نحو 1,400 خيمة من المعابر من خلال نظام التنسيق التابع للأمم المتحدة، وهو ما يمثل أقل من 1 بالمائة من الاحتياجات. وفي 16 أيلول/سبتمبر، وبالتنسيق مع المجموعة المعنية بالمأوى، وزّعت المنظمات الشريكة نحو 1,150 خيمة على الأسر النازحة، مع إعطاء الأولوية للنساء والفتيات المعرّضات لخطر متزايد، بما في ذلك الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي اللواتي أحالتهن المجموعة المعنية بالحماية.
  • تؤدي العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تعطيل العمليات الإنسانية بشكل خطير وإلى إعاقة قدرة الجهات الفاعلة في مجال تقديم المعونات على توفير المساعدات الإغاثية للمتضرّرين في مدينة غزة. فعلى سبيل المثال، أفادت مجموعة الصحة أنه في الأسبوعين الأولين من شهر أيلول/سبتمبر، أجبرت الأوضاع الأمنية غير المستقرة ما لا يقل عن 10 عيادات للرعاية الصحية الأولية ومراكز طبية على تعليق خدماتها لمدة يوم واحد على الأقل. وقد دُمرت خمسة مراكز آمنة للنساء والفتيات بين 31 آب/أغسطس و13 أيلول/سبتمبر، وبات المأوى الوحيد المتبقي للنساء والفتيات اللواتي تعرّضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي في مدينة غزة مهددًا بنقله إلى مكان آخر.
  • وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، تعرّضت 11 مبنى تابعة للأونروا، بما في ذلك تسع مدارس ومركزين صحيين، تستخدم كمراكز إيواء في حالات الطوارئ لنحو 11,000 شخص في مدينة غزة، لأضرار جسيمة بشكل مباشر أو غير مباشر جراء الغارات التي شُنت بين 11 و16 أيلول/سبتمبر. كما تعرض مكتب الأونروا الميداني في غزة لأضرار جسيمة جراء غارة غير مباشرة، وأجبر المركز الصحي الوحيد التابع للأونروا الذي كان يعمل شمال وادي غزة على تعليق عملياته في 13 أيلول/سبتمبر بسبب تصاعد الهجمات والأضرار التي لحقت به. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الوضع لا يزال متقلبًا وغير مستقر، فإن الأونروا لا تزال تدير 29 مأوى لحالات الطوارئ تستضيف أكثر من 4,500 أسرة في مدينة غزة حتى 16 أيلول/سبتمبر، وتواصل تشغيل ثلاث نقاط طبية، منها اثنتان تقدمان خدمات التغذية. وقد شهدت خدمات فحص التغذية والعلاج انخفاضًا حادًا في ظل انعدام الأمن، والتعليق القسري للعمليات في منشأتين صحيتين تديرهما الأونروا، وعجز العديد من الموظفين عن الحضور إلى العمل. وفي المتوسط، فحص موظفو الأونروا 153 طفلاً للكشف عن سوء التغذية وقدموا العلاج لـ 40 طفلاً بشكل يومي في مدينة غزة خلال شهر آب/أغسطس، بالمقارنة مع 50 طفلاً تم فحصهم و15 طفلاً تم علاجهم بشكل يومي خلال الأسبوعين الأولين من شهر أيلول/سبتمبر. وقد جرى تعليق خدمات أخرى بصورة مؤقتة لمدة يوم واحد قبل استئنافها، مثل نقل المياه بواسطة الصهاريج وإدارة النفايات الصلبة. وتشير تقديرات الأونروا إلى أنها تزود حاليا 350 ألف شخص في مدينة غزة بالمياه للاستخدام المنزلي، ويحصل معظمهم على هذه المياه من البئر الرئيسي في مخيم الشاطئ الواقع غرب مدينة غزة.
  • مع نزوح أكثر من مليون امرأة وفتاة بشكل متكرر، أصبحت السلامة مجرد وهم. فكما تشير هيئة الأمم المتحدة للمرأة، «كل مرّة ينتقلون فيها يعني البحث عن قطعة أرض صغيرة، غالبًا بتكاليف إيجار باهظة، وينتهي المطاف بالعديد من الأسر إلى بناء خيام مؤقتة.» ووفقًا لمجال المسؤولية عن العنف القائم على النوع الاجتماعي، أسفر تصاعد الأعمال القتالية وتدمير الأماكن الآمنة عن انخفاض حاد في الخدمات المتاحة أمام النساء والفتيات، مما زاد من تفاقم المخاطر الشديدة التي تواجههن في مجال الحماية. وتؤدي مراكز الإيواء المكتظة إلى زيادة احتمالية تعرضهن للتحرش، في حين أن النقص الحاد في مستلزمات النظافة الشخصية ومستلزمات إدارة النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية يحرم النساء والفتيات من أبسط أشكال الدعم. وتؤكد هيئة الأمم المتحدة للمرأة على حجم هذا الحرمان، إذ «تشكل النظافة الصحية إهانة يومية أخرى. فمع انعدام الفوط الصحية أو ارتفاع أسعارها، وعدم توفر الخصوصية، تكافح ما يقرب من 700,000 امرأة وفتاة في سن الإنجاب للتعامل مع الدورة الشهرية، غالبًا في مرافق مكتظة أو غير آمنة.» كما تعرّضت مكاتب العديد من المنظمات غير الحكومية المحلية التي تقدم المساعدات الإغاثية لأضرار. فعلى سبيل المثال، منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، تعرّضت ما يقرب من 89 بالمائة من المنظمات التي تقودها نساء في غزة لأضرار جسيمة، حيث دُمرت مكاتبها وقُتل موظفو الإغاثة. وعلى الرغم من التحديات، تواصل المنظمات الشريكة في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي وغيرها من المنظمات الشريكة في مجال الحماية تقديم الخدمات المنقذة للحياة حيثما أمكن ذلك في شتّى أرجاء قطاع غزة، بما في ذلك عقد جلسات توعية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وإدارة الحالات، وتوزيع مجموعات مستلزمات الكرامة، مع توفير مسارات الإحالة ومكاتب المساعدة في نقاط الاستقبال جنوب وادي غزة، مما يضمن استمرار الحصول على الدعم الحيوي.

الأطفال يواجهون انهيار شرايين الحياة

  • حذّر المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوارد بيجبيدر من أن التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر في مدينة غزة يُسفر «عن خسائر فادحة في صفوف المدنيين، ويُؤدّي إلى انهيار شبه كامل لشريان الحياة المتبقي الذي يحتاجه الأطفال للبقاء على قيد الحياة.» وأشار إلى أن حوالي 450,000 طفل في مدينة غزة متضرّرون من هذه الأوضاع، وشدّد على أن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية يؤدي إلى «أضرار مدمرة ومضاعفة - قتل وتشويه المدنيين، بما في ذلك الأطفال، وتدمير المنازل والمدارس وأنظمة المياه الحيوية - مما يعرّض المدينة لخطر جعلها غير صالحة للسكن.» ومع عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه، تشمل الفئات المستضعفة بشكل خاص الأطفال الذين يعالجون من سوء التغذية الحاد «الذين قد يموتون جوعًا،» والأطفال الخدّج في الحاضنات والأطفال المصابين في وحدات العناية المركزة والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • في ظل تقلص المجال الإنساني، يستمر سوء التغذية لدى الأطفال في قطاع غزة في التدهور بمعدل ينذر بالخطر، بحسب منظمة اليونيسيف. فقد ارتفعت نسبة الأطفال الذين تم تشخيصهم بحالات سوء التغذية الحاد في الفحوصات التي أجريت في أنحاء غزة إلى 13.5 بالمائة في شهر آب/أغسطس، مقابل 8.3 بالمائة في شهر تموز/يوليو. وفي مدينة غزة، حيث تم تأكيد حدوث مجاعة الشهر الماضي، كانت النسبة المئوية للأطفال الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية أعلى من ذلك، حيث بلغت 19 بالمائة، مقابل 16 بالمائة في شهر تموز/يوليو، حسبما أوضحت اليونيسيف. وبناءً على التقارير الواردة حتى 17 أيلول/ سبتمبر، تم تحديد ما يقرب من 28,000 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال دون سن الخامسة من قبل المنظمات الشريكة في مجموعة التغذية في شتّى أرجاء غزة خلال شهري تموز/ يوليو وآب/أغسطس، وهو ما يتجاوز إجمالي حالات سوء التغذية التي تم تحديدها في الأشهر الستة الأولى من عام 2025 (حوالي 23,000 حالة). كما ازدادت حدة الحالات، إذ كان نحو 23 بالمائة (حوالي 6,400 طفل من أصل 28,000) من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وذلك بزيادة عن نسبة 15 بالمائة (حوالي 3,400 طفل من أصل 23,000) بين شهري كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2025.
  • تحذّر مجموعة التغذية من أن العمليات العسكرية الجارية والنزوح الواسع النطاق من شمال غزة قد يؤديان إلى تعطيل الجهود المبذولة للكشف عن حالات سوء التغذية الحاد الجديدة وعلاجها، وتعطيل تواصل تقديم الرعاية للأطفال المسجّلين بالفعل. ووفقًا لمجموعة التغذية، تم إغلاق 18 مركزًا من أصل 50 مركزًا لتقديم العلاج في مدينة غزة، حتى 16 أيلول/سبتمبر، مما أدى إلى انخفاض عدد فحوصات سوء التغذية في آب/أغسطس بالمقارنة مع شهر تموز/يوليو، ويهدّد ذلك بتقويض إمكانية تعافي الأطفال الذين يتلقون العلاج حاليًا. كما تم تعليق برنامج التغذية التكميلية الشامل التابع لبرنامج الأغذية العالمي خلال الشهرين الماضيين بسبب الافتقار إلى المكملات الغذائية الدهنية المتوسطة الكمية (LNS-MQ). ولم تكفِ الإمدادات الوقائية الأخرى التي قدمتها اليونيسف في آب/أغسطس، وهي كميات صغيرة من المكملات الغذائية الدهنية والبسكويت عالي الطاقة، سوى لدعم حوالي 39,000 طفل، أو 13 بالمائة من 290,000 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهرًا، و21,000 امرأة حامل ومرضعة، أي 14 بالمائة من 150,000 امرأة حامل ومرضعة بحاجة إلى دعم غذائي أساسي. وعلى الرغم من التحديات، تتواصل الجهود لتوفير الإمدادات الغذائية والمساعدة النقدية كجزء من الاستجابة للمجاعة في مجال التغذية.
  • وفقًا لمجال المسؤولية عن حماية الطفولة، أُجبرت ثمانية منظمات شريكة على تعليق العمل في 34 مكانًا آمنًا أو نقطة لتقديم الخدمات في مدينة غزة أو نقلها إلى دير البلح منذ 1 أيلول/سبتمبر، مما زاد من الضغط على تغطية الخدمات المقدمة للأطفال والأسر المستضعفين. وفي الوقت الراهن، لا يوجد سوى 120 مكاناً آمنًا للأطفال تديرها المنظمات الشريكة في شتّى أرجاء قطاع غزة، منها 30 مكانًا في مدينة غزة، بعد أن كان العدد الإجمالي للمساحات والمراكز الآمنة 282 مكانًا في شهر شباط/فبراير 2025. وفضلاً عن الهجوم العسكري المستمر، لا يزال تقديم خدمات حماية الطفل الأساسية كإدارة حالات الأطفال المستضعفين، وتعقب الأسر ولم شملها، والرعاية البديلة، والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال ومقدمي الرعاية، يتعرّض للعرقلة بسبب انعدام الأمن، وتضرّر البنية التحتية، ومحدودية إمدادات الوقود، والنزوح المتكرّر وما يرتبط به من انخفاض في القدرة العملياتية. وكحال الجميع في غزة، فإن الأطفال ومقدمي الرعاية والموظفين الذين يقدمون خدمات الحماية يعانون من الإرهاق والصدمات النفسية والضغوط النفسية. وتشير المنظمات الشريكة إلى تقلص البيئات الحامية، حيث يتم دفع المزيد من الأطفال إلى العمل الخطير والبيئات عالية المخاطر، ولا يزال الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة يعانون من التهميش بشكل خاص.
  • في خضم تحديات تبدو مستعصية، تسعى المنظمات الشريكة في مجال حماية الطفولة جاهدة للحفاظ على الخدمات التي تقدمها. فبين 1 و12 أيلول/سبتمبر 2025، وزّعت المنظمات الشريكة 6,000 مجموعة من مواد الدعم النفسي والاجتماعي تم شراؤها من السوق المحلية، وتشمل كتب رسم وألعاب وأقلام تلوين، على الأطفال في مواقع النزوح، وقدمت خدمات الصحة النفسية والاجتماعية والحماية النفسية الحيوية لنحو 6,900 طفل و2,000 من مقدمي الرعاية في محافظتي دير البلح وخانيونس. وشملت أنشطة الصحة النفسية والاجتماعية والدعم النفسي جلسات ترفيهية وعلاجًا بالفن ووحدات منظمة للتعافي من الصدمات. كما تلقى 39 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة مكملات غذائية وأغذية مدعمة، بينما تلقى 1,000 طفل من الفئات المستضعفة، بمن فيهم الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة، مجموعات من المستلزمات الصحية. وخلال الفترة نفسها، استفاد أكثر من 24,000 شخص من أنشطة المشاركة المجتمعية والتوعية التي تضمنت رسائل حول مخاطر حماية الطفل، ودعم الأبوة والأمومة، ومنع تفكك الأسرة، والحماية من الاستغلال والاعتداء الجنسيين، واستراتيجيات التكيف.

محدودية الوصول إلى المياه وتفاقم أزمة الصرف الصحي

  • لا يزال الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في قطاع غزة محدودًا. فحتى 9 أيلول/سبتمبر، أفادت مجموعة العمل المعنية بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بأن 69 بالمائة (520 من أصل 756 منشأة) من منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية تقع في مناطق خاضعة لأوامر النزوح أو داخل مناطق عسكرية إسرائيلية. وفي محافظتي غزة وشمال غزة، أصبح الوصول إلى هذه الخدمات محدودًا بشكل متزايد، حيث تواجه المنظمات الإنسانية الشريكة تحديات كبيرة في الحفاظ على العمليات الأساسية، بما في ذلك نقل المياه بالصهاريج، وتوزيع مجموعات أدوات النظافة، وإدارة النفايات الصلبة. ومنذ 11 أيلول/سبتمبر، رُفضت جميع الطلبات المنسقة لنقل المياه بالصهاريج، ولا يزال الوصول إلى محطات تعبئة المياه التابعة لشركة ميكوروت ممنوعًا، مما يحدّ من مصادر المياه المتاحة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن خط أنابيب ميكوروت الرئيسي في شمال غزة، وهو واحد من ثلاثة خطوط أنابيب في قطاع غزة، يعمل بأقل من طاقته بسبب تسرب في منطقة الشجاعية، في شمال غزة، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 25 بالمائة في إمدادات المياه المحتملة. وعلى الرغم من هذه القيود، تواصل أكثر من 15 منظمة شريكة في مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية توفير الحد الأدنى من الخدمات، ولا سيما في الأجزاء الغربية من محافظة غزة. ومن المتوقع أن تدعم آخر شحنة وقود، التي وردت في 11 أيلول/سبتمبر، المنشآت الحيوية لمدة أسبوع تقريبًا، مع العمل لساعات محدودة.
  • تعرّضت البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لأضرار جسيمة، بما في ذلك شبكة الصرف الصحي، بسبب القصف المستمر على مدينة غزة، الذي اشتد خلال الأسبوع الماضي. وأدى ذلك إلى تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع، مما يشكل خطرًا جسيمًا على الصحة العامة. ووفقًا لمجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، فإن محطة السامر، التي تلعب دورًا حاسمًا في إدارة تدفق مياه الصرف الصحي، معرّضة حاليًا للخطر، حيث أن أي أضرار إضافية أو عطل عملياتي قد يؤدي إلى أزمة صحية كارثية. كما أن بركة الشيخ رضوان، التي تعد الخزان الرئيسي في مدينة غزة لتجمع مياه الصرف الصحي، بات يتعذّر الوصول إليها منذ ثلاثة أسابيع بسبب تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية وأوامر النزوح في المنطقة، مما يجعل من المستحيل تصريف مياه الصرف الصحي في البحر ويهدّد بحدوث فيضانات في الأحياء المجاورة.
  • لا تزال إدارة النفايات الصلبة تشكل تحديًا كبيرًا في شتّى أرجاء قطاع غزة. ففي محافظتي غزة وشمال غزة، تم تعليق بعض المشاريع بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة وعدم إمكانية الوصول إلى مكبات آمنة للتخلص منها. ويؤدي تراكم النفايات في المناطق السكنية ومراكز الإيواء المؤقتة إلى تفاقم المخاطر على الصحة العامة، حيث يخلق بيئة خصبة لتكاثر ناقلات الأمراض، مثل القوارض والطفيليات الخارجية، وفقًا لتقارير مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وتتفاقم الحالة بسبب عدم توفر المواد الكيميائية اللازمة للسيطرة على انتشارها. وفي المحافظات الجنوبية، تتواصل جهود إدارة النفايات الصلبة، حيث يتم نقل حوالي 1,260 متر مكعب يوميًا إلى المواقع الخمسة المؤقتة المتاحة للتخلص من النفايات. ومع ذلك، فإن معظم هذه المواقع تقترب من طاقتها الاستيعابية الكاملة، وهي حاليًا ممتلئة بنسبة 80 إلى 95 بالمائة، وتتطلب تفريغها بشكل عاجل. ولا يزال مكب النفايات في صوفا هو الموقع الوحيد المخصص للتخلص من النفايات في المحافظات الجنوبية، ولكن لا يمكن الوصول إليه بسبب أوامر النزوح ومنع الوصول إلى المناطق العسكرية. وفي المناطق التي يصعب الوصول إليها، مثل البريج والنصيرات، يواجه السكان مخاطر صحية وبيئية كبيرة بسبب عدم وجود أنظمة فعالة لإدارة النفايات وممارسات التخلص منها غير الآمنة. وتواجه عمليات جمع النفايات المزيد من العقبات بسبب التحديات في إدارة الأسطول، حيث لا يعمل حاليًا سوى حوالي 20 بالمائة من مركبات مقدمي الخدمات بسبب عدم توفر الصيانة الوقائية والإطارات الاحتياطية والبطاريات.
  • في 13 أيلول/سبتمبر، وبعد انقطاع دام شهرًا، تم إصلاح خط مياه بني سهيلة ميكوروت الذي يزود خانيونس بالمياه، مما سمح باستئناف تدفق المياه بمعدل 12,000 متر مكعب يوميًا عبر شبكة التوزيع، على الرغم من استمرار الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية. كما أدى خط الأنابيب الرئيسي الذي تم افتتاحه مؤخرًا بتمويل من الإمارات العربية المتحدة، والذي يربط محطة تحلية مياه البحر على الجانب المصري من معبر رفح بجنوب غزة، إلى توفير مصدر جديد وحيوي للمياه. ومع ذلك، فإنه يعمل حاليًا بخمس طاقته المقررة فقط، وفقًا لمجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وفي المقابل، لا يزال خط مياه بني سعيد ميكوروت، الذي يزود دير البلح بالمياه، معطلاً منذ شهر كانون الثاني/يناير بعد تعرّضه لأضرار. وفي الوقت نفسه، واصل شركاء مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية تنويع مصادر المياه من خلال توسيع نطاق برنامج المياه المدعوم، وزيادة عدد محطات تحلية المياه العاملة في محافظتي خانيونس ودير البلح من محطة واحدة إلى ست محطات. وتنتج هذه المحطات الآن ما مجموعه 2,370 مترًا مكعبًا في اليوم، وتخدم ما يقرب من 400,000 شخص من خلال نقل المياه بالصهاريج، حسبما أفادت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
  • لا تزال بلدية غزة تحذّر من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في مدينة غزة، مشيرة إلى أن اقتراب فصل الشتاء سيزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل. وأشارت إلى الأضرار غير المسبوقة التي لحقت بالبنية التحتية والمنشآت العامة والمؤسسات المدنية، إلى جانب تراكم كميات كبيرة من النفايات الصلبة في المناطق المركزية، وتدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع، وبرك مياه الأمطار التي امتلأت بالفعل. ويزداد الوضع سوءًا بسبب نقص الإمدادات الأساسية، بما في ذلك المركبات والوقود والمعدات الأساسية لإصلاح المنشآت المتضرّرة، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة والسلامة العامة. وأشارت البلدية إلى أن العديد من برك مياه الأمطار قد تلوثت بمياه الصرف الصحي بسبب إغلاق محطات الضخ في أعقاب التوغل البري الأخير، وأن الفرق لم تتمكن من الوصول إليها لإجراء الإصلاحات، مما يزيد من خطر الفيضانات في الأحياء المنخفضة ويؤدي إلى تفاقم الأزمة.

التمويل

  • حتى يوم 17 أيلول/سبتمبر 2025، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.05 مليون دولار من التمويل المطلوب وقدره 4 مليار دولار (26 في المائة) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 3.3 مليون نسمة جرى تحديدهم على أنهم في حاجة إلى المساعدات في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية خلال سنة 2025، وذلك حسب النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلّة لسنة 2025. ويخصَّص نحو 88 في المائة من هذه الأموال المطلوبة للاستجابة الإنسانية في غزة، وما يزيد عن 12 في المائة بقليل للضفة الغربية. وفي شهر آب/أغسطس 2025، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 104 مشاريع جارية بمبلغ إجمالي قدره 62.3 مليون دولار للوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (87 في المائة) والضفة الغربية (13 في المائة). ومن بين هذه المشاريع، تعمل المنظمات غير الحكومية الدولية على تنفيذ 48 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 42 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 14 مشروعًا. ومما تجدر الإشارة إليه أن 35 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع الاثنين والستين التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة تنفَّذ بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. وللمزيد من المعلومات، يُرجى الاطّلاع على صفحة خدمات المتابعة المالية على موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفحة الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة.