جنى، فتاة فلسطينية، تم إدخالها مؤخرًا إلى مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة وشُخصت إصابتها بسوء التغذية الحاد الوخيم. اشتبه الأطباء في البداية بأنها مصابة بمرض السيلياك، لكن حالتها لم تتحسن بعد اتباعها نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية/أولغا تشيريفكو
جنى، فتاة فلسطينية، تم إدخالها مؤخرًا إلى مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة وشُخصت إصابتها بسوء التغذية الحاد الوخيم. اشتبه الأطباء في البداية بأنها مصابة بمرض السيلياك، لكن حالتها لم تتحسن بعد اتباعها نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية/أولغا تشيريفكو

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 313 | قطاع غزة

يصدر التقريران بآخر مستجدّات الحالة الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية معًا في يوم الأربعاء أو الخميس. ويُنشر التقرير الموجز بآخر المستجدّات على صعيد الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة يوم الثلاثاء مرةً كل أسبوعين. وسوف يُنشر التقرير المقبل بآخر المستجدّات الإنسانية في 20 أو 21 آب/أغسطس.

النقاط الرئيسية

  • دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه في مقتل ستة صحفيين فلسطينيين في غارة إسرائيلية على مدينة غزة في 10 آب/أغسطس، مما يسلط الضوء على المخاطر الشديدة التي لا يزال يواجهها الصحفيون والإعلاميون عند تغطية الحرب.
  • تتزايد الوفيات الناجمة عن الجوع، ولا يزال قطاع غزة يواجه المجاعة، حيث سُجلت ثماني حالات وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
  • وفقًا لمنظمة إنقاذ الأطفال، يمكن أن يؤدي سوء التغذية لدى الأطفال إلى أضرار تدوم مدى الحياة وفقر متوارث عبر الأجيال.
  • للحد من تفاقم المجاعة، يدعو قطاع الأمن الغذائي إلى استئناف تقديم المساعدات الإنسانية على نطاق واسع على الفور مع ضمان وصولها بشكل آمن ودون عوائق وباستمرار، وإلى زيادة دخول الأغذية المغذية من خلال القطاع التجاري.
  • تحذّر الأونروا من أن نقص الإمدادات الطبية اللازمة يقوّض القدرة على تقديم الرعاية الصحية الأولية في غزة، مما يترك آلاف المرضى المصابين بأمراض مزمنة وأولئك الذين يعانون من أمراض معدية دون الحصول على الدعم اللازم لإنقاذ حياتهم، ويزيد من خطر حدوث أزمة صحية عامة واسعة النطاق.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • واصلت القوات الإسرائيلية، على مدار الأسبوع الماضي، شنّ عمليات القصف المكثفة من البر والبحر والجو في شتّى أرجاء قطاع غزة، إلى جانب استمرار العمليات البرّية. كما أطلقت الجماعات الفلسطينية المسلّحة صواريخ باتجاه إسرائيل واندلع القتال بينها وبين القوات الإسرائيلية. ولم تزل التقارير تشير إلى وقوع إصابات جراء الغارات على المدارس والخيام والبنايات السكنية وبين الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى الإمدادات الغذائية في نقاط التوزيع التي تخضع للسيطرة العسكرية أو في أثناء انتظارهم قوافل المعونات الإنسانية، وتفجير البنايات السكنية وهدمها، وتدمير البنية التحتية المدنية، والتهجير على نطاق واسع. ووفقا لمجموعة إدارة المواقع، هُجِّر ما يزيد على780,000 فلسطيني في غزة بين 18 آذار/مارس و12 آب/أغسطس، بما في ذلك أكثر من 12,500 حالة نزوح بين 29 تموز/يوليو و 12 آب/أغسطس، 68 بالمائة منها من محافظة غزة، معظمها بين 10 و 11 آب/أغسطس.
  • في إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن بشأن غزة، أعرب مدير شعبة التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، السيد راميش راجاسينجهام، عن قلقه إزاء النزاع الذي طال أمده والتقارير الواردة بشأن الفظائع والخسائر البشرية المتزايدة عقب القرار الذي اتخذته حكومة إسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية في غزة: «لقد باتت غزة مدمرة. فكل شخص تقريبًا في غزة تعرّض للتهجير القسري مرة واحدة على الأقل خلال العامين الماضيين. وأُجبر الفلسطينيون في قطاع غزة على التجمع في منطقة لا تتجاوز نسبتها 14 بالمائة من مساحة القطاع، وذلك في مناطق تفتقر إلى الأمان والخدمات الأساسية والمأوى. ومن شأن أي توسيع إضافي للعمليات العسكرية أن يزيد هذه الظروف سوءًا.» وأكد أن الوفيات الناجمة عن الجوع آخذة في الازدياد، مشيرًا إلى أنه «ما عادت هذه أزمة جوع وشيكة – بل إنها مجاعة بكل بساطة ووضوح.» ولم تزل الأحوال الإنسانية على حالها إلى حد كبير على الرغم من بعض التحسن على صعيد العمل الإنساني بفضل «الهدن التكتيكية» التي أعلنها الجيش الإسرائيلي وموافقة السلطات الإسرائيلية مؤخرًا على آلية لاستئناف إدخال السلع التجارية الخاضعة للرقابة بالتدريج إلى غزة.
  • وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 564 فلسطينيًا وأُصيب 3,083 آخرين بين 6 و13 آب/أغسطس. وبذلك، ترتفع حصيلة الضحايا بين الفلسطينيين إلى 61,722 قتيلاً و154,525 مصابًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفقًا للوزارة. كما لاحظت وزارة الصحة إلى أن عدد الضحايا من بين الأشخاص الذين كانوا يحاولون الوصول إلى الإمدادات الغذائية ارتفع إلى 1,859 قتيلاً وما يزيد عن 13,594 مصابًا منذ 27 أيار/مايو 2025.
  • بين يومي 6 و13 آب/أغسطس، لم يُقتل أي جنود إسرائيليين في غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي. وبلغت حصيلة الضحايا بين صفوف الجنود الإسرائيليين 454 قتيلًا و2,872 مصابًا منذ بداية العملية البرية في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، حسبما ورد على لسان الجيش الإسرائيلي. ووفقًا للقوات الإسرائيلية ولما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية، فقد قُتل أكثر من 1,654 إسرائيليًا وأجنبيًا، غالبيتهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر والفترة التي أعقبته مباشرة. وحتى يوم 13 آب/اغسطس، تشير التقديرات إلى أن 50 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم رهائن أُعلنت وفاتهم وجثثهم محتجزة فيها.
  • في 10 آب/أغسطس، قصف الجيش الإسرائيلي خيمة يستخدمها الصحفيون خارج البوابة الرئيسية لمستشفى الشفاء في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل ستة صحفيين وإعلاميين، بينهم أربعة موظفين (مراسلان ومصوران) من شبكة الجزيرة الإعلامية في مدينة غزة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه في هذه الجرائم الأخيرة، التي تسلط الضوء على المخاطر الشديدة التي لا يزال الصحفيون يواجهونها عند تغطية الحرب الدائرة في غزة. وأدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بشدة هذه الجريمة، وأشارت إلى أن مقتل الصحفيين الستة يرفع العدد الإجمالي للصحفيين والإعلاميين الذين قُتلوا منذ بداية تصعيد الأعمال القتالية إلى 238. وفي تموز/يوليو 2025، دعت لجنة حماية الصحفيين إلى حماية أحد الصحفيين الذين قُتلوا، معربة عن قلقها من استهدافه بحملة تشويه من قبل الجيش الإسرائيلي. وصرّحت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحفيين، بأن «إسرائيل قتلت صحفيين، خلال 22 شهرًا منذ بدء الحرب، ما يفوق عدد الذين قُتلوا عالميًا في السنوات الثلاث السابقة.»
  • تشمل الأحداث الرئيسية الأخرى التي أسفرت عن سقوط ضحايا خلال الأسبوع الماضي ما يلي:
    • عند نحو الساعة 10:00 من يوم 7 آب/أغسطس، قُتل ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين، بينهم امرأة واحدة على الأقل، وأُصيب أكثر من 30 آخرين عندما أُطلقت النار على فلسطينيين كانوا يبحثون عن الطعام بالقرب من نقطة التوزيع الخاضعة للسيطرة العسكرية في الشاكوش، شمال رفح، حسبما نقلته التقارير.
    • عند نحو الساعة 16:15 من يوم 7 آب/أغسطس، قُتل ستة فلسطينيين، بينهم زوجان وثلاثة من أطفالهما، وأُصيب آخرون عندما قُصفت خيمة للنازحين في حي الشيخ رضوان، شمال غرب مدينة غزة، حسبما نقلته التقارير.
    • عند نحو الساعة 21:00 من يوم 7 آب/أغسطس، أفادت التقارير بإصابة خمسة فلسطينيين عندما قُصفت مدرسة تؤوي النازحين في حي الدرج، شرق مدينة غزة.
    • عند نحو الساعة 16:00 من يوم 8 آب/أغسطس، قُتل تسعة فلسطينيين، بينهم زوجان وطفلاهما الخمسة وامرأة أخرى، عندما قُصفت بناية سكنية تؤوي نازحين في بني سهيلا، شرق خانيونس، حسبما نقلته التقارير.
    • خلال ساعات ما بعد الظهر من يوم 8 آب/أغسطس، أُصيب تسعة فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال، جراء المعونات التي أُسقطت من الجو على شارع الجلال، شمال مدينة غزة، حسبما نقلته التقارير.
    • عند نحو الساعة 12:30 من يوم 9 آب/أغسطس، أفادت التقارير بمقتل فتى فلسطيني يبلغ من العمر 14 عامًا عندما أُصيب بصندوق من المعونات التي أُسقطت من الجو في مخيم النصيرات في دير البلح.
    • عند نحو الساعة 10:00 من يوم 11 آب/أغسطس، أفادت التقارير بإصابة ما لا يقل عن ثلاثة فلسطينيين عندما قُصفت مدرسة في حي الزيتون بمدينة غزة.
    • في الصباح الباكر من يوم 11 آب/أغسطس، قُتل تسعة فلسطينيين، بينهم ستة أطفال (أشقاء)، عندما قُصفت بناية سكنية في حي الزيتون بمدينة غزة، حسبما نقلته التقارير.
    • عند نحو الساعة 14:45 من يوم 11 آب/أغسطس، قُتل سبعة فلسطينيين، بينهم زوجان وابنتان على الأقل، عندما قُصف منزل في حي الزيتون بمدينة غزة، حسبما نقلته التقارير.
    • عند نحو الساعة 19:15 من يوم 11 آب/أغسطس، أفادت التقارير بمقتل ثمانية فلسطينيين وهم يسعون إلى الحصول على المساعدات وإصابة آخرين أثناء انتظارهم قوافل المساعدات في منطقة السودانية، غرب بيت لاهيا، شمال غزة.
    • عند نحو الساعة 18:16 من يوم 11 آب/أغسطس، قُتل ستة فلسطينيين، بينهم فتىان وامرأة مسنة، عندما قُصفت نقطة لشحن الهواتف المحمولة في جنوب دير البلح، حسبما نقلته التقارير.
    • عند نحو الساعة 1:30 من يوم 12 آب/أغسطس، قُتل ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين، من بينهم رجل وابنه البالغ من العمر سبعة أشهر وزوجان وابنهما الذي يعمل إطفائيًا في الدفاع المدني الفلسطيني، عندما قُصفت خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس. وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأن مقتل رجل الإطفاء رفع عدد أفراد الدفاع المدني الفلسطيني الذين قُتلوا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 137 قتيلاً.
  • بين 27 أيار/مايو و8 آب/أغسطس، قدّم مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح العلاج لأكثر من 4,500 مصاب بجروح ناجمة عن الأسلحة، وأفاد معظمهم بأنهم كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع المواد الغذائية عندما أُصيبوا. ومنذ افتتاح مواقع التوزيع هذه، تلقى المستشفى الميداني أكثر من 30 حادثة سقط فيها أعداد كبيرة من الضحايا. وفي جنوب غزة كذلك، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن عيادتيها في المواصي والعطار، الواقعتين بالقرب من نقاط التوزيع العسكرية، استقبلتا 1,380 إصابة، منها 28 حالة وفاة، بين 7 حزيران/يونيو و24 تموز/يوليو 2025. وعلى مدار تلك الأسابيع السبعة، عالجت فرق منظمة أطباء بلا حدود 71 طفلاً مصابين بجروح ناجمة عن طلقات نارية، 25 منهم دون سن الخامسة عشرة. وقالت المديرة العامة لمنظمة أطباء بلا حدود في إسبانيا: «أُصيب أطفال بطلقات نارية في صدورهم أثناء محاولتهم الحصول على الطعام. وسُحق الناس أو اختنقوا بسبب تدافع الحشود،» وأضافت: «في ما يقارب الـ 54 عامًا من عمل منظمة أطباء بلا حدود، نادرًا ما شهدنا هذا المستوى من العنف المنهجي ضد مدنيين عُزّل.» كما استقبلت منظمة أطباء بلا حدود عشرات المرضى الذين أُصيبوا إما في تدافع الحشود أو بالضرب والسرقة من إمداداتهم فور استلامها. وقدمت فرق منظمة أطباء بلا حدود العلاج لـ 196 مصابًا بجروح إثر التدافع الفوضوي في مواقع التوزيع، من بينهم طفل يبلغ من العمر خمس سنوات أصيب بجروح خطيرة في الرأس وامرأة توفيت بسبب الاختناق، على الأرجح بسبب تدافع الحشود.
  • في 13 آب/أغسطس، دعمت منظمة الصحة العالمية الإجلاء الطبي لـ 38 مريضًا فلسطينيًا من غزة، منهم 32 طفلاً وستة بالغين، إلى جانب 99 من مرافقيهم. وقد تم إجلاؤهم إلى إيطاليا وبلجيكا وتركيا. ووفقًا للمنظمة، لا يزال أكثر من 14,800 مريض بحاجة إلى رعاية طبية منقذة للحياة غير متوفرة في غزة.
  • لا تزال التقارير تشير إلى حالات التأخير والعقبات التي تعترض عمليات نقل المساعدات الإنسانية. ففي الوقت الذي رفض فيه عدد أقل من هذه العمليات رفضًا مباشرًا، تستغرق البعثات التي تصدر الموافقة عليها ساعات طويلة لإنجازها، وتُجبر الفرق على الانتظار على طرق غالبًا ما تكون خطرة أو مكتظة أو غير سالكة. وبين 6 و12 آب/أغسطس، من أصل 81 محاولة بُذلت من أجل تنسيق وصول البعثات التي كانت مقررة لإرسال المعونات في شتّى أرجاء قطاع غزة مع السلطات الإسرائيلية، جرى تيسير 35 بعثة (43 بالمائة)، على حين صدرت الموافقة الأولية على 29 بعثة، ولكنها عُرقلت بشدة على أرض الواقع (36 بالمائة)، ورُفضت 12 بعثة (15 بالمائة)، وأُجبرت الجهات المنظمة على إلغاء خمس بعثات (6 بالمائة). ومن بين عمليات النقل التي تم تيسيرها، عمليات نقل الوقود، ونقل الموظفين وتناوبهم. ومن بين عمليات النقل التي تم رفضها، عمليات إصلاح الطرق الأساسية على امتداد طريق صلاح الدين. ومن بين 29 بعثة تم عرقلتها، أُنجزت 14 بعثة بالكامل على الرغم من العوائق، ومن بينها بعثات لاستلام الوقود والإمدادات من معبري كرم أبو سالم وزيكيم، ونقل الموظفين بين جنوب وشمال غزة، على حين لم تُنجز ست بعثات من البعثات التي تعرضت لعراقيل، بما فيها بعثتان لإصلاح الطرق وبعثتان لاستلام الإمدادات من معبر كرم أبو سالم. أما البعثات التسع المتبقية فقد أُنجزت جزئيًا. وبشكل عام، كانت 33 بعثة من أصل 81 بعثة مقررة لاستلام إمدادات الوقود وغيرها من الإمدادات من معابر غزة، و21 بعثة لنقل الموظفين وتناوبهم، و27 بعثة لدعم العمليات الإنسانية الجارية.
  • في 10 آب/أغسطس، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأن معظم طلبات التنسيق التي قدمها عبر المنظمات الإنسانية منذ 18 آذار/مارس 2025 قد رُفضت، ولم توافق السلطات الإسرائيلية إلا على 10 بالمائة من إجمالي طلبات التنسيق البالغ عددها 300 طلب. وأشار الدفاع المدني الفلسطيني إلى أن أكثر من 2,500 شخص أُصيبوا بجروح في البداية ولم يتمكن الدفاع المدني الفلسطيني من الوصول إليهم، مما أسفر عن وفاتهم. ودعا الدفاع المدني الفلسطيني المجتمع الدولي إلى الضغط على السلطات الإسرائيلية للاستجابة لطلبات التنسيق المتعلقة بعمل الدفاع المدني الفلسطيني في إنقاذ الأرواح.

أزمة الجوع وسوء التغذية

  • بلغت المجاعة في غزة أسوأ مستوياتها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، كما أن كمية المساعدات التي تدخل القطاع غير كافية لتلبية حجم الاحتياجات. وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، وهو إحدى المنظمات الثماني الوحيدة القادرة على إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال قائمة الشحنات التي تنسقها الأمم المتحدة، فإن قوافل المساعدات محدودة كل يوم، ولا تزال الطرق داخل غزة محفوفة بالمخاطر. وغالبًا ما تقوم الحشود اليائسة بتفريغ الإمدادات الغذائية من الشاحنات لإطعام أسرهم، بينما يمنع النهب وصول المساعدات إلى وجهاتها المقصودة. وفي تموز/يوليو 2025، جمع برنامج الأغذية العالمي 1,012 شاحنة محملة بنحو 13,000 طن متري من الإمدادات الغذائية من معبري كرم أبو سالم وزيكيم، لكن 10 شاحنات فقط وصلت إلى المستودعات، بينما تم تفريغ البقية في الطريق. وحتى 4 آب/أغسطس، يتوفر لدى برنامج الأغذية العالمي حوالي 167,000 طن متري من المواد الغذائية المقرر إرسالها إلى غزة، وهي مخزنة حاليًا أو قيد الشراء أو قيد النقل في المنطقة. وبشكل عام، أفاد قطاع الأمن الغذائي بأن برنامج الأغذية العالمي وغيره من الشركاء لديهم ما يكفي من المواد الغذائية في المنطقة أو في طريقها إليها لإطعام جميع السكان البالغ تعدادهم 2.1 مليون نسمة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، إلا أن خطر تلف الإمدادات الغذائية العالقة بسبب القوارض والحشرات قد ازداد بشكل كبير، وبعضها يقترب من تاريخ انتهاء صلاحيته. للحد من تفاقم المجاعة، يدعو قطاع الأمن الغذائي إلى استئناف تقديم المساعدات الإنسانية على نطاق واسع على الفور مع ضمان وصولها بشكل آمن ودون عوائق وباستمرار، مع زيادة دخول الأغذية المغذية من خلال القطاع التجاري.
  • وفقًا لقطاع الأمن الغذائي، على الرغم من دخول المزيد من المواد الغذائية إلى غزة، لا تزال الكمية والنوعية غير كافية لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية للسكان من السعرات الحرارية والمغذيات. وحتى 10 آب/أغسطس، تم إعداد 324,000 وجبة يوميًا في 81 مطبخًا مجتمعيًا يحظى بدعم من 16 منظمة من شركاء قطاع الأمن الغذائي. ويشمل ذلك تقديم حوالي 99,000 وجبة في الشمال وحوالي 225,000 وجبة في جنوب غزة ووسطها. ويمثل هذا زيادة ملحوظة بالمقارنة مع 259,000 وجبة يومية تم إعدادها قبل أسبوعين، ولكنه لا يزال أقل بكثير من أكثر من مليون وجبة يومية تمكن الشركاء من توزيعها في شهر نيسان/أبريل. ولا يزال السكان يعانون من نظام غذائي غير متوازن للغاية يفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، مما يزيد من خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد، خاصةً على النساء الحوامل والمرضعات والأطفال حديثي الولادة الذين هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات صحية.
  • كانت الأغذية المغذية متوفرة بكميات كافية في قطاع غزة قبل تشرين الأول/أكتوبر 2023، ومنها البيض والحليب الطازج والأسماك والدواجن وزيت الزيتون واللحوم الحمراء، لكن الوضع تغير بشكل جذري خلال الأشهر الـ 22 الماضية. فوفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، نفقت حوالي 96 بالمائة (حوالي 15,000) من الأبقار في غزة، و61 بالمائة من الماعز، و64 بالمائة من الأغنام، و98 بالمائة من الدجاج البياض والدجاج اللاحم، كما تم ذبح جميع العجول تقريبًا. وبالمثل، تعرّضت الأراضي الزراعية لأضرار جسيمة، حيث تضرّر 86 بالمائة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الدائمة، ولم يتبق سوى 1.5 بالمائة من الأراضي الزراعية في غزة التي يمكن الوصول إليها ولم تتضرر حتى تموز/يوليو 2025. ووفقًا لتقييم الأضرار والاحتياجات السريع المؤقت الصادر عن البنك الدولي في شباط/فبراير 2025، تقدر الخسائر الاقتصادية في القطاع الزراعي بـ 1.3 مليار دولار أمريكي، ويتطلب الأمر 1.06 مليار دولار أمريكي لتلبية احتياجات النظم الزراعية والغذائية على المدى القريب والقصير (حتى ثلاث سنوات)، مع التركيز على استقرار البنية التحتية والاحتياجات الأساسية لتحقيق 70 بالمائة من وظائف الأصول الحيوية في السنة الأولى وزيادة الإنتاج الغذائي المحلي بنسبة 40 بالمائة.
  • في ظل انهيار النظم الغذائية، يشدد قطاع الأمن الغذائي على أهمية دخول المواد الغذائية التجارية إلى غزة على نطاق واسع من أجل تحسين التنوع الغذائي وضمان حصول السكان على مجموعة واسعة من الأغذية المغذية، مثل الفواكه والخضروات واللحوم والأسماك ومنتجات الألبان. وفي أعقاب موافقة السلطات الإسرائيلية في 5 آب/أغسطس على آلية لدخول البضائع التجارية إلى غزة بشكل تدريجي ومنظم، بدأت أنواع مختلفة من المواد الغذائية تتدفق إلى الأسواق. وفي حين لاحظت المنظمات الشريكة في المجال الإنساني انخفاضًا طفيفًا في أسعار بعض السلع، لا تزال الأسعار تتقلب بناءً على التكهنات وليس على التوافر الفعلي. فعلى سبيل المثال، انخفض سعر السكر، الذي وصل إلى 600 شيكل (177 دولارًا) للكيلوغرام في وقت ما خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، إلى 30-40 شيكل (9-12 دولارًا) للكيلوغرام في 10 آب/أغسطس. أما أسعار الطاقة فقد ارتفعت بشكل حاد، حيث انقطع غاز الطهي عن الأسواق منذ خمسة أشهر، وأصبح الحطب أكثر تكلفة. وأُجبر المزيد من السكان على استخدام النفايات والخشب الخردة كمصادر بديلة للطهي، مما يحول دون إعداد الطعام وتناوله بشكل سليم، ويزيد من المخاطر الصحية والأمنية، ويسبب أضرارًا بيئية.
  • تستمر الحالة التغذوية للأطفال في غزة في التدهور. فوفقًا لمجموعة التغذية، سُجلت في تموز/يوليو ما يقرب من 13,000 حالة جديدة لأطفال تم إدخالهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد. كما أن حدة الحالات آخذة في الازدياد، ففي شهر تموز/يوليو، تم تسجيل أكثر من 2,800 حالة تعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم من أصل حوالي 13,000 حالة سوء تغذية حاد (22 بالمائة). وهناك حاليًا 106 مراكز للمرضى الخارجيين تقدم العلاج من سوء التغذية في قطاع غزة. كما زادت الحالات الأكثر خطورة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم المصحوب بمضاعفات، والذين بحاجة إلى تلقي العلاج في المستشفيات ومراكز الاستقرار، حيث بلغ عدد الحالات 129 حالة في شهر تموز/يوليو وحده، بالمقارنة مع 215 حالة بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو. وعلى الرغم من تزايد عدد الحالات، لا يوجد سوى خمسة مراكز لمعالجة حالات سوء التغذية الحاد الوخيم في قطاع غزة، منها مركزان في مدينة غزة، ومركز في دير البلح، ومركزان في خانيونس، بسعة إجمالية تبلغ 43 سريرًا، وهي سعة غير كافية للتعامل مع العدد الكبير من الحالات.
  • وفقًا لوزارة الصحة في غزة، تم تسجيل 235 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية، منها 106 حالات بين الأطفال، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 13 آب/أغسطس. ويشمل ذلك 170 حالة وفاة منذ 1 تموز/يوليو 2025، منها 45 حالة بين الأطفال، وثماني حالات وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
  • في 10 آب/أغسطس، قالت منظمة أنقذوا الأطفال إن الإعلان عن وفاة 100 طفل في غزة جراء الجوع منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 يمثل «حدثًا مأساويًا يُخجل العالم ويستدعي تحركًا عاجلاً طال انتظاره،» مشيرة إلى التداعيات الصحية الكارثية وطويلة الأمد لسوء التغذية الحاد على الأطفال. وقال أحمد الهنداوي، المدير الإقليمي لمنظمة أنقذوا الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية، إن «هذه الأرقام ليست سوى غيض من فيض،» مضيفًا أن سوء التغذية بين الأطفال «يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مدى الحياة مثل التقزم وضعف جهاز المناعة وفشل الأعضاء. ويمكن أن تمتد آثار سوء التغذية عبر الأجيال، حيث تؤثر على الأطفال وتجعل التعلم والنمو أكثر صعوبة، مما يخلق حلقة من الفقر لجميع السكان.» وشدّد على أن «ما يقرب من عامين من الحرب وتقييد المساعدات المنقذة للحياة قد حكم على الأطفال بالموت الجماعي والمعاناة ومستقبل مدمّر - وكل ذلك كان من الممكن تفاديه تمامًا.»

التحديات التي تواجه النظام الصحي

  • منذ 25 حزيران/يونيو 2025، عندما سُمح بدخول الإمدادات الطبية إلى غزة بعد أكثر من ثلاثة أشهر ونصف من تعليقها، قامت منظمة الصحة العالمية بإدخال 80 شاحنة محملة بالإمدادات الطبية إلى غزة. ومع ذلك، لا تزال إجراءات الدخول صعبة وتخضع للتغيير المستمر، وفقًا لما أفاد به الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، الذي دعا إلى فتح عدة معابر للسماح بإيصال الإمدادات الإنسانية والوصول إلى جميع الأدوية الأساسية اللازمة في غزة. وأوضح قائلاً: «تأخرت أنشطة التفتيش التي يقوم بها الموظفون عند نقاط [العبور] بسبب القيود المفروضة. وقد تم رفض دخول العديد من المواد، مثل الأجهزة المساعدة، وأسرّة العناية المركزة، والمجمدات، والأدوية التي تتطلب سلسلة تبريد، وأجهزة التخدير. وقد دخلت حوالي 282 منصة نقالة من الإمدادات عبر مطار بن غوريون، لكن عملية التخليص الجمركي استغرقت وقتًا طويلاً للغاية.» ومن بين الإمدادات التي تم إيصالها إلى غزة، قدمت منظمة الصحة العالمية 6,000 وحدة دم إلى مستشفيي الشفاء وناصر. لكن هذه الكميات لا تمثل سوى جزء بسيط من الاحتياجات اللازمة لتلبية حجم الاحتياجات، كما أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية. وتواصل المنشآت الصحية كفاحها لتوفير العلاج اللازم للمرضى في ظل استمرار وقوع أحداث تؤدي إلى وقوع إصابات جماعية وتزايد أعداد المرضى الذين يعانون من أمراض معدية. كما أن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية هو أحد التحديات الرئيسية التي تواجه حوالي 230 نقطة صحية لا تزال تعمل بشكل جزئي في جميع أنحاء قطاع غزة، بما فيها 18 مستشفى و10 مستشفيات ميدانية و66 عيادة للرعاية الصحية الأولية و112 نقطة طبية أو عيادة متنقلة و25 مركز إسعاف، فضلاً عن نقص قطع الغيار وزيوت المحركات اللازمة لإصلاح المولدات وصيانتها. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تسعى إلى تزويد المستشفيات بالإمدادات وبناء احتياطياتها الخاصة في سياق عملية عسكرية محتملة في مدينة غزة، لكنها لم تتمكن من القيام بذلك على النحو الكافي.
  • تؤدي الأونروا دورًا حاسمًا في توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية في غزة، حيث تقدم الرعاية لأكثر من 100,000 مريض من المرضى المسجّلين والمصابين بأمراض غير معدية، وتوفر الرعاية قبل الولادة وبعدها وخدمات تنظيم الأسرة، وخدمات إعادة التأهيل بالعلاج الطبيعي، وتقوم بحملات التطعيم الروتينية. ومع ذلك، منذ أكثر من خمسة أشهر منذ 2 آذار/مارس، تعرّضت هذه الخدمات لتعطيل شديد بسبب عدم قدرة الأونروا على جلب الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة، والنقص الحاد في الوقود، والعقبات التي تعترض التنقل الآمن. وقد أدى ذلك إلى تضاؤل مخزونات المنشآت الصحية التي تديرها الأونروا في قطاع غزة، ومنها أربعة مراكز للرعاية الصحية الأولية وعيادتان مؤقتتان والعديد من النقاط الطبية (21 نقطة حتى 10 آب/أغسطس)، مما يعيق القدرة على توفير الرعاية والعلاج اللازمين لعشرات الآلاف من المرضى. وفي الوقت الحالي، نفد 59 بالمائة من الأدوية الأساسية (56 من أصل 95 صنفًا) في هذه المنشآت الصحية، بما في ذلك الأدوية الخافضة للضغط، والمضادات الحيوية للبالغين، والمنتجات المضادة للطفيليات، ومكملات الحديد للأطفال، في حين أن 12 بالمائة (11 صنفًا) متوفرة فقط لتغطية احتياجات شهر واحد. علاوة على ذلك، أجبرت إمدادات الوقود المحدودة بعض المراكز الصحية التابعة للأونروا على العمل بنوبة واحدة بدلاً من نوبتين خلال الأسبوع الماضي.
  • يؤدي نقص الأدوية والوقود والمواد الأساسية لمكافحة العدوى إلى عواقب وخيمة على رعاية المرضى. فوفقًا لوكالة الأونروا، يواجه المرضى الذين يعانون من أمراض غير معدية، بما في ذلك مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، صعوبة متزايدة في الحصول على العلاج الموصوف لهم بسبب نفاذ المخزونات، مما سيكون له تداعيات خطيرة على صحتهم. وفي الوقت نفسه، فإن نقص المضادات الحيوية والأدوية المضادة للطفيليات والفطريات يعيق علاج الأمراض المعدية، التي تتزايد بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة. وتفيد الأونروا بأن مراكزها الصحية ونقاطها الطبية تستقبل في المتوسط 10,300 حالة من المرضى الذين يعانون من أمراض معدية كل أسبوع، وتعد التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال المائي أكثر الأمراض المبلغ عنها في جميع المناطق، كما لوحظت زيادة في عدد حالات الإسهال الدموي الحاد، لا سيما في منطقة المواصي في خانيونس. وتحذر الأونروا من أن عدم توفر الإمدادات الطبية الكافية يقوض القدرة على تقديم الرعاية الصحية الأولية، مما يترك آلاف المرضى المصابين بأمراض مزمنة وأولئك الذين يعانون من أمراض معدية دون دعم منقذ للحياة ويزيد من خطر حدوث أزمة صحية عامة واسعة النطاق.
  • وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، تُحدث المجاعة وسوء التغذية والأمراض المنتشرة عواقب كارثية بشكل خاص على النساء الحوامل والمرضعات والأطفال حديثي الولادة. وغالبًا ما تعاني الأمهات الجدد من سوء التغذية الشديد بحيث لا يستطعن إرضاع أطفالهن، كما أن المياه الصالحة للشرب وحليب الأطفال نادران. وتعمل أكثر من 100 قابلة للوصول إلى النساء في المنشآت الصحية في مراكز الإيواء المكتظة التي تفتقر إلى الكهرباء والمياه، وغالبًا ما يضطررن إلى السير لمسافات طويلة. وفي ظل انعدام الأمن والقيود المفروضة على التنقل، قدمت القابلات اللواتي نشرتهن وزارة الصحة و10 شركاء وطنيين ودوليين، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، المساعدة في ولادة حوالي 3,500 طفل في 13 منشأة شاملة للرعاية الطارئة للتوليد والأطفال حديثي الولادة التي لا تزال تعمل بشكل جزئي في غزة. كما أفادت التقارير عن حالات ولادة طارئة خارج المستشفيات، في المنازل أو في مراكز صحية غير مجهزة أو أثناء النقل إلى المستشفيات. وتسلط هذه الحالات الضوء على الصعوبات الشديدة في الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب انعدام الأمن ونقص الوقود.
  • أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن قدرة المنظمات الشريكة على توفير الرعاية الأساسية للأمهات والمواليد الجدد تتعرض لمزيد من القيود بسبب نقص الإمدادات والخدمات والغذاء والمياه، مما يؤثر على المرضى ومقدمي خدمات الصحة الجنسية والإنجابية على حد سواء. وقد أجبر الإرهاق الذي يعاني منه العاملون في مجال الصحة مقدمي خدمات الأمومة على تقصير ساعات العمل، مما أدى إلى الحد من توفر الرعاية المنقذة للحياة. ومنذ تموز/يوليو 2025، لم يتمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان سوى من توصيل ستة أنواع من مجموعات أدوات الصحة الإنجابية التي تم تجهيزها مسبقًا خلال وقف إطلاق النار إلى الشركاء في جميع أنحاء غزة، والتي تلبي احتياجات حوالي 5400 شخص. ومنذ 2 آذار/مارس، لم يتمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان من توصيل أي إمدادات أخرى إلى قطاع غزة، في حين لا تزال أكثر من 170 شاحنة محمّلة بمواد منقذة للحياة في العريش في مصر والضفة الغربية. وتشمل هذه الإمدادات مجموعات أدوات الصحة الإنجابية، ومجموعات أدوات التوليد، ومجموعات أدوات ما بعد الولادة، والأدوية والمستهلكات الخاصة بصحة الأمهات، والمعدات الطبية، وسلع تنظيم الأسرة، ومجموعات أدوات النظافة، ومواد الإيواء الكافية لخدمة ما يقدر بنحو 470,000 امرأة وفتاة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

التمويل

  • حتى يوم 13 آب/أغسطس 2025، صرفت الدول الأعضاء نحو 914 مليون دولار من التمويل المطلوب وقدره 4 مليار دولار (22 في المائة) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 3.3 مليون نسمة جرى تحديدهم على أنهم في حاجة إلى المساعدات في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية خلال سنة 2025، وذلك حسب النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلّة لسنة 2025. ويخصَّص نحو 88 في المائة من هذه الأموال المطلوبة للاستجابة الإنسانية في غزة، وما يزيد عن 12 في المائة بقليل للضفة الغربية. وفي شهر تموز/يوليو 2025، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 111 مشروعًا جاريًا بمبلغ إجمالي قدره 65.2 مليون دولار للوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (87 في المائة) والضفة الغربية (13 في المائة). ومن بين هذه المشاريع، تعمل المنظمات غير الحكومية الدولية على تنفيذ 54 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 43 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 14 مشروعًا. ومما تجدر الإشارة إليه أن 39 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع الـ 68 التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة تُنفَّذ بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. وللمزيد من المعلومات، يُرجى الاطّلاع على صفحة خدمات المتابعة المالية على موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفحة الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة.