فتى فلسطيني يجلس أمام منزل هدمه أصحابه بناءً على أوامر إسرائيلية في منطقة سلوان بالقدس الشرقية. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
فتى فلسطيني يجلس أمام منزل هدمه أصحابه بناءً على أوامر إسرائيلية في منطقة سلوان بالقدس الشرقية. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 308 | الضفة الغربية

يصدر التقريران بآخر مستجدّات الحالة الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية معًا في يوم الأربعاء أو الخميس. ويُنشر التقرير الموجز بآخر المستجدّات على صعيد الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة يوم الثلاثاء مرةً كل أسبوعين. وسوف يُنشر التقرير المقبل بآخر المستجدّات الإنسانية في 30 أو 31 تموز/يوليو.

النقاط الرئيسية

  • بين 1 كانون الثاني/يناير و21 تموز/يوليو 2025، قتلت القوات الإسرائيلية 159 فلسطينيًا في الضفة الغربية.
  • حتى الآن من العام 2025، نزح حوالي 320 فلسطينيًا، أكثر من نصفهم من الأطفال، بسبب عمليات الهدم التي طالت منازل تفتقر إلى رخص البناء في القدس الشرقية، وهو ما يعادل نزوح 49 شخصًا في المتوسط كل شهر.
  • في هجوم وقع مؤخرًا في وادي الأردن، أصاب مستوطنون إسرائيليون أحد الفلسطينيين بجروح، وقتلوا وسرقوا رؤوسًا من الماشية، وتسببوا في نزوح أسرتين فلسطينيتين كانتا قد نزحتا قسرًا مرتين في العامين الماضيين.
  • انقطعت إمدادات المياه عن نحو 100,000 فلسطيني في 20 قرية بمحافظة رام الله نتيجة لهجمات المستوطنين الإسرائيليين على البنية التحتية الحيوية للمياه.
  • وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي التقطها برنامج التطبيقات الساتلية العملياتية (اليونوسات) في 21 أيار/مايو، دمرت القوات الإسرائيلية أو ألحقت أضرارًا بنسبة 43 بالمائة من مخيم جنين، و35 بالمائة من مخيم نور شمس، و14بالمائة من مخيم طولكرم.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • بين 15 و21 تموز/يوليو، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيين اثنين، أحدهما طفلا، في الضفة الغربية. كما توفي رجل فلسطيني وهو رهن الاعتقال لدى السلطات الإسرائيلية في ظروف مجهولة. وخلال الفترة نفسها، أُصيب ما لا يقل عن 45 فلسطينيًا، من بينهم خمسة أطفال، معظمهم (39 فلسطينيًا) على يد القوات الإسرائيلية وستة على يد مستوطنين إسرائيليين (انظر أدناه). وفيما يلي تفاصيل الأحداث التي أسفرت عن سقوط قتلى:
    • في 17 تموز/يوليو، أطلقت قوات إسرائيلية متخفية النار على رجل فلسطيني وقتلته واحتجزت جثمانه خلال اقتحام وادي الفارعة في محافظة طوباس. وأفادت مصادر في المجتمع المحلي بأنه أُطلق على الرجل بعد أن فتح باب منزله الذي حاصرته القوات الإسرائيلية. واحتجزت القوات الرجل وأبلغت فيما بعد مكتب التنسيق والارتباط اللوائي الفلسطيني بأنه توفي أثناء الاحتجاز.
    • في 18 تموز/يوليو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فتى فلسطيني (لم يتم تأكيد عمره) وأردته قتيلا خلال عملية اقتحام في بلدة يعبد بمحافظة جنين. ووفقا لشهود عيان، لم تسمح القوات الإسرائيلية للفتى بالحصول على العلاج الطبي لمدة نحو 30 دقيقة. ووفقا لمصادر طبية ومنظمة محلية لحقوق الإنسان، أُصيب الفتى بسبع رصاصات، ثلاث منها في الظهر.
    • في 17 تموز/يوليو، أعلنت هيئة شؤون الاسرى والمحررين وفاة فلسطيني من قرية الرمانة في محافظة جنين وهو رهن الاعتقال لدى السلطات الإسرائيلية. وكان الرجل قد اعتُقل في 10 تموز/يوليو 2025، وكان يعاني من أمراض مزمنة في القلب، حسبما أفادت أسرته. ولا تزال أسباب وفاته مجهولة.
  • بين 15 و 21 تموز/يوليو، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هدم تسعة منشآت يملكها الفلسطينيون بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويعد الحصول عليها أمرًا من ضرب المستحيل. وهذه تشمل خمس منشآت في المنطقة (ج) وأربع منشآت في القدس الشرقية. وفي الإجمال، نزح تسعة فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، ولحقت الأضرار بسبل عيش أكثر من 50 آخرين.
    • هُدمت جميع المنشآت الأربعة في القدس الشرقية على يد أصحابها في أحياء شرفات وسور باهر وجبل المكبر ومنطقة باب حطة في البلدة القديمة. وتسببت عمليات الهدم هذه في نزوح أسرتين تضمان سبعة أفراد، بينهم ثلاثة أطفال، وأحد أفراد الأسرة الذي أُجبر على هدم ملحق لمنزله في جبل المكبر. ونظراً لاستحالة الحصول على تراخيص بناء صادرة عن السلطات الإسرائيلية ومحدودية نجاح الطعون القانونية، أُجبرت العديد من الأسر في القدس الشرقية بصورة متزايدة على هدم منازلها لتجنب المزيد من الغرامات والعقوبات. وقد ارتفع عدد الفلسطينيين الذين نزحوا بعد هدم منازلهم في القدس الشرقية، عقب تلقيهم أوامر هدم من السلطات الإسرائيلية، بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما يعكس الضغط المتزايد على السكان. وفي الفترة الممتدة بين 1 كانون الثاني/يناير و21 تموز/يوليو 2025، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هدم 113 مبنى، منها 65 مبنى سكني مأهول، في القدس الشرقية بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، مما أسفر عن نزوح 321 فلسطينيًا، منهم 168 طفلًا. ومن بين هذه المباني، تم هدم 70 مبنى (أو 62 بالمائة) على يد أصحابها، بما في ذلك بعض الحالات التي تدخلت فيها السلطات الإسرائيلية لاحقاً لإكمال هدم المباني. وفي المتوسط، نزح 49 فلسطينيًا شهريًا بسبب عمليات الهدم التي طالت منازل تفتقر إلى رخص البناء منذ شهر كانون الثاني/يناير 2023، بالمقارنة مع 29 نازحًا في السنوات الأربع السابقة من 2019 إلى 2022، و15 نازحًا في السنوات العشر السابقة من 2009 إلى 2018.
  • في 17 تموز/يوليو، هدمت القوات الإسرائيلية أربعة مبان سكنية في المنطقة (ب) من بلدة قباطية في محافظة جنين على أساس عقابي، مما أسفر عن نزوح ثلاث أسر تضم 27 فردًا، بينهم 13 طفلاً و7 نساء. واستهدفت عمليات الهدم منازل ثلاثة رجال فلسطينيين اتهمتهم السلطات الإسرائيلية بالتورط في هجومين أسفرا عن مقتل أربعة إسرائيليين في عامي 2024 و2025 في الضفة الغربية، وقد قُتل الثلاثة جميعهم منذ ذلك الحين على يد القوات الإسرائيلية. وشملت عمليات الهدم تفجير ثلاثة مبانٍ متعددة الطوابق ومنزل قيد الإنشاء. وحتى الآن من العام 2025، هدمت القوات الإسرائيلية 26 مبنى في أنحاء الضفة الغربية على أساس عقابي، مما أدى إلى نزوح 28 أسرة تضم 136 فردًا، بينهم 56 طفلاً. ومنذ كانون الثاني/يناير 2009، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نزوح أكثر من 1000 فلسطيني في الضفة الغربية بسبب عمليات الهدم العقابية. وفي الإجمال، منذ عام 2009، تم هدم نحو 200 مبنى لأسباب عقابية في الضفة الغربية، 80 بالمائة منها في المنطقتين (أ) و (ب) والباقي في المنطقة (ج) والقدس الشرقية. وقد قررت محكمة العدل الدولية أن ممارسة إسرائيل لهدم ممتلكات الفلسطينيين لأسباب عقابية تتعارض مع التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وتشكل تمييزًا محظورًا بموجب المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان.
  • في 15 تموز/يوليو، صرّح المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان، بأن الأسابيع الماضية شهدت تصعيدًا في عمليات القتل والاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها الفلسطينيون على يد المستوطنين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية «غالبًا ما استخدمت القوة غير الضرورية أو غير المتناسبة، بما في ذلك القوة المميتة ضد الفلسطينيين الذين لم يشكلوا أي تهديد وشيك على الحياة.» ودعا إسرائيل إلى «الوقف الفوري لعمليات القتل والمضايقات وهدم المنازل في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة،» وأضاف أن «تهجير السكان المدنيين بشكل دائم داخل الأرض المحتلّة يرقى إلى مستوى نقل السكان غير المشروع، وهو انتهاك جسيم لاتفاقية جنيف الرابعة، وقد يشكل بحسب الظروف جريمة ضد الإنسانية.»

تصاعد هجمات المستوطنين الإسرائيليين

  • بين 15 و 21 تموز/يوليو، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ما لا يقل عن 27 هجومًا شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا أو إلحاق الأضرار بالممتلكات أو كلا الأمرين معًا. وأدت هذه الهجمات إلى نزوح أسرتين تضمان 10 أفراد، بينهم خمسة أطفال، وإصابة سبعة فلسطينيين، أحدهم طفل، ستة منهم على يد المستوطنين الإسرائيليين وواحد على يد القوات الإسرائيلية. كما أتلف المستوطنون ما يزيد عن 560 شجرة وشتلة من أشجار الزيتون واللوز والأفوكادو والتين والعنب. ومن جملة الأحداث الرئيسية:
    • في 17 تموز/يوليو، اقتحم مستوطنون إسرائيليون قرية حمامات وادي المالح - تجمع الميتة الرعوي في محافظة طوباس، واعتدوا جسديًا على عدد من السكان، وأصابوا رجلاً فلسطينيًا بجروح، ومنعوا سيارة الإسعاف من الوصول إليه لمدة ثلاث ساعات تقريبًا، وفقًا لمصادر طبية. كما سرق المستوطنون مئات من الماشية، وحطموا جرارًا، وألحقوا أضرارًا بالعديد من المنازل وحظائر الماشية. وفي وقت لاحق من تلك الليلة، اقتحم مستوطنون مسلّحون المنازل وحظائر الماشية وقيدوا رجلًا وابنه بالأصفاد. وانضم عدد آخر من المستوطنين، برفقة القوات الإسرائيلية، إلى عملية الاقتحام في وقت لاحق. وقامت القوات الإسرائيلية باعتقال ثلاثة رجال فلسطينيين حاولوا ملاحقة المستوطنين لاستعادة حيواناتهم المسروقة، وقامت بتعصيب أعينهم وتقييد أيديهم. وقام المستوطنون بعد ذلك بتسليم الرجل وابنه اللذين كانا مقيدين إلى القوات الإسرائيلية قبل مغادرتهم المنطقة. وفي 18 تموز/يوليو، تعقب أفراد التجمع الماشية المسروقة وعثروا على عشرات الأغنام ميتة أو مصابة. وتم استرداد بعض الحيوانات، في حين احتجز المستوطنون الباقي. وعقب الهجوم، قامت أسرتان تضمان 10 أفراد، بينهم خمسة أطفال، بتفكيك أجزاء من مساكنهم والانتقال إلى منطقة العوجا في محافظة أريحا. وقد تعرّضت هاتان الأسرتان للنزوح عدة مرات في السابق. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2023، نزحوا من تجمع وادي الفاو الرعوي في عين الحلوة بسبب الهجمات والتهديدات المتكررة من المستوطنين. وانتقلوا إلى حمامات وادي المالح - الميتة، حتى حزيران/يونيو 2024، لكنهم غادروا إلى قرية بردلة بسبب محدودية مناطق الرعي. وفي حزيران/يونيو 2024، صادرت القوات الإسرائيلية مبانيهم في قرية بردلة لعدم حصولهم على رخص البناء، مما دفعهم إلى العودة إلى حمامات وادي المالح - الميتة. ثم أُجبروا مرة أخرى على المغادرة في 18 تموز/يوليو 2025، عقب هجوم المستوطنين المذكور أعلاه، وهو ما يمثل ثالث مرة يُجبرون على النزوح فيها خلال أقل من عامين.
    • في هجومين منفصلين في 19 و21 تموز/يوليو في قريتي نعلين ويبرود بمحافظة رام الله، اعتدى مستوطنون إسرائيليون جسديًا على رجلين فلسطينيين وأصابوهما بجروح وأضرموا النار في منزل. وفي 19 تموز/يوليو، في الضواحي الشمالية لنعلين، اقتحم مستوطنون مسلّحون، يعتقد بأنهم من مستوطنة جديدة في جبل العلم، المنطقة المحيطة بمنزل قيد البناء، وقطعوا السياج المعدني، وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء. واعتدوا جسديًا على صاحب المنزل الفلسطيني بهراوة معدنية، مما تسبب في إصابته بجروح. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تجمع مستوطنون آخرون وسكان فلسطينيون في المنطقة، حيث أطلق المستوطنون الرصاص الحي على الفلسطينيين دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات، ورشقوا الحجارة وألحقوا أضرارًا بمنزل قريب، وأضرموا النار في منزل الرجل المصاب قبل أن يغادروا. وفي 21 تموز/يوليو، اقتحم مستوطنون برفقة قوات إسرائيلية قرية يبرود، واستجوبوا رئيس مجلس القرية بشأن ماشية مفقودة، وبحثوا عن كاميرات مراقبة. حاولوا دخول مدرسة القرية عن طريق كسر قفل البوابة. واحتجز المستوطنون رئيس مجلس القرية واعتدوا عليه جسديًا لمدة ساعة تقريبًا، قبل أن يطلقوا سراحه. وبعد ذلك، دخل المستوطنون منزله وضربوه على وجهه، مما تسبب في فقدانه الوعي. وتلقى العلاج في الموقع من قبل مسعف.
    • في حادثتين وقعتا في 11 و17 تموز/يوليو، ألحق مستوطنون الأضرار بممتلكات في قرية الطيبة، بمحافظة رام الله. وفي 17 تموز/يوليو، رعى المستوطنون ماشيتهم حول مجمع كنيسة الخضر وداخله، وألحقوا أضرارًا ببساتين الزيتون المجاورة التي يملكها فلسطينيون، مما أدى إلى إتلاف الأشجار والمحاصيل والمساحات العامة. ويأتي ذلك في أعقاب الأحداث التي وقعت في 11 تموز/يوليو، عندما رعى المستوطنون أبقارهم بالقرب من مقبرة القرية والمنازل السكنية وأشعلوا النار في الأراضي المحيطة بالمقبرة والكنيسة، مما أدى إلى احتراق عدة أشجار من السرو والصنوبر قبل أن يتم إخماد الحريق من قبل فرق الدفاع المدني الفلسطيني.
  • بين 15 و 21 تموز/يوليو 2025، شنّ المستوطنون الإسرائيليون عدة هجمات استهدفت البنية التحتية للمياه وخزانات المياه في محافظات رام الله وأريحا ونابلس وطولكرم وجنين والقدس. ومن أبرز تلك الأحداث ما يلي:
    • في عين سامية، حيث تم تهجير تجمع بدوي بأكمله بسبب عنف المستوطنين في أيار/مايو 2024، قام المستوطنون بتخريب البنية التحتية للمياه للأسبوع الثاني على التوالي. ووفقًا لمصلحة مياه محافظة القدس، حطم المستوطنون كاميرات المراقبة وأتلفوا معدات حيوية أخرى تتعلق بتشغيل محطات المياه والآبار. ويعد نبع عين سامية المصدر الرئيسي للمياه لحوالي 20 قرية، حيث يزود المياه لنحو 100,000 فلسطيني. وأدّت الهجمات إلى انقطاع إمدادات المياه عن هذه التجمعات السكانية لمدة يوم واحد، قبل أن يتم استئناف الخدمات.
    • في تجمعي رأس عين العوجة ومخماس الرعويين، في محافظتي أريحا والقدس على التوالي، نفذ المستوطنون الإسرائيليون أربعة هجمات منفصلة بين 15 و21 تموز/يوليو أثرت على إمكانية حصول بعض الأسر على المياه للاستخدام المنزلي وري الماشية. وفي رأس عين العوجة، رعى المستوطنون بشكل متكرر ماشيتهم بين المساكن السكنية، وألحقوا أضرارًا بخزان مياه واحد، وأفرغوا ستة خزانات أخرى عمدًا، مما ألحق الضرر بسبع أسر. وتُعد هذه الخزانات ضرورية للرعاة الفلسطينيين، الذين يواجهون صعوبات في الحصول على المياه ونقلها بسبب الترهيب المستمر من قبل المستوطنين. وفي تجمع مخماس البدوي، ثقب المستوطنون ثلاثة خزانات مياه، واقتحموا المنازل، وسرقوا الممتلكات، واعتدوا جسديًا على السكان، مما ألحق الضرر بثلاث أسر، في 18تموز/يوليو.
  • يشير تقرير صدر حديثًا عن منظمة أطباء بلا حدود إلى أن التجمعات الفلسطينية في تلال الخليل الجنوبية، ولا سيما تجمع جنبا الرعوي في مسافر يطا، تعاني من أزمة نفسية حادة بسبب ما تتعرض له يوميًا من تهديدات بالترحيل القسري والإصابة والموت على يد المستوطنين والقوات الإسرائيلية. وفي شهر حزيران/يونيو 2025 وحده، تعرّض 94 بالمائة من الأشخاص الذين تم استقبالهم حديثًا في العيادات المتنقلة لمنظمة أطباء بلا حدود في الخليل لاستشارات الصحة النفسية بشكل مباشر لأحداث عنف، بما في ذلك الضرب وتدمير الأراضي الزراعية والغارات المتكررة وهجمات المستوطنين. وقال أحد سكان جنبا: «ضربوا رجلاً مسنًّا على رأسه، فاحتاج إلى أكثر من 15 غرزة... أعمال العنف مستمرة دون توقف.» ووصف أحد السكان الآخرين هجومًا وقع مؤخرًا، قائلًا «جاءوا في ثلاث سيارات، كانوا حوالي 17 مستوطنًا. اعتدوا علي وعلى والدي وعلى أخي أحمد. ثم عادوا في وقت لاحق من تلك الليلة. ودمروا مأوانا والعيادة والمسجد. ترك ذلك والدي في حالة حرجة، إذ انخفض معدل ضربات قلبه إلى 35 في الدقيقة. وبقي أخي فاقدًا للوعي لعدة أيام. كنا محاصرين لأكثر من ساعة قبل أن يُسمح لسيارة الإسعاف بالمرور.» وتقدم فرق منظمة أطباء بلا حدود العلاج للأطفال الذين يعانون من أعراض الصدمات النفسية، مثل الكوابيس ونوبات الهلع وصعوبة التركيز في المدرسة، بينما تواجه تأخيرات بسبب انعدام الأمن والطرق المغلقة وتزايد الاحتياجات.
  • للاطّلاع على الأرقام الرئيسية والمزيد من التفاصيل عن الضحايا والتهجير وعنف المستوطنين بين شهري كانون الثاني/يناير 2005 وحزيران/يونيو 2025، يرجى الرجوع إلى نشرة «لقطات» الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الضفة الغربية في شهر حزيران/يونيو 2025.

عمليات شمال الضفة الغربية

  • تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عملياتها في محافظات نابلس وطولكرم وجنين. ففي مساء يوم 22 تموز/يوليو، بدأت القوات الإسرائيلية عملية في عدة مناطق من مدينة نابلس. وحاصرت القوات مستشفيين رئيسيين (المستشفى العربي التخصصي ومستشفى رفيديا الحكومي) في الجانب الغربي من المدينة، واقتحمت قسم الطوارئ في مستشفى رفيديا وقامت بتفتيش هوية الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون في قسم الاستقبال وتفتيش عدة سيارات إسعاف. وبقيت القوات في الموقع لمدة خمس ساعات تقريبًا قبل أن تنتقل إلى حي آخر، حيث حاصرت مبنى سكني وقامت بتفتيش المنطقة. وفي محافظة جنين، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فتى فلسطيني يبلغ من العمر 15 عامًا وقتلته خلال اقتحام بلدة قباطية في 22 تموز/يوليو، حيث ألقى الفلسطينيون الحجارة على القوات التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحيّة على الفلسطينيين. وفي طولكرم، اعتدت القوات الإسرائيلية جسديًا على ثلاثة فلسطينيين، امرأة ورجلين مسنين، وأصابتهم بجروح أثناء تفتيش منازل في حي ذنابة، شرق مدينة طولكرم، في 21 تموز/يوليو.
  • أجرى برنامج التطبيقات الساتلية العملياتية (اليونوسات) تقييماً للأضرار التي لحقت بمخيمات جنين وطولكرم ونور شمس للاجئين بناءً على صور الأقمار الصناعية التي تم جمعها في 17 حزيران/يونيو 2023 و21 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و 12 آذار/مارس 2025 و 21 أيار/مايو 2025. وفقًا للتحليل، تعرّضت جميع المخيمات لتدمير واسع النطاق، وتواجدت فيها مركبات عسكرية إسرائيلية وحواجز طرق وجرافات وحفارات. وفي مخيم جنين، خلّص التقييم إلى أن 125 بناية تعرضت للتدمير، و101 بناية تعرضت لأضرار جسيمة، و 322 بناية تعرضت لأضرار متوسطة، وبذلك يبلغ مجموع البنايات المتضررة 548 بناية، أو نحو 43 بالمائة من مجموع البنايات. وفي مخيم نور شمس، وجد التقييم أن 89 بناية تعرضت للتدمير، و35 بناية لأضرار جسيمة، و 156 بناية لأضرار متوسطة، أي ما مجموعه 280 بناية، أو نحو 35 بالمائة من مجموع البنايات. وفي مخيم طولكرم، وجد التقييم أن 31 بناية تعرضت للتدمير، و21 بناية لأضرار جسيمة، و105 بنايات لأضرار متوسطة، أي ما مجموعه 157 بناية، أو 14 بالمائة من مجموع البنايات.
  • على مدى الشهرين الماضيين، واصلت القوات الإسرائيلية عمليات الهدم في المخيمات الثلاثة، لكن لا يزال من الصعب الوصول إلى تلك المناطق لإجراء مزيد من التقييمات. ففي الأسبوع الماضي، أفاد سكان يقطنون بالقرب من مخيم جنين بأنهم شاهدوا جرافات عسكرية إسرائيلية تدخل المخيم وتخرج منه، مصحوبة بأصوات تدمير ودخان يتصاعد من المناطق الوسطى للمخيم. وفي مخيم طولكرم، أفاد سكان يقطنون بالقرب منه بأنهم شاهدوا جرافات عسكرية إسرائيلية تعمل داخل المخيم. وفي مخيم نور شمس، يقدر مكتب التنسيق والارتباط اللوائي الفلسطيني أن سبعة منازل قد احترقت بين يومي 20 و21 تموز/يوليو.
  • بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بدء القوات الإسرائيلية عملياتها في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، أصدرت منظمة أطباء بلا حدود تقريرًا موجزًا استند إلى مقابلات أجريت بين 5 و15 أيار/مايو مع حوالي 300 شخص نزحوا من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس. وأجريت المقابلات في 17 موقعًا تدير فيها منظمة أطباء بلا حدود عيادات متنقلة، بما في ذلك مراكز إيواء للنازحين وقاعات بلدية ومراكز رعاية صحية أولية ومدارس. وتظهر النتائج أن النازحين واجهوا صعوبات شديدة في الحصول على الرعاية الصحية بعد العمليات في المخيمات وإغلاق عيادات الأونروا فيها، وبسبب القيود المفروضة على التنقل في الضفة الغربية منذ فترة طويلة، حيث أفاد حوالي ثلث المشاركين في المقابلات بأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى طبيب عند الحاجة، ويرجع ذلك أساسًا إلى التكلفة وعدم وجود منشأة قريبة أو وسائل نقل. ووفقًا للتقرير، «أبلغت فرق منظمة أطباء بلا حدود الميدانية عن حالات أمراض جلدية، مثل الجرب، والتي من المحتمل أن تكون ناتجة عن الظروف المعيشية غير الصحية المرتبطة بالنزوح.» وأضافت منظمة أطباء بلا حدود أن الآثار النفسية للنزوح، التي تفاقمت بسبب العنف المستمر، كانت شديدة، لا سيما بين النساء والشباب: «هذا الضغط النفسي، إلى جانب صعوبات أخرى مثل انقطاع مصدر الدخل والمشاكل الصحية ومخاطر الحماية، يدفع السكان إلى حافة الهاوية ويضعف قدرتهم على التأقلم مع الوضع.» ومن بين النتائج الرئيسية الأخرى ما يلي:
    • حوالي نصف المشاركين في المقابلات نزحوا ثلاث مرات أو أكثر.
    • وأعرب ما يقرب من 70 بالمائة منهم عن عدم يقينهم بشأن إمكانية بقائهم في مكانهم الراهن، أو قالوا إنهم غير قادرين على البقاء هناك، مشيرين إلى الصعوبات الاقتصادية (41 بالمائة)، وسوء الأحوال المعيشية (39 بالمائة)، ونقص الخدمات (20 بالمائة)، والمخاوف الأمنية (16 بالمائة).
    • وأفاد واحد من كل ثلاثة بأنه تعرض لإطلاق نار، وأفاد واحد من كل أربعة بأنه تعرض للاحتجاز أو الاعتقال، وغالبًا ما كان ذلك مصحوبًا بتهديدات بالعنف أو الأذى لأفراد الأسرة.
    • وأبلغ المشاركون عن أكثر من 100 حادثة عنف عشوائي تعرضوا لها أثناء محاولتهم العودة إلى المخيمات لاستعادة مقتنياتهم.
  • استجابة لأزمة النزوح في شمال الضفة الغربية، وعلى الرغم من التحديات العملياتية الهائلة، قامت الأمم المتحدة وشركاؤها بتكثيف المساعدات الإنسانية لضمان حصول الأسر النازحة والمتضررة من مخيمات اللاجئين والمناطق المحيطة بها على ما يكفي من المأوى والغذاء والرعاية الصحية والحماية والتغذية والتعليم والمياه وخدمات الصرف الصحي. وفي تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن الاستجابة الإنسانية في شمال الضفة الغربية، الذي يغطي بشكل أساسي الفترة بين 21 كانون الثاني/يناير و30 نيسان/أبريل، أبلغت المنظمات الشريكة عن هذه التدخلات، بما في ذلك الدعم في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. وقدم شركاء مجموعة الحماية الإسعافات الأولية النفسية لحوالي 36,000 شخص. ونظم الشركاء 1,500 جلسة استشارية جماعية و700 جلسة فردية، تم تقديمها من خلال لقاءات شخصية وعن بعد، لتعزيز التماسك الاجتماعي وبيئة الحماية لكل من النازحين والمجتمعات المضيفة. كما قدم شركاء مجموعة التعليم الدعم النفسي والاجتماعي لتعزيز التعلم العاطفي الاجتماعي من خلال الفن والرياضة ورواية القصص وغيرها من الأنشطة الترفيهية التي تراعي المنظور الجنساني وتعمل على بناء القدرة على التأقلم، ووصلت هذه الأنشطة إلى أكثر من 4,700 طفل في سن الدراسة ممن نزحوا أو يعيشون في المجتمعات المضيفة. بالإضافة إلى ذلك، قدّم شركاء مجموعة الصحة 5,900 استشارة في مجال الدعم النفسي والاجتماعي والإسعافات الأولية النفسية للنازحين وغيرهم من المتضررين في محافظات جنين وطولكرم وطوباس.

التمويل

  • حتى يوم 24 تموز/يوليو 2025، صرفت الدول الأعضاء نحو 785 مليون دولار من التمويل المطلوب وقدره 4 مليار دولار (19 في المائة) للوفاء بالاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 3.3 مليون نسمة جرى تحديدهم على أنهم في حاجة إلى المساعدات في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية خلال سنة 2025، وذلك حسب النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلّة لسنة 2025. ويخصَّص ما يقرب من 88 في المائة من هذه الأموال المطلوبة للاستجابة الإنسانية في غزة، وما يزيد عن 12 في المائة بقليل للضفة الغربية. وفي شهر حزيران/يونيو 2025، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 122 مشروعًا جاريًا بمبلغ إجمالي قدره 70.1 مليون دولار للوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (87 في المائة) والضفة الغربية (13 في المائة). ومن بين هذه المشاريع، تعمل المنظمات غير الحكومية الدولية على تنفيذ 58 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 48 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 16 مشروعًا. ومما تجدر الإشارة إليه أن 42 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع الـ 74 التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة تُنفَّذ بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. وللمزيد من المعلومات، يُرجى الاطّلاع على صفحة خدمات المتابعة المالية على موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفحة الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة.