رجل فلسطيني يسير في منطقة مدمّرة وسط قطاع غزة. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية/أولغا تشيريفكو
رجل فلسطيني يسير في منطقة مدمّرة وسط قطاع غزة. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية/أولغا تشيريفكو

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 304 | قطاع غزة

يصدر التقريران بآخر مستجدّات الحالة الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية معًا في يوم الأربعاء أو الخميس. ويُنشر التقرير الموجز بآخر المستجدّات على صعيد الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة يوم الثلاثاء مرةً كل أسبوعين. وسوف يُنشر التقرير المقبل بآخر المستجدّات الإنسانية في 16 أو 17 تموز/يوليو.

النقاط الرئيسية

  • في غزة، لا تزال التقارير تفيد بتواصل القصف على السكان الذين يلتمسون المأوى في المدارس والخيام وأولئك الذين يبحثون عن الطعام والمياه وغيرها من المساعدات، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
  • تواجه المستشفيات الخطر الوشيك بتوقفها التام نتيجة نفاد مخزون الوقود، وذلك بعد حظر دخول الوقود لمدة 130 يومًا تقريبًا.
  • كشف تقييم جديد أن شخصًا واحدًا من كل ثلاثة أشخاص تقريبًا يمضي أيامًا كاملة دون تناول الطعام، وأن العديد منهم معرّضون لخطر المجاعة.
  • يواصل المستجيبون الأولون والعاملون في مجال الصحة وعمال الإغاثة تقديم الغذاء والمساعدات الأخرى في ظل ظروف عصيبة، حيث يواجهون الجوع وندرة المياه والمخاطر التي تهدد سلامتهم الشخصية، كغيرهم من سكان غزة.
  • يواجه كبار السن مخاطر شديدة وسط الأعمال القتالية الدائرة، وغالبًا ما يُتركون دون حماية أو دعم أساسي أو الحصول على المستلزمات الضرورية للبقاء على قيد الحياة.
  • تتفاقم أزمة المياه بسبب نقص الوقود وقطع الغيار اللازمة لأعمال الإصلاح، وانعدام الأمن المستمر، وتعذّر الوصول إلى معظم منشآت المياه والصرف الصحي.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • واصلت القوات الإسرائيلية على مدار الأسبوع الماضي عمليات القصف المكثّف من الجو والبر والبحر في شتّى أرجاء قطاع غزة، وأصدرت المزيد من أوامر النزوح ووسعت نطاق عملياتها البرّية. وما زالت التقارير تفيد بشنّ الغارات على الأشخاص الذين لجأوا إلى المدارس والخيام وأولئك الذين يبحثون عن الطعام والماء وغيرها من المساعدات، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. كما استمر إطلاق الصواريخ من قبل الجماعات الفلسطينية المسلّحة على إسرائيل واندلاع القتال بينها وبين القوات الإسرائيلية. كما أفادت التقارير عن تدمير البنى التحتية المدنية ونزوح السكان على نطاق واسع.
  • في 3 تموز/يوليو، صرّح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام يشعر «بالفزع إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. فقد أسفرت الهجمات المتعددة خلال الأيام الماضية، والتي طالت مواقع تؤوي نازحين وأشخاصًا يحاولون الحصول على الغذاء، عن مقتل العشرات من الفلسطينيين وإصابتهم بجروح.» ومع عدم دخول إمدادات الوقود إلى غزة منذ أكثر من أربعة أشهر، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة من أن «آخر شرايين الحياة باتت تُقطع،» مما يؤثر على عمل الحاضنات وسيارات الإسعاف وتنقية المياه وإيصال المساعدات الإنسانية. ودعا إلى «إتاحة وصول المساعدات الإنسانية على نحو كامل وآمن ومستدام، حتى يتسنى إيصال المعونات إلى من حُرموا من أساسيات الحياة لفترة طويلة للغاية،» وأشار إلى أن الأمم المتحدة «تمتلك خطة واضحة ومجرَّبة وتستند إلى المبادئ الإنسانية لتقديم المساعدات الحيوية للمدنيين بطريقة آمنة وعلى نطاق واسع، أينما كانوا.»
  • وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 668 فلسطينيًا وأُصيب 2,817 آخرين بين يومي 2 و9 تموز/يوليو. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و9 تموز/يوليو 2025، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 57,680 فلسطينيًا وإصابة 137,409 آخرين. ويشمل هؤلاء 7,118 شخصًا قُتلوا و25,368 آخرين أُصيبوا منذ عودة تصعيد الأعمال القتالية في 18 آذار/مارس 2025، وفقًا للوزارة. وارتفع عدد الضحايا بين الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى الإمدادات الغذائية إلى 773 قتيلًا وما يزيد عن 5,101 مصابًا منذ يوم 27 أيار/مايو 2025، حسبما أفادت الوزارة به.
  • بين 1 و8 تموز/يوليو، أفادت التقارير بقصف ما لا يقل عن سبع مدارس تأوي نازحين، من بينها مدارس كانت قد تعرّضت للقصف في الأسبوع الماضي. وأسفرت الهجمات عن مقتل 42 شخصًا وإصابة آخرين ونزوح عشرات الأسر. ومع ذلك، عاد الكثيرون إلى بعض المدارس المتضرّرة نظرًا لعدم وجود مراكز إيواء بديلة. فعلى سبيل المثال، قُصفت مدرسة تُستخدم كمركز إيواء للنازحين في حيّ الرمال وسط مدينة غزة عند نحو الساعة 1:30 من يوم 3 تموز/يوليو، حيث أفادت التقارير بمقتل 11 فلسطينيًا، من بينهم خمس نساء، وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين. وأشارت التقارير إلى أنه كان من بين القتلى جثث محترقة. وعند نحو الساعة 14:00 من يوم 6 تموز/يوليو، قُصفت إحدى الصفوف الدراسية في مدرسة تابعة للأونروا، والتي تم تخصيصها كمأوى للنازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل 20 فلسطينيًا من بينهم أطفال وامرأة واحدة على الأقل، وإصابة آخرين بجروح، حسبما أفادت التقارير. كما ألحقت الغارة أضرارًا جسيمة بمباني المدرسة. وفضلًا عن الدمار المادي، زادت هذه الهجمات من الإحساس بالخوف في أوساط الأطفال، مما حال دون مشاركتهم في فرص التعلم وأنشطة الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي وغيرها من أنشطة اللعب المنظمة التي تُقدم في هذه الأماكن، وفقًا لمجموعة التعليم.
  • يعمل العاملون في المجال الطبي في غزة تحت ضغط هائل، حيث يكافحون لتقديم العلاج للأعداد المتدفقة يوميًا من مرضى الإصابات البليغة وسط نقص حاد في الوقود والأدوية والإمدادات وسعة الأسرّة، بينما يواجهون هم أنفسهم الجوع وانعدام الأمن والنزوح والمخاطر التي تهدد سلامتهم الشخصية. ففي 2 تموز/يوليو، قُتل طبيب القلب ومدير المستشفى الإندونيسي الدكتور مروان السلطان عندما قُصفت بناية سكنية في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل الطبيب مع زوجته وشقيقته وابنته وصهره. وفي 2 تموز/يوليو، أفادت منظمة مراقبة العاملين في مجال الرعاية الصحية - فلسطين بأن الطبيب كان من بين السبعين عاملاً في مجال الرعاية الصحية الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية على مدار 50 يومًا. وفي 5 تموز/يوليو، أشارت التقارير إلى مقتل استشاري أمراض النساء والولادة مع أطفاله الثلاثة عندما قُصفت خيمتهم في المواصي غرب خانيونس. وفي 4 تموز/يوليو، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن أحد العاملين في المستشفى الميداني للصليب الأحمر في رفح أُصيب برصاصة طائشة أثناء تأدية عمله. كما أُصيب اثنان من فنيي الطوارئ الطبية التابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعد تعرّض منطقة قريبة من المستشفى للقصف أثناء تقديمهم الرعاية الطارئة للمصابين في جباليا البلد شمال غزة. ووفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فقد نجوا من الموت بأعجوبة وتم نقلهم إلى مستشفى السرايا الميداني الذي تديره الجمعية في مدينة غزة. وتعليقًا على الحادثتين اللتين أسفرتا عن إصابة موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أنّ الحادثتين تؤكدان على «البيئة الأمنية المحفوفة بالمخاطر في غزة والمجازفات الجسيمة التي يواجهها المستجيبون الأولون أثناء محاولتهم الوصول إلى أولئك الذين يعتمدون على دعمهم.» وحتى 25 أيار/مايو 2025، أفادت وزارة الصحة بمقتل نحو 1,580 من العاملين في المجال الصحي منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023.
  • بين 2 و6 تموز/يوليو، شملت الأحداث الأخرى التي أسفرت عن سقوط ضحايا ما يلي:
    • عند نحو الساعة 16:00 من يوم 2 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل 16 فلسطيني، من بينهم أطفال، وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين عندما تعرّض مبنى مخصص لإيواء النازحين للقصف جنوب شرق مدينة غزة.
    • عند نحو الساعة 19:30 من يوم 2 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين بينهم ثلاثة فتيان وفتاة واحدة عندما قُصفت واجهة إحدى المدارس في مخيم النصيرات الجديد في دير البلح.
    • عند نحو الساعة 22:30 من يوم 2 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 17 فلسطينيًا من بينهم أربعة فتيان وخمس نساء وإصابة العديد من الفلسطينيين الآخرين عندما تعرّضت الخيام التي تؤوي النازحين للقصف في منطقة المواصي غرب خانيونس. وأشارت التقارير إلى أن من بين الضحايا زوجين وصبيانهما الأربعة، وامرأة وابنها ورجل وابنته.
    • عند نحو الساعة 18:00 من يوم 3 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 21 فلسطينيًا وإصابة العشرات بجروح جراء قصف مدفعي عنيف على فلسطينيين كانوا ينتظرون الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية بالقرب من دوار التحلية شرق خانيونس.
    • عند نحو الساعة 23:15 من يوم 3 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل تسعة فلسطينيين من بينهم فتيان وأربع نساء وإصابة عدد آخر عندما تعرّضت خيمة للنازحين غرب خانيونس للقصف.
    • عند نحو الساعة 14:00 من يوم 4 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل 10 فلسطينيين وإصابة آخرين عندما قُصفت بناية سكنية في جباليا شمال قطاع غزة.
    • عند نحو الساعة 18:00 من يوم 5 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل ستة فلسطينيين، من بينهم أطفال، عندما قُصِف مقهى في غرب الزوايدة بدير البلح.
    • عند نحو الساعة 14:00 من يوم 5 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة حوالي 15 آخرين عندما كانوا يحاولون الحصول على المياه في محطة تحلية المياه في حي الرمال غرب مدينة غزة.
    • عند نحو الساعة 2:00 من يوم 6 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل 12 فلسطينيًا وإصابة آخرين عندما قُصفت بناية كانت تؤوي ثلاث أسر نازحة في شمال مدينة غزة.
  • بين يومي 2 و9 تموز/يوليو، قُتل سبعة جنود إسرائيليين في غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و9 تموز/يوليو 2025، قُتل أكثر من 1,644 إسرائيليًا وأجنبيًا، غالبيتهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر والفترة التي أعقبته مباشرة، وفقًا للجيش الإسرائيلي وحسبما نقلته الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن المصادر الرسمية الإسرائيلية. ويشمل هؤلاء 444 جنديًا قُتلوا، فضلًا عن 2,781 جنديًا أُصيبوا بجروح، في غزة أو على امتداد الحدود في إسرائيل منذ بداية العملية البرية في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومن بين القتلى 37 جنديًا قُتلوا و197 آخرين أُصيبوا منذ عودة تصعيد الأعمال القتالية في 18 آذار/مارس 2025. وحتى يوم 9 تموز/يوليو، تشير التقديرات إلى أن 50 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة، بمن فيهم رهائن أُعلنت وفاتهم وجثثهم محتجزة فيها.
  • بين 2 و9 تموز/يوليو، أصدر الجيش الإسرائيلي أربعة أوامر تقضي بنزوح السكان من مناطق في محافظتيْ خانيونس وغزة. وقد طالت ثلاثة من هذه الأوامر، التي صدرت في 4 و6 و8 تموز/يوليو، نفس المناطق في خانيونس. وتغطي هذه الأوامر مجتمعةً مساحة تصل إلى 12.9 كيلومتر مربع. ومنذ يوم 18 آذار/مارس، أصدر الجيش الإسرائيلي 54 أمرًا بالنزوح، أخضعت نحو 297 كيلومترًا مربعًا أو ما نسبته 81 بالمائة من قطاع غزة لأوامر النزوح. ومع انعدام وجود الأماكن الآمنة، لجأ الكثير من السكان إلى مواقع مكتظة لالتماس المأوى فيها وإلى مراكز الإيواء المؤقتة والبنايات المتضررة والشوارع والمناطق المفتوحة. وبات الناس محصورين في أماكن تتضاءل باستمرار. فحتى 9 تموز/يوليو، كان 86 بالمائة من أراضي قطاع غزة تقع داخل مناطق عسكرية إسرائيلية أو تخضع لأوامر النزوح (التي تتداخل مع بعضها بعضًا إلى حد كبير) منذ 18 آذار/مارس.
  • يُشترط على فرق العمل الإنساني أن تنسق تحركاتها مع السلطات الإسرائيلية في مناطق شاسعة من قطاع غزة. فبين 2 و8 تموز/يوليو، من أصل 69 محاولة بُذلت من أجل تنسيق وصول البعثات التي كانت مقررة لإرسال المعونات في شتّى أرجاء قطاع غزة، رفضت السلطات الإسرائيلية وصول نحو 30 بالمائة من هذه البعثات. وأصدرت موافقتها الأولية على إرسال 17 بالمائة ولكنها واجهت العقبات في طريقها، بما شملته من إغلاق الطرق أو حالات التأخير على الأرض مما أدى إلى إلغاء هذه البعثات أو إنجاز جزء منها. وجرى تيسير 36 بالمائة بصورة كاملة وألغت الجهات المنظِّمة 17 بالمائة لأسباب لوجستية أو عملياتية أو أمنية. وشملت هذه المحاولات 18 محاولة لتنسيق بعثات المساعدات في شمال غزة وإليها، إذ جرى تيسير 50 بالمائة منها (تسع بعثات)، بينما رُفضت 33 بالمائة (ست بعثات)، وواجه 11 بالمائة (بعثتان)العقبات في طريقهما وألغيت 6 بالمائة (بعثة واحدة). وفي جنوب غزة، جرى تيسير 31 بالمائة من البعثات (16 بعثة) من أصل 51 محاولة، ورفض 27 بالمائة (14 بعثة) وواجه 20 بالمائة (10 بعثات) العقبات في طريقها وألغي 22 بالمائة (11 بعثة).
  • تستعد وزارة التربية والتعليم العالي لعقد امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) في قطاع غزة للمرة الأولى منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومن المقرر أن يُعقد الامتحان التجريبي لـ1,500 طالب وطالبة ممن لم يتمكنوا من إكمال امتحاناتهم للعام الدراسي 2022-2023 بسبب تصاعد الأعمال القتالية، في يوم 17 تموز/يوليو. وفي حال دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ستُجرى الامتحانات إلكترونيًا على ثلاث مراحل لضمان إتاحة الامتحانات لجميع الطلاب المؤهلين من العامين الدراسيين الماضيين. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 76,600 طالب وطالبة، بعضهم قد قُتل أو غادروا غزة بالفعل أو تركوا الدراسة، سيقدمون الامتحانات الرسمية التي ستبدأ في 19 تموز/يوليو. تقوم مجموعة التعليم بتقييم أماكن التعلم المؤقتة لتحديد ما إذا كانت تصلح لعقد الامتحانات فيها. ولدعم الطلاب في التحضير للامتحانات، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تخصيص مدرستين لتقديم دروس إثرائية عبر الإنترنت بدءًا من 8 تموز/يوليو 2025.

مخاطر الحماية التي يواجهها كبار السن

  • في 24 حزيران/يونيو، أصدرت الأونروا منشورًا يسلّط الضوء على المخاطر المتزايدة التي تواجه كبار السن في ظل الأعمال القتالية الجارية في غزة، والتي تركت العديد منهم دون حماية أو دعم أو حتى الحصول على الأساسيات اللازمة للبقاء على قيد الحياة. ويؤدي كل من القيود المفروضة على التنقل والحالات الصحية المزمنة وانهيار النظم الصحية ونظم الدعم التي كان يعتمد عليها كبار السن في السابق إلى تفاقم المخاطر التي يواجهونها أثناء الأعمال القتالية، في حين أن النزوح القسري المتكرّر والنقص الحاد في المواد الغذائية والمياه النظيفة والظروف المعيشية المكتظة وغير الصحية تزيد من شدّة هذه المخاطر. وتشكل القيود المفروضة على استيراد الأجهزة المساعدة، التي تصنفها السلطات الإسرائيلية على أنها مواد «مزدوجة الاستخدام،» تحديات إضافية. وقالت إحدى النساء المسنات في رفح للأونروا: «في الليل، ساءت حالة زوجي. لقد جلسنا نبكي... لا توجد سيارة إسعاف، ولا أحد يسمعنا.» وأخبر كبار السن الأونروا عن الأسى العميق الذي يشعرون به لفقدانهم كل ما كانوا قد بنوه وعرفوه، من عائلتهم ومنازلهم وأحيائهم جراء الدمار المستمر. وقد أدى النزوح المتكرّر والصراع من أجل البقاء على قيد الحياة إلى إجهاد الوحدات الأسرية، الأمر الذي أدى في كثير من الأحيان إلى إهمال الأقارب الأكبر سنًا. وأبلغ البعض عن تعرّضهم للإساءة اللفظية والنفسية، وشعورهم بأنهم عبء عليهم. وأثناء النزوح، يتركهم هذا الإهمال في عزلة مع ما ينطوي عليه من مخاطر على سلامتهم وصحتهم. وحتى 15 حزيران/ يونيو 2025، أفادت وزارة الصحة بمقتل 4,137 مسنًا ( من الرجال والنساء البالغين من العمر 60 عامًا وما فوق) منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023. أما عدد كبار السن الذين توفوا لأسباب كان من الممكن تفاديها في حال توفرت الخدمات الأساسية فلا يزال غير معروف.

تدهور الأمن الغذائي

  • صرّح نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي ومدير العمليات، كارل سكاو، عقب زيارته الرابعة إلى غزة بقوله «لم أرى أسوأ من هذا الوضع من قبل. فالاحتياجات تتفاقم بشكل غير مسبوق، وقدرتنا على الاستجابة مقيدة أكثر من أي وقت مضى. المجاعة آخذة في الانتشار، والناس يموتون لمجرد محاولتهم العثور على الطعام.» وحذّر من أن فرق برنامج الأغذية العالمي، التي تكاد تنفد من إمدادات الوقود وقطع الغيار ومعدات الاتصالات الأساسية، «غالبًا ما تكون محاصرة في مرمى النيران وترافق القوافل المحمّلة بالمواد الغذائية عبر المناطق التي يدور فيها القتال وتواجه نفس المخاطر والجوع» الذي يواجهه جميع سكان غزة. ودعا إلى فتح جميع الطرقات ونقاط الدخول إلى غزة من أجل توفير الأمن ووقف إطلاق النار بشكل دائم، وأكد أن برنامج الأغذية العالمي لديه «المواد الغذائية والقدرة والاستعداد لتقديمها.»
  • وجد تقييم أجراه برنامج الأغذية العالمي مؤخرًا أن شخصًا واحدًا من كل ثلاثة أشخاص تقريبًا لا يأكلون لأيام، وأن المزيد من الأشخاص معرّضون لخطر المجاعة. ومنذ أواخر شهر أيار/مايو 2025، عندما بدأت السلطات الإسرائيلية بالسماح بإدخال كميات محدودة من المساعدات إلى غزة، تم اعتراض معظم الشاحنات التي تحمل المساعدات الغذائية من قبل المدنيين الجائعين. وعلى الرغم من التحديات، تمكّن شركاء الأمن الغذائي للمرة الأولى منذ أسابيع من توزيع بعض المساعدات الغذائية بشكل مباشر، حيث تلقت حوالي 13,000 أسرة مساعدات غذائية بين يومي 26 و30 حزيران/يونيو. وقد تم توزيعها في مدينة غزة ولكنها كانت محدودة للغاية نظرًا للكميات القليلة المسموح بإدخالها عبر معبر زيكيم. وحتى يوم 8 تموز/يوليو، تم إعداد 260,000 وجبة يومية وتقديمها من قبل 11 شريكًا من خلال 84 مطبخًا، بما في ذلك 100,000 وجبة في شمال غزة و160,000 وجبة في وسط وجنوب غزة. وعلى الرغم من وجود المزيد من المطابخ العاملة الآن، إلا أن هذا لا يؤدي تلقائيًا إلى زيادة إنتاج الوجبات، لأن ذلك يعتمد بشكل أساسي على حجم الإمدادات وتوافرها في كل مطبخ. وفي حين أن هذه خطوات حاسمة نحو تقديم المساعدات المنقذة للحياة، إلا أن الاحتياجات لا تزال هائلة. فالمساعدات المحدودة التي تدخل إلى غزة لا تزال غير كافية للوفاء باحتياجات جميع السكان البالغ تعدادهم 2.1 مليون نسمة - نصفهم من الأطفال. وقد حذّر أحدث موجز للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، والذي نُشر في 6 حزيران/يونيو 2025، من أن قطاع غزة لا يزال معرّضًا لخطر المجاعة الحاد. ووفقًا للتحليل، تشير العمليات العسكرية واسعة النطاق واستمرار عجز الوكالات الإنسانية عن تقديم السلع والخدمات الأساسية إلى أن السيناريو الأسوأ المتمثل في حدوث المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي) في الفترة المتوقعة بين 11 أيار/مايو و30 أيلول/سبتمبر أصبح أكثر احتمالاً.
  • أفادت الأونروا بأن طفلة لم تبلغ من العمر سبعة أشهر كانت تعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم وتتلقى العلاج من قبل طواقم الأونروا الصحية قد توفيت في 8 تموز/يوليو. وأضافت الأونروا بأنها «واحدة من آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في غزة. إذ يتم تسجيل المزيد من الحالات يوميًا.»

تردّي إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية

  • ترزح المنشآت الصحية في غزة تحت وطأة تصاعد أعداد الضحايا والمصابين في ظل استمرار انعدام الأمن والنقص الحاد في الموارد، مما يعرّض المرضى والطاقم الطبي على حد سواء لخطر شديد. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الرصاصات الطائشة تعطل منذ أسابيع العمليات المعتادة في المستشفى الميداني، حيث يهرع العاملون في المجال الطبي والقائمون على الرعاية والموظفون والمرضى باستمرار إلى المناطق التي يتم تحديدها على أنها أكثر أمانًا داخل المستشفى عند سماع صوت الإنذار لتجنب التعرّض لإطلاق النار. ووفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإنه عند حدوث إطلاق النار، «تُجبر النساء في جناح الولادة على النزول إلى الأرض لأنه لا يمكن نقلهن أثناء الولادة» ويواصل الجراحون والموظفون العمل وأصوات إطلاق النار تدوي من حولهم، وهم يعلمون أن رصاصة «يمكن أن تخترق قماش غرفة العمليات في أي لحظة.» وفي وصفه للوضع المأساوي في مجمع ناصر الطبي، ذكر الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، خلال زيارة قام بها إلى المستشفى، أن مجمع ناصر الطبي تحول إلى «جناح ضخم لعلاج الإصابات.» ويعالج المستشفى، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية عادةً 350 سريرًا، حوالي 700 مريض حاليًا. وأفاد مدير المستشفى والفريق الطبي أن المستشفى استقبل المئات من مرضى الإصابات البليغة خلال الأسابيع الأربعة الماضية، ومعظمهم مرتبط بالأحداث التي وقعت حول مواقع التوزيع العسكري. وأضاف الدكتور بيبركورن أن مرضى العناية المركزة موجودون في كل جزء من المستشفى بسبب نقص المساحة في وحدة العناية المركزة الأصلية. كما أن هناك نقصاً في جميع المستلزمات الحرجة تقريباً، خاصة تلك المتعلقة بالعناية بالإصابات البليغة.
  • في 6 تموز/ يوليو، صرّحت وزارة الصحة أن مختبرات وبنوك الدم في غزة تواجه نقصًا حادًا في وحدات الدم ومكوناتها، حيث تزداد الحاجة بشكل عاجل بسبب تزايد أعداد الإصابات الحرجة. وعلى الرغم من الحاجة الملحة، إلا أن ما يتم توفيره من وحدات الدم لا يزال أقل بكثير من الاستهلاك الشهري. فوفقًا لوزارة الصحة، تم صرف 10,000 وحدة دم ومكوناتها خلال الشهر الماضي وحده، بينما لم يكن يتوفر سوى 3,500 وحدة دم. وأضافت الوزارة أن الجهود المبذولة لتشجيع التبرع بالدم في المجتمع المحلي باتت دون جدوى، إذ أدى انتشار سوء التغذية وحالات فقر الدم إلى عدم قدرة الكثير من الأشخاص على التبرع بالدم، مما يؤكد على تفاقم الأزمة الصحية.
  • في 8 تموز/يوليو، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن تعليق عملياتها في عيادة الزيتون الطبية التي تديرها في مدينة غزة، وذلك في أعقاب القصف الذي تعرّضت له المنطقة المحيطة بها، والذي شكل «تهديدًا خطيرًا لسلامة الطواقم الطبية والمرضى.» ووفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فقد كانت العيادة بمثابة شريان حياة حيوي لآلاف الأشخاص، خاصة مع اكتظاظ المنطقة بالنازحين بعد صدور أوامر النزوح، وسيجبر إغلاقها آلاف الأشخاص على السير لمسافات طويلة للحصول على الخدمات الطبية الأساسية والتطعيمات اللازمة في أماكن أخرى. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن 18 عيادة طبية تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قد أُجبرت على الخروج من الخدمة منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023.
  • حذّر الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة في 9 تموز/يوليو، من أن أزمة الوقود المتفاقمة تدفع القطاعين الصحي والإنساني نحو الانهيار التام. وأكد على أن الأزمة تؤثر بشدة على عمل المستشفيات ومحطات تحلية المياه وشبكات إمدادات المياه. وقال د. أبو سلمية أن مستشفيات مدينة غزة، وخاصة مستشفى الشفاء، ستتوقف عن العمل قريبًا، مشيرًا إلى أن وحدة غسيل الكلى قد توقفت بالفعل للحفاظ على الكهرباء لوحدات العناية المركزة وغرف العمليات وسط استمرار تدفق الإصابات. وأفاد د. أبو سلمية أن 13 مريضًا في وحدات العناية المركزة معظمهم على أجهزة التنفس الصناعي، وحوالي 100 طفل رضيع في الحاضنات، و350 مريضًا يعتمدون على خدمات غسيل الكلى معرّضون حاليًا لخطر شديد. وشدّد د. أبو سلمية على أن المستشفى مكتظ بالفعل بمئات المصابين ولن يكون قادرًا على إجراء العمليات الجراحية. وأضاف قائلاً «ستتوقف غرف العمليات عن العمل، ولن نتمكن من علاج التدفق الكبير من المصابين. كما ستتوقف محطات الأكسجين لدينا عن العمل، ومستشفى يفتقر إلى الأكسجين لا يُعد مستشفى.»
  • في 9 تموز/ يوليو، حذّر مجمع ناصر الطبي من وقوع كارثة إنسانية وشيكة بسبب النقص الحاد في الوقود، وأشار إلى أن المنشأة على وشك الإغلاق التام حيث أن إمدادات الوقود قد أوشكت على النفاد بالكامل. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة لتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية وحصر الكهرباء في الأقسام الحيوية فقط، بما في ذلك وحدات العناية المركزة وغرف العمليات ووحدات حديثي الولادة وخدمات الولادة وغسيل الكلى، من المتوقع أن تعمل موّلدات المستشفى ليوم إضافي واحد، وفقًا للمستشفى. وأكد المستشفى أنه في حال انقطاع الكهرباء بالكامل، فإن حياة العشرات من المرضى، وخاصة من يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي، «ستكون في خطر داهم وموت محقق.»

أزمة المياه والصرف الصحي

  • لا يزال الحصار المستمر المفروض على دخول الوقود إلى غزة والقيود المفروضة على الوصول يقيد خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بشدّة، مع ما يترتب على ذلك من آثار مدمرة على الصحة العامة. فخلال شهريْ أيار/مايو وحزيران/يونيو، لم تتلقَّ المنظمات الشريكة في مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية من الإمدادات الإنسانية المتاحة سوى 25 بالمائة من الوقود اللازم لاستمرار عمليات الطوارئ بفعالية. وحتى يوم 4 تموز/يوليو، باتت 80 بالمائة من أصول ومنشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية تقع الآن داخل المنطقة الإسرائيلية المنزوعة السلاح أو في المناطق التي تخضع لأوامر النزوح منذ 18 آذار/مارس. ونتيجة لذلك، توقفت العديد من آبار المياه عن العمل، في حين تعمل محطات تحلية المياه بالحد الأدنى من طاقتها، مما أدى إلى انخفاض كبير في كمية المياه المتاحة للتوزيع. ويقدّر الشركاء في مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية أن معظم السكان يتلقون أقل من معيار الطوارئ وهو 15 لترًا للشخص الواحد يوميًا، وهو ما يرقى إلى أزمة جفاف من صنع الإنسان. وبين 22 حزيران/يونيو و5 تموز/يوليو، واستنادًا إلى البيانات المتاحة، وزّع 27 شريكًا من شركاء مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ما معدله نحو 17,000 متر مكعب من مياه الشرب يوميًا من خلال النقل بواسطة الصهاريج إلى 1,357 نقطة تجميع مياه. كما أدى شحّ الوقود إلى الحد من جمع النفايات الصلبة. ففي يوم 9 تموز/يوليو، علّق مجلس الخدمات المشتركة جنوب وادي غزة خدمات جمع النفايات بسبب نقص الوقود. كما أدى نقص الوقود إلى تقييد ضخ مياه الصرف الصحي إلى التدخلات الطارئة فقط، ولا سيما في مناطق الفيضانات عالية الخطورة مثل بركة الشيخ رضوان.
  • في 7 تموز/يوليو، توقف خط إمداد مياه مكوروت بني سهيلا من إسرائيل عن العمل خلال ساعات الظهيرة بسبب عطل في الخط، الأمر الذي تطلب إصلاحه. وكان الخط قد تعرّض لأضرار وتعطلات متكرّرة على مر الوقت، وتم ترميمه مؤخرًا في 30 حزيران/يونيو. ومع ذلك، تم وضع المنطقة تحت أمر النزوح في 1 تموز/يوليو، مما جعل الوصول إلى الخط غير ممكن إلى حد كبير، ومنذ ذلك الحين لم يسمح سوى بجمع المياه بشكل محدود. سيؤثر التوقف الحالي في تدفق المياه عبر خط بني سهيلا، الذي يغذي خزان مياه السطر غرب خانيونس ويوفر ما يقرب من 12,000 إلى 14,000 متر مكعب من المياه يوميًا، تأثيرًا كبيرًا على إمدادات المياه إلى التجمعات السكانية المكتظة والنازحة في منطقة المواصي في خانيونس. وقد تم الآن إعادة توجيه الشاحنات التي كانت تنقل المياه من خزان مياه السطر إلى محطة تحلية جنوب غزة، والتي لا يتوفر لديها وقود يكفي لتشغيلها إلا لعدد محدود من الأيام الإضافية، حيث توفر ما معدله حوالي 1,500 متر مكعب من مياه الشرب يوميًا.
  • في مدينة غزة، أعلنت البلدية أن مناطق واسعة من المدينة تعاني من انقطاع المياه بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي تحول دون وصول طواقمها وإجراء إصلاحات في محابس توزيع المياه الرئيسية التابعة لخط مياه مكوروت القادم من إسرائيل. كما أفادت البلدية بأن تعذّر الوصول إلى آبار مياه الصفا الواقعة على شارع صلاح الدين يحول دون تشغيلها ويساهم في زيادة انقطاع المياه. ووفقًا لمجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، فإن هذا النقص يؤثر تأثيرًا بالغًا على توفر مياه الشرب، مما يزيد من التوترات المجتمعية ويجعل مياه الشرب المأمونة بعيدة عن متناول الفئات الأكثر ضعفًا.
  • تحذّر كل من مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ومجموعة الصحة من أن الأمراض المنقولة بالمياه آخذة في الارتفاع، حيث يمثل الإسهال المائي الحاد 39 بالمائة من الأمراض المبلغ عنها، إلى جانب الحالات الناشئة من الإسهال الدموي ومتلازمة اليرقان الحاد التي تم الإبلاغ عنها في مواقع النزوح المكتظة. وتشمل العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بتلك الأمراض اكتظاظ مراكز الإيواء، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، وسوء الصرف الصحي، وارتفاع معدلات سوء التغذية، وجميعها عوامل تضعف أجهزة المناعة وتزيد من التعرض للأمراض والاعتلال. ووفقًا للمجموعات، فإن ضمان الحصول على الغذاء ومياه الشرب المأمونة وتوافر مواد النظافة الصحية التي يتم توزيعها مجانًا من خلال ممرات إنسانية آمنة ويمكن الوصول إليها أمر بالغ الأهمية لمنع تفشي المزيد من الأمراض. وعلى الرغم من الاحتياجات الهائلة، لا تزال السلطات الإسرائيلية تمنع دخول مواد النظافة الصحية، بما فيها مستلزمات النظافة الصحية ومستلزمات التنظيف الضرورية لحماية الصحة العامة، وذلك منذ نهاية المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. وفي الآونة الأخيرة، وافقت السلطات الإسرائيلية على إدخال هذه المواد، ولكن التفاصيل المتعلقة بالمستلزمات المسموح بها والطرق المسموح بدخولها لا تزال غير واضحة. وبالتالي، لم تدخل أي مستلزمات نظافة صحية إلى غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية.

التمويل

  • حتى 8 تموز/يوليو 2025، صرفت الدول الأعضاء نحو 738 مليون دولار من التمويل المطلوب وقدره 4 مليار دولار (18 في المائة) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 3.3 مليون نسمة جرى تحديدهم على أنهم في حاجة إلى المساعدات في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية خلال سنة 2025، وذلك حسب النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلة لسنة 2025. ويخصَّص نحو 88 في المائة من هذه الأموال المطلوبة للاستجابة الإنسانية في غزة، وما يزيد عن 12 في المائة بقليل للضفة الغربية. وفي شهر حزيران/يونيو 2025، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 122 مشروعًا جاريًا بمبلغ إجمالي قدره 70.1 مليون دولار للوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (87 في المائة) والضفة الغربية (13 في المائة). ومن بين هذه المشاريع، تعمل المنظمات غير الحكومية الدولية على تنفيذ 58 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 48 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 16 مشروعًا. ومما تجدر الإشارة إليه أن 42 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع الـ 74 التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة تُنفَّذ بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. وللمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على صفحة خدمات المتابعة المالية على موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفحة الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة.