عملية هدم إسرائيلية في مخيم طولكرم للاجئين، 10 حزيران/يونيو 2025. الصورة بإذن من أفراد المجتمع المحلي.
عملية هدم إسرائيلية في مخيم طولكرم للاجئين، 10 حزيران/يونيو 2025. الصورة بإذن من أفراد المجتمع المحلي.

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 298 | الضفة الغربية

يصدر التقريران بآخر مستجدّات الحالة الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية معًا في يوم الأربعاء أو الخميس. ويُنشر التقرير الموجز بآخر المستجدّات على صعيد الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة يوم الثلاثاء مرةً كل أسبوعين. وسوف يُنشر التقرير المقبل بآخر المستجدّات الإنسانية في 25 حزيران/يونيو.

النقاط الرئيسية

  • كثّفت القوات الإسرائيلية عملياتها في محافظتيْ نابلس وجنين، وفرضت قيودًا مشددة على التنقل وألحقت أضرارًا واسعة النطاق.
  • أصاب المستوطنون الإسرائيليون 58 فلسطينيًا وشنّوا هجمات تسبّبت في تهجير 67 آخرين خلال الأسبوعين الماضيين. ومنذ يوم 1 كانون الثاني/يناير، أصيبَ أكثر من 300 فلسطيني على يد المستوطنين، وهو ما يزيد عن ضعف العدد المسجّل خلال الفترة نفسها من سنة 2024.
  • نفذت السلطات الإسرائيلية عملية هدم جماعية في تجمّع خلة الضبعة السكاني بمحافظة الخليل، وهذه هي الحادثة الرابعة من نوعها في سنة 2025. ومن بين 78 مبنًى هُدمت في التجمع خلال هذه السنة، كان ما نسبته 62 في المائة منها مقدمة كمساعدات إنسانية.
  • هُجِّر أكثر من 680 فلسطينيًا في سنة 2025 بسبب هدم منازلهم بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية في المنطقة (ج)، وهو ما يربو على ضعف عددهم خلال الفترة ذاتها من سنة 2024، إذ هُجر نحو 300 شخص.
  • تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات هدم جماعية في سياق العملية المستمرة في مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين للاجئين.
  • منذ تصاعد الأعمال القتالية بين إسرائيل وإيران في 13 حزيران/يونيو، شددت القوات الإسرائيلية القيود المفروضة على التنقل في شتى أرجاء الضفة الغربية، ولا سيما على مدى الأيام القليلة الأولى من هذا التصعيد.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • بين يومي 3 و16 حزيران/يونيو، قتلت القوات الإسرائيلية خمسة فلسطينيين (جميعهم بالغون) وأصابت أكثر من 140 آخرين بجروح، بمن فيهم ما لا يقل عن 25 طفلًا. وقد أُصيبَ أكثر من نصف الجرحى في مدينة نابلس (انظر أدناه). وفيما يلي تفاصيل الأحداث التي أسفرت عن سقوط القتلى:
    • في 7 حزيران/يونيو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رجل فلسطيني وقتلته، وأصابت اثنين آخرين بجروح، في أثناء محاولتهم الدخول إلى إسرائيل عبر فتحة في الجدار جنوب مدينة الخليل.
    • في 10 حزيران/يونيو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رجل فلسطيني وقتلته واحتجزت جثمانه، وأصابت آخر في بلدة طمون بمحافظة طوباس. ووفقًا لمصادر محلية، حاصرت قوات إسرائيلية متخفية أحد المنازل وأطلقت النار على ثلاثة فلسطينيين في أثناء خروجهم منه، مما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة آخر. كما اقتحمت هذه القوات عدة منازل وجرّفت أحد الطرق الرئيسية. واعتُقِل فلسطينيان، أحدهما المصاب.
    • في 10 حزيران/يونيو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على شقيقين فلسطينيين وقتلتهما واحتجزت جثمانيهما، وأصابت 73 آخرين، خلال عملية استمرت ثلاثين ساعة في مدينة نابلس، حيث تركزت في البلدة القديمة والأحياء المحيطة بها. وقد أُصيب سبعة من المصابين بالذخيرة الحية، وتعرض سبعة آخرون للاعتداء الجسدي على يد القوات الإسرائيلية والكلاب العسكرية، ودعست مركبة عسكرية أحد الأشخاص، وأُصيب من تبقى بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، مما استدعى تقديم العلاج الطبي لهم. ووفقًا لتسجيلات الفيديو والمصادر المحلية، كان رجل يحاول الوصول إلى البلدة القديمة التي كانت خاضعة لمنع التجول، حيث اعتدى عليه أحد الجنود الإسرائيليين. وأُطلقت النار على الرجل وقُتل بعدما دخل في شجار مع الجندي. وعندما اقترب شقيقه من المكان، أُطلقت عليه النار أيضًا وقُتل. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، حاول الشقيقان الاستيلاء على سلاح أحد الجنود، وأسفر إطلاق النار بصورة عرضية من هذا السلاح عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين.
    • في 12 حزيران/يونيو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رجل فلسطيني وقتلته واحتجزت جثمانه، بعدما أطلق النار عليها عند حاجز حرميش، جنوب غرب جنين. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، لم ترد تقارير تفيد بوقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين.
  • في 13 حزيران/يونيو، أفادت الهيئة العامة للشؤون المدنية وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني بوفاة رجل فلسطيني من بلدة علّار في محافظة طولكرم في أثناء احتجازه لدى السلطات الإسرائيلية. وكان الرجل قد اعتُقِل في 17 أيار/مايو 2025 ونُقل إلى أحد المستشفيات داخل إسرائيل في 9 حزيران/يونيو. ووفقًا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، تُوفي 70 فلسطينيًا وهم رهن الاحتجاز في السجون الإسرائيلية منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، من بينهم 45 من قطاع غزة و25 من الضفة الغربية، فضلًا عن اثنين من المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل. وحتى شهر حزيران/يونيو 2025، ووفقًا للبيانات التي قدمتها مصلحة السجون الإسرائيلية لمنظمة «هموكيد،» وهي منظمة إسرائيلية تُعنى بحقوق الإنسان، يوجد 10,397 فلسطينيًا معتقلين في السجون الإسرائيلية، بمن فيهم 1,447 أسيرًا محكومًا، و3,174 محتجزًا في الحبس الاحتياطي و3,562 أسيرًا محتجزين رهن الاعتقال الإداري دون محاكمة و2,214 من الأشخاص المحتجزين بوصفهم «مقاتلين غير شرعيين.» ولا تشمل هذه الأرقام الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي من غزة منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
  • بين يومي 3 و16 حزيران/يونيو، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ما لا يقل عن 46 هجمة نفذها المستوطنون وأسفرت عن سقوط ضحايا أو إلحاق الأضرار بممتلكات الفلسطينيين أو كلا الأمرين معًا. ونتيجةً لذلك، أُصيب 64 فلسطينيًا، من بينهم طفلان. وقد أُصيب 58 من هؤلاء على يد المستوطنين، على أُصابت القوات الإسرائيلية الستة الآخرين. كما أُتلف نحو 539 شجرة يملكها الفلسطينيون، ومعظمها من أشجار الزيتون، وأُعطبت 33 مركبة. ومن جملة الحوادث الرئيسية:
    • في 4 حزيران/يونيو، أُصيب 30 فلسطينيًا، من بينهم طفلان، على يد المستوطنين الإسرائيليين عندما اقتحموا مشارف بلدة دير دبوان بمحافظة رام الله وألقوا الحجارة على منازل الفلسطينيين. كما أضرم المستوطنون النار في خمس مركبات وألحقوا الأضرار بمركبتين أخريين بعدما ألقوا الحجارة عليها. وهُجرت أسرة تضم ثمانية أفراد، من بينهم أربعة أطفال، بعدما فرّت مع ماشيتها عقب هذه الهجمة مباشرةً. وبعد ذلك، أضرم المستوطنون النار في منزل الأسرة المهجّرة، مما أدى إلى تدمير جميع ممتلكاتها، بما فيها نظام الطاقة الشمسية والأعلاف وخزانات المياه والمنصات النقالة الخشبية والمقتنيات الشخصية. وفي أثناء هذه الحادثة، ألقى المستوطنون والفلسطينيون الحجارة على بعضهم بعضًا إلى حين انسحاب المستوطنين ووصول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة. وأغلقت هذه القوات المدخل الرئيسي للبلدة، وأطلقت عبوات الغاز المسيل للدموع وعرقلت وصول الطواقم الطبية إليها. ولم ترد تقارير تشير إلى وقوع إصابات بين المستوطنين الإسرائيليين.
    • في 6 حزيران/يونيو، اعتدى المستوطنون الإسرائيليون جسديًا على ثلاثة رعاة فلسطينيين باستخدام قضبان معدنية ورشّوهم برذاذ الفلفل الحار في تجمع حمصة البقيعة الرعوي في الأغوار الشمالية بمحافظة طوباس. وكان هؤلاء الفلسطينيون يرعون ماشيتهم على مقربة من التجمع عندما اقترب منهم المستوطنون واندلعت المواجهات بينهم. ثم فرّ الرعاة مع ماشيتهم نحو مساكنهم، غير أن مجموعة من المستوطنين المسلحين تبعت الرجال الثلاثة واقتحمت منازلهم واعتدت عليهم. ووصلت القوات الإسرائيلية بعد ذلك، واحتجزت فلسطينييْن وعرقلت مرور سيارة إسعاف كانت تحاول دخول التجمع، ثم عرقلتها مرة أخرى وهي تنقل اثنين من المصابين إلى المستشفى. ولم ترد تقارير تفيد وقوع إصابات بين المستوطنين.
    • في 11 حزيران/يونيو، هُجرت أربع أسر فلسطينية، تضم 29 فردًا من بينهم 19 طفلًا، قسرًا من تجمعهم الرعوي الذي يقع على مقربة من قرية كوبر بمحافظة رام الله، بسبب تكرار عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وقد هاجم المستوطنون هذه الأسر وهي تغادر المنطقة وسرقوا بعض ممتلكاتها. ووفقًا للأسر المتضررة، فقد ازداد الوضع توترًا بعدما أقام هؤلاء المستوطنون بؤرة استيطانية جديدة لا تبعد سوى 10 أمتار عن منازلهم في شهر آذار/مارس 2025. ومنذ ذلك الحين، لا يزال السكان والمزارعون الفلسطينيون يتعرضون لهجمات متكررة أسفرت عن وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات. وفي شهر نيسان/أبريل 2025، هُجرت أسرة فلسطينية، واضطُر مزارعان إلى نقل ماشيتهما خشية تزايد عنف المستوطنين. وشملت أعمال الترويع المتكررة اقتحام المنازل أو إلقاء الحجارة عليها ومطالبة الأسر بالرحيل عن المنطقة تحت تهديد السلاح. وفي نهاية شهر أيار/مايو 2025، أقام المستوطنون بوابة على الطريق منعت الأسر من الوصول إلى منازلها والخروج منها، مما أجبرها على حمل المياه سيرًا على الأقدام أو نقلها على ظهر حمار وأُجبر الأطفال على اجتياز مسافات طويلة لكي يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم.
    • في 14 حزيران/يونيو، أصاب مستوطنون إسرائيليون من بؤرة استيطانية أُقيمت قبل بضعة أيام فقط 10 فلسطينيين بالحجارة، وأضرموا النار في مركبتين ورافعة شوكية وبيت متنقل في بلدة المزرعة الشرقية بمحافظة رام الله. وقد تجمّع الفلسطينيون في محاولة لإبعاد هؤلاء المستوطنين، وتدخلت القوات الإسرائيلية في وقت لاحق، فأطلقت الذخيرة الحية وقنابل الصوت لتفريق الفلسطينيين، مما أجبرهم على التراجع في الوقت الذي انسحب فيه المستوطنون إلى البؤرة الاستيطانية.
    • في 14 حزيران/يونيو، اقتحم المستوطنون الإسرائيليون، الذين كانوا برفقة القوات الإسرائيلية، تجمع معازي جبع البدوي الواقع في المنطقة (ج) بمحافظة القدس وهاجموه. وأسفر هذا الهجوم عن إصابة تسعة فلسطينيين، وتهجير ست أسر تضم 30 فردًا، من بينهم 12 طفلًا وسبع نساء. وهاجم المستوطنون التجمع بالحجارة والمواد القابلة للاشتعال، على حين أطلقت القوات التي رافقتهم الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط على الفلسطينيين. وأصاب المستوطنون أربعة فلسطينيين بالحجارة وأصابت القوات الإسرائيلية خمسة آخرين بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط. وفضلًا عن ذلك، فرّت 10 أسر فلسطينية من منازلها خوفًا على سلامتها وأقامت عند أقارب أو جيران قريبين منها. ودمر المستوطنون ثلاثة منازل مما جعلها غير صالحة للسكن، وأضرموا النار في عدة منشآت، من بينها مطبخ خارجي ومرحاض متنقل وحظيرة للمواشي. كما دمر هؤلاء المستوطنون ما لا يقل عن أربعة أنظمة للطاقة الشمسية ومزّقوا الأغطية البلاستيكية عن خيمتين سكنيتين وأتلفوا المقتنيات الخاصة وسرقوا أموالًا من السكان.
  • منذ بداية سنة 2025، أُصيب 303 فلسطينيين في على يد المستوطنين الإسرائيليين في هذه الهجمات، وهو ما يزيد عن ضعف عدد الفلسطينيين الذين أصابهم المستوطنون في السياق نفسه (148 فلسطينيًا) خلال الفترة ذاتها من عام 2024. وفي الوقت نفسه، بقيت وتيرة الحوادث المرتبطة بالمستوطنين والتي تفضي إلى وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بالممتلكات مستقرة إلى حد كبير، إذ بلغت نحو أربع أحداث في اليوم.
  • بين يومي 3 و16 حزيران/يونيو، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هدم 10 مبانٍ، بما فيها أربعة في المنطقة (ج) وستة في القدس الشرقية. وفي الإجمال، هدم 28 مبنى من المباني التي يملكها الفلسطينيون. بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويعد الحصول عليها أمرًا من ضرب المستحيل. وكان أكثر من نصف هذه المباني عبارة عن منازل (13 منزلًا). وشملت هذه المباني 20 مبنى كانت تقع في المنطقة (ج) وثمانية مبانٍ في القدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير 72 شخصًا، من بينهم 42 طفلًا، وإلحاق الأضرار بنحو 80 شخصًا آخرين. وكان ما يربو على 60 في المائة من الأشخاص المهجرين في المنطقة (ج)، حيث هجر أغلبهم (38 من أصل 45 شخصًا) في تجمع خلّة الضبعة بمحافظة الخليل (انظر أدناه)، على حين هُجر السبعة الآخرون في بلدة كفر الديك بمحافظة سلفيت، بعدما هدمت السلطات الإسرائيلية منزلًا يتألف من طابقين. وفي القدس الشرقية، أسفر هدم ستة منازل عن تهجير 27 شخصًا، من بينهم 16 طفلًا. وقد هُدمت أربعة من هذه المنازل على يد إصحابها في جبل المكبّر وصور باهر والطور. وهدمت السلطات الإسرائيلية منزلين في حي البستان بسلوان. وفي سلوان أيضًا، اضطُر السكان إلى هدم قاعة شُيدت في سنة 2024 على الطابق الثاني في أحد مساجد الحي، وكانت تُستخدم لأغراض ثقافية وتعليمية. وكان أمر بهدم القاعة قد صدر في مطلع شهر أيار/مايو 2025. ومنذ بداية سنة 2025، تضاعف عدد المهجرين في المنطقة (ج) نتيجة لهدم المنازل بحجة افتقارها إلى رخص البناء بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2024 (686 مهجرًا مقابل 305 مهجرين). وبين يومي 1 كانون الثاني/يناير و16 حزيران/يونيو 2025، هُدم 696 مبنى أو صودرت أو أُغلقت بحجة افتقارها إلى رخص البناء في المنطقة (ج)، من بينها 143 مبنى سكنيًا مأهولًا (20 في المائة). وخلال الفترة نفسها من سنة 2024، بلغ عدد المباني المهدومة 385 مبنى، بما فيها 66 مبنى سكنيًا مأهولًا (17 في المائة).
  • في 11 حزيران/يونيو، نفّذت السلطات الإسرائيلية عملية هدم جماعية في تجمع خلة الضبعة الرعوي الفلسطيني في مسافر يطا بالمنطقة (ج) من محافظة الخليل. وهذه هي حادثة الهدم الرابعة التي تستهدف التجمع منذ مطلع سنة 2025. وخلال هذه الحوادث الأربع، هُدم 78 مبنى في التجمع، من بينها 48 مبنى (نحو 62 في المائة) كانت مقدّمة كمساعدات إنسانية. وشملت هذه المباني 13 مبنى هُدمت مؤخرًا في 11 حزيران/يونيو، بما فيها 12 مبنى كانت مقدمة كمساعدات إنسانية في سياق الاستجابة لعمليات هدم سابقة. وكان من جملة هذه المباني ثمانية مبانٍ سكنية وثلاثة مراحيض وصهريج مياه. وتشير التقديرات أن ما بقي قائمًا من مباني التجمع لا يتجاوز 5 في المائة، مما يترك سكانه دون مأوى لائق. وفضلًا عن ذلك، دمّرت القوات الإسرائيلية بطاريات الطاقة الشمسية وأجهزة الاتصال بالإنترنت، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء وخدمة الإنترنت عن التجمع. وفي الإجمال، هُجر 38 فلسطينيًا مرة أخرى، من بينهم 21 طفلًا. ومنذ مطلع هذه السنة، لم يزل تجمع خلة الضبعة يتعرض لهجمات المستوطنين الإسرائيليين وترويعهم، بما فيها الهجمة التي شنوها عليه مؤخرًا في 30 أيار/مايو، إذ اقتحم مستوطنون يُعتقد بأنهم من بؤرة استيطانية مجاورة وسبق أن احتلوا مغارة في التجمع، مغارة مأهولة أخرى واعتدوا جسديًا على امرأة فلسطينية حامل وسرقوا معظم ممتلكات أسرتها. ونقلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المرأة إلى المستشفى. ويُعدّ سكان مسافر يطا من بين الفئات الأشد ضعفًا في الضفة الغربية، إذ يعتمدون على المساعدات الإنسانية ويواجهون خطر الترحيل القسري.
  • للاطّلاع على الأرقام الرئيسية والمزيد من التفاصيل عن الضحايا والتهجير وعنف المستوطنين بين شهري كانون الثاني/يناير 2005 وآذار/مارس 2025، يرجى الرجوع إلى نشرة «لقطات» الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الضفة الغربية في شهر نيسان/أبريل 2025.

المستجدّات في شمال الضفة الغربية

  • تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات الهدم الجماعية في مخيميْ طولكرم ونور شمس للاجئين، فضلًا عن مخيم جنين. فمنذ يوم 1 حزيران/يونيو، هدمت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 37 منشأة من أصل 58 منها صدرت بحقها أوامر هدم في مخيمي طولكرم ونور شمس، وفقًا لتقديرات منظمات شريكة استندت إلى مصادر محلية. وما زال المخيمان مغلقين في وجه سكانهما وأمام الجهات الفاعلة الإنسانية، مما يتعذر معه إجراء حصر دقيق للأضرار. وفي 9 حزيران/يونيو، أصدرت السلطات الإسرائيلية أمرًا بهدم نحو 96 منشأة – معظمها سكنية – في مخيم جنين. ومُنح أكثر من 280 أسرة من الأسر المتضررة مهلة مدتها 72 ساعة لتنسيق استعادة مقتنياتها الشخصية من منازلها من خلال السلطات الفلسطينية قبل هدمها. ووفقًا للمصادر الفلسطينية، قُدم 400 طلب على الأقل للسلطات الإسرائيلية من أجل السماح للأسر باستعادة مقتنياتها، ولكن لم تتمكن أي أسرة من الوصول إلى منزلها من ذلك الحين وحتى وقت إعداد هذا التقرير. ومنذ يوم 15 حزيران/يونيو، أفادت المصادر المحلية بأن القوات الإسرائيلية وجرافاتها شرعت في هدم البنايات في المخيم، وخاصة قرب مستشفى جنين الحكومي وحيّيْ دوار الحسين وعبد الله عزام.
  • منذ 10 حزيران/يونيو، كثّفت القوات الإسرائيلية عملياتها في شتى أرجاء شمال الضفة الغربية، ولا سيما في مدينتي نابلس وجنين، وفي مخيمَي عسكر وبلاطة للاجئين في نابلس، حيث فرضت القيود على التنقل وتسببت في أضرار واسعة النطاق. وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل شخصين وإصابة عشرات آخرين أو اعتقالهم. وفيما يلي أبرز الحوادث:
    • بين 10 و11 حزيران/يونيو، نفذت القوات الإسرائيلية عملية استمرت 30 ساعة في مدينة نابلس، فرضت خلالها منع التجول على البلدة القديمة ومحيطها أساسًا، وأجرت عمليات التفتيش من منزل إلى منزل شملت ما لا يقل عن 250 منزلًا، مما ألحق أضرارًا بالمنازل وبغيرها من المباني. ووفقًا للمصادر المحلية، استخدمت القوات الإسرائيلية إحدى مدارس الأولاد في البلدة القديمة كمركز للتحقيق واحتجزت 32 فلسطينيًا. وأسفرت هذه العملية عن مقتل فلسطينييْن وإصابة 73 آخرين على الأقل (انظر أعلاه).
    • في 15 حزيران/يونيو، نفذت القوات الإسرائيلية عملية في بلدة عزون، بمحافظة قلقيلية، وفرضت منع التجول عليها لمدة 36 ساعة وأغلقت مداخل البلدة. وفتشت هذه القوات عددًا من المنازل، واستجوبت السكان وألحقت أضرارًا بأثاث المنازل، كما حولت نحو ثمانية منازل مؤقتًا إلى نقاط للمراقبة العسكرية.
    • في 15 حزيران/يونيو، اقتحمت القوات الإسرائيلية عشرة منازل على الأقل في حي الهدف بمدينة جنين وألحقت أضرارًا بالممتلكات.
    • في 16 حزيران/يونيو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار وأصابت طفلين فلسطينيين يبلغان من العمر 15 عامًا في أثناء اقتحام بلدة اليامون، غرب جنين. ووفقًا للبلدية، ألقى الفلسطينيون الحجارة على تلك القوات التي ردت بإطلاق الذخيرة الحية عليهم.
    • بين يومي 16 و17 حزيران/يونيو، أطلقت القوات الإسرائيلية عملية في مخيم عسكر للاجئين شرق مدينة نابلس. وشهدت هذه العملية إجراءات تفتيش واعتقالات واسعة من منزل إلى منزل. وأصدرت القوات الإسرائيلية الأوامر التي تقضي بإخلاء 15 مبنى سكنيًا على الأقل، مما أدى إلى تهجير ما لا يقل عن 75 شخصًا مؤقتًا، وفقًا لتقديرات المنظمات الشريكة التي استندت إلى مصادر محلية. وفي أثناء هذه العملية، تعرض فلسطينيان للاعتداء الجسدي على يد القوات الإسرائيلية ونُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
    • في 18 حزيران/يونيو، اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم بلاطة شرق نابلس بعدما انسحبت من مخيم عسكر. ووفقًا للمصادر المحلية، حاصرت الآليات العسكرية الإسرائيلية مخيم بلاطة وأغلقت جميع مداخله ومخارجه وانتشر القناصة على أسطح المباني. ونُفّذت عمليات تفتيش واسعة من منزل إلى منزل، تسببت في إلحاق أضرار بالممتلكات، وجرى تحويل منازل عدة إلى مواقع عسكرية ومراكز للتحقيق. وما زالت هذه العملية متواصلة حتى وقت إعداد هذا التقرير.

تشديد القيود المفروضة على التنقل منذ يوم 13 حزيران/يونيو*

  • منذ بداية التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران في 13 حزيران/يونيو، لا تزال القوات الإسرائيلية تشدد من القيود التي تفرضها على التنقل إلى الضفة الغربية وفي داخلها، وخاصة على مدى الأيام القليلة الأولى من هذا التصعيد. فقد أُغلقت الحواجز الرئيسية المقامة على الطرق الحيوية إغلاقًا كاملًا، كحاجز جبع شمال القدس وحاجز صرّة بمحافظة نابلس. كما أغلقت القوات الإسرائيلية جميع بوابات الطرق المؤدية إلى مدينة الخليل لمدة أربعة أيام، ومنعت وصول سكان معظم البلدات الفلسطينية إلى شارع 60، الذي يُعد الطريق الرئيسي الذي يربط شمال الضفة بجنوبها. وفي هذه الأثناء، استمرت حركة المستوطنين الإسرائيليين على الطرق دون انقطاع. ومع أن غالبية هذه الإغلاقات رُفعت بالتدريج، لم يزل بعض الحواجز تعمل لفترات محدودة فقط خلال النهار. فمثلًا، يعمل حاجز عنّاب في محافظة طولكرم حاليًا من الساعة 9:00 حتى الساعة 12:00، ومن الساعة 14:00 حتى الساعة 19:00 فقط. كما أقيمت بوابات جديدة على مداخل عدد من القرى والبلدات الفلسطينية (مثل حزما) وأُغلقت بوابات كانت موجودة مسبقًا (مثل سنجل)، على حين عُزل بعض البلدات عن مراكز المحافظات بالمتاريس أو السواتر الترابية، كالطريق الرابط بين روابي وعجّول ومدينة رام الله على شارع 465. وفي المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، لا يزال نحو 7,000 شخص في عزلة نتيجة لاستمرار إغلاق الحواجز المؤدية إلى المنطقة في وجه سكانها.
  • جرى اعتراض صواريخ أُطلقت من إيران باتجاه إسرائيل فوق الضفة الغربية، مما أدى إلى تساقط شظايا على التجمعات السكانية الفلسطينية. وأفاد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني أنه تلقّى أكثر من 130 بلاغًا من التجمعات السكانية في الضفة الغربية عن سقوط شظايا عليها منذ يوم 13 حزيران، مما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص على الأقل، من بينهم ستة أطفال فلسطينيين في 13 حزيران. وقد أُصيب خمسة من هؤلاء نتيجة لاصطدام شظايا صاروخ بجدار حجري في بلدة سعير شمال مدينة الخليل، وأصيب الطفل السادس في قرية صفّا بمحافظة رام الله.

التمويل

  • حتى يوم 18 حزيران/يونيو 2025، صرفت الدول الأعضاء نحو 669 مليون دولار من التمويل المطلوب وقدره 4 مليار دولار (16 في المائة) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 3.3 مليون نسمة جرى تحديدهم على أنهم في حاجة إلى المساعدات في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية خلال سنة 2025، وذلك حسب النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلة لسنة 2025. ويخصَّص نحو 88 في المائة من هذه الأموال المطلوبة للاستجابة الإنسانية في غزة، وما يزيد عن 12 في المائة بقليل للضفة الغربية. وفي شهر أيار/مايو 2025، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 128 مشروعًا جاريًا بمبلغ إجمالي قدره 74.2 مليون دولار للوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (88 في المائة) والضفة الغربية (12 في المائة). ومن بين هذه المشاريع، تعمل المنظمات غير الحكومية الدولية على تنفيذ 63 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 49 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 16 مشروعًا. ومما تجدر الإشارة إليه أن 47 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع الـ 79 التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة تُنفذ بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. وللمزيد من المعلومات، يُرجى الاطّلاع على صفحة خدمات المتابعة المالية على موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفحة الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة.

* تشير علامة النجمة (*) إلى أن رقمًا أو جملة أو جزئية جرى تصويبها أو إضافتها أو شطبها بعد نشر هذا التقرير أول مرة.