المنسق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، السيد جيمي ماكغولدريك، يدعو إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح والإصابات في قطاع غزة

عشية ذكرى مرور عام على بداية مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى" في قطاع غزة، يدعو المنسق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، السيد جيمي ماكغولدريك، جميع الأطراف إلى تفادي حدوث المزيد من التدهور. 

وقال السيد ماكغولدريك إن "العام المنصرم شهد خسائر جسيمة في الأرواح وإصابات فادحة في قطاع غزة. وكان مقتل الأطفال وإصابتهم بجروح من بين أكثر الآثار المأساوية." 

وفي الفترة الممتدّة بين يوميْ 30 آذار/مارس 2018 و22 آذار/مارس 2019، قتلت القوات الأمنية الإسرائيلية 195 فلسطينيًا، من بينهم نحو 40 طفلًا، في مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى"، ولا سيما خلال الاحتجاجات الأسبوعية بالقرب من السياج الحدودي. كما أُصيبَ نحو 29,000 فلسطيني بجروح في هذا السياق، بمن فيهم أكثر من 7,000 أُصيبوا بالذخيرة الحية. وقُتل ثلاثة من العاملين في المجال الصحي، والذين كانوا مميَّزين بعلامات واضحة بينما كانوا يقدّمون الرعاية للمصابين خلال المظاهرات، وأُصيبَ أكثر من 630 آخرين بجروح. وقد أثار العدد الكبير من الضحايا بين صفوف المتظاهرين الفلسطينيين العزّل، بمن فيهم نسبة عالية من المتظاهرين الذين أصيبوا بالذخيرة الحية، القلق إزاء استخدام القوات الأمنية الإسرائيلية القوة المفرطة. ونتيجة للمظاهرات، قُتل أحد أفراد القوات الأمنية الإسرائيلية وأُصيبَ ستة آخرون بجروح.

وقد أثقل تدفُّق هذا العدد الهائل من الضحايا كاهل النظام الصحي الهشّ في الأصل، وأفرز أثرًا وخيمًا على قدرات الرعاية الصحية ونوعيتها. وقد عانى الكثيرون من أضرار جسيمة في العظام وأنسجة العضلات بسبب إصابتهم بالذخيرة الحية، تستلزم إجراء عمليات جراحية معقدة، وربما رعاية طويلة الأمد. وأُجريت أكثر من 120 عملية لبتر الأطراف. وأفضت الإصابات والتعرّض للعنف إلى زيادة الحاجة إلى خدمات اعادة تأهيل الصحة البدنية والعقلية. وقد تسبّبت هذه المستجدات في تفاقُم التحديات التي تواجه الرعاية الصحية والتي كانت قائمة من قبل، من قبيل انقطاع الكهرباء المزمن، والفجوات التي تشوب الخدمات الحيوية، بما فيها دعم الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، ونقص الأدوية واللوازم الأساسية. 

وتأتي مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى" في سياق أزمة إنسانية غير مسبوقة تواجه قطاع غزة، وتؤثر تأثيرًا سلبيًا على سُبل عيش مليوني فلسطيني، 70 في المائة منهم لاجئون، ووصولهم إلى الخدمات الأساسية. وقد نجمت هذه الأزمة عن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ما يزيد عن 11 عامًا والانقسام الداخلي الفلسطينيالقائم.. ونتيجةً لذلك، بات أكثر من نصف السكان عاطلين عن العمل، وغدت غالبية الأُسر تكافح لتأمين أبسط احتياجاتها الأساسية. 

وشدّد السيد ماكغولدريك على أن "الأولوية الآن تكمن في إنقاذ الحياة، ويجب على الجميع اتخاذ الإجراءات بناءً على ذلك. وينبغي للقوات الأمنية الإسرائيلية أن تتأكد أن ردّها يتماشى مع الالتزامات القانونية الدولية المترتبة عليها، والتي تُملي عليها استخدام وسائل غير عنيفة إلى أقصى حدّ ممكن. وينبغي لسلطات حماس أن تمنع أعمال العنف التي تقوّض الطابع السلمي للمظاهرات، وعلى الجميع ضمان عدم تعريض الأطفال للخطر."