نساء وأطفال يحشرون في مساحة محدودة في منشأة مكتظة تابعة للأونروا في خانيونس، وسط إطلاق نار وقصف في مكان قريب. تصوير الأونروا/حسين عودة، 23 كانون الثاني/يناير 2024
نساء وأطفال يحشرون في مساحة محدودة في منشأة مكتظة تابعة للأونروا في خانيونس، وسط إطلاق نار وقصف في مكان قريب. تصوير الأونروا/حسين عودة، 23 كانون الثاني/يناير 2024

الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 100

النقاط الرئيسية

  • تواصلت عمليات القصف الإسرائيلي الكثيف من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة في 23 كانون الثاني/يناير، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين وتهجير عدد متزايد منهم، فضلًا عما سببته من الدمار. كما أشارت التقارير إلى استمرار العمليات البرّية والقتال بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلّحة الفلسطينية في معظم أرجاء قطاع غزة. واحتدمت الأعمال القتالية بشكل خاص في خانيونس، حيث أفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية حاصرت المدينة وشنّت عملية واسعة النطاق فيها. كما أفادت التقارير بوقوع قتال عنيف بالقرب من المستشفيات في خانيونس، بما فيها مستشفيات الأقصى وناصر والأمل. وأشارت التقارير إلى أن الفلسطينيين حاولوا الفرار إلى مدينة رفح الجنوبية.
  • بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 22 و23 كانون الثاني/يناير، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 195 فلسطينيًا قُتلوا وأن 354 آخرين أُصيبوا بجروح. وبين يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والساعة 12:00 من يوم 23 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل ما لا يقل عن 25,490 فلسطينيًا وأُصيب 63,354 آخرين في غزة وفقًا لوزارة الصحة.
  • في 23 كانون الثاني/يناير، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة، في ملاحظات أدلى بها أمام مجلس الأمن بشأن الحالة في الشرق الأوسط، بقوله: «إن الأيام المائة المنصرمة تدمي القلب وكانت مفجعة بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين في غزة. فقد أفادت التقارير بأن ما يزيد عن 25,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، قُتلوا في العمليات التي أطلقتها القوات الإسرائيلية. وأُصيب أكثر من 60,000 آخرين بجروح، حسبما أفادت التقارير. وفي الأيام الأخيرة، اشتدّت وطأة الهجوم العسكري في خانيونس، مما تسبب في سقوط الكثير من الضحايا الآخرين. ويتكبّد سكان غزة عن بكرة أبيهم الدمار على نطاق وفي سرعة ليس لهما مثيل في التاريخ الحديث. لا شيء يمكن أن يسوغ العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.»
  • بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 22 و23 كانون الثاني/يناير، قتل 21 جنديا خلال حدث واحد في جنوب غزة، وهو أعلى عدد من القتلى العسكريين في يوم واحد منذ بداية العمليات البرّية. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، قُتل 217* جنديًا وأُصيب 1,232 آخرين في غزة حتى يوم 23 كانون الثاني/يناير.
  • في 23 كانون الثاني/يناير، وجّه الجيش الإسرائيلي أوامر جديدة بالإخلاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الفلسطينيين في عدد من الأحياء في خانيونس. وتمتد المناطق المعنية على مساحة تقارب أربعة كيلومترات مربعة. ثمة نحو 88,000 مقيمًا في المنطقة، فضلا عن ما يقدر بنحو 425,000 مُهجّر يلتمسون المأوى في 24 مدرسة ومؤسسة أخرى. وتضم المنطقة المعنية مستشفى ناصر (سعة 475 سريرا)، ومستشفى الأمل (100 سرير)، والمستشفى الأردني (50 سريرا)، وهو ما يمثل نحو 20 بالمائة من المستشفيات المتبقية التي تعمل جزئيًا في شتّى أرجاء قطاع غزة. كما توجد ثلاث عيادات صحية في المنطقة المعنية. وأفادت التقارير بأنه هناك نحو 18,000 مُهجّر في مستشفى ناصر، فضلا عن عدد غير معروف من المُهجّرين الذين يلتمسون المأوى في المنشآت الصحية الأخرى.
  • في 22 كانون الثاني/يناير، أنجزت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بعثة محفوفة بمخاطر عالية لإعادة تزويد مستشفى الشفاء في شمال غزة بالوقود، حيث لا يزال مئات الآلاف من الأشخاص محرومين من المساعدات. وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تحسن الأداء الوظيفي منذ زيارتهم الأخيرة قبل عشرة أيام. وثمة 120 عاملًا في مجال الصحة والرعاية و300 مريض. يجري المستشفى ما بين خمس إلى عشر عمليات جراحية يوميا، وخاصة حالات الإصابات التي تتطلب رعاية فورية. ولا تزال الخدمات الأساسية مثل المختبرات الأساسية والمرافق الإشعاعية تعمل، فضلا عن الرعاية في حالات الطوارئ، والوحدة الجراحية، والرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية، ووحدة غسيل الكلى. هناك خطط لإعادة فتح وحدة العناية المركزة المكونة من تسعة أسرّة خلال الأيام المقبلة. كما لوحظ انخفاض كبير في عدد المُهجّرين الذين يلتمسون المأوى في المستشفى، حيث انخفض العدد من 40،000 مُهجّر إلى 10،000 مُهجّر.
  • في 22 كانون الثاني/يناير، أفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى الخير غرب خانيونس، وأمرت النساء والأطفال بالإخلاء باتجاه رفح، جنوب غزة. كما واعتقلت القوات الإسرائيلية الطواقم الطبية، حسبما أفادت التقارير. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء تعرض المنشأة للتوغلات العسكرية، فضلا عن احتجاز العديد من العاملين الصحيين. لم يعد التواصل مع المستشفى ممكنا.
  • أفادت وزارة الصحة بأن أعدادا كبيرة من المصابين موجودون في المستشفى جراء أوامر الإخلاء في الأحياء المحيطة بمستشفى ناصر وتواصل الأعمال القتالية في محيط المستشفى. وأفاد أحد أفرقة الطوارئ الطبي الدولي المتمركزة في المستشفى أنه لا يمكن لأحد الدخول أو الخروج من المنشأة بسبب القصف المستمر في المنطقة المجاورة. وأفادت التقارير بأن العاملين الصحيين يحفرون القبور في المستشفى بسبب الأعداد الكبيرة من القتلى المتوقعة والحاجة إلى إدارة عمليات الدفن. وكررت منظمة الصحة العالمية دعوتها إلى «وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحماية فعالة للمدنيين والرعاية الصحية، والوصول المستدام للمساعدات الحيوية في شتّى أرجاء القطاع.»
  • في 22 كانون الثاني/يناير، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن القوات الإسرائيلية حاصرت مقر سيارات الإسعاف التابعة لها في خانيونس، ومنعت سيارات الإسعاف من تقديم الدعم في المنطقة. وأفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية قصفت المنطقة المجاورة لمستشفى الأمل ومقر سيارات الإسعاف، فضلا عن استمرار القتال العنيف في المنطقة، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا. ولم يتمكن المرضى والمصابين وما يقدر بنحو 13,000 مُهجّر من الذين كانوا يلتمسون اللجوء في مستشفى الأمل ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من المغادرة. ووفقًا للمنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني الموجودين في المنطقة، لا يستطيع الناس في المنطقة المجاورة لمنطقة الخير شرق المواصي الوصول إلى المرفق الصحي وليس لديهم بدائل للمساعدة الطبية في المنطقة.
  • في 23 كانون الثاني/يناير، أفاد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، بأن أحد أكبر مراكز الإيواء التابعة للأونروا، وهو مركز خانيونس للتدريب، قد تعرّض للقصف خلال العمليات العسكرية في اليوم السابق، مما أسفر عن مقتل ستة مُهجّرين على الأقل. ويوجد في المركز 40,000 مُهجّر. كما تم تسجيل 140 ولادة فيه منذ بداية الحرب. ودعا المفوض العام الأطراف إلى «اتخاذ جميع الاحتياطات لتقليل الضرر وحماية المدنيين والمنشآت الطبية والعاملين في المجال الطبي ومباني الأمم المتحدة بموجب القانون الدولي.»
  • عند نحو الساعة 18:00 من يوم 22 كانون الثاني/يناير، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية بالتل عن انقطاع الخدمات في غزة مرة أخرى بسبب الأضرار الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية. ولم تتم استعادة خدمات الإنترنت منذ انقطاع الاتصالات السابق في الفترة من 12 إلى 19 كانون الثاني/يناير.

التهجير (قطاع غزة)

  • وفقًا لوكالة الأونروا، بات عدد يُقدّر بنحو 1.7 مليون شخص مُهجّرين في غزة حتى يوم 20 كانون الثاني/يناير. ومن بين هؤلاء عدد كبير تعرّضوا للتهجير في مرات متعددة بالنظر إلى أن الأسر تُجبر على الانتقال مرارًا وتكرارًا بحثًا عن الأمان. وقد انتقل بعض الأسر من مراكز الإيواء التي سُجّلت فيها في بادئ الأمر بسبب استمرار القتال وصدور أوامر الإخلاء. وتُشكّل محافظة رفح الملاذ الرئيسي للمُهجّرين، حيث يُحشر أكثر من مليون شخص في مساحة مكتظة للغاية عقب احتدام الأعمال القتالية في خانيونس ودير البلح وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي.
  • وفقا لتقرير صدر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، «يزيد التهجير من تفاقم حالة الضعف التي تلمّ بالناس، ويقوض آليات التأقلم التي يعتمدونها ويؤثر عليهم بصور مختلفة حسب جنسهم. ووفقًا للتقارير الإعلامية، تواجه النساء مخاطر الاحتجاز التعسفي والمضايقات في أثناء تهجيرهن كذلك. وبالنسبة للأُسر التي لديها أقارب كبار في السن أو أفراد يعانون من إعاقات ولا يقدرون على الحركة ببساطة، فإن النساء يُتركن على نحو غير متناسب لتولي تقديم الرعاية لهم.» وتفيد الأونروا أنه بالإجمال، يوجد في غزة أكثر من 690,000 امرأة وفتاة مراهقة في سن الحيض يحتجن إلى منتجات النظافة الصحية أثناء الدورة الشهرية، بالإضافة إلى سبل الوصول إلى المياه النظيفة والمراحيض والخصوصية. ولكن الطلب على مستلزمات النظافة الصحية لا يزال غير مُلبى، حيث أن مخزونات الوكالة إما قد نفدت أو وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية. وتعرّض هذه الندرة النساء والفتيات لخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التناسلي والمسالك البولية والمخاطر المرتبطة بالحماية.

الكهرباء

  • منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زال قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. ولا يزال انقطاع الاتصالات ونفاد الوقود الصناعي يعوقان بشدة المساعي التي يبذلها العاملون في مجال تقديم المعونات لتقييم النطاق الكامل للاحتياجات في غزة وتقديم الاستجابة الوافية للأزمة الإنسانية المستفحلة فيها. انظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات في هذا الشأن.
  • منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، دخلت كميات محدودة من الوقود إلى قطاع غزة من رفح. ومع ذلك، لا تزال المستشفيات ومنشآت المياه وغيرها من المنشآت الحيوية تعمل بقدرة محدودة فقط، وذلك بسبب عدم كفاية كميات الوقود. وقد حدد أحد فريق التقييم السريع لاحتياجات الكوارث أن نحو 570 كيلومترًا من خطوط التغذية الكهربائية لحقت الأضرار بها منذ 12 كانون الثاني/يناير. ويمثل ذلك نحو 57 بالمائة من خطوط التغذية الكهربائية، ومن المتوقع أن تكون الأضرار قد ازدادت أكثر منذ ذلك الحين. وثمة حاجة عاجلة إلى الوقود حتى تستطيع طواقم شركة توزيع الكهرباء في غزة إجراء تقييمات للأضرار والإصلاحات الميدانية.

الرعاية الصحية، بما يشمل الهجمات عليها (قطاع غزة)

  • وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال وضع الرعاية الصحية في غزة هشًا للغاية. فلا يزاول سوى 16 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة عملها، وإن كان ذلك بصورة جزئية. ويعني هذا العمل الجزئي أن الناس الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية يستطيعون الوصول إلى المستشفى وأن في وسعه أن يستقبل مرضى جددًا وأنه يملك القدرة على إجراء العمليات الجراحية بمستوى معين. منذ بداية النزاع، لحقت الأضرار بأكثر من 90 منشأة صحية وأكثر من 80 سيارة إسعاف بسبب الأعمال القتالية وانقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود وغيرها من العوامل. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، تصل معدلات الإشغال إلى 206 بالمائة في أقسام المرضى المقيمين و250 بالمائة في وحدات العناية المركزة.
  • تضم المستشفيات الست عشرة التي لا ما زالت تعمل جزئيًا تسعة في الجنوب وسبعة في الشمال. ويمثل هذا العدد زيادة سجّلها مستشفى إضافي واحد في الشمال – وهو مستشفى كمال عدوان – الذي استأنف عمله مرة أخرى ولا يزال يعمل إلى درجة معينة منذ منتصف شهر كانون الثاني/يناير. وما زالت المستشفيات العاملة في الشمال تقدم خدمات رعاية الأمومة والإسعاف والطوارئ على نطاق محدود. ومع ذلك، تواجه هذه المستشفيات تحديات من قبيل نقص الكوادر الطبية، بمن فيهم الجرّاحون المتخصصون وجرّاحو الأعصاب والطواقم العاملة في وحدات العناية المركزة، فضلًا عن نقص الإمدادات الطبية. وهذه المستشفيات في حاجة ماسة إلى الوقود والمواد الغذائية ومياه الشرب.
  • تؤدي المستشفيات التسعة العاملة في الجنوب عملها جزئيًا وتعمل بثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية، في الوقت الذي تواجه فيه نقصًا حادًا في اللوازم الأساسية وإمدادات الوقود. وفي دير البلح وخانيونس، تتعرّض ثلاثة مستشفيات – وهي مستشفيات الأقصى وناصر وغزة الأوروبي – لخطر إغلاقها بسبب إصدار أوامر الإخلاء في المناطق التي تجاورها واستمرار سير الأعمال القتالية على مقربة منها.
  • إن الأمراض السارية في غزة آخذة في الارتفاع، مع وجود أكثر من 223,000 حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة، ويمثل هذا العدد 10 بالمائة من السكان. ثمة أكثر من 158,000 حالة من حالات الإسهال (53 بالمائة منها لدى الأطفال دون سن الخامسة)، وأكثر من 7,500 حالة من حالات اليرقان الحاد (تم تأكيد العديد من هذه الحالات الحادة على أنها التهاب الكبد الفيروسي (أ)). ويزيد التهجير والنزاع من تفاقم وضع الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة، بما فيها السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات الصحة العقلية.
  • حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د. تيدروس غيبريسوس، الذي أفاد بأنه تم تأكيد وجود حالات من التهاب الكبد الفيروسي (أ) في غزة من خلال مجموعات الفحوص التي قدمتها منظمته، من أن «الظروف المعيشية غير الإنسانية من عدم توافر المياه النظيفة والمراحيض النظيفة، وصعوبة الحفاظ على النظافة العامة، ستؤدي إلى تفشي التهاب الكبد الفيروسي (أ) على نطاق أكبر... ولا تزال القدرة على تشخيص الأمراض محدودة للغاية. لا يوجد مختبر يعمل. ولا تزال القدرة على الاستجابة محدودة أيضا. وسنواصل الدعوة إلى الوصول الآمن ودون عراقيل للمساعدات الطبية وحماية الصحة.»

المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية

  • تتضاءل كميات المياه المتوفرة في غزة يومًا بعد يوم. فوفقًا للمنظمات الإنسانية الشريكة في مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، تبلغ كميات المياه المتاحة عن طريق الآبار البلدية حاليًا 21,200 متر مكعب في اليوم، وهو ما يمثل عُشر طاقتها الإنتاجية قبل تصعيد الأعمال القتالية، والتي كانت تصل إلى 255,000 متر مكعب في اليوم. ومن المعروف أن المياه المستخرجة من هذه الآبار تتسم بتدني نوعيتها بالنظر إلى أنها مياه مالحة على حين كانت المياه المنقولة عبر الخطوط التي تشغلها إسرائيل توفر إمدادات مياه الشرب الأكثر أمانًا قبل اندلاع الأعمال القتالية. وفي الوقت الراهن، لا يعمل سوى خط واحد من الخطوط الإسرائيلية الثلاثة – نقطة بني سعيد – حيث يورد 22,000 متر مكعب في اليوم، وهي إمدادات تقل عن نصف ما كان يمكن أن يكون متاحًا من المياه لو كانت جميع الخطوط في طور العمل.
  • وفضلًا عن ذلك، لا تتجاوز كميات المياه المتاحة عن طريق محطات التحلية القصيرة الأمد حاليًا 1,600 متر مكعب في اليوم، وهو ما يمثل 7 بالمائة بالمقارنة مع طاقتها الإنتاجية التي كانت تبلغ 22,000 متر مكعب في اليوم قبل اندلاع الأزمة. وبسبب القيود المفروضة على استيراد الأصناف الحيوية، لا تتوفر مجموعات اختبار المياه ومادة الكلور لمعالجة المياه في شتّى أرجاء قطاع غزة. وعلاوةً على ذلك، يشكل تكدّس النفايات الصلبة والفضلات البشرية، التي تتسبب الأمطار والفيضانات في تفاقمها، تهديدات صحية وبيئية خطيرة. وفي ظل التقارير التي أوردتها منظمة الصحة العالمية بالفعل بشأن إصابة 158,000 حالة بالإسهال، يزيد العجز عن معالجة المياه بالكلور من أجل قتل البكتيريا فيها من تفاقم الحالة التي تبعث على القلق في الأصل. وفي الوقت الحالي، أعدّت المنظمات الشريكة في مجموعة الصحة ومجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية خطة للاستعداد والاستجابة لحالات الإسهال المائي الحاد. ويجب العمل على حلّ العقبات التي تقف في طريق استيراد المواد الحيوية من أجل تيسير تقديم القدر الوافي من الاستجابة.

انعدام الأمن الغذائي

  • منذ بداية الشهر وحتى 22 كانون الثاني/يناير، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه قدم المساعدات العينية والغذائية العامة إلى ما يقرب من 930,000 شخص في شتّى أرجاء قطاع غزة، فضلا عن تقديم الطرود الغذائية لأكثر من 560,000 مُهجّر في مخيمات مؤقتة ومراكز إيواء تابعة للأونروا ومُهجّرين يقيمون لدى أُreسر تستضيفهم. بالإضافة إلى ذلك، وزع برنامج الأغذية العالمي اللحوم المعلبة والبسكويت ودقيق القمح على 13,250 شخصًا في محافظات غزة الشمالية. ومنذ بداية شهر كانون الثاني/يناير، استأنف برنامج الأغذية العالمي توزيع الخبز المدعوم، حيث وصل إلى أكثر من 560,000 شخص في غزة. كما وأنه تم توزيع الوجبات الساخنة على 102,762 شخصًا.
  • تفيد المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني بأنه لا يعمل سوى 15 مخبزًا في شتّى أرجاء قطاع غزة حتى يوم 17 كانون الثاني/يناير. ومن هذه المخابز ستة في رفح وتسعة في دير البلح. ولا توجد مخابز تعمل حاليًا في شمال وادي غزة. ويدعم برنامج الأغذية العالمي ثمانية من المخابز العاملة (ستة في رفح واثنين في دير البلح) ويزودها بدقيق القمح والملح والخميرة والسكر. ومن خلال هذه المبادرة، تمكن نحو 250,000 شخص من شراء الخبز بسعر مدعوم. وفي الاجمال، كان هناك ما مجموعه 97 مخبزا يعمل في قطاع غزة قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، وبالأخص: 25 في دير البلح، و20 في خانيونس، و19 في رفح، وثمانية في شمال غزة، و25 في مدينة غزة.

وصول المساعدات الإنسانية

  • خلال الأسبوعين الأولين من شهر كانون الثاني/يناير، خططت الوكالات الإنسانية لإرسال 29 بعثة لإيصال الإمدادات المنقذة للحياة إلى شمال وادي غزة. ولكن لم يُنجز سوى 7 من أصل 29 بعثة (24 بالمائة) منها إما بصورة كلية وإما بصورة جزئية. ورفضت السلطات الإسرائيلية وصول بقية البعثات. ويُمثّل ذلك زيادة كبيرة في عدد حالات الرفض بالمقارنة مع الأشهر السابقة. ففي تشرين الأول وكانون الأول/ديسمبر 2023، لم يُرفض سوى 14 بالمائة (6 من أصل 43) من البعثات التي كان من المقرّر أن تصل إلى الشمال، على حين جرى تيسير وصول النسبة المتبقية وقدرها 86 بالمائة (37 من أصل 43 بعثة). وتحول حالات الرفض دون توسيع نطاق البعثات الإنسانية وتضيف تكاليف باهظة إلى عمليات الاستجابة بعمومها. ولا تزال قدرة الوكالات الإنسانية على العمل في أمان وبفعّالية مقوضة إلى حد كبير بفعل القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية منذ أمد بعيد على استيراد المعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة.
  • لا تزال قدرة الوكالات الإنسانية على العمل في أمان وبفعّالية مقوّضة إلى حد كبير بسبب تكرار حالات رفض الوصول إلى الشمال والقيود المفروضة على استيراد المعدات الحيوية واحتدام الأعمال القتالية، من جملة عوامل أخرى. انظروا نشرة لقطات عن وصول المساعدات الإنسانية للاطّلاع على المزيد من المعلومات.

الأعمال القتالية والضحايا (إسرائيل)

  • قُتل أكثر من 1,200 إسرائيلي وأجنبي في إسرائيل، من بينهم 36 طفلًا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقد قُتلت الغالبية العظمى من هؤلاء في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
  • قدّرت السلطات الإسرائيلية بأن نحو 136 إسرائيليًا وأجنبيًا ما زالوا في عداد الأسرى في غزة. وخلال فترة الهدنة الإنسانية (24-30 تشرين الثاني/نوفمبر)، أُطلق سراح 86 إسرائيليًا و24 أجنبيًا.

العنف والضحايا (الضفة الغربية)

  • في 22 كانون الثاني/يناير، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فتى فلسطيني يبلغ من العمر 17 عاما وقتلته في اشتباكات اندلعت بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين خلال اقتحام القوات الإسرائيلية قرية عرابة في جنين. وخلال الاشتباكات، استخدم الفلسطينيون العبوات الناسفة ضد القوات الإسرائيلية، وكانت القوات الإسرائيلية تطلق النار بالذخيرة الحيّة. وأفادت مصادر طبية بأن القوات الإسرائيلية أعاقت وصول سيارة الإسعاف إلى الفتى المصاب لمدة 20 دقيقة تقريبًا.
  • في 23 كانون الثاني/يناير، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رجل فلسطيني وقتلته عند حاجز عيناف الخاضع للسيطرة الإسرائيلية في طولكرم. وأفادت التقارير بأن الفلسطيني أُصيب بالرصاص عندما حاول إطلاق النار على القوات الإسرائيلية عند الحاجز بينما كان على دراجته النارية. ولا يزال جثمانه محتجز لدى السلطات الإسرائيلية.
  • منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 23 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل 360 فلسطينيًا، من بينهم 92 طفلًا، في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قُتل فلسطينيان من الضفة الغربية وهما ينفذّان هجومًا في إسرائيل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. ومن بين من قُتل في الضفة الغربية (360)، فإن 350 فلسطينيًا قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وثمانية على يد المستوطنين الإسرائيليين واثنان إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. ويُمثّل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، خلال العام 2023 (507) أعلى عدد من الفلسطينيين الذين قُتلوا فيها منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل أعداد الضحايا في العام 2005. وحتى الآن من العام 2024 (حتى يوم 23 كانون الثاني/يناير)، قُتل 51 فلسطينيًا، من بينهم 11 طفل على الأقل.
  • منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 23 كانون الثاني/يناير 2024، قُتل خمسة إسرائيليين، من بينهم أربعة من أفراد القوات الإسرائيلية، في هجمات شنّها فلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، قُتل أربعة إسرائيليين آخرين في هجوم نفذّه فلسطينيون من الضفة الغربية في القدس الغربية (حيث قُتل أحد هؤلاء الأربعة على يد القوات الإسرائيلية التي أخطأت في التعرف على هويته). وقُتلت امرأة إسرائيلية أخرى في هجوم نفذّه فلسطينيون في إسرائيل في 15 كانون الثاني/يناير 2024. وعدد الإسرائيليين الذين قُتلوا في الضفة الغربية وإسرائيل خلال العام 2023 في هجمات نفذها فلسطينيون من الضفة الغربية (وعددهم 36 قتيلًا) هو الأعلى منذ أن بدأ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تسجيل أعداد الضحايا في العام 2005.
  • منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 23 كانون الثاني/يناير 2024، أُصيب ما مجموعه 4,348 فلسطينيًا، من بينهم 656 طفلًا على الأقل، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. وقد أُصيب 4,213 فلسطينيًا من هؤلاء على يد القوات الإسرائيلية و114 على يد المستوطنين، وأُصيب 21 آخرين إما على يد القوات الإسرائيلية وإما على يد المستوطنين. ومن بين هؤلاء جميعًا، أُصيب 54 بالمائة في سياق عمليات التفتيش والاعتقال وغيرها من العمليات و34 بالمائة في سياق المظاهرات و8 بالمائة خلال هجمات المستوطنين على الفلسطينيين. وكان نحو 33 بالمائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة، بالمقارنة مع 9 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.

عنف المستوطنين

  • منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 23 كانون الثاني/يناير 2024، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 452 هجمة شنّها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا (45 حادثًة) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (351 حادثًة) أو سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا (56 حادثًة). ويعكس ذلك متوسطًا يوميًا يبلغ أربعة أحداث.
  • انطوى ثلث الهجمات التي شنّها المستوطنون على الفلسطينيين بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر على استخدام الأسلحة النارية، بما شمله ذلك من إطلاق النار والتهديد بإطلاقها. وفي نحو نصف الأحداث التي سُجّلت بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، رافقت القوات الإسرائيلية أو وردت التقارير بأنها أمّنت الدعم للمهاجمين.
  • في العام 2023، أسفر 1,229 حدثًا نفذه المستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية (مع القوات الإسرائيلية أو دونها)، عن سقوط ضحايا فلسطينيين أو إلحاق أضرار بممتلكاتهم أو كلا الأمرين معًا. وقد أفضى نحو 913 حادثة من هذه الأحداث إلى إصابة الممتلكات بأضرار، و163 حادثًة إلى سقوط ضحايا، و153 حادثًة إلى سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات معًا. وهذا هو أعلى عدد من هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في أي سنة من السنوات منذ أن باشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عمله على تسجيل هذه الأحداث ّفي العام 2006.

التهجير (الضفة الغربية)

  • منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 23 كانون الثاني/يناير 2024، هُجّر ما لا يقل عن 198 أسرة فلسطينية تضم 1,208 أفراد، من بينهم 586 طفلًا، بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول. وتنحدر الأسر المُهجّرة من 15 تجمعًا رعويًا أو بدويًا على الأقل. ونُفذ حوالي نصف عمليات التهجير في أيام 12 و15 و28 تشرين الأول/أكتوبر، حيث طالت سبعة تجمعّات سكانية. وتمثل حصيلة عمليات التهجير التي نُفذت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ما نسبته 78 بالمائة من جميع حالات التهجير التي نقلتها التقارير بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول منذ 1 كانون الثاني/يناير 2023 (1,539 شخصًا، من بينهم 756 طفلًا).
  • في 23 كانون الثاني/يناير، هدمت السلطات الإسرائيلية منزلا فلسطينيا في تجمع الأصيفر جنوب قرية يطا في الخليل، بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، مما أدى إلى تهجير أسرة تضم تسعة أفراد، من بينهم خمسة أطفال. وهُدم منزلين آخرين على أيدي أصحابهما للأسباب نفسها في يومي 22 و21 كانون الثاني/يناير، في حيي رأس العامود والعيسوية في القدس الشرقية، على التوالي. لم يكن المنزل الأول مأهول بعد، أما المنزل الثاني فأدى هدمه إلى تهجير خمسة أشخاص.
  • منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم 23 كانون الثاني/يناير 2024، هُجّر 493 فلسطينيًا، من بينهم 244 طفلًا في أعقاب هدم منازلهم بحجة افتقارها إلى الرخص التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ويكاد يكون الحصول عليها من ضرب المستحيل في المنطقة (ج) والقدس الشرقية. وبسبب الافتقار إلى الرخص أيضا، أغلقت السلطات الإسرائيلية بئرا ارتوازي بالإسمنت في قرية رأس عطية في قلقيلية في 23 كانون الثاني/يناير. ويستخدم البئر كمصدر رئيسي لري الأراضي الزراعية، مما يؤثر على مئات الفلسطينيين في القرية والتجمعّات المجاورة.
  • هُدم ما مجموعه 21 منزلًا وهُجّر 100 فلسطينيًا، من بينهم 44 طفلًا، بسبب عمليات الهدم العقابية التي نُفذّت بين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و23 كانون الثاني/يناير. ويفوق هذا العدد عدد المنازل التي أشارت التقارير إلى هدمها خلال الأشهر التسعة السابقة من العام نفسه، حيث هُدّم 16 منزلًا وهُجّر 78 شخصًا.
  • منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى 23 كانون الثاني/يناير 2024، هُجّر 739 من الفلسطينيين، بمن فيهم 309 طفلًا، بعد تدمير 115 منزلًا في أثناء عمليات نفذّتها القوات الإسرائيلية في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وأشارت التقارير إلى أن نحو 95 بالمائة من حالات التهجير جرت في مخيم جنين ومخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين. وهذا يمثل نسبة تصل إلى 81 بالمائة من جميع حالات التهجير التي نقلتها التقارير بفعل تدمير المنازل في أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ كانون الثاني/يناير 2023 (908 أشخاص).

التمويل

  • حتى يوم 22 كانون الثاني/يناير، صرفت الدول الأعضاء 693.3 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنفيذ خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500,000 آخرين في الضفة الغربية. ويُشكّل هذا المبلغ نحو 58 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار.
  • تُجمع التبرّعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني. تبرّعت مؤسسة خاصة من أستراليا بمبلغ قدره 2.2 مليون دولار. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، صرف الصندوق الإنساني نحو 55 مليون دولار.

يمكن الإطّلاع على قسم "الاحتياجات والاستجابات الإنسانية" في النسخة الإنجليزية من هذا التحديث

الإشارة * دلالة على أنه تم تصحيح، أو إضافة أو حذف رقم، أو جملة أو قسم من التقرير بعد النشر الأولي.