مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة أكثر من 600 آخرين في قطاع غزة خلال المظاهرات المستمرة بمحاذاة السياج الحدودي مع إسرائيل

نُظمت اليوم مظاهرات عامة بمحاذاة السياج الحدودي مع إسرائيل للجمعة الحادية عشر على التوالي كجزء من "مسيرة العودة الكبرى". ولغاية الساعة 22:00، قتلت القوات الإسرائيلية أربعة فلسطينيين، من بينهم فتى يبلغ من العمر 15 عاماً، وأصابت 618 متظاهر آخر وفقاً لوزارة الصحة في غزة. ونقلت 254 من الإصابات إلى المستشفيات، من بينهم 117 إصابة بالذخيرة الحية، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. وأفادت التقارير بأن ثمانية إصابات في حالة حرجة. كما وأفادت التقارير بإصابة جندي إسرائيلي واحد بجروح طفيفة. ويعتبر عدد الإصابات اليوم الأعلى منذ المظاهرات التي نظمت في يوم 14 أيار/مايو، حيث قُتل في ذلك اليوم أكثر من 60 فلسطيني وأصيب 2,000 أخرين، وكان ذلك العدد الأكبر من الضحايا في يوم واحد في غزة منذ الأعمال القتالية التي شهدها العام 2014. للمزيد من التفاصيل، أنظر إلى اللمحة الصادرة عن أوتشا - مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لغاية 7 حزيران/يونيو.

وشارك في مظاهرات اليوم حوالي 20,000 إلى 30,000 متظاهر في مواقع الخيام الخمس المتواجدة على بعد حوالي 600 إلى 700 متر عن السياج الحدودي، وهو أعلى رقم للمتظاهرين في الأسابيع الأخيرة. وكما هو الحال في الأسابيع السابقة، تقدّم مئات المتظاهرون من مواقع الخيام نحو السياج الحدودي، حيث أحرقوا الإطارات وألقوا الحجارة وغيرها من المواد باتجاه القوات الإسرائيلية، كما وأطلقوا طائرات ورقية وبالونات الغاز المحملة بمواد مشتعلة، مما ألحق الضرر بأراضٍ ومحاصيل زراعية جنوبي إسرائيل في الأسابيع المنصرمة. وأفادت إسرائيل بأن عدة عبوات ناسفة وقنابل استُخدمت ضد قواتها وأن موقعاً إسرائيلياً تعرض لإطلاق النار جنوبي غزة. وكانت القوات الجوية الإسرائيلية قد أسقطت بالأمس مناشير على مواقع الخيام بالإضافة إلى المدن الرئيسية في القطاع تحذّر فيها المواطنين من المشاركة بالمظاهرات، وتطالبهم بالابتعاد عن السياج الحدودي والامتناع عن محاولة اختراقه أو إلحاق الضرر به.

ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قتلت القوات الإسرائيلية منذ 30 آذار/مارس 101 فلسطيني، من بينهم 13 طفل، في سياق مظاهرات "مسيرة العودة الكبرى". وفضلاً عن ذلك، قتل 34 فلسطيني آخر في الفترة ذاتها في سياقات مختلفة، بمن فيهم ستة أشخاص لا تزال السلطات الإسرائيلية تحتجز جثثهم. وأفادت التقارير بإصابة خمسة إسرائيليين.

وأثار هذا العدد الكبير من الضحايا في أوساط المتظاهرين منذ 30 آذار/مارس، تحديداً النسبة العالية من الإصابات بالذخيرة الحية، المخاوف بشأن الاستخدام المفرط للقوة في ظل الدعوات لتحقيقات مستقلة وتتمتع بالشفافية في هذه الأحداث، بما فيها دعوة الأمين العام للأمم المتحدة. وصرحت السلطات الإسرائيلية أن العديد من القتلى في المظاهرات هم أعضاءً في حركة حماس وجماعات مسلحة أخرى، وأضافت أن تحقيقاً سينظر في استخدام القوة، بما في ذلك حالات إطلاق النار التي أدّت إلى الوفاة.

وشمل مجموع الضحايا الفلسطينيين عاملين في مجال الرعاية الصحية: ففي الفترة ما بين 30 آذار/مارس و3 حزيران/تموز، أصيب 321 عامل في مجال الصحة وتضرّرت 41 سيارة إسعاف، وفقاً للبيانات التي وفرتها وزارة الصحة الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية واتحاد لجان العمل الصحي. ومن بين هؤلاء المتضررين، هنالك 23 إصابة بالذخيرة الحية، أفضت اثنتان منها إلى الوفاة، ومن بين حالات الوفاة امرأة تبلغ من العمر 21 عاماً كانت تتطوع مع جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في 1 حزيران/يونيو.

ويعاني قطاع الصحة في غزة، والمنهك أصلاً، في التعامل مع العدد الضخم من الضحايا، حيث أن المستلزمات الطبية تنفذ بسرعة ووصول المرضى غير المصابين بالأحداث للرعاية الصحية مهدد، حيث تم تحويل عدد كبير من الأجنحة غير الجراحية إلى أجنحة جراحية للتعامل مع العدد الكبير من ضحايا الأحداث. وقد أدت هذه التطورات إلى تفاقم الوضع الهش أصلاً لنظام الصحة في القطاع نتيجة لأكثر من 10 سنوات من الحصار والانقسام الداخلي الفلسطيني وتدهور أزمة الطاقة وعدم انتظام رواتب موظفي قطاع الصحة العموميين.

ونظراً للعدد الكبير من الضحايا منذ 30 آذار/مارس، بالإضافة إلى تمديد فترة تنظيم المظاهرات التي كان من المفترض أن تنتهي في يوم 15 أيار/مايو، راجع العاملون في مجال المساعدات الإنسانية المتطلبات المالية اللازمة، والتي يبلغ مقدارها حوالي 20.8 مليون دولار أمريكي، لدعم الاستجابة الإنسانية للأزمة في قطاع غزة، حيث تغطي هذه القيمة الفترة ما بين 30 آذار/مارس إلى 30 أيلول/سبتمبر 2018. وقد تم توفير حوالي 7 مليون دولار من هذه القيمة لغاية اللحظة، ولكن لا تزال هنالك فجوات كبيرة، حيث لا يزال هنالك حاجة إلى 13.9 مليون دولار لتلبية احتياجات منقذة للحياة في مجال الرعاية الصحية في الطوارئ والصحة النفسية والدعم النفسي والحماية، ويضاف هذا التمويل إلى أكثر من 400 مليون دولار لازمة لخطة الاستجابة الإنسانية لسنة 2018 للتدخل في قطاع غزة، حيث تم تمويل  17.8في المائة [SS1] منها فقط.

وأغلق معبر إيرز في الاتجاهين باستثناء الحالات الإنسانية العاجلة. كما وكان معبر كرم أبو سالم المخصص للبضائع مغلقاً. ومن المتوقع أن يبقى معبر رفح مفتوحاً طيلة شهر رمضان (والذي بدأ في 17 أيار/مايو)، مما يسمح بتنقل المسافرين، بمن فيهم الجرحى، والبضائع أيضاً.

إخلاء مسؤولية: البيانات والتحليلات التي يحتويها هذا التحديث العاجل مبنية على المعلومات الأولية المتوفرة. هنالك تقييمات إضافية في وقت لاحق.