السماح بدخول 300,000 من فلسطينيي الضفة الغربية إلى القدس الشرقية للصلاة في رمضان

إلغاء تسهيلات أخرى للقيود بعد هجوم قاتل في تل أبيب

طبقت السلطات الإسرائيلية منذ عام 2008، معايير على أساس العمر خلال شهر رمضان تسمح فيها للفلسطينيين الذين يحملون بطاقات هوية الضفة الغربية بالوصول إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة بدلا من شروط الحصول على التصاريح العادية. تختلف المعايير قليلا كل عام ولكن سُمِح في أعوام 2013 و2015 و2016 لجميع النساء الفلسطينيات، بغض النظر عن السن، بالدخول إلى القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة. وفي عام 2016، كان الوصول للرجال مقتصرا على الذكور دون سن 12 عاما وفوق سن 45 عاماً.

وتم إصدار تصاريح الزيارات العائلية المتعلقة بشهر رمضان في كل عام، لتسمح لحملة بطاقة هوية الضفة الغربية بالوصول إلى القدس الشرقية خلال شهر رمضان وعيد الفطر؛ هذه التصاريح سارية المفعول بشكل عام في جميع الأيام باستثناء أيام الجمعة والسبت. وكان بمقدور فلسطينيي الضفة الغربية الذين لا تنطبق عليهم معايير السن التقدم للحصول على تصاريح لأداء صلاة الجمعة. لكن السلطات الإسرائيلية جمّدت في 9 حزيران/يونيو هذا العام، التصاريح الصادرة لكلا الفئتين – المقدر عددها بما يقرب من 83,000 – في أعقاب هجوم بالرصاص في اليوم السابق في تل أبيب قتل فيه أربعة إسرائيليين، وذلك بعد أيام قليلة من بداية شهر رمضان في 6 حزيران/يونيو.

أغلقت القوات الإسرائيلية عدة طرق من القرى والبلدات وإليها في جميع أنحاء محافظة الخليل، بما في ذلك مدينة الخليل ذاتها، بعد هجومين فلسطينيين في المحافظة في 20 حزيران/يونيو وأول تموز/يوليو، والتي قتل فيهما مستوطنان إسرائيليان (من بينهما فتاة). ونتيجة لذلك، أُعيق وصول سكان محافظة الخليل (ما يقرب من 700,000 نسمة) إلى الخدمات وسبل كسب العيش بدرجات متباينة، وذلك بسبب القيود المفروضة في مدينة الخليل، والتي تعتبر مركزا للخدمات. وتم إنهاء جميع هذه الإغلاقات تدريجيا عند نهاية تموز/يوليو. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، في إيجازه أمام مجلس الأمن في 12 تموز/يوليو، أن "أولئك المسؤولين عن الهجمات الإرهابية الأخيرة يجب محاسبتهم. ولكن، الإغلاقات – مثل تلك الإغلاقات في الخليل – وكذلك عمليات الهدم العقابية وإلغاء جميع التصاريح عقابا لآلاف الفلسطينيين الأبرياء هي بمثابة عقاب جماعي." 

وضعت السلطات الإسرائيلية كذلك ترتيبات عند نقاط التفتيش لتسهيل وصول الآلاف من الفلسطينيين، بما في ذلك تحديد ممرات منفصلة للرجال والنساء، وممرات خاصة للحالات الإنسانية؛ مقلصة الازدحام على جانب القدس الشرقية من الحواجز من خلال تحسين عملية شراء التذاكر والصعود إلى الحافلات؛ وتحسين تدفق الناس إلى داخل البلدة القديمة في القدس.

بالرغم من ذلك، كانت ثلاثة مخاوف كبيرة هذا العام في تشغيل الحواجز. أولا، لم تكن هناك تعليمات واضحة حول من يحق له استخدام الممرات الإنسانية، والمحددة عادة لكبار السن والعجزة. ففي حاجز قلندية، كان الممر الإنساني الخاص بالرجال غير ممكن الوصول إليه في كثير من الأحيان بسبب الاكتظاظ.

نسق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، كما كان الحال في السنوات الثماني الماضية، المراقبة الميدانية للحواجز التي تسيطر على حركة الفلسطينيين إلى القدس الشرقية خلال أيام الجمعة الأربعة من شهر رمضان لهذا العام، وذلك بالتعاون مع الشركاء الآخرين العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية. والغرض من ذلك هو مراقبة حرية العبادة والوصول إلى الأماكن الدينية في القدس؛ وتحديد المخاطر وإجراءات التخفيف للفئات الأكثر ضعفا؛ وتقديم تقييمات من الجمهور للسلطات الإسرائيلية، وتم تنفيذ بعضها هذا العام؛ والمساهمة في تحليل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للاتجاهات الأوسع لحرية الوصول. تمت المراقبة على جانبي الحواجز الآتية: قلندية، وجيلو/بيت لحم، والزيتون وشعفاط، وكذلك البلدة القديمة في القدس.

ثانيا، كانت هناك مناسبتان على الأقل خلال الجمعة الثالثة من شهر رمضان، حين سمحت القوات الإسرائيلية للرجال من جميع الأعمار بعبور حاجز قلندية، ولكنها أعادت بعضهم بعدما استقلوا الحافلات بحجة أنهم لا تنطبق عليهم معايير السن. وأدت هذه المشكلة إلى تفاقم الاكتظاظ في جانب الرجال من حاجز قلندية يوم الجمعة الرابعة من شهر رمضان (أول تموز/يوليو)، حيث وقف عدد أكبر بكثير من الرجال دون سن 45 عاما في الصف على أمل العبور بسبب ترتيبات أكثر مرونة تم تطبيقها في الأسبوع السابق.

أطلقت القوات الإسرائيلية، في يوم الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان، قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باستمرار على الحشود المصطفة وأمرت الرجال دون سن 45 عاما بالعودة. وأفادت التقارير أيضا بوقوع بعض حالات رشق الحجارة من الفلسطينيين. ووفقا لمصادر طبية فلسطينية، قتل فلسطيني يبلغ من العمر 63 عاما من مدينة نابلس نتيجة لاستنشاق الغاز المسيل للدموع وأصيب 21 فلسطينيا (18 نتيجة لاستنشاق الغاز المسيل للدموع وثلاثة أصيبوا جراء قنابل الصوت). وأفادت التقارير أن جنديا إسرائيليا أصيب بحجر أيضا. وفتحت القوات الإسرائيلية، في مناسبة واحدة خلال هذه الاضطرابات، حاجز قلندية للرجال من جميع الأعمار، ثم أغلقته مرة أخرى واستأنفت إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

أما مصدر القلق الثالث فهو أن القوات الإسرائيلية العاملة عند حاجز شعفاط لم تسمح، لأول مرة، لفلسطينيي الضفة الغربية الذين عناوينهم في عناتا وشعفاط، والذين تنطبق عليهم معايير السن بالعبور. وهذا تطبيقاً لسياسة الإدارة المدنية الإسرائيلية الجديدة المطبقة منذ كانون الأول/ديسمبر 2015 التي تسمح فقط لحملة بطاقة هوية القدس الشرقية باستخدام هذا الحاجز. وهذه السياسة غير معروفة على نطاق واسع وأدت في حالات متعددة إلى منع كبار السن الفلسطينيين من عناتا وشعفاط بشكل منتظم من الوصول عبر حاجز شعفاط، مما أجبرهم على التحول إلى حاجز الزيتون (على بعد 20 كيلومترا) أو حاجز قلندية (13 كيلومترا).

وصول الفلسطينيين من غزة إلى القدس الشرقية خلال شهر رمضان

سُمح أيضا لعدد محدود للفلسطينيين من غزة، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2014، معظمهم تزيد أعمارهم عن 60 عاما، بأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. وكذلك أعلن في هذا العام عن عدد من إجراءات التخفيف لأيام الجمعة في شهر رمضان لسكان غزة، بما في ذلك منح 500 تصريح لمن هم فوق سن الخمسين عاما، و300 تصريح للصلاة في المسجد الأقصى من أيام الأحد إلى أيام الخميس، و800 تصريح إضافي بالمعايير العمرية نفسها لليلة القدر. وفي أعقاب الهجوم القاتل في تل أبيب يوم 9 حزيران/يونيو، تم تعليق العمل بهذه الإجراءات. بقي مسموحا للحصة الحالية مما يقرب من 300 شخص من قطاع غزة فوق سن الستين، المسموح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى في أيام الجمعة على مدار السنة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2014، بالصلاة طوال الشهر، باستثناء 11 حزيران/يونيو حين لم يسمح لأي وصول من غزة. وبما أن معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر بقي مغلقا غالبية شهر رمضان، منع أولئك الذين يأملون في أداء العمرة في مكة من العبور.