نظرة عامة : آذار/مارس2015

التمويل غير المنتظم يعيق جهود الاستجابة الإنسانية

سجل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الربع الأول من عام 2015 أقل عدد من القتلى الفلسطينيين منذ الربع الثاني من عام 2013، وأقل عدد من الإصابات منذ الربع الأخير من عام 2011. وعلى الرغم من انخفاض العدد الإجمالي للإصابات الناجمة عن الذخيرة الحية مقارنة مع الربع السابق، ارتفعت نسبة الإصابات الناجمة عن الذخيرة الحية بشكل كبير في الضفة الغربية. وكانت الإصابات التي لحقت بالأطفال خلال الحوادث التي أفادت التقارير أن الأطفال لم يكونوا مشاركين فيها مصدر قلق خاص.

ويثير القلق أيضا، أن بيانات رسمية صدرت هذا الشهر تشير إلى أن ما بين عامي 1988 و2014، أصدرت الإدارة المدنية الإسرائيلية ما يقرب من 14,000 أمر هدم ضد مبان يمتلكها فلسطينيون في المنطقة (ج)، نفذ منها ما يقرب من 20 بالمائة. ويشير تحليل إلى أن الأوامر المعلقة تتركز في مناطق معرضة للخطر بدرجة عالية. يعيش حوالي 300,000 فلسطيني في المنطقة (ج)، التي تغطي أكثر من 60 بالمائة من الضفة الغربية، حيث تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الحصرية تقريبا، بما في ذلك التخطيط والتنظيم. وكذلك من المستحيل بالنسبة لمعظم الفلسطينيين الحصول على رخصة بناء في المنطقة (ج)، مما يجبر السكان على البناء بدون ترخيص إسرائيلي، وبالتالي مواجهة خطر الهدم.

أفادت التقارير أن بعض التطورات الإيجابية فيما يتعلق بحركة البضائع والأشخاص حدثت في هذا الشهر، في آذار/مارس جرت أول صادرات للمنتجات الزراعية من قطاع غزة إلى إسرائيل منذ فرض الحصار في حزيران/يونيو 2007. وفي الربع الأول من عام 2015، غادرت 234 شاحنة محملة غزة، وهو ما يتجاوز عدد 228 شاحنة الذي سجل خلال عام 2014 ككل. وحتى الآن ، شملت هذه الصادرات الطماطم والباذنجان فقط، ولكن وافقت إسرائيل أيضا على صادرات الأثاث والمنسوجات.

تمثل الصادرات المتزايدة والنقل من غزة فقط جزءا من أكثر من 5,700 شاحنة محملة غادرت غزة إلى إسرائيل، والضفة الغربية والأسواق الدولية في النصف الأول من عام 2007، قبل فرض الحصار. وقد انخفضت مساهمة قطاع غزة في الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني مما يقرب من 36 بالمائة في عام 1994 إلى حوالي 24 بالمائة في عام 2013، ويتوقع أن يكون الدخل الإجمالي للفرد أقل بنسبة 33 بالمائة بحلول نهاية عام 2014.[i]

صورة بواسطة برنامج األغذية العالمي/كولن كامبشور (أفنان )11 ًعاما تعرض الملابس الجديدة التي اشترتها أسرتها لها بمساعدة برنامج الكوبونات

كذلك، أعلنت السلطات الإسرائيلية، في آذار/مارس، أن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 55 والنساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 50، والذين يحملون بطاقات هوية الضفة الغربية يستطيعون الآن الدخول إلى القدس الشرقية وإسرائيل دون تصريح. وعلى الرغم من أن هذا التسهيل موضع ترحيب، إلا أنه من المتوقع أن تكون نتائجه الاجتماعية، والدينية والاقتصادية محدودة نظرا إلى الوضع الديموغرافي لأولئك الذين يحق لهم الدخول.

ولتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا في الأرض الفلسطينية المحتلة، وضعت المنظمات العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية خطة الاستجابة الإستراتيجيةالإستراتيجية. يُفصّل التقرير الأول في سلسلة من التقارير الإنجازات والفجوات في تنفيذ خطة الاستجابة الإستراتيجية في الربع الأول من عام 2015.  ويجري تدبير تمويل خطة الاستجابة الإستراتيجيةالإستراتيجية ، مع الحصول على ما يقرب من 27 بالمائة من مبلغ 705 ملايين دولار أمريكي تم طلبها اعتبار من 10 نيسان/أبريل، منها 517 دولار أمريكي مخصصة لغزة. ولكن ثلث تمويل خطة الاستجابة الإستراتيجية فقط تم تخصيصه لمشاريع ذات "أولوية قصوى" والجزء الأكبر تم إنفاقه حتى الآن لصالح أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة من 77 شريكا يشاركون في خطة الاستجابة الإستراتيجية لهذا العام.

 


[i]   زاد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الضفة الغربية بأكثر من 40 بالمائة في الفترة ذاتها. النشرة الاقنتصادية الفلسطينية: عدد خاص، كانون الأول/ديسمبر 2014: إعمار غزة