صابرين النجار

#WOMENHUMANITARIANS | 19 آب / أغسطس

الأرض الفلسطينية المحتلة

تقول صابرين النجار، وهي مسعِفة متطوعة تبلغ من العمر 44 عامًا، "لقد شكّلت وفاة ابنتي الحبيبة، رزان (21 عامًا) نقطة تحول في حياتي." 

وتعيش صابرين، وهي أم فلسطينية لستة أطفال، في مدينة خانيونس بقطاع غزة. وفقدتْ صابرين، قبل عام، ابنتها الكبرى التي كانت تعمل كمسعفة متطوعة، بينما كانت تقوم بواجبها الإنساني مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وقد أصيبَت رزان بالذخيرة الحية التي أطلقتها القوات الإسرائيلية عليها، بينما كانت تحاول الوصول مع مسعفين آخرين إلى المصابين خلال مظاهرات ’مسيرة العودة الكبرى‘ بالقرب من السياج الحدودي الإسرائيلي المحيط بقطاع غزة. 

وتقول صابرين: "لقد صدمني موتها بالفعل، فلم أكن أتوقعه على الإطلاق." 

وقررت الأم الثكلى، بعد أن فقدت فلذة كبدها، أن تستأنف مسيرة ابنتها، فانضمت إلى الطواقم الطبية وباتت تكرّس حياتها لمساعدة المتظاهرين المصابين، الذين يدْعون إلى حق الفلسطينيين في العودة وإنهاء الحصار الإسرائيلي. وهي متخصّصة في تقديم المساعدة والدعم والإسناد المطلوب للمسعفين والطواقم الطبية. 

وفي بادئ الأمر، كانت معرفة صابرين بالاستجابة الأولية محدودة. ولكنها تلقّت، مع مرور الوقت، عدة تدريبات في مجال الإسعاف الأولي واكتسبت المعارف الضرورية لكي تتمكن من العمل في الميدان. وهي لا تزال تبدي الحرص على تعلُّم المزيد. 

وتشعر صابرين بالسعادة والفخر والدافعية والرضا عندما تساعد المتظاهرين المصابين. 

"معظم الحالات التي أتعامل معها هي حالات استنشاق الغاز، حيث يأتون إليّ وهم غير قادرين على التنفس، وأساعدهم ليتعافوا من إصاباتهم." بالنسبة لصابرين، هذه اللحظات لا تقدَّر بثمن لأنها تشعر بأنها تحقق حلم رزان. 

وقالت صابرين، "لسوء الحظ، أواجه أنا وكل العاملين في المجال الطبي عقبات وتحديات هائلة خلال الاحتجاجات وعلى الدوام، حيث نتوقع أن نتعرض لجميع أنواع المخاطر والتهديدات في أي لحظة، على الرغم من العمل الإنساني الذي نؤدّيه." فمنذ يوم 30 آذار/مارس 2018، تشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى مقتل ثلاثة عاملين في المجال الصحي وإصابة ما يربو على 770 آخرين بجروح، بينما كانوا يقدّمون العلاج للمصابين خلال المظاهرات في غزة. 

وإلى جانب تواجدها في مواقع المظاهرات كل أسبوع، غدت صابرين شخصية قيادية في مجتمعها، حيث تدافع عن حقوق الإنسان، وتقدم الدعم للأمهات اللاتي فقدن أحبّاءهن في المظاهرات وأُسر الأفراد الذين أصيبوا بجروح خلال ’مسيرة العودة الكبرى." 

والشيء الأهم الذي تعلمته صابرين من "ملاكها الصغير (رزان)" هو أن تثبت التزامها وتعاطفها الكاملين تجاه أولئك الذين تقدم المساعدة لهم في الميدان. وهي تعتقد بأن الواجب يحتّم عليها أن تؤدي عملها بدافع من الحب، والعمل بإخلاص تام، وألا تنتظر شيئًا في المقابل. 

وقالت صابرين: "أرجو أن يتمكن الفلسطينيون من العيش في سلام ونيل حريتهم في يوم من الأيام."