مشروع جمعية الشبان المسيحية النفسي الإجتماعي يستهدف الأطفال الأكثر ضعفا في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في الخليل.

فرضت إسرائيل كامل سيطرتها على 20 بالمائة من مساحة مدينة الخليل منذ عام 1997، وهو الذي معووف بالإنجليزية (H2). يبلغ عدد سكان المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل 40,000 فلسيطيني يعيشون بجانب عدة مئات من المستوطنين الإسرائيليين الذين يقيمون في أربع مستوطنات متفرقة. وتسببت القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على الوصول إلى المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل إلى جانب المضايقات التي يتعرضون لها من المستوطنين الإسرائيليين، وأحيانا، القوات الإسرائيلية، في نزوح آلاف الفسلطينيين وتدهور الظروف المعيشية للسكان الذين ما زالوا يعيشون في المنطقة.

كانت الخليل من أكثر المناطق تأثرا بموجة العنف بداية من تشرين الأول/أكتوبر عام 2015.

ر.أ، طفل عمره 12 عاماً يعيش في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل بجوار حاجز 160. الطفل هو أكبر إخوته وشهد حوادث عنف متعددة.

يدرس ر.أ في مدرسة للبنين تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل وعليه أن يعبر مرتين يومياً من الحاجز. خلال ذروة أحداث العنف في الفترة الأخيرة، تعرضت العائلة لخطر الغاز المسيل للدموع الذي كان يطلق على الأطفال الذين يرمون الحجارة على الحاجز القريب.

إنّ القيود المفروضة والمستمرة على الوصول والتنقل داخل المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل كان لها تأثير سلبي على العائلة وخلقت جوا من القلق والتوتر والخوف. والدة ر.أ كانت خائفة من إرسال أطفالها إلى المدرسة وأبقتهم في المنزل في مناسبات عديدة. ونتيجة لذلك تدهور التحصيل الدراسي للطفل ر.أ. وأخيه الأصغر البالغ من العمر 8 سنوات، بشكل ملحوظ نتيجة للتغيب عن الحصص، ونقص التركيز والتوتر.

تنفذ جمعية الشبان المسيحية في الخليل مشروعا لتوفير دعم إجتماعي ونفسي سريع للأطفال والكبار المتأثرين بالحرب.  يضم هذا البرنامج ر.أ في أنشطاته للأطفال الذين تعرضوا لأشد الصدمات. وشارك ر.أ في جلسات منتظمة لاستخلاص المعلومات بتوصية من الأخصائي النفسي في مدرستة. وتقول والدة ر.أ بأن ثقة طفلها بنفسه قد تحسنت كثيرا وقد أصبح أقل عنفا. "إن إبني يفاجئني في طريقته بالتعامل مع الضغط. الآن هو يهدئني حينما يراني غاضبة."

بدأ ر.أ بإنشاء صداقات جديدة وتعلم ألعاب ونشاطات جديدة يشاركها مع أشقائه في المنزل.

إنّه متحمس للعودة للمدرسة ووعد والده بالحصول على درجات أعلى هذا العام. يقول: "أنا الآن أعرف متى ألعب ومتى أدرس. أريد أن أصبح مهندسا معماريا حينما أكبر؛ أريد أن أبني المنازل للعائلات."