تدريب مقدم لأفراد من سكان الضفة الغربية على الاستجابة الطبية في حالات الطوارئ بهدف التأهب للحالات التي تشهد عرقلة سيارات الإسعاف أو تأخيرها أو تعرُّضها لهجمات. تصوير: منظمة الصحة العالمية
تدريب مقدم لأفراد من سكان الضفة الغربية على الاستجابة الطبية في حالات الطوارئ بهدف التأهب للحالات التي تشهد عرقلة سيارات الإسعاف أو تأخيرها أو تعرُّضها لهجمات. تصوير: منظمة الصحة العالمية

آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 332 | الضفة الغربية

يصدر التقريران بآخر مستجدّات الحالة الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية معًا في يوم الأربعاء أو الخميس. ويُنشر التقرير الموجز بآخر المستجدّات على صعيد الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة يوم الأربعاء مرةً كل أسبوعين. وسوف يُنشر التقرير المقبل بآخر المستجدّات الإنسانية في 22 أو 23 تشرين الأول/أكتوبر.

النقاط الرئيسية

  • قُتل فلسطينيان بين يومي 7 و13 تشرين الأول/أكتوبر، أحدهما في هجوم نفذه المستوطنون الإسرائيليون. وفي الإجمال، شنّ المستوطنون 71 هجمة على الفلسطينيين في شتى أرجاء الضفة الغربية خلال أسبوع واحد، مما أسفر عن إصابة 99 شخصًا وإلحاق الأضرار بالممتلكات وتهجير أسرة.
  • أُصيبَ أكثر من 3,200 فلسطيني في مختلف أنحاء الضفة الغربية حتى الآن من سنة 2025.
  • مع بدء موسم قطف الزيتون، ارتبط نصف الهجمات التي شنّها المستوطنون خلال هذا الأسبوع بذلك الموسم، مما ألحق الضرر بالفلسطينيين في 27 قرية في شتى أرجاء الضفة الغربية.
  • رُفض واحد من بين كل ثلاثة طلبات من أصل أكثر من 55,800 طلب قُدمت للحصول على تصاريح من أجل تلقي العلاج الطبي في القدس الشرقية وإسرائيل أو جرى تأخيرها بين شهري كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر 2025، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية

  • بين 7 و13 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل رجلان فلسطينيان، أحدهما على يد القوات الإسرائيلية والآخر على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين. وخلال الفترة نفسها، أُصيبَ 156 فلسطينيًا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بمن فيهم 12 طفلًا وثلاث نساء. ومن بين هؤلاء أصابت القوات الإسرائيلية 111 شخصًا، والمستوطنون الإسرائيليون 43 شخصًا، وأصابت القوات الإسرائيلية أو المستوطنون اثنين آخرين. وفيما يلي تفاصيل الحادثتين اللتين أسفرتا عن سقوط القتيلين:
    • في 8 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت القوات والمستوطنون الإسرائيليون الذخيرة الحيّة وقتلوا فلسطينيًا يبلغ من العمر 26 عامًا وأصابوا اثنين آخرين في أثناء هجمة نفذها المستوطنون في وضح النهار في قرية دير جرير بمحافظة رام الله. ووفقًا للمصادر المحلية، بدأت الحادثة عندما ألقى المستوطنون الحجارة على المركبات الفلسطينية قرب المدخل الغربي للقرية، مما ألحق أضرارًا بواحدة منها على الأقل. وعندما تجمع السكان في المنطقة، تبادل الطرفان إلقاء الحجارة على بعضهما وأطلق المستوطنون والقوات الإسرائيلية النار على الفلسطينيين في أثناء ذلك. وقُتل رجل بعدما أُصيب بعدة أعيرة نارية وأُصيب آخران بالذخيرة الحيّة. وهذا هو القتيل الفلسطيني الثاني الذي وردت التقارير بشأنه في المنطقة نفسها خلال هجمات المستوطنين خلال فترة تقل عن شهرين.
    • في 10 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رجل فلسطيني وقتلته وأصابت طفلًا يبلغ من العمر 15 عامًا خلال اقتحام نفذته في وسط مدينة جنين. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فقد أطلق جنوده النار وقتلوا شخصًا ألقى عبوة ناسفة باتجاههم. وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية في محافظة جنين منذ بداية هذه السنة إلى 64 فلسطينيًا، وهو ما يمثل نحو ثلث الفلسطينيين الذي قتلتهم في الضفة الغربية خلال سنة 2025. وهذا القتيل هو الثاني في جنين منذ يوم 25 أيلول/سبتمبر، عندما كثفت القوات الإسرائيلية وجودها داخل المدينة وفي محيطها (أنظر المزيد من المعلومات أدناه).
  • تأتي الهجمة التي شنها المستوطنون على قرية دير جرير، حسبما ذُكر أعلاه، في سياق تصاعد ملحوظ في الهجمات التي نفذوها منذ مطلع سنة 2025، وذلك عقب شق طريق جديد يربط قاعدة عسكرية إسرائيلية قريبة من القرية بمدخلها الغربي وإقامة بؤرة استيطانية على مقربة من مستوطنة عوفرا. وبين يومي كانون الثاني/يناير و13 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 12 هجمة شنها المستوطنون على دير جرير وأسفرت عن سقوط ضحايا بين الفلسطينيين أو إلحاق أضرار بممتلكاتهم – وهو ما يمثل زيادة قدرها ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع المتوسط السنوي الذي كان يقارب أربعة حوادث وسُجل بين سنتي 2020 و2024. وقد اقتحم المستوطنون الذين يُعتقد بأنهم من البؤرة الاستيطانية الجديدة المناطق الزراعية والسكنية في دير جرير مرارًا وتكرارًا، واعتدوا على المزارعين والأسر الذين كانوا يعملون في أراضيهم وألحقوا أضرارًا جسيمة بممتلكاتهم، بما شملته من تخريب ما لا يقل عن ثمانية منازل وإعطاب 12 مركبة وإتلاف عشرات أشجار الزيتون والمعدات الزراعية وحظائر الماشية، فضلًا عن المواشي التي سرقوها. وأسفرت هذه الهجمات، حتى الآن من سنة 2025، عن مقتل فلسطينييْن وإصابة 28 آخرين، من بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء. ومن بين هؤلاء المصابين، أُصيب 13 على يد القوات الإسرائيلية، و10 على يد المستوطنين الإسرائيليين وخمسة لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت القوات الإسرائيلية أم المستوطنون هم من أصابوهم.
  • في سياق العمليات المستمرة التي تنفذها القوات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية منذ شهر كانون الثاني/يناير 2025، تواصل هذه القوات تنفيذ العمليات في مدن هذه المنطقة وبلداتها وقراها.
    • ففي محافظة جنين، ما زالت مدينة جنين ومحيطها يشهدان تصعيدًا ملحوظًا في العمليات منذ يوم 25 أيلول/سبتمبر، حيث تسيّر القوات الإسرائيلية الدوريات في النهار وتنفذ الاقتحامات المتكررة للبنايات التجارية والسكنية، مما يزيد من شعور السكان بانعدام الأمن. وخلال الأسبوع الماضي، أُصيب ستة فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال، على يد القوات الإسرائيلية خلال عدة اقتحامات نفذتها في الليل والنهار في بلدات عرابة وقباطية ويعبد واليامون. وشهدت هذه الاقتحامات استخدام الذخيرة الحيّة، والاعتداءات الجسدية والسيطرة على بنايات سكنية، حولت القوات الإسرائيلية بعضها إلى مواقع عسكرية مؤقتة في ذات الوقت الذي لم تزل الأسر تقطنها فيه.
    • في محافظتي طولكرم وسلفيت، تصاعدت وتيرة العمليات الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي. ففي 10 تشرين الأول/أكتوبر، أجبرت القوات الإسرائيلية سكان بنايتين سكنيتين في منطقة ذنّابة شرق مخيم طولكرم على إخلائهما قسرًا لمدة قاربت 13 ساعة، مما أدى إلى تهجير سبع أسر قبل أن يُسمح لها بالعودة إليهما في وقت لاحق من اليوم نفسه بعد التنسيق مكتب التنسيق والارتباط اللوائي الفلسطيني. وفي 12 تشرين الأول/أكتوبر، اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة دير استيا بمحافظة سلفيت، وفتشت المنازل، واعتقلت 12 رجلًا فلسطينيًا واعتدت جسديًا على عدد منهم، بمن فيهم رئيس البلدية.
  • بين يومي 7 و13 تشرين الأول/أكتوبر، هدمت القوات الإسرائيلية منزلًا على أساس عقابي. وفي المقابل، لم تنفَّذ أي عمليات هدم بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية والتي يعد الحصول عليها أمرًا من ضرب المستحيل. ففي عملية استمرت عشر ساعات في ليلة 10 تشرين الأول/أكتوبر، نسفت القوات الإسرائيلية بالمتفجرات شقة سكنية في المنطقة (ب) من قرية قطنّة، بمحافظة القدس، على أساس عقابي. وكانت الشقة المهدومة تقع في الطابق الثاني من مبنى يتألف من ثلاثة طوابق وتعود ملكيتها لواحد من الفلسطينييْن اللذين نفذا هجومًا بإطلاق النار على محطة حافلات في مستوطنة راموت ألون بالقدس الشرقية في 8 أيلول/سبتمبر 2025، مما أسفر عن مقتل ستة إسرائيليين قبل أن يُقتل الاثنان. وكانت أسرة تضم خمسة أفراد تقيم في هذه الشقة قد هُجرت في وقت سابق بعدما أغلقتها القوات الإسرائيلية في 12 أيلول/سبتمبر.

الوصول إلى الرعاية الصحية

  • حتى الآن من سنة 2025، أُصيب أكثر من 3,200 فلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وهو ما يمثل زيادة تقارب نسبتها 28 في المائة بالمقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2024، التي سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكثر من 2,500 إصابة فيها. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كان ما لا تزيد نسبته عن 42 في المائة من المنشآت الصحية في الضفة الغربية تعمل بكامل طاقتها حتى مطلع شهر أيلول/سبتمبر، على حين تراجعت قدرة 36-39 في المائة من المنشآت على تأدية عملها في محافظات الخليل ونابلس ورام الله، حيث أصابت الأضرار عدة منشآت صحية في أثناء العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية. ولا تزال سيارات الإسعاف تواجه العقبات والتأخير ويتعرض أفراد طواقمها للاعتداءات الجسدية على يد المستوطنين أو الجنود. وفي سياق الاستجابة لهذه التحديات، وسعت المنظمة وشركاؤها نطاق أنشطة التدريب والتأهب، بما فيها أنشطة السيطرة على النزيف والإسعافات الأولية النفسية وإدارة الحوادث الجماعية، إذ جرى تدريب أكثر من 140 من أفراد السكان في سبع قرى، وأُعدت الخطط لتوسيع نطاق التدريب ليشمل 30 تجمعًا سكانيًا آخر. كما سلطت زيارة ميدانية أجرتها المنظمة إلى مركز الجليل للتأهيل في مدينة جنين الضوء على الفجوات التي ما زالت تعتري توفر الأجهزة المساعِدة والتأهب لحالات الطوارئ وأنظمة الإحالة.
  • وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، رُفض طلب واحد من كل ثلاثة طلبات من أصل أكثر 55,800 طلب قدمها المرضى للسلطات الإسرائيلية للحصول على تصاريح بين شهري كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر 2025 من أجل تلقي العلاج الطبي في القدس الشرقية وإسرائيل أو تأخر إصدارها إلى ما بعد انقضاء المواعيد المحددة لتلقي العلاج. وبلغ مجموع الفلسطينيين الذين قدموا طلبات للحصول على التصاريح خلال هذه الفترة 55,853 شخصًا، وقد رُفض 34 في المائة من هذه الطلبات أو لم تزل في انتظار الموافقة عليها. وكانت الغالبية العظمى من مقدمي الطلبات من البالغين (74 في المائة)، واستقبل مستشفى المقاصد في القدس الشرقية 57 في المائة من المرضى الذين صدرت الموافقة على طلباتهم. وعلى الرغم من التحسن التدريجي الذي طرأ على معدل الموافقة على تحويلات المرضى خلال سنة 2025، فهو لا يزال أدنى بشوط بعيد من المستويات المسجلة قبل شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023.

هجمات المستوطنين الإسرائيليين

  • بين يومي 7 و13 تشرين الأول/أكتوبر، وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 71 هجمة شنها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين، وأسفرت عن سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات أو كلا الأمرين معًا. وقد وقع ما لا يقل عن 36 حادثة من هذه الحوادث في سياق موسم قطف الزيتون، الذي استُهل رسميًا في 9 تشرين الأول/أكتوبر. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل رجل فلسطيني (أنظر ما ورد أعلاه في قرية دير جرير أعلاه) وإصابة 99 شخصًا، من بينهم 54 أُصيبوا على يد القوات الإسرائيلية، و43 على يد المستوطنين الإسرائيليين، واثنان أصابتهم القوات الإسرائيلية أو المستوطنون. وفضلًا عن ذلك، أُتلف أكثر من 1,430 شجرة وشتلة (ومعظمها من الزيتون) و40 مركبة يملكها الفلسطينيون. وفي إحدى الحوادث التي وقعت في ساعات الصباح الباكر من يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر، ألقى المستوطنون الإسرائيليون الزجاجات الحارقة ودمروا خيمة سكنية في قرية الجوايا جنوب الخليل، مما أدى إلى تهجير أسرة تضم خمسة أفراد، أحدهم طفل. وكان أفراد الأسرة يعملون في أرضهم القريبة من مكان الحادث في ذلك الوقت.
  • في ساعات الظهر من 8 تشرين الأول/أكتوبر، اقتحم مستوطنون إسرائيليون يحملون بنادق وعصيًا محيط أحد المنازل قرب مدخل قرية عطارة في محافظة رام الله – وهذا هو الاقتحام الثاني الذي نفذه المستوطنون الإسرائيليون وأسفر عن إصابات خلال هذا الشهر. وحطم هؤلاء المستوطنون نوافذ المنزل وألحقوا الأضرار بمركبة وهاجموا مركبات فلسطينية كانت تمر من مدخل القرية بالعصي. وفي إحدى الحالات، حاول المستوطنون فتح باب مركبة فلسطينية وسحب طفل منها، ولكن والده تمكن من الفرار بابنه بعدما تجمع السكان وألقوا الحجارة على المستوطنين. وأطلق المستوطنون النار على السكان في أثناء انسحابهم بمركبتهم نحو بؤرة استيطانية أُقيمت في شهر آب/أغسطس 2025 في المنطقة (ب) من القرية، مما أدى إلى إصابة ثلاثة رجال فلسطينيين بالذخيرة الحيّة. وكان اثنان من هؤلاء الفلسطينيين منهم في حالة حرجة، وأحدهم رجل يبلغ من العمر 74 عامًا. وفي أعقاب هذه الهجمة، اقتحمت القوات الإسرائيلية قرية عطارة وأغلقت مدخلها الرئيسي لنحو ست ساعات وأطلقت عبوات الغاز المسيل للدموع، قبل أن تغادرها في الساعة 23:00.
  • منذ إقامة بؤرة استيطانية إسرائيلية جديدة في المنطقة (ب) على مشارف قرية عطارة في مطلع شهر آب/أغسطس 2025، ارتفعت وتيرة هجمات المستوطنين التي أسفرت عن سقوط ضحايا أو إلحاق أضرار بالممتلكات ارتفاعًا حادًا، إذ وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ثماني هجمات شنها هؤلاء المستوطنون على مدى الشهرين الماضيين بالمقارنة مع حادثة واحدة فقط سُجلت بين شهري كانون الثاني/يناير 2020 وتموز/يوليو 2025. وخلال الأسبوعين الأولين اللذين أعقبا إنشاء البؤرة الاستيطانية، نفذ المستوطنون ثلاث هجمات شهدت إتلاف معدات كاميرات المراقبة والاستيلاء على خزانات المياه وإضرام النار في أربع مركبات وخط شعارات مسيئة للعرب على جدران منزلين. وامتدت هجمات المستوطنين في الأسابيع التالية إلى المناطق الزراعية في القرية، حيث اعتدوا على السكان وأصابوا ست منشآت زراعية وتسع مركبات على الأقل بأضرار ودمروا أثاثًا ومعدات ورعوا ماشيتهم في الأراضي المزروعة، مما ألحق الضرر بعشرات أشجار الزيتون والأشجار المثمرة.
  • في 13 تشرين الأول/أكتوبر، هاجم المستوطنون الإسرائيليون المسلّحون، الذين كانوا برفقة القوات الإسرائيلية، أسرة فلسطينية كانت تقطف محصول العنب في منطقة وادي سيف ببلدة بيت فجار في محافظة بيت لحم، مما أسفر عن إصابة أربعة فلسطينيين، أحدهم سائق سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وقد هاجم هؤلاء المستوطنون، الذين يُعتقد بأنهم من بؤرة استيطانية أقيمت على مقربة من البلدة مؤخرًا، ستة أفراد من الأسرة باستخدام الكلاب والحجارة والزجاجات الحارقة وأضرموا النار في مركبتهم وأعطبوها. وعند وصول سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر، اعتدى المستوطنون جسديًا على سائقها، مما أجبر الطاقم على الانسحاب. ولم يسمح المستوطنون للأسرة المتضررة، حسبما أفادت به، بجمع العنب الذي قطفته، والذي يقدَّر وزنه بنحو 100 كيلوغرام، أو حمله. وخلال موسم قطف العنب الأخير بين شهري تموز/يوليو وتشرين الأول/أكتوبر، وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ما لا يقل عن 19 هجمة شنها المستوطنون على المزارعين الفلسطينيين في جنوب الضفة الغربية، مما أسفر عن إصابة 15 شخصًا. وقد وقع 16 هجمة من هذه الهجمات في قرية حلحول بمحافظة الخليل. وتشير المصادر المحلية إلى أن مئات الدونمات من كروم العنب تُركت دون حصاد بسبب هجمات المستوطنين، مما تسبب بخسائر مالية فادحة للأسر الزراعية التي تعتمد على هذا الموسم باعتباره مصدر دخلها الأساسي.

موسم قطف الزيتون في سنة 2025

  • من بين الهجمات الإحدى والسبعين التي نفذها المستوطنون ووثقها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في شتّى أرجاء الضفة الغربية بين 7 و13 تشرين الأول/أكتوبر، فقد ارتبط نصفها (36 هجمة) بموسم قطف الزيتون الحالي الذي استُهل رسميًا في 9 تشرين الأول/أكتوبر وألحق الضرر بالفلسطينيين في 27 قرية. وقد شملت هذه الحوادث شن الهجمات على قاطفي الزيتون وسرقة محاصيلهم ومعدات القطف التي يستخدمونها وإتلاف أشجار الزيتون، مما أسفر عن وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات أو كليهما.
  • في شمال الضفة الغربية، أشارت التقارير إلى 16 هجمة شنّها المستوطنون وسبّبت الأضرار لسكان 12 قرية في محافظات سلفيت وطولكرم ونابلس وقلقيلية. ففي إحدى الحوادث التي شهدتها قرية بيتا بمحافظة نابلس في 10 تشرين الأول/أكتوبر، هاجم المستوطنون الإسرائيليون، الذين يُعتقد بأنهم من بؤرة استيطانية قريبة وكانوا برفقة القوات الإسرائيلية، المزارعين الفلسطينيين والنشطاء الدوليين الذين كانوا يقطفون ثمار الزيتون في منطقة جبل قماص – التي لا يتطلب الوصول إليها «تنسيقًا مسبقًا» مع السلطات الإسرائيلية. وأطلقت القوات الإسرائيلية النار واستخدمت الغاز المسيل للدموع بعدما رفض المزارعين مغادرة أراضيهم، على حين ألقى المستوطنون الحجارة واعتدوا جسديًا على عدة أشخاص، من بينهم ثلاثة صحفيين. وأُصيب 60 فلسطينيًا، أحدهم بالذخيرة الحيّة، واثنان بالحجارة وما لا يقل عن ثمانية نتيجة للاعتداء الجسدي عليهم. وتلقى بقية المصابين، ومن بينهم مسعف، العلاج الطبي جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. كما أحرق المستوطنون 12 مركبة، وألحقوا الأضرار بسبع مركبات أخرى وصادروا أدوات قطف الزيتون التي تعود لنحو عشرة مزارعين.
  • في وسط الضفة الغربية، نفذ المستوطنون 15 هجمة ، كلها في محافظة رام الله، وألحقوا الأضرار بسكان عشر قرى، حسبما ورد في التقارير. فقد اقتحم مهاجمون يُعتقد بأنهم من بؤرة رامات ميغرون الاستيطانية، في هجوم واسع النطاق شنّوه في 12 تشرين الأول/أكتوبر، الأراضي الزراعية في قرية برقة وقطعوا أكثر من 800 شتلة، من بينها ما لا يقل عن 170 شتلة زيتون و500 شجرة حمضيات صغيرة و145 شتلة عنب. كما أتلف هؤلاء المستوطنون تسعة خزانات مياه تُستخدم للأغراض المنزلية والزراعية، وألحقوا الأضرار بمضخة مياه، وهدموا خيمة زراعية، وفككوا ثلاثة أسيجة وبوابتين وأصابوا حمارًا بجروح في عنقه. وتُظهر تسجيلات الفيديو المستوطنين وهم يستولون على مركبتين كانتا متوقفتين قرب منازل ويحاولون إضرام النار في جرار زراعي. وفي حادثة أخرى وقعت في 11 تشرين الأول/أكتوبر، وللمرة الثانية خلال أسبوع، اكتشف المزارعون الفلسطينيون قطع ما لا يقل عن 200 شجرة زيتون تعود ملكيتها لسكان خربة أبو فلاح وترمسعيا على يد مستوطنين من بؤر استيطانية تقع في المنطقة الواقعة بين ترمسعيا والمغيّر وخربة أبو فلاح، حسبما أفادت التقارير به.
  • في جنوب الضفة الغربية، نقلت التقارير خمس هجمات نفذها المستوطنون وألحقوا الأضرار فيها بخمس قرى في محافظتي بيت لحم والخليل. ففي 13 تشرين الأول/أكتوبر، أجبر المستوطنون الإسرائيليون، الذين رافقتهم القوات الإسرائيلية، المزارعين الفلسطينيين قرب تجمع الطيبة في محافظة الخليل على مغادرة أراضيهم، التي لم يتمكنوا من الوصول إليها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 بسبب خشيتهم من وجود المستوطنين في المنطقة. واعتدت القوات الإسرائيلية جسديًا على هؤلاء المزارعين، وصادرت مركباتهم وأمرتهم بعدم العودة دون «تنسيق مسبق.». وخلال الفترة نفسها، أتلف المستوطنون نحو 130 شجرة زيتون، واستولوا على ما يقرب من 1,000 كيلوغرام من ثمار الزيتون التي تم قطفها من الأراضي الفلسطينية في تجمعين سكانين بمحافظتي الخليل وبيت لحم.
  • للاطّلاع على الأرقام الرئيسية والمزيد من التفاصيل عن الضحايا والتهجير وعنف المستوطنين بين شهري كانون الثاني/يناير 2005 وأيلول/سبتمبر 2025، يرجى الرجوع إلى نشرة «لقطات» الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الضفة الغربية في شهر أيلول/سبتمبر 2025.

التمويل

  • حتى 15 تشرين الأول/أكتوبر 2025، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.3 مليار دولار من التمويل المطلوب وقدره 4 مليار دولار (31 في المائة) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 3.3 مليون نسمة جرى تحديدهم على أنهم في حاجة إلى المساعدات في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية خلال سنة 2025، وذلك بموجب النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلّة لسنة 2025. ويخصَّص نحو 88 في المائة من هذه الأموال المطلوبة للاستجابة الإنسانية في غزة، وما يزيد عن 12 في المائة بقليل للضفة الغربية. وفي شهر أيلول/سبتمبر 2025، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 95 مشروعًا جاريًا بمبلغ إجمالي قدره 57.1 مليون دولار للوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (87 في المائة) والضفة الغربية (13 في المائة). ومن بين هذه المشاريع، تعمل المنظمات غير الحكومية الدولية على تنفيذ 43 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 38 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 14 مشروعًا. ومما تجدر الإشارة إليه أن 32 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع السبعة والخمسين التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة تنفَّذ بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. وللمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على صفحة خدمات المتابعة المالية على موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفحة الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة.