المنسق الإنساني يدعو الى توفير تمويل عاجل يتناول الأثر الإنساني الجسيم لأحداث العنف الأخيرة في قطاع غزة

طالب اليوم المنسق الإنساني، السيد جييمي مكغولدريك، بتوفير تمويل عاجل لتلبية الاحتياجات الإنسانية لضحايا العنف في غزة.

وقال السيد مكغولدريك في هذا الصدد: "الوضع في غزة مأساوي، والأزمة بعيدة كل البعد عن الانتهاء. لكل شخص قُتل أو أصيب هذا الأسبوع وفي الأسابيع السابقة، هنالك عائلة وشبكة من الأصدقاء المتضررين." وأضاف "سيستمر الشعور بالآثار التي خلفتها أحداث العنف الأخيرة لأشهر وسنوات بالنسبة للكثيرين، خاصة بالنسبة لأولئك الذين خسروا أحباءهم أو من يعانون من إعاقات دائمة أو ممن سيحتاجون الى تأهيل مكثف".

وفي سياق الارتفاع الحاد في عدد القتلى والمصابين الفلسطينيين منذ 30 آذار\مارس، تركزت الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة على توفير خدمات طبية فورية منقذة للحياة، وخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين، تحديداً الأطفال، ورصد انتهاكات محتملة والتحقق منها وتوثيقها. وتظهر هذه الاحتياجات الجديدة في سياق كارثة إنسانية وحقوقية قائمة نتيجة احدى عشرة سنة من الحصار الإسرائيلي، إلى جانب الانقسام السياسي الداخلي الفلسطيني وأزمة الطاقة المزمنة التي يعاني منها مليوني مواطن في غزة، مع انقطاعات في الكهرباء تصل الى 22 ساعة يومياً في المتوسط، مما يعيق بشكل كبير توفير الخدمات الأساسية.

وفي تطورات مُرحب بها، أُعيد فتح معبر كرم أبو سالم جزئياً، على الرغم من الضرر الذي لحق بالمعبر، ، وهو المدخل الرئيسي لمرور البضائع بين غزة وإسرائيل، وسُمح بدخول 15 شاحنة من المستلزمات الطبية إلى غزة يومي الأحد والثلاثاء. وأفادت التقارير بإعادة شاحنتين اثنتثن ممولتين من إسرائيل. وفضلاً عن ذلك، أدخلت الأمم المتحدة بالأمس شاحنتين محملتين بـ76 ألف لتر من الوقود المخصص للمنشآت الصحية، ومحطات معالجة المياه والصرف الصحي، ويجري العمل على إدخال 76 ألف لتر إضافي عبر معبر كرم أبو سالم. هذا وفتحت مصر معبر رفح بشكل استثنائي لمدة ستة أيام هذا الأسبوع؛ ويعتبر إبقاء رفح مفتوحاً إجراء مرحب به لتيسير جهود الإغاثة الإنسانية. ولكن بالرغم من هذه التطورات، لا يزال هنالك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، إلى جانب الصعوبة في الوصول إلى خدمات طبية خارج قطاع غزة والفجوة الخطيرة بالتمويل، مما يقوّض العمليات الإنسانية.

وقال السيد مكغولدريك: "تبذل الفرق الطبية في غزة جهود بطولية، فهم يعملون بلا كلل ويخاطرون بحياتهم في بعض الأحيان لإنقاذ حياة الآخرين، ولكن مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية يستنفذ في ظل شح المصادر لتغذية هذا المخزون.، وأيضا قدرتنا على الوصول إلى العائلات المتضررة، بمن فيهم الأطفال، وتوفير المساعدة هي محدودة جدا بسبب النقص في التمويل. ودون توفير تمويل إضافي، سيكون الأثر على الناجين من الأحداث الأخيرة أسوأ بكثير، وستكون قدرتنا على الاستجابة لأية احتياجات جديدة محدودة للغاية".

أشار الشركاء في مجال الصحة إلى أنه على الرغم من المساهمات الأخيرة لقطاع الصحة، هنالك حاجة إلى 1.2 مليون دولار بشكل فوري للأدوية والمواد الاستهلاكية، و3.9 مليون دولار إضافية لتغطية الاحتياجات فيما يتعلق بالمستلزمات الطبية والعاملين في الطوارئ، كما وأنه هنالك حاجة إلى 19.5 مليون دولار إضافية لتغطية الاحتياجات المزمنة على المدى المتوسط لوزارة الصحة والمؤسسات الأهلية التي تقدم خدمات طبية لغاية شهر آب\أغسطس. وهنالك نقص كبير في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لسنة 2018، والتي تصل قيمة ما تطلبه الى 400 مليون دولار من المساعدات لقطاع غزة، حيث تم تمويل ما نسبته 16 في المائة من القيمة المطلوبة.

وقد قال السيد مكغولدريك في هذا الصدد: "لقد آن أوان العمل. يجب علينا أن نوفر الموارد المالية لتمكين الشركاء العاملين في مجال الدعم الإنساني من الاستجابة على المدى القريب، وعلينا أيضاً أن نحشد الرغبة السياسية لمنع تدهور الأوضاع وزيادتها سوءاً من خلال تحسين الوضع في غزة على المدى البعيد".

نهايته

خلفية

قتلت القوات الإسرائيلية، في سياق المظاهرات الجارية منذ 30 آذار\مارس في قطاع غزة، 102 فلسطينيين، بينهم 12 طفلاً. وعلاوة على ذلك، قُتل 12 فلسطيني آخر، من بينهم طفلان، في ظروف أخرى. وتجاوز إجمالي عدد الجرحى 12,600 جريح، أدخل 55 في المائة منهم إلى المشافي.  وأصيب جندي إسرائيلي واحد. وأثار هذا العدد الكبير من الضحايا في أوساط المتظاهرين، تحديداً النسبة العالية من الإصابات بالذخيرة الحية، المخاوف بشأن الاستخدام المفرط للقوة في ظل الدعوات لتحقيقات مستقلة وتتمتع بالشفافية في هذه الأحداث، بما فيها دعوة الأمين العام للأمم المتحدة. وقد صرحت إسرائيل أن آلية لتقصي الحقائق ستنظر في استخدام القوة، بما في ذلك حوادث القتل المميتة.