المنسق الإنساني يدعو إلى حماية الفلسطينيين خلال المظاهرات في قطاع غزة والضفة الغربية

دعا اليوم المنسق الإنساني، السيد جيمي ماكغولدريك، إلى حماية الفلسطينيين ولا سيما الأطفال والعاملون في مجال الصحة، في سياق المظاهرات التي تشهدها الأرض الفلسطينية المحتلة. كما دعا المتظاهرين إلى الامتناع عن أفعال تعيق مرور البضائع الإنسانية الى قطاع غزة عبر المدخل الرئيسي الخاص بذلك. .

وقال السيد ماكغولدريك: "مع احتدام التوتر في أنحاء غزة والضفة الغربية هذا الأسبوع، تقتضي الضرورة أن تُبذل جميع الجهود لتجنب المزيد من التدهور وأن تتماشى ردود قوات الأمن الإسرائيلية على المظاهرات الفلسطينية مع التزاماتها وفق القانون الدولي، وعلى وجه الخصوص يجب حماية الأطفال، وحيثما أمكن، لا يجوز أن يكون الأطفال أهدافًا للعنف ويجب إبعادهم عن أوضاع عنف محتملة."

ويشكّل غياب الحماية للعاملين في مجال الصحة الذين يسعفون الجرحى مصدر قلق متزايد. ففي الفترة الواقعة بين 30 آذار/مارس و4 أيار/مايو، أفادت التقارير بإصابة 169 فردًا من أفراد الطواقم الطبية بجروح وتعرُّض 18 سيارة إسعاف للأضرار في قطاع غزة. وقال السيد ماكغولدريك: "لا يُعقل أن يفتقر مقدمو الإسعافات الأولية إلى معدات الحماية، وأن عليهم أن يخاطروا بحياتهم من أجل تقديم الإسعاف الأولي للجرحى. وتجب حماية العاملين في مجال الصحة في جميع الأوقات، واحترام الحق في الرعاية الصحية."

وفي أعقاب الأضرار الكبيرة التي لحقت بمعبر كرم أبو سالم، والتي تسبّب بها مئات المتظاهرين الذين اقتحموا الجانب الفلسطيني من المعبر في يوم 11 أيار/مايو، أكد السيد ماكغولدريك: "تعتمد العمليات الإنسانية على معبر كرم أبو سالم لتأمين المساعدة للمحتاجين في غزة. وأنا أدعو المتظاهرين إلى تجنب أفعال تؤثر سلبًا على عمل المدخل الرئيسي لمرور البضائع الإنسانية في غزة، وأدعو السلطات المعنية إلى إصلاح أية أضرار على وجه السرعة."

وفي سياق ما يزيد على 9,800 إصابة منذ يوم 30 آذار/مارس، ركزت الاستجابة الإنسانية في غزة على تقديم الرعاية الصحية الفورية والمنقذة للحياة، بما تشمله من تقديم الأدوية الأساسية واللوازم الطبية، ونشر الفرق الطبية لحالات الطوارئ، وتقديم خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتضررين، ولا سيما الأطفال، ورصد انتهاكات محتملة تتعلق بالحماية والتحقق منها وتوثيقها.

وقال السيد ماكغولدريك: "إن الجهات الإنسانية الفاعلة تستجيب للاحتياجات الطارئة، إلى جانب استجابتها للاحتياجات القائمة من قبل، ولكن التمويل انخفض الى أدنى مستوياته على الإطلاق في مثل هذا الوقت من العام. ويشكل مبلغا قيمته 1.26 مليون دولار تم رصده من قبل صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ من أجل الاستجابة للاحتياجات الصحية الطارئة في غزة خطوة مهمة، ونحن نأمل بأن تتبعها مساهمات إضافية من مانحين آخرين."

وحتى الآن، تم تمويل ما نسبته 16 في المائة من خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2018 فقطـ، والتي تصل قيمة ما تطلبه الى 540 مليون دولار، منها 75 في المائة مخصص لغزة. والمطلوب تقديم مبلغ إضافي قدره 5.3 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية والنفسية والاجتماعية واحتياجات الحماية التي تنجم منذ يوم 30 آذار/مارس 2018.

انتهى

خلفية

منذ يوم 30 آذار/مارس 2018، شهد قطاع غزة ارتفاعًا كبيراً في أعداد الضحايا الفلسطينيين في سياق المظاهرات التي يتم تنظيمها بمحاذاة السياج الحدودي لإسرائيل مع غزة، كجزء من ’مسيرة العودة الكبرى‘، وهي سلسلة من الاحتجاجات التي يُتوقع أن تستمر حتى تاريخ 15 أيار/مايو. ومن المتوقع، كذلك، أن تندلع مظاهرات واسعة النطاق في يوميْ 14 و15 أيار/مايو. ومن بين الآلاف من المتظاهرين في غزة، اقترب المئات من السياج الحدودي وحاولوا اختراقه، وأحرقوا الإطارات، وألقوا الحجارة، وأطلقوا الطائرات الورقية التي تحمل مواد مشتعلة، وألقوا، بوتيرة أقل، القنابل الحارقة باتجاه القوات الإسرائيلية، التي عززت تواجدها بصورة ملموسة في المنطقة، ونشرت الدبابات والقناصين. وقد أثار العدد الكبير للضحايا في أوساط المتظاهرين العزل، بما يشمله النسبة المرتفعة للمتظاهرين الذين أصيبوا بالذخيرة الحية، القلق إزاء الاستخدام المفرط للقوة من جانب القوات الإسرائيلية. ويكافح النظام الصحي في غزة، والذي بات على شفا الانهيار عقب سنوات من الحصار والانقسام السياسي الداخلي الفلسطيني وتصعيدات متكررة للأعمال القتالية، للتعامل مع الأعداد الهائلة من الضحايا. وفي يوم 11 أيار/مايو، وللجمعة الثانية على التوالي، اقتحم المئات من الفلسطينيين الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، وهو النقطة الرئيسية لإدخال البضائع الإنسانية، وألحقوا أضرارًا كبيرة به، ما أدى الى اغلاق المعبر حتى إشعار آخر.