الوكالات الإنسانية تحيي عمل المدافعين عن حقوق الإنسان في الخليل بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

القدس، 10 كانون أول/ديسمبر 2015 - بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، زار منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والبرامج الإنمائية، روبرت بيبر، ومجموعة من مسئولي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، الخليل هذا الإسبوع للاطلاع عن قرب على وضع المدافعين عن حقوق الإنسان في الخليل، وكذلك العقبات التي تعترض حق الأطفال الفلسطينيين في التعلم في بيئة آمنة.

وقضى الوفد، الذي ضم ممثلين عن أكشن ايد ، دياكونيا، مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية حقوق الإنسان واليونيسيف والأونروا، وقتا في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل (H2). واطلع الوفد على حقيقة الوضع بإيجاز من المنظمات التي تقدم "التواجد" لحماية الفلسطينيين. وتقوم هذه المنظمات بمراقبة وتوثيق الوصول على الحواجز كما تقوم بمرافقة الأطفال من وإلى المدارس في المناطق التي تتعرض للعنف والمضايقة المتكررة على يد المستوطنين.

وأشار جيمس هينان مدير مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن لدى المدافعين عن حقوق الإنسان الحق في القيام بأنشطة سلمية لحماية حقوق الآخرين، وبالتالي يكونون محميون أثناء قيامهم بذلك. وأضاف "من المثير للقلق أن أصبح هؤلاء الناس بالتحديد هدفا للمضايقات".

وشملت الزيارة أيضا مدرسة قرطبة، حيث يرافق الناشطين حوالي 100 طفل أثناء عبورهم الحواجز ذهابا وإيابا من وإلى المدرسة يوميا. ويقول معلمون من المدرسة أن الطلاب هذه الأيام فقدوا التركيز، وتظهر عليهم أعراض الإعياء النفسي لأنهم يشعرون بالرعب أثناء عبورهم الحواجز في طريقهم من وإلى المدرسة. وأكد على ذلك السيد فيليب سانشيز، مدير عمليات الأونروا في الضفة الغربية، بالقول:" تفيد تقارير المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين ومستشاري الصحة النفسية في الأونروا أن مستوى التوتر والصدمات النفسية بلغ معدلات عالية للغاية في جميع أنحاء الضفة الغربية. وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء فقد يضيع جيل كامل من الأطفال والشباب. لا بد من استعادة مستقبلهم ".

وفي موجة العنف الحالية ، تشهد مدينة الخليل أكبر عدد من الضحايا الفلسطينيين في منطقة واحدة من الأرض الفلسطينية المحتلة،  بينما فرض المزيد من القيود على التنقل أضر بالوصول إلى الخدمات وأماكن العمل في جميع أنحاء المدينة. ومما يثير القلق بشكل خاص هو أثر العنف والقيود المفروضة على وصول الأطفال إلى المدرسة بسبب الحواجز. ويمر 4,200 طفل عبر الحواجز في طريقهم من وإلى المدرسة في الخليل يوميا. وفي هذا السياق، أصبح الاعتماد على ناشطي تواجد الحماية أكثر إلحاحا.

 خلال هذه الفترة، زادت أيضا المعيقات التي يفرضها المستوطنون وقوات الأمن الإسرائيلية على المنظمات الدولية والمجموعات المحلية التي تحاول تقديم "تواجد للحماية" وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان. و تعرض موظفو هذه المنظمات إلى الاعتداءات الجسدية والاعتقال والتهديد على يد المستوطنين وتهديدات بالقتل من مجهولين. واضطرت ثلاثة من المنظمات الأربعة التي تقدم "تواجد حماية" إلى سحب ناشطيها مؤقتا في بعض الأوقات في تشرين أول/أكتوبر نتيجة التهديدات. تنفيذ قرار الإعلان عن المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل (H2)، منطقة عسكرية مغلقة الذي صدر منذ 3 تشرين ثان/نوفمبر، زاد من منع هذه المنظمات من القيام بعملها الحيوي.

وصرح السيد بيبر في ختام زيارته بالقول:" المدافعين عن حقوق الإنسان يلعبون دورا حيويا في تعزيز حقوق الإنسان"، وأضاف:" المنظمات التي تقدم "التواجد للحماية" ترابط على الصفوف الأمامية للدفاع عن حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، وهي تجسد دعم المجتمع الدولي لأهالي الخليل وتمثل دفاعهم عن حقوق الأطفال الفلسطينيين، وليس فقط تأمين ذهابهم وإيابهم من المدرسة. يجب السماح لهم بمواصلة عملهم دون عنف أو تهديد أو انتقام".

اليوم العالمي لحقوق الإنسان

اليوم العالمي لحقوق الإنسان يوافق 10 كانون الاول/ديسمبر من كل عام. وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948. وفي عام 1950، أصدرت الجمعية العامة القرار 423 (V)، والذي يدعو جميع الدول والمنظمات المهتمة بالاحتفال بيوم 10 كانون أول/ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان.

ويكرس اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام من أجل إطلاق حملة تستمر طوال العام للاحتفال بالذكرى الخمسين على صدور العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان: العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي اعتمدتهما الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 كانون أول/ديسمبر 1966.

 ويشكل العهدين، إلى جانب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، التي تحدد الحقوق المدنية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي هي حق طبيعي لجميع البشر.

"حقوقنا. حرياتنا. دائماً". تهدف إلى تعزيز ورفع مستوى الوعي بالعهدين في الذكرى السنوية الـ50. الحملة تستمر لمدة عام وتتناول محاورها مواضيع الحقوق والحريات - حرية التعبير، وحرية العبادة، والتحرر من الفاقة، والتحرر من الخوف - التي ترتكز عليها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان اليوم كما كانت عليه بالضبط عند اعتمدت العهود منذ 50 عاما. لمزيد من المعلومات حول موضوع هذا العام، والحملة التي تستمر لمدة عام، تفضلوا بزيارة الموقع الإلكتروني لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.