الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 9

النقاط الرئيسية

  • استمر القصف الإسرائيلي المكثّف من الجو والبحر والبر دون انقطاع تقريبًا. وخلال الساعات الـ24 الماضية (حتى الساعة 22:00)، قُتل 455 شخصًا وأُصيب 856 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
  • لا يزال التهجير الجماعي من شمال قطاع غزة إلى جنوبه مستمرًا منذ صدور الأمر الإسرائيلي بالإخلاء يوم الجمعة. وبجلول ظهيرة السبت، اُستضيف نحو 600,000 مهجر في المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة وحدهما في ظروف تزداد سوءًا. ومنذ ذلك الحين، شهد عدد المهجرين ارتفاعًا هائلًا.

  • واصلت الجماعات المسلّحة الفلسطينية في غزة إطلاق الصواريخ بصورة عشوائية باتجاه المراكز السكانية الإسرائيلية، بما فيها منطقة تل أبيب الكبرى. ولم ترد تقارير تفيد بسقوط قتلى بين الإسرائيليين في غضون الساعات الـ24 الماضية (حتى الساعة 21:00) في هذا السياق، ولكن أُصيب العشرات.
  • اكتمل إخلاء مدينة سديروت الإسرائيلية بالكامل تقريبًا هذا اليوم. وجرى إخلاء التجمعّات السكانية الصغيرة المحيطة بغزة بكاملها خلال الأيام السابقة، كما وردت التقارير بأن نسبة كبيرة من سكان مدينة عسقلان رحلوا عن المدينة.
  • استأنفت إسرائيل اليوم (الأحد) تزويد منطقة شرق خانيونس بإمدادات المياه على نحو جزئي. ولا تزال المخاوف إزاء الاجتفاف والأمراض المنقولة بالمياه مرتفعة بالنظر إلى انهيار خدمات المياه والصرف الصحي، بما شمله ذلك من إغلاق آخر محطة عاملة لتحلية المياه في غزة هذا اليوم.
  • يتوقع أن تدوم احتياطيات الوقود لدى جميع المستشفيات في شتّى أرجاء غزة لنحو 24 ساعة أخرى. ومن شأن توقف الموّلدات الاحتياطية عن العمل أن يعرّض حياة الآلاف من المرضى للخطر.
  • في يوم الأحد، دعت نائبة منسق الأمم المتحدة الخاص ومنسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة، لين هاستينغز، إلى وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية.
  • منذ ساعات بعد الظهر من يوم السبت، قتلت القوّات الإسرائيلية فتى فلسطينيًا وتوفي فتى آخر متأثرًا بالجروح التي أصيب بها في وقت سابق، مما يرفع حصيلة من قتلوا على يد القوّات الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى 56 فلسطينيًا، بمن فيهم 15 طفلًا.

سكان غزة يأوون إلى أحد المراكز اللوجستية التابعة للأمم المتحدة قرب الحديد المصرية. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
سكان غزة يأوون إلى أحد المراكز اللوجستية التابعة للأمم المتحدة قرب الحديد المصرية. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

نظرة عامة على الوضع الإنساني في قطاع غزة

الأعمال القتالية والضحايا

استُهدفت بنايات سكنية متعددة في المناطق المكتظة بالسكان ودُمرت خلال الساعات الـ24 الماضية. وهذه شملت غارتين استهدفتا بنايات سكنية في مخيم جباليا ودير البلح ظهيرة يوم السبت، مما أسفر عن قتل 47 شخصًا حسبما أفادت التقارير، وغارتين أخريين شُنتا يوم الاحد غرب رفح وفي منطقة تل الهوى بمدينة غزة، مما أدى إلى قتل 28 شخصًا، من بينهم عدة أطفال.

وقُتل 2,670 فلسطينيًا وأُصيب 9,600 آخرين في غزة منذ بدء الأعمال القتالية. وقد فاقت حصيلة الضحايا في غزة في غضون ثمانية أيام من الأعمال القتالية بالفعل العدد الكلي للضحايا الذين قتلوا خلال التصعيد الذي شهده العام 2014 ودام سبعة أسابيع (2,251 فلسطيني). ووفقًا للدفاع المدني الفلسطيني، فقد يتجاوز عدد الأشخاص المفقودين الذين يفترض أنهم محاصرين تحت الركام 1,000 شخص.

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتلت 47 أسرة بجميع أفرادها، الذين يصلهم عددهم إلى 500 شخص، حتى 15 تشرين الأول/أكتوبر.

وأعربت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء الحوادث التي يظهر فيها أن مدنيين وأعيانًا مدنية تتعرض للاستهداف المباشر في الغارات الجوية الإسرائيلية.

وحتى الساعة 21:00 من يوم الأحد، لم ترد تقارير تفيد بوقوع قتلى بين الإسرائيليين. ووفقًا للمصادر الرسمية الإسرائيلية، قُتل 1,300 إسرائيلي وأجنبي على الأقل في إسرائيل وأُصيب ما لا يقل عن 3,715 آخرين، غالبيتهم العظمى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وتفوق حصيلة القتلى العدد الكلي للإسرائيليين الذين قُتلوا منذ أن استهل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تسجيل أعداد الضحايا في العام 2005 (نحو 400 قتيل).

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه أبلغ أسر 155 إسرائيليًا بأنهم محتجزين في قطاع غزة حتى الآن. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من جديد في بيان صحفي نشر يوم الجمعة على أنه «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن في غزة» وأنه «ينبغي ألا يستخدم المدنيون كدروع بشرية.»

وحسب وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، دمرت 7,000 بناية سكنية وأصيبت 4,887 وحدة أخرى بأضرار لا يمكن إصلاحها وباتت غير صالحة للسكن حتى 13 تشرين الأول/أكتوبر.

وأصابت الأضرار 24 منشأة صحية، بما فيها ستة مستشفيات. واضطرت ثلاثة من هذه المستشفيات في شمال غزة (وهي مستشفى بيت حانون ومستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية ومستشفى الدرة للأطفال) إلى الإخلاء.

وحتى 13 تشرين الأول/أكتوبر، قُصفت 144 منشأة تعليمية في الغارات الجوية، بما فيها 20 مدرسة تابعة للأونروا، كانت اثنتان منها تستخدمان كمراكز لإيواء المهجرين في حالات الطوارئ، و165 مدرسة تابعة للسلطة الفلسطينية، حيث دُمرت إحداها. وجرى استهداف وتدمير 11 مسجدًا، ولحقت الأضرار بسبع كنائس ومساجد. كما لحقت أضرار فادحة بمنشآت المياه والصرف الصحي. فحتى 12 تشرين الأول/أكتوبر، أصابت الأضرار ما لا يقل عن ست آبار مياه وثلاث محطات لضخ الماء وخزان مياه ومحطة لتحلية المياه تخدم أكثر من 1,100,000 شخص.

التهجير

حتى ساعات بعد الظهر من يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر، أشارت التقديرات إلى أن 600,000 شخص هُجّر إلى النصف الجنوبي من قطاع غزة، حيث يأوي نحو 300,000 منهم في المدارس التابعة لوكالة الأونروا والتي جرى تشغيلها كمراكز إيواء في حالات الطوارئ والبقية في المنشآت العامة ولدى الأسر التي تستضيفهم. ومنذ ذلك الحين، شهد عدد المهجرين زيادة كبرى. ولا يمكن تحديد عدد المهجرين في مدينة غزة وشمال غزة بسبب انعدام الأمن والحركة المستمرة للأشخاص.

وتتجاوز القدرة على استضافة المُهجّرين طاقة مراكز الإيواء الطارئ التابعة للأونروا في المناطق الوسطى والجنوبية، حيث ينام عدد كبير منهم خارجها بسبب ضيق المساحة فيها. ومن بين هؤلاء عدد كبير من الأشخاص الضعفاء، بمن فيهم الأطفال وكبار السن وأولئك الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية وذوو الإعاقة والحوامل. وتشهد المياه والأغذية والأدوية نقصًا حادًا. وتتزايد مستويات الإحباط والتوتر بين المهجرين بسبب الظروف المتردية.

واليوم (الأحد)، جدد الجيش الإسرائيلي الأوامر التي وجهها إلى جميع سكان مدينة غزة وشمال غزة، بمن فيهم من يمكث في مراكز الإيواء الطارئة، بالانتقال إلى جنوب وادي غزة. وأشار الجيش إلى أنه لن يهاجم أولئك الذين ينتقلون إلى هناك على الطريق المحدد بين الساعتين 10,00 و13:00.

وأكد الأمين العام يوم الجمعة أن الإخلاء الفوري والكامل مستحيل، على حين وصف الناطق الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية احتمال إخلاء المستشفيات بأنه «حكم بالإعدام» على معظم المرضى الضعفاء.

الخدمات الأساسية وسبل العيش

لليوم الخامس على التوالي، تشهد غزة انقطاعًا كاملًا للكهرباء بعدما قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقد أدى ذلك إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة. وتعمل البنية التحتية للخدمات الأساسية حاليًا على المولدات الاحتياطية.

ويزاول 20 من أصل 23 مستشفى من المستشفيات الحكومية والخاصة في قطاع غزة عملها جزئيًا وتواصل تقديم العلاج لألف مصاب في المتوسط باليوم، وهو عدد يفوق قدرتها بشوط بعيد. ويتوقع ألا تكفي احتياطيات الوقود في المستشفيات لفترة تتجاوز 24 ساعة. ومن شأن توقف المولدات الاحتياطية عن العمل أن يُعرّض حياة الآلاف من المرضى للخطر الفوري. وقد صرّحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن «المستشفيات في غزة عرضة لخطر التحول إلى مشارح دون كهرباء.»

واستأنفت إسرائيل اليوم (الأحد) إمدادات المياه عبر خط واحد يخدم شرق خانيونس. ولا تزال كمية هذه الإمدادات وأثرها غير واضحين على وجه الدقة. ومن جانب آخر، أغلقت محطة تحلية المياه المتبقية التي كانت تخدم المناطق الوسطى والجنوبية في قطاع غزة بسبب نفاد الوقود.

وانحصر الموّردون الرئيسيون لمياه الشرب الآن في الباعة من القطاع الخاص، الذين يشغلون محطات صغيرة لتحلية وتنقية المياه التي تعمل في معظمها على الطاقة الشمسية. وقد لجأ بعض الناس إلى استهلاك المياه القليلة الملوحة التي تستخرج من الآبار الزراعية. وتقدّر مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بأن متوسط استهلاك المياه من جميع المصادر ولجميع الاحتياجات انخفض إلى ما لا يزيد عن ثلاثة لترات في اليوم للشخص، وهو ما يعمق المخاوف إزاء الاجتفاف وتفشي الأمراض المنقولة بالمياه، بما فيها الكوليرا.

وفي يوم الأحد، اضطرت محطة تحلية المياه الوحيدة التي كانت لم تزل تزاول عملها (وهي واحدة من خمس محطات)، وتعتمد على الطاقة الشمسية، إلى الإغلاق بسبب الظروف الجوية. ونتيجة لذلك، باتت كميات إضافية من مياه الصرف الصحي غير المعالجة تصرف في البحر. وفضلًا عن ذلك، لا تعمل معظم محطات ضخ مياه الصرف الصحي البالغ عددها 65 محطة، مما يزيد من خطورة فيضان هذه المياه. وفي بعض المناطق، باتت مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة تتراكم في الشوارع، مما يشكل مخاطر صحية وبيئية.

ووفقًا لمسؤولين في محطة غزة لتوليد الكهرباء، حذرت السلطات الإسرائيلية بأنها سوف تستهدفها إذا ما حاولت استئناف عملها. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى أن إمدادات الكهرباء والوقود والمياه لغزة لن تعود حتى يفرج عن الرهائن الإسرائيليين. وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة يوم الجمعة على «وجوب السماح بدخول الإمدادات الضرورية المنقذة للحياة، بما فيها الوقود والغذاء والمياه إلى غزة.»

ويلحق انقطاع الكهرباء الضرر بالأمن الغذائي، حيث عطل أجهزة التبريد وريّ المحاصيل وأجهزة التفريخ، مما أثر سلبًا على سبل العيش (الدواجن والأبقار والأسماك وغيرها من السلع). وأدى العدد المتزايد للمهجّرين إلى استنفاد الموارد المتاحة، مما ترك العديد من الأسر الضعيفة دون إمكانية للحصول على الغذاء. ووفقًا للمنظمات الشريكة في مجموعة الأمن الغذائي، يتوقع أن تنفد احتياطات دقيق القمح في غضون فترة تقل عن أسبوع، على حين لا تعمل سوى مطحنة واحدة من خمس مطاحن.

وقد خلف انعدام إمكانية الحصول على العلف والأضرار التي سببتها الغارات الجوية أضرارًا فادحة، حيث يشير عدد كبير من مربيّ المواشي، ولا سيما الصغار منهم، إلى خسائر جسيمة تكبدوها في مواشيهم، وخاصة في قطاع الدواجن. ويخسر المزارعون محاصيلهم في الأراضي الزراعية الواقعة شرق خانيونس وغيرها من المواقع.

التنقل والوصول

بقي معبر رفح مغلقًا أمام حركة الأفراد والبضائع. وأشارت التقارير إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر اتفقت على فتح المعبر لإجلاء الأجانب إلى مصر. ولكن لم ينفذ هذا الاتفاق بعد.

ولا يزال معبرا إيرز وكرم أبو سالم مع إسرائيل مغلقين. ولا تزال إحالة المرضى ومرافقيهم للخروج من قطاع غزة من أجل الوصول إلى المواعيد الطبية المقررة لهم في الضفة الغربية وإسرائيل متوفقة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولم يتمكن أبناء غزة ممن كانوا يعملون داخل إسرائيل من العودة إلى منازلهم فيها. وقد احتجزت السلطات الإسرائيلية المئات من هؤلاء العمال ونقلت آخرين إلى الضفة الغربية.

وما زال الجيش الإسرائيلي يحظر الوصول إلى البحر، وتوقفت كل أنشطة الصيد منذ بدء الأعمال القتالية. ولا يزال الوصول ضمن مساحة تبعد 1,000 متر عن السياج الحدودي الإسرائيلي محظورًا، مما يؤثر في وصول المزارعين إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ويفضي إلى تناقص غلة المحاصيل بسبب خشيتهم على سلامتهم كذلك.

العمليات الإنسانية

يواجه جميع الوكالات الإنسانية وموظفوها قيودًا عسيرة في تقديم المساعدات الإنسانية بسبب الغارات الجوية والقيود المفروضة على التنقل ونقص الكهرباء والوقود والمياه والأدوية وغيرها من المواد الأساسية. ويحول انعدام الأمن السائد دون الوصول الآمن إلى الناس المحتاجين والمنشآت الأساسية، كالمستودعات.

وسجّل نظام مراقبة الهجمات على الرعاية الصحية لدى منظمة الصحة العالمية 48 هجومًا على منشآت الرعاية الصحية منذ بدء الأعمال القتالية، حيث شملت قتل 12 عاملًا صحيًا وإصابة 20 آخرين وهم على رأس عملهم، وقتل 12 عاملا على الأقل من الأونروا.

وعلى الرغم من هذه الظروف التي تغص بالتحدّيات، تعمل الجهات الفاعلة في المجال الإنساني على مدار الساعة على تقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفًا. وينطوي هذا العمل أساسًا على استضافة المهجّرين ورعايتهم في مدارس الأونروا، حيث تقدم الأغذية الأساسية والأدوية والدعم للمحافظة على كرامتهم والإبقاء على بصيص من الأمل في نفوسهم. وشملت التدخلات الأخرى توزيع المساعدات الغذائية والنقدية على المهجّرين ووقود الطوارئ على منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وتفعيل خطوط المساعدة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وإطلاق حملة للإعلام الجماهيري للتوعية بالمخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة (للمزيد من التفاصيل، أنظر الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها).

ومع ذلك، فسوف يظل نطاق العمليات محدودًا دون التوصل إلى هدنة إنسانية وفتح المعابر وتأمين قدر معتبر من التمويل للاستجابة الإنسانية.

وفي 12 تشرين الأول/أكتوبر، أطلق الفريق القطري الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة نداءً عاجلًا يدعو إلى جمع مبلغ قدره 294 مليون دولار لصالح 77 منظمة شريكة في مجال العمل الإنساني للوفاء بالاحتياجات الأشد إلحاحًا لدى 1,260,000 شخص في غزة والضفة الغربية. وتقتضي الضرورة مراجعة هذا النداء العاجل بالنظر إلى الزيادة الكبيرة التي طرأت على الاحتياجات الإنسانية.

نظرة عامة على الوضع الإنساني في الضفة الغربية

الضحايا

في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تواصلت المواجهات بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيلية لليوم التاسع على التوالي. فمنذ بدء الأعمال القتالية وحتى الساعة 16:00 اليوم (الأحد)، قتلت القوّات الإسرائيلية 56 فلسطينيًا، من بينهم 15 طفلًا. وقتل المستوطنون الإسرائيليون خمسة فلسطينيين آخرين خلال هجومين متتالين شنّهما هؤلاء المستوطنون في قصرة (نابلس). وكان الأسبوع الماضي هو الأكثر دمويا بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ أن استهل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تسجيل أعداد الضحايا في العام 2005.

وبين ساعات بعد الظهر من يوم السبت والساعة 16:00 من يوم الأحد، أطلقت القوّات الإسرائيلية النار وقتلت فتى فلسطينيًا خلال هجوم نفذه المستوطنون في قرية بيتا (نابلس)، وتوفي فتى آخر بالجروح التي أُصيب بها في 10 تشرين الأول/أكتوبر بعدما أطلقت القوّات الإسرائيلية النار عليه خلال المواجهات التي اندلعت قرب طولكرم. كما أصابت القوّات الإسرائيلية 23 فلسطينيًا، مما يرفع العدد الكلي للفلسطينيين الذين أصيبوا إلى 1,173 مصابًا، من بينهم 113 طفلًا على الأقل. وقد أُصيب أكثر من 1,000 فلسطيني، ومعظمهم على يد القوّات الإسرائيلية، في سياق المظاهرات. وكان نحو 26 في المائة من هذه الإصابات بالذخيرة الحيّة.

العنف المرتبط بالمستوطنين

ما زال عنف المستوطنين في شتّى أرجاء الضفة الغربية، وخاصة في التجمعات السكانية الفلسطينية القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، يشهد تزايدًا. فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، سجّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 70 هجمة شنّها المستوطنون على الفلسطينيين وأسفرت عن سقوط ضحايا أو إلحاق أضرار بالممتلكات، بما فيها بعض الهجمات التي شاركت القوّات الإسرائيلية فيها. وهذا يمثل متوسطًا يصل إلى ثمانية حوادث في اليوم بالمقارنة مع متوسط يومي كان يبلغ ثلاثة حوادث منذ مطلع هذه السنة.

وتواصلت حوادث عنف المستوطنين بحق التجمعّات السكانية الزراعية والرعوية الفلسطينية الضعيفة التي تتعرض لخطر الترحيل القسري في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل. ودمر المستوطنون البنية التحتية التي تملكها الأسر (الخيام وأنابيب المياه وألواح الطاقة الشمسية) في التجمعّات السكانية الفلسطينية التي رحل أبناؤها عنها بالفعل.

الاعتداءات على قطاع الرعاية الصحية

وثّقت منظمة الصحة العالمية 63 اعتداءً على قطاع الصحة في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بما شملته من تعطيل العمل على تقديم الرعاية الصحية، والاعتداء الجسدي على أفراد الفرق الصحية، واحتجاز العاملين الصحيين وسيارات الإسعاف والتفتيش العسكري للأصول الصحية.

الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها

الحماية

الاحتياجات ذات الأولوية والاستجابة لها

  • خدمات الإسعاف النفسي والاستشارات النفسية ومجموعات الدعم النفسي والاجتماعي/الدعم الترويحي/5,000 مجموعة من لوازم النظافة الصحية للنساء.
  • توثيق الانتهاكات الواقعة على القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
  • الأدوات والأجهزة المساعِدة، كالعكازات والكراسي المتحركة وسماعات الأذن والنظارات وغيرها، والأدوية لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.

الاستجابة حتى تاريخه

  • تعمل عشر من المنظمات الشريكة في مجموعة حماية الطفولة والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي في غزة ولصالحها (ست منظمات شريكة في قطاع غزة وأربع في الضفة الغربية)، حيث تقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي عن بعد.
  • أطلقت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام حملة للإعلام الجماهيري في حالات الطوارئ عبر منصّات مختلفة، بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي ومحطات الإذاعة، لبث رسائل التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة والتأهب للنزاع والحماية لأوسع شريحة ممكنة من السكان.
  • في الضفة الغربية، تواصل جهات التنسيق في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي والمعنية تقديم الاستجابة المتصلة بعنف المستوطنين، كما تعمل جهات التنسيق الرئيسية في هذا المجال على تنفيذ التدخلات على مستوى المحافظات حسبما تستدعيه الحاجة.

المأوى

الاحتياجات ذات الأولوية

  • الحاجة العاجلة إلى تقديم الخدمات وتأمين الاحتياجات الأساسية من المأوى والمواد غير الغذائية للمهجّرين.
  • تقديم الدعم للمأوى في صورة المواد غير الغذائية وصيانة المنازل لصالح المهجّرين في المناطق الحضرية والأسر المستضيفة.
  • تقديم المساعدات النقدية لتأمين المأوى للمهجّرين (مجموعة المواد الأساسية لإعادة الإدماج والتعويض عن فقدان المقتنيات) لما لا يقل عن 3,000 أسرة.

الاستجابة حتى تاريخه

  • تجري استضافة 270,000 مهجّر في 102 من مدارس الأونروا في شتّى أرجاء قطاع غزة.
  • توزيع 3,900 مادة غير غذائية في رفح وخانيونس، بما فيها مستلزمات الأسرة ومجموعات النظافة الصحية للنساء.
  • توزيع 820 مجموعة من مجموعات النظافة الصحية على الأسر المهجرة.
  • وزعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر/جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني 120 مجموعة من المواد غير الغذائية على الأسر المهجرة.

الصحة

الاحتياجات ذات الأولوية

  • معالجة نقص اللوازم الطبية التي تؤثر في إدارة الحالات.
  • بات الوقود الضروري للمستشفيات وسيارات الإسعاف قاب قوسين أو أدنى من النفاد.
  • الحاجة العاجلة إلى إعادة تغذية مخزون اللوازم الطبية من مصادر خارجية بسبب النقص الحاد في السوق المحلي.
  • تمكنت الأونروا من إنشاء نقاط طبية في 53 من أصل 108 مراكز إيواء. وتعمل مجموعة الصحة على تحديد منظمات شريكة أخرى تستطيع تقديم الدعم في مراكز الإيواء المتبقية.
  • تعمل المنظمات الشريكة في مجموعة الصحة على حشد الإمدادات وتخزينها في مصر.

الاستجابة حتى تاريخه

  • ما زالت المنظمات الشريكة تورد اللوازم من السوق المحلي لإسناد عمليات المستشفيات.
  • لا يزال الموّظفون الاحتياطيون موجودين في المستشفيات ويقدمون الدعم لإدارة الحالات.
  • تواصل سيارات الإسعاف والفرق الطبية في حالات الطوارئ العمل على الرغم من المخاطر والبيئة الصعبة.

الأمن الغذائي

الاحتياجات ذات الأولوية

  • تأمين مصادر الكهرباء والوقود والمياه من أجل المحافظة على الزراعة.
  • يوجد لدى العديد من المحلات التجارية إمدادات تكفي لمدة تقل عن أسبوع.
  • الوصول الآمن إلى المزارع والمواشي ومصائد الأسماك وغيرها من سبل العيش التي تؤمّن الغذاء.
  • الحاجة العاجلة إلى استيراد العلف.

الاستجابة حتى تاريخه

  • وصل برنامج الغذاء العالمي إلى 220,000 مهجّر يقيم في مراكز الإيواء التابعة للأونروا ووزع الأطعمة المعلّبة والخبز عليهم.
  • حصل 243,291 مهجّرًا على التحويلات النقدية المخصصّة للغذاء. وجرت إعادة التحويلات لـ139,312 من هؤلاء.
  • يزمع برنامج الغذاء العالمي على الوصول إلى 224,900 مهجر في 19 مأوى تابع للأمم المتحدة في جنوب غزة. كما يتوقع أن تصل خمس شاحنات تحمل 100 طن متري من الطرود الغذائية و15 طنًا متريًا من البسكويت المدعم إلى العريش مصر.
  • في 13 تشرين الأول/أكتوبر، حصل 135,000 مُهجّر على الخبز الطازج في مراكز الإيواء في جنوب غزة ووسطها وفي بضعة مواقع في شمالها.

التعليم

الاحتياجات ذات الأولوية

  • الوصول الآمن إلى المدارس والتجمعات السكانية.

الاستجابة حتى تاريخه

  • تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والأنشطة الترويحية في المدارس لما لا يقل عن 70,000 طفل وطفلة ومعلم ومعلمة حالما يسمح الوضع بذلك.
  • إعادة التأهيل العاجل لما لا يقل عن 20 مدرسة أصابتها الأضرار، وذلك بناءً على تقييم سريع أجرته المجموعة للاحتياجات.
  • تقديم اللوازم الطارئة ومجموعات التعلم لـ10,000 طفل في المدارس التي جرى تشغيلها كمراكز إيواء و50,000 طفل وطفلة في المدارس حال إعادة افتتاحها.
  • تقديم حصص التعويض، وخاصة للأطفال المهجرين (20,000 طفل على الأقل).

المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية

الاحتياجات ذات الأولوية

  • تزويد السكان بمياه الشرب النظيفة.
  • تأمين مصدر بديل لإمدادات الكهرباء و20,000 لتر في اليوم من وقود الطوارئ من أجل المحافظة على عمل منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، إلى جانب إعادة تغذية إمدادات الكلور لدى محطات تحلية المياه.
  • تقديم الدعم لاستعادة خدمات البلديات المعطلة، بما فيها عمليات إدارة النفايات الصلبة والمياه والصرف الصحي، بموجب المناشدة التي أطلقتها بلديات قطاع غزة.
  • تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الأساسية والمخصصات للمهجرين في المراكز الجماعية، بما فيها مياه الشرب ومجموعات لوازم النظافة الصحية.

الاستجابة حتى تاريخه

  • إعداد خطة لإنشاء لمركز خدمات محوري في رفح المصرية، بما تشمله من سلسلة توريد من الأسواق المحلية و/أو مخزون الوكالات (بما في ذلك الوقود والمياه المعبأة لغايات التعافي السريع، ومجموعات النظافة الصحية، وصهاريج وقِرب تخزين المياه، والأوعية والمواد اللازمة لمحطات المعالجة) وإعداد خطة لتوزيع المجموعات على 300,000 مهجر.
  • مراجعة وفحص جدوى عمليات نقل المياه بالصهاريج.

لا تزال الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين تشكل أولوية مشتركة لدى المجموعات كافة. ويعمل خط المساعدة الذي تشغّله مؤسسة سوا على الرقم 121 وعبر تطبيق الواتساب على الرقم +972 59-4040121 (القدس الشرقية على الرقم 1-800-500-121) يعمل على مدار الساعة. وقد عُمم هذا الرقم المجاني على نطاق واسع في شتّى مناطق التدخل للإبلاغ عن حالات الاعتداء والاستغلال الجنسيين وتسهيل الاستشارات والإحالات الطارئة لتمكين التجمعات السكانية المتضرّرة من الوصول إلى الخدمات المنقذة للحياة. وتتابع شبكة الحماية من الاعتداء والاستغلال الجنسيين المكالمات الهاتفية يوميًا وسوف تزيد عدد المرشدين إذا اقتضت الضرورة ذلك.