طارق ومالك يرويان شتلة زيتون بالمياه التي تصل من بئر تجميع شُيِّد حديثًا في أرض أسرتهما، قفّين، شمال الضفة الغربية. تصوير منظمة الإغاثة الأولية الدولية، 2021
طارق ومالك يرويان شتلة زيتون بالمياه التي تصل من بئر تجميع شُيِّد حديثًا في أرض أسرتهما، قفّين، شمال الضفة الغربية. تصوير منظمة الإغاثة الأولية الدولية، 2021

مساعدة المزارعين المتضررين من السياسات الإسرائيلية وشحّ المياه

قصة نجاح سجلها الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة

«الماء أساس الحياة» هذا ما قاله علي صبّاح المزارع الفلسطيني الذي أنهى بناء بئر مياه جديدٍ في أرضه وبذلك زاد دخل أسرته بعد سنوات من تراجُع إمكانية وصولها إلى أراضيها الزراعية بسبب السياسات الإسرائيلية.

طارق ومالك يرويان شتلة زيتون بالمياه التي تصل من بئر تجميع شُيِّد حديثًا في أرض أسرتهما، قفّين، شمال الضفة الغربية. تصوير منظمة الإغاثة الأولية الدولية، 2021
طارق ومالك يرويان شتلة زيتون بالمياه التي تصل من بئر تجميع شُيِّد حديثًا في أرض أسرتهما، قفّين، شمال الضفة الغربية. تصوير منظمة الإغاثة الأولية الدولية، 2021

يعيش علي وزوجته في قرية قفّين، شمال الضفة الغربية ويعيلون أبنائهما الخمسة إلى جانب والديّ علي وأخيه الأصغر. تعيش الأسرة على استهلاك المحصول من أرضهم المزروعة بأشجار الزيتون والتين والخوخ والصبر واللوز ودخلها المتواضع الذي تحصل عليه من خلال بيع ما تبقى من المحصول.

رغم امتلاك الأسرة أراضٍ زراعية أخرى بعيدة عن القرية، إلّا أن الوصول إلى تلك الأراضي لا يزال يشكل تحديًا منذ العام 2002، بعدما شيدت السلطات الإسرائيلية الجدار على أراضي الضفة الغربية بحجة المخاوف الأمنية، حيث يعزل القرية عن أراضيها الزراعية. يتعين على الأسر الحصول على تصاريح خاصة والمرور عبر البوابات التي لا تُفتح إلا في المواسم لكي تتمكن من الوصول إلى أراضيها.

على الرغم من سهولة وصول الأسرة إلى الأرض الأقرب إليها، إلا أنها لا تشعر بالأمان فيها. يقول علي إن مستوطنًا إسرائيليًا غالبًا ما يرعى ماشيته في أرضه والأراضي التي حولها. حضر علي في إحدى المرات إلى الأرض ووجد أن الأشتال التي زرعها حديثًا قد أكلتها ماشية ذلك المستوطن، الذي يقال إنه يضايق علي وغيره من المزارعين الفلسطينيين ويبث الخوف في نفوسهم في بعض الأحيان، سعيًا منه لإبقائهم بعيدًا عن أراضيهم.

تقع أرض علي في منطقة جبلية مما يصعب تركيب البيوت البلاستيكية فيها حيث تلجأ الأسرة والمزارعين الآخرين في المنطقة إلى زراعة نباتات تحتاج إلى كميات أقل من المياه نتيجة لشحّ المياه مما يخفض إنتاجية الأرض.

علي صبّاح يعاين شتلة لوز زرعها في أرضه بفضل بئر مياه شُيد منذ وقت قريب. تصوير منظمة الإغاثة الأولية الدولية، 2021
علي صبّاح يعاين شتلة لوز زرعها في أرضه بفضل بئر مياه شُيد منذ وقت قريب. تصوير منظمة الإغاثة الأولية الدولية، 2021

في آذار/مارس 2021، قدمت منظمة الإغاثة الأولية الدولية (Première Urgence Internationale) المساعدة للأسرة لتشييد البئر من خلال دعم الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة. مع هذا البئر، أصبحت الأسرة تملك ما يكفي من المياه لري المحاصيل. 

دعم هذا المشروع أكثر من 200 أسرة في ثلاث قرى تواجه الزراعة فيها تحديات أو تفتقر إلى الأمان بسبب السياسات الإسرائيلية، كالمستوطنات أو الجدار، أو بسبب شح المياه أو سوء حالة الطرق وإمكانية الوصول للأراضي الزراعية. استفاد معظم المزارعين من إعادة تأهيل الطرق الزراعية بينما تلقّى آخرين الدعم في إعادة تأهيل أراضيهم وترميم أو بناء آبار جمع للمياه أو خطوط نقل المياه لرفع قدرات الري لديها.

يقول علي: «إننا سعداء جدًا بهذا البئر. لم نعد مضطرين إلى القلق كثيرًا إزاء انعدام كفاية المياه. سوف أدع المزارعين الآخرين الذين يملكون أراضٍ قريبة أن يستخدموا البئر لري محاصيلهم أيضًا.»

أصبحت الأسرة الآن تفكر في زراعة محاصيل أخرى، كالفلفل أو الفجل أو الثوم أو الخيار أو الطماطم أو الباذنجان كما قررت زراعة بعض أشجار الحمضيات مع توفر المياه.يختتم علي بقوله: «غدت لدينا حياة هنا الآن. الماء هو أساس الحياة. حتى أنني قد بدأتُ ألاحظ نوعًا جديدًا من الطيور تأتي لتشرب من حوض الماء الذي أضعه بجوار البئر.»