الحاجة فورية لتمويل وقود الطوارئ لتفادي انهيار كارثيّ في الخدمات الضرورية

سوف يتم، هذا الأسبوع، توزيع آخر ما تبقّى من مخزون وقود الطوارئ على المنشآت الحيوية في قطاع غزة، من خلال برنامج وقود الطوارئ الذي تيسِّره الأمم المتحدة. وقد بعث المنسق الإنساني، جيمي ماكغولدريك، برسالة إلى مجتمع المانحين، يطلب دعم فوري للبرنامج، والذي يؤمِّن وقود الطوارئ المنقِذ للحياة لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية في حالات الطوارئ في المراكز الصحية الحيوية ومنشآت المياه والصرف الصحي في قطاع غزة. وقد استُنفِدت الأموال التي تمّ التبرّع بها حتى الآن خلال العام 2018.

وتعتمد الخدمات المنقذة للحياة في غزة، حاليًا، على إمدادات وقود الطوارئ التي تقدّمها الأمم المتحدة، بسبب أزمة الطاقة التي تترك سكان غزة البالغ عددهم مليونا فلسطيني، ونصفهم من الأطفال، دون كهرباء إلا لفترة لا تتجاوز أربع أو خمس ساعات من شبكة الكهرباء العامة في اليوم. ونظراً لعجز الكهرباء الحالي في غزة، من المطلوب تقديم 4.5 مليون دولار كحدّ أدنى لضمان استمرارية هذه الخدمات الأساسية حتى نهاية العام.

وقال السيد ماكغولدريك إننا "سوف نواجه انهيارًا كارثيًا محتملًا في تقديم الخدمات الأساسية، إذا لم نتسّلم تمويلاً جديداً على الفور. وسوف تتوقف خدمات المستشفيات والعيادات، ومنشآت معالجة المياه العادمة ومنشآت المياه والصرف الصحي. وبعض المستشفيات باتت على شفا إغلاق أبوابها في غضون أسبوع. وسوف يكون الأشخاص الأكثر ضعفًا في غزة، ممن يعتمدون على الخدمات العامة ولا يملكون سوى مصادر دخل محدودة، هم الأشد تضررًا."

وإمدادات الوقود المتاحة في مستشفيات قطاع غزة لا تكفي إلا لإسناد تقديم خدماتها لفترة لا تزيد على أسبوعين في المجمل، بينما تتعرض بعض المنشآت لقدر أكبر من المخاطر. فعلى سبيل المثال، لا تكفي إمدادات وقود الطوارئ المتاحة في مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى في قطاع غزة لاستمرار تقديم خدماته إلا لفترة تقلّ عن أسبوع واحد، مما يضع حياة أكثر من 500 مريض ضعيف ضمن دائرة الخطر كل يوم. ومن جملة هؤلاء مرضى يتلقّون العلاج في أقسام الرعاية المركّزة، وأطفال حديثو الولادة في أقسام الخُدَّج، ومرضى تستدعي حالتهم إجراء عمليات جراحية طارئة، ومرضى الفشل الكلوي الذي يحتاجون إلى غسيل الكلى، وأولئك الذين يحتاجون إلى الرعاية الطارئة. وفي كل يوم، يحتاج أكثر من 4,800 مريض في غزة إلى الوصول إلى خدمات رعاية صحية منقذة للحياة أو تلك التي تضمن بقاءهم على قيد الحياة، والتي تتطلّب تأمين إمدادات الكهرباء بصورة متواصلة لا تنقطع. ومن بين هؤلاء، فإن 300 مريض على الأقل موصولون بالأجهزة الطبية المنقدة للحياة، كأجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة غسيل الكلى، وحاضنات وأجهزة تخدير، حيث يعرّض تعطُّل هذه الأجهزة أو انقطاع الكهرباء عنها حياة المرضى لخطر فوري بتلف الدماغ أو الوفاة.

ودون وقود، فمن المحتمل تعرُّض نحو 300,000 شخص لأضرار ناجمة عن شواغل خطيرة تتعلق بالصحة العامة، نظراً إلى احتمال فيضان مياه الصرف الصحي في الشوارع. وعلى وجه العموم، تشهد منشآت المياه والصرف الصحي تراجعًا وصل إلى نسبة تقل عن 20 في المائة من قدرتها التشغيلية، كما انحفض مستوى المياه المتاحة لما يقل عن 50 لتر للشخص في اليوم، أي أقل من نصف الحد الأدنى المطلوب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وفضلًا عن ذلك، تواجه بعض شبكات البنية التحتية الأساسية خطر التعرض لأضرار بالغة بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل أجزاء رئيسية منها، وما يترتب على ذلك من احتمال فقدان استثمارات من جهات مانحة.

وقال السيد ماكغولدريك إن "الوضع في غزة يبعث على اليأس. فقد أدّى الحصار المفروض منذ أكثر من عقد من الزمن والانقسام السياسي الداخلي الذي استعصى على الحل إلى حرمان الناس من حقوقهم، تاركاً أكثر من ثلثيْ السكان معتمدون على المساعدات الإنسانية. وفي وسعنا أن نحُول دون الانزلاق إلى كارثة أخرى من خلال ضمان الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية، ولكننا في حاجة إلى المجتمع الدولي لكي يرفع مستوى الدعم فوراً لنمنع تلك الكارثة".