قلق بشأن الأثر الإنساني لإغلاق معبر أبو كرم سالم المطوّل أمام حركة البضائع عقب تعرضه لأضرار في الآونة الأخيرة

حذرت اليوم الوكالات الإنسانية العاملة في قطاع غزة من أن الإغلاق المطوّل لمعبر كرم أبو سالم، والذي يعتبر المدخل الرئيسي لمرور البضائع الإنسانية إلى غزة، قد يفاقم الوضع المأساوي القائم للخدمات وسبل العيش.

ففي الجمعة الماضية، 11 أيار\مايو، وفي سياق مظاهرات هي جزء من "مسيرة العودة الكبرى"، اقتحم مئات الفلسطينيون الجانب الفلسطيني للمعبر، ملحقين به أضراراً جسيمة. وتشير التقارير الأولية إلى أن نيرانا قد أُضرمت في غرفة التحكم والحزام المتحرك الرئيسي وأنابيب الوقود وغاز الطهي، ما لحق بها أضراراً جسيمة. وأعلنت إسرائيل والسلطة الفلسطينية عن إغلاق المعبر لأجل غير مسمى حتى إصلاح الأضرار. وعلى الرغم من ذلك، أشارت السلطات الإسرائيلية أن المعبر سيُفتح لمرور البضائع المصنفة "كاحتياجات إنسانية مختارة" والتي تُنظر كل حالة فيها على حدة. وبموجب هذه الترتيبات، قد تم اليوم ادخال سبع شاحنات الى غزة،  ست منها على الأقل محملة بمواد طبية.

معبر كرم أبو سالم , 12 أيار\مايو 2018. تصوير UNSCO

وقود للطوارئ

نظراً لتدهور أزمة الطاقة الطويلة الأمد الأخير في غزة، تم الشعور بأثر تدمير أنابيب الوقود والغاز. وقررت بلدية مدينة غزة اليوم تخفيض خدمات جمع النفايات لتوفير الوقود وضمان استمرار الخدمات لفترة أطول (مدة عشرة أيام تقريباً). ولدى المشافي الحكومية البالغ عددها ثلاث عشر ما يكفي من احتياطي الوقود لمواصلة العمل لمدة سبعة أيام، بينما يكون للمنشآت الطبية التي تدعمها مؤسسات أهلية ما يكفي من الوقود لثلاثة أيام فقط، ولدى منشآت المياه والصرف الصحي ما يكفيها لمدة خمسة أيام.

وبعد توقف محطة غزة لتوليد الكهرباء قبل حوالي الشهر، إلى جانب تعطل تزويد الكهرباء من مصر، يعتمد قطاع غزة بشكل حصري تقريباً على الكهرباء التي يتم شراؤها من إسرائيل، وهو ما يكفي لتشغيل الكهرباء من ساعتين الى أربع ساعات في اليوم.

وتقدم الأمم المتحدة عبر دعم من ممولين دوليين ما مقداره 936,000 لتر من الوقود للطوارئ شهرياً لتشغيل المولدات الاحتياطية والمركبات في أكثر من 220 منشأة حيوية في الصحة والمياه والصرف الصحي والنفايات الصلبة، وذلك للتخفيف من عبء النقص في الكهرباء. وتم لغاية الآن توزيع ربع مخصصات الوقود للطوارئ المخطط له خلال شهر أيار\مايو، في حين استنفذ تقريبا الاحتياطي منه. ولتجنب انهيار الخدمات الأساسية، فالمطلوب ترتيبات بديلة لإدخال الوقود اللازم بشكل مستعجل إلى حين إصلاح أنابيب الوقود على معبر كرم أبو سالم.

مستلزمات ومعدّات طبية

يأتي الإغلاق للمعبر في وقت حرج بالنسبة لنظام الصحة في غزة، والذي يكافح سلفاً لإسعاف وعلاج العدد الهائل من الإصابات منذ 30 آذار\مارس، في سياق مظاهرات يتم تنظيمها بمحاذاة السياج الحدودي. ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، هناك نقص في ما نسبته 27 في المائة من الأدوية وأكثر من 40 في المائة من المستلزمات الطبية اللازمة لعلاج الإصابات. وعلى وجه العموم، 50 في المائة من كافة الأدوية الضرورية لديها مخزون يكفي لأقل من شهر "هي على مستوى الصفر" ، و40 في المائة من هذه الأدوية قد استُنفذ بشكل كامل. وقد انخفضت النسبة في مستلزمات علاج الأورام وأمراض الدم لمعدل غير مسبوق بلغ 80 في المائة.

وقد أرسلت وزارة الصحة في رام الله مؤخراً مستلزمات طبية بسعة مئتي لوح تحميل إلى غزة للاستجابة لهذا النقص، دخل منها 174 إلى القطاع، قد سُمح اليوم بدخول العشرات منها بشكل استثنائي من قبل إسرائيل عبر كرم أبو سالم. ويوجد حالياً ما سعته 164 لوح تحميل من مستلزمات طبية مقدمة من شركاء آخرين في مجموعة الصحة في المخازن في ميناء أشدود في إسرائيل بانتظار الجمارك ومن ثم إدخالها إلى قطاع غزة خلال أسبوع أو أسبوعين. وتشمل هذه المستلزمات مواد لبنوك الدم وأدوية ضرورية لحالات الطوارئ تكفي لحوالي 70,000 شخص في القطاع، ويتطلب دخولها ترتيبات استثنائية.

مواد الغذاء

قدر اليوم قطاع الأمن الغذائي في غزة أن المخزون المتوفر حالياً يكفي لأقل من شهر، باستثناء منتجات الألبان التي تكفي من سبعة الى عشرة أيام فقط. ومن المخطط اجراء تقييمات على السوق خلال الأيام المقبلة لتقدير وفرة الغذاء.

ومن المتوقع تعطل إنتاج الخبز في المخابز والقدرة على الطهي في المنازل في كافة أرجاء القطاع بسبب النقص في غاز الطهي والسولار. ففي الأمس، 12 أيار\مايو، أوعزت هيئة البترول الفلسطينية الى محطات الوقود بالتوقف عن التزويد لترشيد توزيع مخزون الوقود المتوفر. كما وأنه من المتوقع أن يتأثر توفر العلف والبيض بسبب الإغلاق المطوّل لمعبر كرم أبو سالم.

حركة المعابر الأخرى

في يوميّ 12 و13 أيار\مايو، فتحت السلطات المصرية معبر رفح بشكل استثنائي أمام حركة المسافرين وأيضا فتحت المدخل المجاور المسمى "بوابة صلاح الدين" لمرور البضائع. وبالتالي، دخلت في الأمس 102 شاحنة محملة بالبضائع، بما فيها 80 شاحنة محملة بمواد بناء، عبر بوابة صلاح الدين، حيث شكل ذلك حوالي 20 في المائة من حجم البضائع التي تدخل يومياً عبر كرم أبو سالم في الوضع الطبيعي. ومن المتوقع أن يبقى معبر رفح مفتوحاً لمرور الحالات الإنسانية والمسافرين المسجلين مسبقاً حتى 17 أيار\مايو. [1]

وترقباً للمظاهرات الجماهيرية المتوقعة، سيتم اغلاق معبر إيريز أمام حركة المسافرين إلى إسرائيل يوميّ 14 و15 أيار\مايو، باستثناء مرور الحالات الإنسانية العاجلة، وسيُعاد فتحه أمام حملة التصاريح يوم 16 أيار\مايو.

وقد صرح المنسق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، السيد جيمي مكغولدريك، في 11 أيار\مايو، بأن "العمليات الإنسانية تعتمد على معبر كرم أبو سالم لإيصال المساعدة للمحتاجين في قطاع غزة. وأدعو المتظاهرين إلى تجنب أية أفعال تعيق عمل المدخل الرئيسي لمرور البضائع الإنسانية إلى غزة، كما أدعو السلطات المعنية بإصلاح الأضرار على وجه السرعة."

إخلاء مسؤولية: البيانات والتحليلات التي يحتويها هذا التحديث العاجل مبنية على معلومات أولية متوفرة. ويكون هناك تقييمات إضافية في وقت لاحق.


[1] تم تحديث الأرقام الخاصة بعدد الشاحنات وذلك بعد تسلم معلومات جديدة