تقرير حماية المدنيين | 4 – 17 كانون الأول/ديسمبر 2018

  • استمر تصاعد العنف في الضفة الغربية منذ يوم 9 كانون الأول/ديسمبر، وأدى إلى مقتل سبعة فلسطينيين وثلاثة إسرائيليين وإصابة 481 فلسطينيًا و16 إسرائيليًا بجروح، ورافق التصعيد عمليات بحث واعتقال المتعددة، واشتباكات عنيفة، وعمليات الهدم العقابية والقيود المشدّدة على الوصول. وبقي الوضع في قطاع غزة هادئًا نسبيًا خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. وفي بيان صدر في يوم 16 كانون الأول/ديسمبر، دعا المنسق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، السيد جيمي ماكغولدريك، "جميع الأطراف الفاعلة – بما فيها الجماعات المسلحة، والقوات الأمنية والمدنيين المسلحين – إلى الامتناع عن شنّ الهجمات على المدنيين والأعمال الأخرى التي قد تزيد من تصاعد العنف"، كما دعا إلى "تنفيذ عمليات إنفاذ القانون والنظام على نحو يتسم بضبط النفس وتأمين الحماية لسيارات الإسعاف والأطفال والمدارس والمدنيين بعمومهم."
  • تسبّب هجومان بإطلاق النار شنّهما فلسطينيون في محافظة رام الله في مقتل رضيع إسرائيلي وجنديين إسرائيليين، وإصابة ثمانية مستوطنين إسرائيليين وجندي آخر بجروح. ففي يوم 9 كانون الأول/ديسمبر، أطلق فلسطيني النار باتجاه سبعة مستوطنين إسرائيليين، من بينهم امرأة حامل وأربعة أطفال، بينما كان يقود سيارته على مدخل مستوطنة عوفرا، وأصابهم بجروح. وتُوفي الرضيع، الذي وُلد قبل أوانه في عملية قيصرية طارئة في وقت لاحق، بعد ثلاثة أيام من ولادته. وفي يوم 13 كانون الأول/ديسمبر، أطلق فلسطيني آخر النار باتجاه محطة حافلات على طريق 60، بالقرب من بؤرة جفعات أساف الاستيطانية، وقتل جنديين وأصاب جنديًا آخر ومستوطِنة إسرائيلية بجروح. وفرّ الفلسطينيان اللذان نفّذا الهجومين من مكانيْ الحادثتين.
  • أصاب فلسطينيون أربعة جنود إسرائيليين آخرين بجروح خلال هجمات إضافية، حسبما أفادت التقارير. وقد أُطلِقت النار باتجاه اثنين من منفّذي الهجمات وقُتلا. ففي يوم 11 كانون الأول/ديسمبر، قاد رجل فلسطيني سيارته باتجاه مجموعة من أفراد شرطة حرس الحدود الإسرائيلية بالقرب من قرية إذنا (الخليل) وأصاب أحدهم بجروح، وقُتل وهو يحاول الفرار. وفي يوم 13 كانون الأول/ديسمبر، طعن رجل فلسطيني اثنين من أفراد شرطة حرس الحدود الإسرائيلية في البلدة القديمة بالقدس وأصابهما بجروح، وأُطلِقت النار باتجاهه وقُتل بعد ذلك. وفي يوم 14 كانون الأول/ديسمبر، دخل رجل فلسطيني إلى مستوطنة بيت إيل (رام الله)، حيث طعن جنديًا إسرائيليًا وضربه بحجر من مسافة قريبة وأصابه بجروح. وأشارت التقارير إلى أنه سلَّم نفسه للسلطات الإسرائيلية في اليوم التالي.
  • قتلت القوات الإسرائيلية خمسة فلسطينيين، بمن فيهم اثنين مشتبه بهما في تنفيذ هجمات، خلال عمليات تفتيش واعتقال مختلفة واشتباكات تَبِعتها. ففي يوم 4 كانون الأول/ديسمبر، أُطلقت النار باتجاه رجل فلسطيني من ذوي الإعاقات وأُصيبَ في رأسه، خلال عملية عسكرية في طولكرم. ووفقًا لمصادر الفلسطينية، لم تكن الاشتباكات تدور في المنطقة التي شهدت حادثة إطلاق النار المميت. وفتحت السلطات الإسرائيلية تحقيقًا في الحادثة. وفي يوم 12 كانون الأول/ديسمبر، وعقب تبادل لإطلاق النار في مدينة نابلس، قتلت القوات الإسرائيلية المشتبه به في تنفيذ الهجوم الذي وقع في يوم 7 كانون الأول/ديسمبر، والذي قُتل فيه إسرائيليان. وفي اليوم نفسه، قتلت وحدة إسرائيلية متخفّية المشتبه به في تنفيذ الهجوم بإطلاق النار عند مستوطنة عوفرا في بلدة سردا (رام الله). ووفقًا لشهود عيان فلسطينيين، كان الرجل حيًا عندما أُخِذ إلى مركبة الوحدة، حيث يداه وقدماه مقيدة. وخلال عملية اعتقال في منطقة البيره الصناعية (رام الله) في يوم 13 كانون الأول/ديسمبر، قتلت القوات الإسرائيلية رجلًا فلسطينيًا، يبلغ من العمر 58 عامًا، بينما كان يقود سيارته بالقرب من مكان عمله وأصاب جنديًا إسرائيليًا بجروح طفيفة بسيارته. وفي اليوم التالي، أُطلِقت النار باتجاه شاب فلسطيني، يبلغ 18 عامًا من عمره، وقُتل خلال اشتباكات شهدها مخيم الجلزون للاجئين (رام الله).
  • وفضلًا عن ذلك، أصابت القوات الإسرائيلية 246 فلسطينيًا، من بينهم 52 طفلًا، بجروح في هذه الاشتباكات وغيرها. وأصيبَ معظمهم هؤلاء بعد عمليات بحث واعتقال وخلال احتجاجات. وفي الإجمال، نفّذت القوات الإسرائيلية 215 عملية، اعتقلت خلالها 287 فلسطينيًا. وسُجِّلت غالبية الإصابات والاعتقالات منذ يوم 13 كانون الأول/ديسمبر. وشهدت محافظة رام الله 31 في المائة من هذه العمليات و60 في المائة من الإصابات خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. كما أُصيبَ ثمانية فلسطينيين بجروح خلال الاشتباكات التي تلت دخول المستوطنين الإسرائيليين إلى مدينة نابلس لزيارة قبر النبي يوسف. ومن بين جميع الإصابات، أصيبَ نحو 70 في المائة من المصابين جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع، مما استلزم الحصول على علاج طبي، و15 في المائة بالأعيرة المعدنية المغلَّفة بالمطاط، و9 في المائة بالذخيرة الحية.
  • أصابت القوات الأمنية الفلسطينية خمسة فلسطينيين بجروح واعتقلت 15 آخرين خلال مظاهرة في مدينة الخليل. ونُظِّمت هذه المظاهرة إحياءً لذكرى انطلاقة حركة حماس. ووفقًا للتقارير الإعلامية، تعرض المتظاهرون للاعتداء بالهراوات والقنابل الصاعقة.
  • في يوم 13 كانون الأول/ديسمبر، أغلق الجيش الإسرائيلي الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة رام الله ومنها إلى خارجها لعدة ساعات. وما يزال اثنان من هذه الطرق مغلقيْن حتى نهاية الفترة التي يشملها هذا التقرير، بما فيها طريق في الجهة الشرقية (حاجز الدي سي أو) وطريق في الجهة الغربية (بوابة دير ابزيع). وبقيت معظم الطرق الأخرى تحت سيطرة الجنود، الذين يفتشون المركبات والمسافرين، ما يؤدي إلى أزمات مرورية خانقة، ولا سيما على حاجزيْ قلنديا وعطارة.
  • هُجِّر 29 فلسطينيًا نتيجةً لعمليتيْ هدم عقابيتين وأصيبَ 80 آخرون خلال الاشتباكات التي تلتها. ففي يوم 15 كانون الأول/ديسمبر، فجّر الجيش الإسرائيلي مبنًى يتألف من أربعة طوابق في مخيم الأمعري للاجئين (رام الله)، وألحق أضرارًا جسيمة بمبنييْن مجاورين، مما أدى إلى تهجير ما مجموعه 23 شخصًا، من بينهم ستة أطفال. وكان المبنى المستهدف يؤوي أُسرة رجل قتل جنديًا إسرائيليًا بحجر خلال عملية تفتيش في المخيم في شهر أيار/مايو 2018. وأصيبَ أكثر من 80 فلسطينيًا بجروح خلال الاشتباكات التي اندلعت في أثناء عملية الهدم وبعدها. وفي يوم 17 كانون الأول/ديسمبر، هُدم طابق التسوية والطابق الأرضي في مبنًى يتألف من ثلاثة طوابق في مدينة طولكرم، مما جعل المبنى بكامله في حالة خطيرة وأدى إلى تهجير ستة أشخاص، من بينهم طفل. وكان الطابقان المستهدفان يعودان لفلسطيني قتل إسرائيلييْن في يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر (انظر أعلاه).
  • وبالإضافة إلى ذلك، هدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت 26 مبنى فلسطينيًا في المنطقة (ج) والقدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير 18 شخصًا وإلحاق الضرر بسُبل عيش نحو 170 آخرين. ونُفذت جميع هذه العمليات بحجة الافتقار لرخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية. وكان 20 مبنًى من هذه المباني يقع في خمسة تجمعات سكانية في المنطقة (ج)، وما تبقى منها في القدس الشرقية.
  • شهد عنف المستوطنين الإسرائيليين ارتفاعًا ملموسًا خلال الاحتجاجات والاقتحامات التي تلت حادثتيْ إطلاق النار اللتين نفذهما فلسطينيون. فقد سُجل ما لا يقل عن 38 حادثة ألقى فيها المستوطنون الإسرائيليون الحجارة على المركبات الفلسطينية خلال هذه الفترة، مما أدى إلى إصابة 12 شخصًا بجروح وإلحاق الأضرار بالعشرات من السيارات. ووقع معظم هذه الحوادث خلال الاحتجاجات التي نظّمها المستوطنون في أعقاب الهجوم بإطلاق النار في يوم 13 كانون الأول/ديسمبر، حيث وقع نصفها تقريبًا في محافظة رام الله. كما شهدت بعض هذه الحوادث إغلاق مفترقات الطرق الرئيسية. وفي إحدى الحوادث، اقتحمت مجموعة من المستوطنون الذين كانوا في طريقهم إلى أحد الاحتجاجات، وترافقهم القوات الإسرائيلية، قرية بيتين (رام الله)، حيث أُطلقت النار باتجاه رجل فلسطيني وأصيبَ بجروح. وفي حادثتين أخريين، اعتدى المستوطنون جسديًا على ثلاثة رجال فلسطينيين وأصابوهم بجروح بالقرب من قريتيْ المِنُيا وتقوع (وكلاهما في بيت لحم) ومستوطنة موديعين عيليت (رام الله). وأفادت المصادر الفلسطينية بأن المستوطنين الإسرائيليين أتلفوا 266 من أشجار الزيتون واللوز في حادثتين في قريتيْ ترمسعيا (رام الله) والتواني (الخليل).
  • وفي قطاع غزة، تواصلت مظاهرات ’مسيرة العودة الكبرى‘ بمحاذاة السياج الحدودي وعلى الشاطئ، مما أدى إلى مقتل طفل فلسطيني، يبلغ 4 أعوام من عمره، وإصابة 557 فلسطينيًا بجروح على يد القوات الإسرائيلية، وقد قُتل الطفل في يوم 11 كانون الأول/ديسمبر متأثرًا بالذخيرة الحية التي أصيبَ بها خلال المظاهرة التي شهدها يوم الجمعة السابق شرق خانيونس. ومن بين العدد الكلي للمصابين خلال هذه الفترة، كان 102 من المصابين أطفالًا ونُقِل 340 مصابًا آخر إلى المستشفيات، بمن فيهم 105 أشخاص أصيبوا بالذخيرة الحية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
  • فيما لا يقلّ عن 15 مناسبة خارج سياق هذه المظاهرات، أطلقت القوات الإسرائيلية النيران التحذيرية في المناطق المقيَّد الوصول إليها باتجاه الأراضي والبحر في غزة. ففي يوميْ 10 و12 كانون الأول/ديسمبر، أطلقت القوات البحرية الإسرائيلية النار باتجاه صيادي الأسماك في منطقتيْ رفح ودير البلح وأصابت اثنين منهم على الأقل بجروح واحتجزت ستة آخرين، بمن فيهم طفل. وفي ثلاث مناسبات، دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة ونفّذت عمليات تجريف وحفر على مقربة من السياج الحدودي شرق غزة والمناطق الشمالية.
  • فُتح معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية بين غزة ومصر في كلا الاتجاهين خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، باستثناء أربعة أيام، حيث دخل ما مجموعه 1,517 شخصًا إلى غزة وغادرها 2,737 آخرين. وما يزال المعبر مفتوحًا على الدوام تقريبًا على مدار خمسة أيام في الأسبوع منذ يوم 12 أيار/مايو 2018.