منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والأنشطة الإنمائية يدعو دول العالم إلى تقديم الدعم اللازم بشدة لتحقيق التغيير في غزة

في زيارته اليوم إلى قطاع غزة المحتل يصاحبه دبلوماسيين من أستراليا، وبلجيكا، وكندا، والاتحاد الأوروبي وإيطاليا والمملكة المتحدة، دعا منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والأنشطة الإنمائية، روبرت بايبر، إلى زيادة العمل الدبلوماسي وزيادة جهود الجهات المانحة في خفض اعتماد السكان على المساعدات، وزيادة احترام القانون الدولي وتسهيل عملية الانعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار.

وصرح السيد بايبر بالقول:” في مثل هذا الأسبوع قبل عامين، تنفس الفلسطينيون في غزة الصعداء بعد انتهاء الأعمال القتالية التي استمرت 51 يوما حيث أوقعت 1,450 قتيل بين المدنيين وأكثر من 11000 اصابة ودمار بلغ حجمه 2 مليون طن من الانقاض"، وأضاف:" اليوم، تم اصلاح العديد من الأضرار المادية مرة أخرى، ولكن لا يزال الأفق قاتما مع استمرار العزلة المفروضة على قطاع غزة والتي تدخل عامها العاشر على التوالي".

واطلع الوفد في بيت حانون، على معاناة 65,000 فلسطيني مهجر منذ عامين، واستمع كذلك للضحايا وعائلاتهم وما ينتظرونه من ملاحقة للمسئولين عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي وقعت أثناء الأعمال القتالية.

وقد أطلعت المجموعة على أوجه الصعوبات التي تواجه المزارعين في قطاع غزة وتحول دون عودتهم لكسب العيش كما كان في السابق، في ظل القيود الإسرائيلية المفروضة حاليا على الوصول إلى الأراضي واستيراد المواد الضرورية -مثل الأسمدة وأنابيب المياه-التي تعتبرها إسرائيل "ذات استخدام مزدوج" (أي مدني أو عسكري). ويصارع القطاع الزراعي بأكمله من أجل التعافي حيث أُصلحت أقل من 20٪ من الدفيئات المدمرة والبساتين منذ عام 2014، وتم بناء ما يقل عن نصف آبار المياه والبرك والخزانات.

وكانت أزمة المياه المتدهورة في قطاع غزة الموضوع الرئيسي للمناقشة في بركة المنطار لتجميع المياه الذي دمر عام 2014. هذا المشروع المهم يقترب الآن من الانتهاء بعد تأخيرات كبيرة بسبب القيود المفروضة على استيراد المواد والمعدات.

وفي المنطقة الصناعية كارني، حيث انخفضت القدرة التصديرية بنسبة 85٪ من عام 2005 إلى عام 2015، أكد المشاركون على دور الانعاش الاقتصادي، ودور الصناعة في انتشال غزة من الفقر. هذا هو مفتاح الحل، خاصة وأن معدل البطالة بلغ 41٪ ويصل إلى 60٪ بين الشباب، مع تراجع الصناعات الكبرى وتخليها عن أكثر من 60٪ من الأيدي العاملة منذ الأعمال القتالية في عام 2014. واختتمت البعثة زيارتها باجتماع مع فريق كرة السلة للفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث استمع المشاركون، على الرغم من التحديات الهائلة، إلى رسالة أمل وقدرة الشباب في غزة.

وقال السيد بايبر:" لقد استمعنا إلى دعوات متسقة من الجميع موجهة إلى المجتمع الدولي كي يبذل ما في وسعه لتحسين الوضع في غزة، وخاصة تجنب وقوع تصعيد آخر". وختم بالقول:" المساعدة الدولية أمر حيوي، ولكن يجب علينا أيضا الدفع من أجل تغيير سياسات عميقة ومستدامة بما فيها رفع الحصار المستمر -بحيث تتمكن الخدمات الأساسية والاقتصاد من العمل بشكل كامل ولا يضطر الفلسطينيين في غزة إلى الاعتماد على المساعدات الدولية".