التركيز على أداء مجموعة الحماية خلال النصف الأول من عام 2015

بالرغم من التقدم الإيجابي يستمر انعدام التمويل لمجموعة الحماية يشكل تحديا مستمرا

خلال النصف الأول من عام 2015، حققت مجموعة الحماية ومجموعاتها الفرعية تقدماً إيجابياً باتجاه تحقيق هدفين حددتهما المجموعة:

  • زيادة احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني؛
  • منع وتخفيف آثار التجاوزات والانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ، والنزاع المسلح.

وإلى جانب التقدم الذي تم تحقيقه من خلال تنفيذ المشاريع، عزز أعضاء المجموعة بشكل فعّال حقوق التجمّعات المتضررة، وخاصة من خلال تحسين الجاهزية وخطط الاستجابة للأزمات؛ معززين الرصد، والإبلاغ والدفاع؛ وضمان تواجد وقائي على نطاق واسع لمنع الانتهاكات.

وتم تعزيز قدرات التأهب لحالات الطوارئ، في قطاع غزة، بما يتماشى مع خطة طوارئ الأرض الفلسطينية المحتلة. وشمل ذلك وضع خطة عمل للجان حماية المأوى التي سيتم تفعيلها في حال وقوع طارئ، وكذلك إطارا لرصد الحالة وأدوات أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، تم تعيين نقاط الحماية المركزية لكل محافظة؛ ومن حيث أنشطة الإنقاذ الوشيكة للحياة، أزالت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ما يقرب من ثلث 7,000 مادة متفجرة من مخلفات الحرب التي تلوث غزة بعد الأعمال القتالية في عام 2014. واستجابت أيضا لجميع التقييمات لمخاطر 596 مادة متفجرة من مخلفات الحرب التي نفذتها فرق إزالة الأنقاض التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، استمر تقديم المساعدة القانونية والاستشارة بالرغم من الممارسات الإسرائيلية المستمرة في الهدم والاستيلاء على المباني الممولة من الجهات المانحة، والتي تفرض أجواء قسرية على التجمّعات المتضررة. ووفقا لقوة العمل القانونية (مجموعة عمل ضمن مجموعة الحماية)، فإن 99 بالمائة من الأسر التي تتعرض لعمليات الهدم وأوامر الطرد في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، والتي تلقت المساعدة القانونية، محمية مؤقتا من التهجير نتيجة للإجراءات القانونية أمام المحاكم الإسرائيلية.

وبالإضافة إلى ذلك، أثبت توفير تواجد وقائي للتجمّعات الضعيفة المعرضة لتهديدات، مثل التهجير القسري والنقل القسري المحتمل وعنف المستوطنين، أنه أداة فعالة جدا في الحماية المادية لمثل هذه التجمّعات على مدى السنوات الماضية؛ مثل التواجد الوقائي المنسق الأخير الذي تم ترتيبه لتجمّع سوسيا الفلسطيني في محافظة الخليل الجنوبية والتي يواجه سكانها خطر الترحيل القسري. كان دفاع المجموعة مجديا، وبالتالي، ساعد حتى الآن، في الحيلولة دون إخلاء هذه التجمّعات بالقوة.

إن نقص التمويل لمجموعة الحماية يشكل تحدياً مستمراً، يعرض التنفيذ الكامل لجميع أنشطة الحماية المقررة في الأرض الفلسطينية المحتلة للخطر. في خطة الاستجابة الاستراتيجية لعام 2015، طلبت مجموعة الحماية 52 مليون دولار أمريكي لتغطية 45 مشروعاً متعلقة بالحماية تستهدف 1,46 مليون شخص في الأرض الفلسطينية المحتلة. واعتبارا من نهاية النصف الأول من عام 2015، تم تمويل 51 بالمائة فقط. وفي محاولة لتغطية المشاريع الإنسانية غير الممولة، بما فيها تلك الواردة في خطة الاستجابة الاستراتيجية، أطلق صندوق الإغاثة الإنسانية المجمع نداءه الأول لتقديم مقترحات في حزيران/يونيو. اثنان من 26 مشروعاً هي المشاريع غير الممولة وذات الأولوية القصوى التي أوصت بها المجموعات ذات العلاقة ووافق عليها صندوق الإغاثة الإنسانية المجمع تعالج احتياجات الحماية الهامة بتمويل يصل في مجمله إلى 352,478 دولاراً أمريكياً. ستواصل مجموعة الحماية الدعوة من أجل التمويل الكامل لجميع مشاريعها.

وبصرف النظر عن المسائل المالية، هناك حاجة إلى تعزيز التركيز العملياتي والتخطيط، إلى جانب مشاركة أقوى وذات مغزى من جانب المنظمات الوطنية، ومنظمات حقوق الإنسان والسلطات المحلية كما هو مبين في نتائج العرض الأخير للمجموعة. ولمعالجة هذه القضايا، ستركز مجموعة الحماية عملها خلال النصف الثاني من عام 2015 لضمان العمل المناسب لجميع المجموعات العاملة وكذلك لتعزيز قدرتها على تقديم تحليل مشترك، وضمان تكاملية الأعمال والاستجابات، وتجنب الازدواجية وتبسيط تدفق المعلومات وجمع البيانات.

معالجة صدمة الحرب لنساء غزة بالمساعدات الإنسانية

جمعية عائشة هي منظمة نسائية في غزة تأسست في عام 2009 لتمكين المرأة المهمشة من خلال توفير التمكين الاقتصادي والدعم النفسي والاجتماعي.[1] حددت جمعية عائشة الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي وخدمات الصحة النفسية للنساء المتضررات من الأعمال القتالية في غزة في عام 2014. وبتمويل قدره 237,978 دولاراً أمريكياً من صندوق الإغاثة الإنسانية المجمع،[2] قدمت المنظمة الدعم النفسي والاجتماعي للنساء من الأحياء التي شهدت هجمات اسرائيلية مكثفة وخسائر فادحة (بيت حانون والشجاعية).

دعم المشروع ما يقرب من 4,600 امرأة متزوجة، ومطلقة، وأرملة، ومهجورة ومعاقة، من سكان مناطق بيت حانون والشجاعية، على مدى ستة أشهر (تشرين الثاني/نوفمبر 2014- نيسان/أبريل 2015). عانت تلك النساء من فقدان أفراد من الأسرة، وفقدان منازلهن و/أو هجر أزواجهن لهن خلال الأعمال القتالية في صيف عام 2014. العديد من الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن عانين من الاكتئاب أثناء الحرب. وارتبطت خسارتهن مع مشاعر "الذنب" لفشلهن في حماية أطفالهن بينما نجون من الحرب بأنفسهن.

"كفاية"، وهي امرأة تبلغ من العمر 40 عاماً لديها تسعة أبناء ، تركها زوجها في مأوى لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد الهجوم الإسرائيلي عام 2014 مباشرة. ومنذ ذلك الحين، وهي تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة وعانت من أعراض الصدمة بشكل كبير. وقالت "بعد المشاركة في الجلسات قررت إصلاح بيتي المدمر وبدأت أفكر كيف يمكنني بدء عملي الصغير الخاص بي. كانت تلك الجلسات بمثابة الضوء في نهاية النفق بالنسبة لي؛ كانت البداية لإنقاذ حياتي وحياة أسرتي من الضياع والتشرذم. وساعدني موظفو جمعية عائشة أيضا في الاتصال بوزارة الشؤون الاجتماعية للحصول على نصيبي من مساعدات الوزارة المسجلة باسم زوجي".

وجاء المشروع في أعقاب "نهج تمكين الأفراد المتكامل" الذي طورته جمعية عائشة بعد الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في عام 2012، للاستجابة بشكل أفضل للاحتياجات المتعددة للنساء اللواتي يعانين من أعراض الصدمة واضطراب ما بعد الصدمة. نهج يجمع الدعم النفسي والاجتماعي مع تدخلات الحماية والتمكين. فمن جهة، يضمن التواصل مع النساء اللواتي كن في أشد الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي وواجهن عقبات في الوصول إلى مثل هذه الخدمات سواء لأسباب اقتصادية، أو مسؤوليات الرعاية، أو العجز أو الشيخوخة. وقد تم الاضطلاع بذلك بالشراكة مع المنظمات المجتمعية في تلك المجتمعات لتحديد المستفيدين. وشمل المشروع أيضا عيادات متنقلة للوصول إلى النساء في مجتمعاتهن المحلية ودمج الأنشطة الترفيهية التي أفادت الأطفال أيضا.

وهناك سمة أخرى، وهي دمج نظام الإحالة مع سلسلة من الخدمات لضمان الرفاه للمستفيدين، مثل المساعدة الإنسانية العاجلة، وتقديم الاستشارة القانونية، والمساعدة الاقتصادية من خلال برامج وزارة الشؤون الاجتماعية. وتم تقديم الاستشارة المتخصصة في مجال الصحة النفسية والعلاج إلى لـ100 امرأة يعانين من حالات اضطراب ما بعد الصدمة الشديدة من خلال برنامج غزة للصحة النفسية. واستناداً إلى إحصاءات قبل وبعد التقييم الذي أجرته جمعية عائشة، تمت ملاحظة تغيير إيجابي كبير في الصحة النفسية للنساء المستهدفات خلال فترة تنفيذ المشروع التي استمرت لمدة ستة أشهر.

* قدم محتوى هذه المادة مجموعة الحماية وهي جزء من سلسلة من العروض العامة المتعلقة بأداء المجموعات في ضوء الأهداف التي وضعت في خطة الاستجابة الاستراتيجية


[1]  من عام 1996 إلى عام 2009، تعمل جمعية عائشة تحت اسم "برنامج تمكين المرأة" كدائرة نسائية ضمن برنامج غزة للصحة النفسية.

[2]  صندوق الإغاثة الإنسانية المجمع هو صندوق يموله عدد من المانحين بقيادة منسق الشؤون الإنسانية ويديره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الذي يستهدف الحاجات الأكثر إلحاحا والثغرات في التمويل في خطة الاستجابة الإنسانية، ويوفر استجابة فورية لحالات الطوارئ غير المتوقعة.