تهجير للمرة الثالثة: صدمة لا تنتهي أبدًا: قصة كمال

«لم أُرِد أن أغادر غزة، ولكنني قد أذهب إلى أي مكان الآن. عندما أبتسم وعندما أضحك، أشعر كما لو كان ثمة شيء خطأ. وأسأل نفسي لمَ أضحك؟ كل يوم أشعر بالذنب لأنه يتعين على أبنائي أن يعيشوا في نفس المكان الذي قُتل فيه أخوهم.»

كمال عواجة، 17 تموز/يوليو 2021

كمال وثلاثة من أبنائه. وعلى الجدار صورة لابنه إبراهيم الذي قُتل خلال حالة التصعيد في 2008/2009. بيت لاهيا، 7 تموز/يوليو 2021. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
كمال وثلاثة من أبنائه. وعلى الجدار صورة لابنه إبراهيم الذي قُتل خلال حالة التصعيد في 2008/2009. بيت لاهيا، 7 تموز/يوليو 2021. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

تعرض كمال ووفاء وأبناؤهما الأربعة عشر للتهجير ثلاث مرات خلال السنوات الاثنتي عشرة المنصرمة. وكانت المرة الأولى التي هُجرت فيها هذه الأسرة في العام 2009، خلال الهجوم الجوي والبري الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة («عملية الرصاص المصبوب»)، حيث دُمر منزلها وقُتل ابنها إبراهيم ذو العشرة أعوام أمام ناظريها وأصيب أفرادها بجروح. وبسبب حدة العملية البرية، تُرك أفراد الأسرة دون علاج طبي لمدة أربعة أيام قبل أن يتمكن جيرانهم من نقلهم إلى المستشفى.

وسكنت أسرة عواجة، عقب تهجيرها، في بيت متنقل حتى العام 2012. ولم يتسنّ للأسرة أن تعيد بناء «منزل أحلامها»، كما يسميه كمال، إلا في العام 2014. وبعد ثلاثة أشهر من انتقالهم إلى هذا المنزل، بدأت «عملية الجرف الصامد» ودُمر المنزل مرة أخرى. ويستذكر كمال ذلك بقوله: «كان من المحزن أن يدمَّر منزلنا مرة ثانية، ولكن عزائي أن أحدًا من أسرتي لم يصَب أو يُقتل.»

وفي أيار/مايو 2021، لم يكن أمام كمال وأسرته من خيار سوى الرحيل عن منزلهم واللجوء إلى منطقة أكثر أمنًا للمرة الثالثة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية التي قصفت غزة كل يوم، حيث كان يتملكهم الخوف على أرواحهم والصدمة التي ما زالوا يعانون منها من تجربتهم في حالتي التصعيد اللتين نشبتا في العامين 2009 و2014.

ليالي، إحدى بنات كمال، أمام منزلها في بيت لاهيا، 7 تموز/يوليو 2021. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
ليالي، إحدى بنات كمال، أمام منزلها في بيت لاهيا، 7 تموز/يوليو 2021. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

في هذه المرة، لم يدمر منزلهم الحالي ولم يصب أي منهم بإصابة بدنية. ويقول كمال: «كنت سعيدًا أنني عدت إلى منزلنا ووجدت أنه لم يزل قائمًا. وحتى هذا اليوم، لا أزال مدينًا بثمن الأثاث الذي اشتريناه لمنزل أحلامنا الذي قصف في العام 2014. وما زلت أدفع 300 شيكل (نحو 93 دولارًا) كل شهر.»

ومع ذلك، فلم تخبُ حدة الصدمة الناجمة عن مقتل ابنهم إبراهيم والمرات المتعددة التي هُجروا فيها مطلقًا. ويقول كمال: «لست أؤمن ولا أثق في القانون الدولي لحقوق الإنسان أو ما يسمى حماية المدنيين. لقد سلبت إسرائيل ذلك مني، مع ابني. يشعر أبنائي بالصدمة والخوف. وأشعر بالعجز.»