إنفلونزا الطيور في قطاع غزة

يعتقد أنه تم احتواء انفلونزا الطيور، ولكن حدثت حالات تفشي جديدة في الأشهر الأخيرة

منذ آذار/مارس 2015، سببت أنفلونزا الطيور شديدة العدوى من سلالة إتش 5 إن 1 (H5N1) انتشار المرض في 37 مزرعة للدواجن في قطاع غزة، وتطلب الأمر عمليات إعدام في 52 موقعاً، مما أدى إلأى إعدام 66,243 من الدواجن في إطار الإجراءات المتعارف عليها لمكافحة الأمراض. تؤثر إنفلونزا الطيور إتش 5 إن 1 على الدواجن وهي غالبا ما تكون قاتلة، وتهدد سبل عيش المزارعين وتتسبب بمخاطر كبيرة لقطاع الدواجن، وكذلك للبلد ككل، من خلال آثار سلبية على اقتصاديات سلامة الغذاء والتجارة. وفي حالات نادرة، سببت إنفلوانزا إتش 5 إن 1 إصابات بشرية، مسببة في بعض الأحيان أمراض خطيرة، وحتى الموت. رغم أنه لم يتم حتى الآن تحديد أي إصابات بشرية في غزة.

منذ عام 2003 عندما تم تشخيص أول إصابة بسلالة الفيروس إتش 5 إن 1 بين البشر في جنوب شرق آسيا، نفذت الوكالات الدولية والحكومات تدابير صارمة للسيطرة على المرض ومنعه من الانتشار. وأنشأت الأمم المتحدة مكتب منظومة الأمم المتحدة المعنية بالتنسيق بشأن الأنفلونزا لتقييم جهود الدول الأعضاء في السيطرة على المرض في مصدره. ولعبت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) دوراً قيادياً في التنسيق على الصعيد العالمي، موفرة الدعم في الرقابة والتأهب في صورة خدمات وإمدادات لـ 95 دولة، وكذلك العمل ابالتعاون مع الأطراف الرئيسية المعنية مثل منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.

توزيع الدواجن المصابة والتي تم إعدامها في قطاع غزة، حسب المحافظة

تم إبلاغ المنظمة العالمية لصحة الحيوان بوقوع أكثر من 8,400 حالة تفشي على مستوى العالم منذ نهاية عام 2003. وعلى المستوى الإقليمي، واجهت عدة بلدان في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة، حالات تفشي للمرض، مع مصر التي تواجه تهديدا أكثر خطورة واستمرارية منذ أن أصبح الفيروس متوطنا في الدواجن هناك.

إتش 5 إن 1؛ هل هو خطر على المزارعين الفلسطينيين؟

في كانون الثاني/يناير 2015، أفادت الضفة الغربية بوقوع أول حالة تفشي للمرض فيها (منذ آذار/مارس 2011) في مزرعة للرومي تقع شمالي قرية سيريس أدت إلى نفوق 17,400 طائر، تلتها ثلاث حالات تفشي أخرى للمرض في مزارع للدجاج البياض بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس. قدمت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الدعم لوزارة الزراعة للاستجابة للأزمة، بما في ذلك عن طريق تسهيل بعثة تقييم فنية مشتركة من مركز إدارة الأزمات في مجال صحة الحيوان. ، إلى الضفة الغربية. لم يتم الإبلاغ عن حالات تفشي جديدة في الضفة الغربية منذ آذار/مارس 2015. إن تحسين قدرة الخدمات البيطرية لوزارة الزراعة لمعالجة أزمات مماثلة أمر ضروري لبناء القدرة على الاستجابة وتقليل المخاطر المستقبلية، لاسيما في ضوء وضع انفلونزا الطيور الناشئ حاليا في قطاع غزة.

أول حالة لإنفلونزا الطيور في قطاع غزة منذ عام 2006، حدثت في آذار/مارس 2015، مع حوالي 1,200 دجاجة مصابة في مزرعة في حي القصب في جباليا. ثم شهد نيسان/أبريل إعدام 929 دجاجة أخرى على أيدي الخدمات البيطرية كجزء من إجراءات مكافحة المرض في خان يونس والشمال.

وعمل معظم المعنيين الذين يعملون في قضايا صحة الحيوان والصحة العامة، لوقت طويل من أيار/مايو، على أساس فرضية أن موجة تفشي المرض قد تم احتواؤها. ولكن، شهد أيار/مايو وحزيران/يونيو وتموز/يوليو 36 حالة تفشي أخرى في جميع مناطق قطاع غزة حتى الثالث آب /أغسطس. واكتشف الفيروس في جميع أنواع الدواجن تقريبا، ولكنه اكتشف أساساً في الدجاج البياض والبط. إن الزيادة المتسارعة في عدد حالات تفشي المرض تعني أن غزة تواجه مخاطر مرتفعة من انفلونزا الطيور إتش 5 إن 1 ليصبح متوطنا بين الطيور الداجنة المحلية. بالإضافة إلى الأضرار الفعلية والمحتملة التي لحقت بقطاع الدواجن والاقتصاد عموما، وبالنظر إلى أن معدل الفقر وسوء التغذية مرتفع في قطاع غزة، توفر الدواجن والبيض مصدرا رخيصا نسبيا ومهما للبروتين الذي يحتاج إلى الحماية. إن الطبيعة الحيوانية للفيروس، الذي يسبب في بعض الأحيان إصابات وحالات وفاة في البشر، تشكل تهديدا إضافيا يتطلب زيادة التوعية المناسبة واستخدام إجراءات وقائية.

هذا الواقع دفع وزارة الزراعة لأن تطلب من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إرسال بعثة فنية ثانية لتقييم الوضع الناشئ في قطاع غزة وإعداد توصيات لتحسين الاستجابة، وكذلك تحديد الموارد التي ستكون مطلوبة لضمان أن هذه السلسلة من حالات تفشي المرض يتم احتواؤها بالسرعة الممكنة. تمت هذه البعثة، التي تضم متخصصا في علم الأوبئة، وخبيرا في تقييم المخاطر وخبيرا في إدارة المخاطر، وخبيرا في مخاطر الاتصالات وخبيرا في المختبرات؛ خلال الأسبوع الثاني من آب/أغسطس وشملت إجراء تقييم للحالة الوبائية، وتقييماً للثغرات والاحتياجات المطلوبة لبناء القدرات؛ وفهم تصورات المخاطر للمعنيين المحليين؛ وتحديد الدعم اللازم لتعزيز الجاهزية والقدرة على الاستجابة؛ وتسهيل موارد التعاون الإقليمي؛ وتحديد الموارد. تم عرض النتائج ومسودة توصيات البعثة إلى وزارة الزراعة والجمهور في 13 آب/أغسطس.

* ساهم بمحتوى هذه المادة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)